رملة السبعتين ..كنوز ثمينة واسرار دفينة

اعداد/ زبين عطية


رملة السبعتين هي عبارة عن سلسلة من الكثبان الرملية المتوازية وتفصل مابينها مساحات صخرية صلصالية وجبس وتلال كريتاسيه وجوراسيه وتمتد رملة السبعتين مئات الكيلومترات من الاتجاه الغربي الى الاتجاه الشرقي وتتميز بعرض يصل الى 200 كيلو متر من بداية امتدادها وتنحصر كلمااتجهنا شرقاً حتى تصل الى16 كيلومتر ، ويمثل جو الكديف وجو المليس مع رملة السبعتين حوضاً تكتونياً واحداً يصل قطرهالى 240 كيلومتر ويشكل هذا الحوض انحداراًعاماً من الجنوب والجنوب الغربي الى اتجاه الشمال والشمال الشرقي كما انها تعتبرضمن واحات الربع الخالي التي نشات فيها عدد من حضارات الدول اليمنية القديمة المتعاقبة التي امتد نفوذها الى شمال الجزيره العربية ومنها على طريق القوافل التجارية في تلك العهود القديمة التي كونت الاصل السامي ، حيث انشات هذة الامة عمراناً واسست المدن في تلك العهود من تاريخ الانسانية ، فقد عثر الرحالة مارتي سان جون فلبي في رحلته من جدة عبر البحر الاحمر الى شاطىء المحيط الهندي مخترقاً بعض المناطق اليمنية (رملة السبعتين) واطراف الربع الخالي على ثلاثة الاف نقش تاريخي منها مايوكد على نشوء حضارات قديمة مثل ( صهيد) ( رملة السبعتين ) والاحقاف وباراودام ، واثار الرحالة برتودام توماس الذي اجتاز صحراء الربع الخالي من شماله الى جنوبه ان البدو اخبروه عما سمعوه عن ابائهم انه في اطراف الربع الخالي بصحراء رملة السبعتين كانت هناك مدن مزدهرة تحتوي على الحدائق والقصور ويقال انه توجد تحت الكثبان الرملية بحيرة غزيرة بالمياه تمتد بطول (40) كيلومتر .

وتعتبر رملة السبعتين ايضاً احدى اقدم الاقاليم في شبه جزيرة العرب حضارة ويعود ذلك لتمتعها انذاك بظروف مناخية وموقعية وتربة جيدة ادت الى الاستقرار البشري وممارسة حرف متطورة كالزراعة والتجارة منذ وقت مبكر وكان هناك فايض في الانتاج الزراعي استدعى تصديره الى سكان الاقاليم المجاورة واستيراد مايحتاج اليه السكان من السلع ومن هنا نبعت شهرة اليمن التجارية والتوسط التجاري بين الحضارات الجنوبية والشمالية وقد ارتبطت التجارة بعملية النفل ارتباطاً وثيقاً مما حتم على الدول اليمنية المتعاقبة الاهتمام بالطرق وحمايتها والاشراف عليها وقد اشتهر الكثير منها عبر التاريخ ، حيث كانت اهم الطرق التي تسلكها القوافل التجارية طريق البخور ( اللبان) والذي كان يمتد من اقليم ظفارعبر وادي حضرموت حتى مدينة شبوة القديمة بعرماء عبر رملة السبعتين وكانت لها اهمية تاريخية ، حيث كانت ملتقى للقوافل التجارية الاتية من جميع المدن في الحقبة الزمنية القديمة ...ومازالت هناك اسرار غامضة لكثير من الحضارات اليمنية القديمة التي نشاْت ماقبل عصور التاريخ.


المعادن الثمينة التي تختزنها رملة السبعتين
ان رملة السبعتين كانت قبل الاف السنين واحة خضراء لم تغطها تلك الكثبان الرملية الامراحل متاخرة وقد قامت في ربوعها حضارات كثيرمن الامم اليمنية السابقة وكانت تصب اليها المياه القادمة من وادي بيحان ووادي تثليت ووادي الدواسر ووادي الحارد ورافدة في الجوف ووادي اذنة في مارب وتفرغ تلك الوديان حمولتها في تلك الواحة والتي هي عبارة عن الرواسب والصخور المفتتة وماتحمله معها من المعادن الثمينة انتقلت من مصادرها بفعل عملية التعرية ..وقد ورد عن الهمداني ان الرس بناحية صهيد (رملة السبعتين) وكانت بها قصور أمة من قحطان وان على جانبها الغربي الغربي كان الناس يعدنون منها الذهب والفضة وبينما ذكر نشوان الحميري أن وبار وهي موطن اهل الرس وأن رملة السبعتين هي الجزء الرئيسي من واحة وباراوادم وان الانسان اليمني في ذلك التاريخ كان يستخرج الذهب من تلك الواحة لانه انتقل عبرمياة الاودية وترسب في رملة السبعتين ( فلاة صهيد) والى ذلك وردت تلميحات عديدة حول ثروات الرواسب الرملية التي تحتوي على المعادن الثمينة ، اذ يقال بان الذهب كان هناك في منتهى الوفرة، حيث ذكر كثير من المؤرخين ان هذا المعدن الثمين كان يستخرج في التاريخ القديم خالصاً نقياً لايحتاج الى معالجة وافادوا انها كانت توجد مدن مزدهرة وكانت تعيش في غنى وازدهار وان الله قد عاقب تلك الامم التي كانت تعيش هناك وغطاها بالكثبان الرملية حيث طمرت تلك الكثبان واحة (رملة السبعتين)واصبحت تلك الواحة يكتنفها كثير من الاسرار، فهي كانت تحتل موقعا تاريخيا مهما ويعيد المؤرخون ان سكان هذه الواحة من اغنى القبائل اليمنية عامة بما كانت تكتنزه من مناجم للذهب، حيث تزود ابوابها وجدرانها وسطوحها بالالوان وترصعت تلك الجدران والقصور بالعاج والذهب والفضة والاحجار الكريمة وقد اشارت دراسات جيولوجية ونتائج محدودة للاعمال الجيوكيميائية الى وجود تمعدنات للذهب في الصخور الرسوبية وخاصة في شرق رملة السبعتين ،بالاضافة الى وجود تمعدنات للفضة والزنك والرصاص وتشير تلك الدراسات ان تلك المعادن تتواجد برتب اقتصادية عالية على حواف رملة السبعتين وامتداتها من شبوة/ مارب حتى مدخل وادي حضرموت كما اشار.

الى ذلك توجد بصحراء رملة السبعتين احتياطات كبيرة من الرمال البيضاء والتي تعتبر من اجود رمال صناعة الزجاج حيث امتدادها من وادي بيحان غربا حتى مدخل وادي حضرموت شرقا ، فقد اظهرت عمليات البحث والاستكشاف والتقييم للخامات المعدنية التي نفذتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الى تواجد خامات صناعة الزجاج وبكميات كبيرة في رواسب الكثبان الرملية التي تغطي سطح رملة السبعتين .

وختاماً نوجز هنا بان رملة السبعتين كانت تحتل موقعا تاريخيا مميزاً عاشت في احضانها كثير من الحضارات اليمنية القديمة والتي لاتزال كثير من اسرارها دفينة وهي بحاجة الى الكثير من الدراسات والمسوحات الاثرية والجيوفيزيائية كما اننا بحاجة الى دراسة الجغرافيا القديمة لواحة الربع الخالي وكذلك الى تحليل صور الاقمار الصناعية لتلك المنطقة لانها قد تسهم مثل تلك الدراسات في الكشف عن مناجم التعدين ومظاهر التمدن التي طمرتها تلك الرمال ويعود تاريخها الى ماقبل القرن العاشر قبل الميلاد وهي الفترة المرتبطة بحضارات عاد وثمود

الله الحاد وحده كل ذاء في الرمله ولاندري لك تحياتي واشواقي

موضوع تاريخي رائع مشكور ابو شهاب على النقل

لاهنت ع طرح الموضوع دوم مميز يا ابوشهاب

شكرا ع الطرح تقبل تحياتي