الجيومورفولوجيا Geomorphology
إذا كانت جغرافيا السطح تهتم بدراسة صخور القشرة الأرضية والحركات التكونية التي تؤثر فيها، فإن الجيومورفولوجيا تختص بدراسة الأشكال على سطح الأرض.
ويُعد مصطلح جيومورفولوجيا تعبيراً مركباً مشتقاً من عدة مقاطع يونانية قديمة وهـي Geo وتعني الأرض، Morpho ومعناها الشكل، Logy وتعني علم أو دراسة، وعلى ذلك فإن المعنى لمصطلح جيومورفولوجيا هو علم أو دراسة الأشكال التضاريسية لسطح الأرض.
يرجع الفضل إلى العالم الأمريكي وليم موريس دافيز Davis, W.M 1850-1934 في تحديد هذا العلم وتمييز مجاله وجعله علماً متميزاً عن الجيولوجيا الطبيعية Physical Geology[1]. وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن بعد دافير فإن آراءه مازالت تشكل القلب النابض للدراسات الجيومورفولوجية في الوقت الحاضر، ومازال منهجه متبعاً ومعروفاً بالمنهج الدافيزي. يقوم هذا المنهج على أساس الدراسة الوصفية لظواهر سطح الأرض المختلفة في الحقل، وتتبع مراحل تكوينها من بداية نشأتها إلى صورتها الراهنة.
وتنقسم الدراسات الجيومورفولوجية إلى ثلاثة أقسام هي:
1. دراسة شكل سطح الأرض ومظهره العام Morphographic Analysis
وتهتم بالإلمام بأشكال انحدارات سطح الأرض، وتقسيم هذه الانحدارات من حيث أنماطها، واختلاف درجاتها إلى مجموعات متباينة، ومحاولة إيجاد العلاقات المتبادلة بين هذه الأنماط المختلفة، وخصائص كل من التكوين الصخري، ونظام طبقاته، وأثر عوامل التعرية المختلفة عليها.
2. تحليل تطور شكل سطح الأرض Morphogenetic - Analysis
ويختص بتحليل السمات الجيومورفولوجية لظاهرات سطح الأرض، وتوزيعها الجغرافي، ومراحل تكوينها، وتطويرها، والظروف المناخية، التي شكلتها، والحركات التكونية، التي أثرت في نظام بنية طبقات صخورها.
3. دراسة العمر النسبي للظاهرات الجيومورفولوجية لسطح الأرض
Morphochronological - Analysis
ويقوم هذا القسم على تحديد الزمن أو الأزمنة الجيولوجية، التي تكونت فيها الظاهرات الجيومورفولوجية المختلفة لسطح الأرض، وتَتَبُع المراحل، التي أدت إلى إظهار سطح الأرض وإبرازه بشكله وإطاره الحالي.
وتعالج الجيومورفولوجيا أثر تنوع التكوين الصخري Lithology، ونظام بنية الطبقات Structure، وفعل التجوية Weathering، وعمليات التعرية Erosional Processes في تشكيل سطح الأرض. وبالتالي يخدم هذا الفرع الجغرافي العديد من العلوم التي لها علاقة بسطح الأرض، مثل علم التربة Pedology، والهيدرولوجيا Hydrology، والهندسة المدنية Civil Engineering، والدراسات العسكرية Military Studies، والتخطيط الإقليمي Regional Planning، ودراسة الصور الجوية وتفسيرها Air Photography Interpretation.
__________________________________________________ __
[1] تختلف دراسات الجيولوجيا الطبيعية (الفيزيائية) عن الدراسات الجيومورفولوجية، ذلك أن الأولى تولي عنايتها بدراسة صخور قشرة الأرض، ونظام بنائها، والحفريات التي أنطمرت فيها، والتركيبات المعدنية التي تتألف منها، أما الجيوموروفولوجيا فتربط بين هذه المعلومات (المستنبطة أساساً من الدراسات الجيولوجية) وظاهرات سطح الأرض المختلفة، وإيضاح مراحل تطورها، واختلاف أشكالها، والعوامل الجيولوجية والجغرافية، التي تؤثر في تباين أشكالها وتوزيعها الجغرافي، كما تساعد الخرائط الجيومورفولوجية في إبراز العلاقة المتبادلة بين نوع الصخر، ونظام بنائه، وعوامل التعرية المختلفة، التي تعمل على تشكيل الصخر في أجزاء سطح قشرة الأرض بظاهرات جيومورفولوجية متنوعة. ومن دراسة التحليل الجيومورفولوجي للرواسب الصخرية المختلفة فوق سطح الأرض، تقدم الجيومورفولوجيا قاعدة معلومات مهمة للدراسات الجيولوجية تختص بنشأة هذه الرواسب، والعوامل التي أدت إلى إرسابها، والأزمنة الجيولوجية التي ترسبت فيها، ومن ثم يصبح من السهل على الجيولوجي أن يدرك الظروف المناخية السائدة إبان عملية إرساب هذه المفتتات الصخرية. وتتَبُع الخيوط الأساسية، التي تُلقي الضوء على مراحل التطور الجيومورفولوجي للمنطقة. ومن هنا ظهرت الصلة القوية بين كل من الجيولوجيا والجيومورفولوجيا، وأصبح لزاماً على الجيولوجي أن يلم إلماماً عاماً بأصول الجيومورفولوجيا، حتى يتيسر له تفسير تكوينات قشرة الأرض والأدوار، التي مرت بها خلال العصور الجيولوجية المختلفة.
__________________