أحمد سمير يكتب: الاحتمالات الثلاثة في مصر
المشهد الحالي في مصر بعد ان أصبحت ''مصر المنقسمة'' صار شبيهاً بمباريات كرة القدم: من سيحرز هدفاً في اللحظات الاخيرة!!
اصبحنا في ملعب سياسي ذى طبيعة خاصة فمباريات كرة القدم اللاعبون فقط هم من يتحركون ,اما في مصر فالجمهور يلعب ايضاً واحياناً يحرز هدفاً مثلما حدث اثناء ثورة يناير , وكثيراً ما يلقى ذلك الجمهور بالحجارة تارة او يرمى بالرصاص تارة اخرى..
الدوري السياسي المصري ينافس فيه ثلاثة فرق رئيسية وهي الاخوان والتيار المدني او النخبة, الى جانب الجمهور الذى يلعب احياناً ويشاهد احياناً اخرى !!
حكم المباراة هذه المرة ينتمي للفريق الأول وهو (الإخوان) لذلك يراه الكثيرون انه لن يستطيع ان يكون حكماً عادلاً فهو يلعب ويحكم ويأخذ قرارات وعليه ان يحرز اهدافاً ايضاً واخيراً في الايام الماضية وجدناه يشاهد فقط !!!
عفواً سيادة الرئيس فأننى حقاً أحترمك فانت أول رئيس أخترته بارادتي الحرة ولا أريد ان اندم على من اخترته مثلما ندمت على من اختارته لي الاقدار , يا سيادة الرئيس صفقت لك ولم اكن اخوانياً وهتفت باسمك في الانتخابات ولم اكن راضياً ..الان وانت الرئيس وقد رضيت ورضينا جميعاً فكن رئيساً حكماً و لا تلعب مثلما يلعب اللاعبون ..
المباراة الان في الوقت بدل الضائع وعلى الحكم ان لا ينحاز لفريق و ان يراعى ضميره امام الجماهير التي صفقت له بداية المباراة والان بعضها يرميه بالحجارة والاخر مازال يصفق له .
أردت كتابة تلك الكلمات قبل ان اطرح عليكم الاحتمالات الثلاثة بعد خطاب الرئيس فقد اصبحنا نشك في كل شئ حتى في أنفسنا فخطابات الرئيس الاخيرة كلها اشارات توحي بمؤامرة والتفاف على الدولة والشرعية بل وعليه نفسه ولم يكن الرئيس مختلف عن سابقه مبارك الذى لم يعرف الشفافية في تاريخه السياسي قط سواء فى طرح المشكلات او فى اتخاذه للقرارات .
و من ناحية اخري القوي الليبرالية والتيارات المدنية مازالت تحدثنا بمؤامرة اخوانية على مصر واننا نسير فى اتجاه دولة المرشد بلا عودة !!
لا شك ان المشهد غاية فى التعقيد ولا يستطيع احد مهما بلغت خبراته ان يتوقع او يتنبأ بالساعات القليلة القادمة في مصر لكننى أري ان الاجتماع المزمع بين الرئيس محمد مرسي والقوي الثورية والتيارات السياسية المختلفة يوم السبت سيجعلنا لا نخرج بين
تلك الاحتمالات الثلاثة وهى ان ينكشف الرئيس امام الجميع حال اصراره على تجاهل نداءات الكثير من المصريين التى تحملها المعارضة خاصة ان لم يكن على قدر من الشفافية التى تمكنه من طرح ابعاد المؤامرة التى يعرفها وحده . والاحتمال الثاني ان تنكشف النخبة و التيارات المدنية حال اصرارها على النيل من هيبة الرئيس وغلق مسامعها عن الحلول الوسطى التى قد تخرج مصر من الازمة الحالية, والأحتمال الثالث وهو مالا أتمناه ان ينكشف الجميع وتسقط الاقنعة عن كل التيارات وفى هذه الحالة على مصر ان تثور مرة أخرى على نفسها ..