.. د . عــائض القــرني
اشتكت فتاة وتظلمت ولم تجد سامعا" ولا مجيبا" من الناس
ظلمها زوجها ثم طلقها وأخذ أبناءها الثلاثة وحرمها رؤيتهم ، ومنع عنها النفقة ، فذهبت لأهلها شاكيه باكية متفجعة ،فوجدت أباها ضعيفا عاجزا أمام أخوانها الفجرة الجبابرة الذين صبوا جام غضبهم على أختهم المسكينة الحسيرة الكسيرة ،المطلقة .......
وأرادت أن تذهب إلى القاضي فأقسم أحد إخوانها أن ذهبت للقضاء ليجرنها من شعر راسها فبقيت حائرة مظلومة حزينة لايجف لها دمع ولا تتكحل عيناها بنوم ، ولايسكن خفقان قلبها ،أما نهارها فسب من أهلها وشماته وسخرية وأما ليلها فبكاء وعويل على اطفالها ومستقبلها وانين من جور زوجها وضعف أبيها وظلم أخوانها فلاهي حية فترجى ولاميته فتنعى ،
محبوسة في البيت تصارع الهموم وتقاتل الاحزان وتبعث الاهات الحارة كأنها حمم البركان وتتنهد بالزفرات الملتهبة
كأنها شهب نار، ماتدري ماذا تفعل ،
أتصلت ببعض العلماء فقالوا:
اصبري واحتسبي ، فصبرت وأحتسبت ولكن صبرها انتهى واحتسابها نفذ ، وقد طوقها أليأس ، وأحاط بها الكرب ، كلمت بعض قرابتها فقالوا: أذهبي للقضاء ، فأخبرتهم أنها لو تذهب للقضاء لعذبها أخوانها عذابا" شديدا ، فأصبحت لايسمح لها بأن تشكي أو تبكي ، فماهو الحل أمام زوج ظالم ، وأب مسكين ، وأخوة عاقين ، ومجتمع قاس ،
أليس من الأجمل أن يقوم أهل الحل والعقد بمتابعة هذه
القضايا وإخبار الناس بعناوين
يمكن الاتصال بها لرفع هذه الضائقة وكشف هذه الملمة وتقديم هؤلاء الجناة العتاة
الجفاة للعدالة، وفي الحديث الصحيح «« أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض » »
فكيف بمن حبس امرأة وظلمها وحرمها من اطفالها ومنع عنها نفقتها ، بل منع منها الشكوى والتظلم .
لا إله إلا الله الملك الحق المبين،
لا إله إلا الله العدل اليقين،
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين،
سبحانك إني كنت من الظالمين،
جزا الله من قرأ هذا الموضوع كل خيـــــر وحفظ عيناه التي قرأت السطور يوم القيامة من حــر نار جهنم ..