موضوع مهم عن الغاز

حتى لا يضيعنا السراب .. المستقبل للغاز
د. أنس بن فيصل الحجي

أوضحت جلسات مؤتمر «سيرا ويك», الذي عقد في الأسبوع الماضي في مدينة هيوستن الأمريكية على مدى أسبوع كامل وشارك فيه قادة صناعة الطاقة في العالم, أن هناك شبه إجماع ضمن قادة قطاع الطاقة في العالم على أن الغاز الطبيعي ليس جسرا للمستقبل، وإنما هو المستقبل. هذه النتيجة رددها عدد من هؤلاء القادة، وتعكسها استثمارات الشركات العالمية بما في ذلك شركة أرامكو السعودية. حتى إدارة الرئيس أوباما غيرت رأيها في شأن الغاز حيث لم تعد تتجاهله واعتبرته جسرا للمستقبل وذلك على لسان وزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو. وكانت إدارة أوباما تركز بشكل كبير على الوقود الحيوي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتجاهلت الغاز تماماً. لكن حتى هذا التحول في موقف الإدارة لاقى انتقادا كبيرا من عدة جهات، ليس لأنها تخالف الاعتقاد السائد بأن الغاز هو المستقبل فقط، لكن أيضا لأن الإدارة الأمريكية لم تتخذ الخطوات العملية لجعل الغاز «جسرا للمستقبل» كما تقول.

وكان جيمس مولفا، رئيس شركة كونكوكوفيليبس، قد وجه كلامه إلى دانييل يارجين، رئيس المؤتمر ورئيس شركة سيرا، ومؤلف كتاب «الجائزة» الذي يتحدث عن تاريخ النفط، قائلا «إذا كان النفط هو الجائزة، فإن الغاز هو الهدية»، مؤكداً أن هناك إمدادات غازية تكفي العالم مئات السنين.

وركز رؤساء عدة شركات عالمية على دور الغاز في المستقبل، مؤكدين ميزاته الاقتصادية والبيئية، ومؤكدين مرة بعد مرة وفرته في أنحاء العالم كافة. وبالفعل، لو نظرنا إلى البيانات الحالية، نجد أنه رغم النمو الكبير في مصادر الطاقة غير الأحفورية في السنوات الأخيرة في شتى أنحاء العالم بسبب الدعم الحكومي الهائل لها، إلا أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن المستقبل للغاز، خاصة بعد التطور التكنولوجي الذي مكن من استخراج الغاز من صخور السجيل، والذي أحدث تغيرات كبيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها منها أن إنتاج الولايات المتحدة من الغاز تجاوز الإنتاج الروسي. وهناك كميات هائلة من احتياطيات الغاز حول العالم، سواء كان مرافقا للنفط أو وحده، أو من مصدر تقليدي أو غير تقليدي. وتشير بيانات وزارة الطاقة الأمريكية وإدارة المسح الجيولوجي الأمريكية وإدارة خدمات المعادن إلى أن كمية الاحتياطيات غير المكتشفة من الغاز الطبيعي تبلغ نحو تسعة أضعاف الكمية المكتشفة حاليا.

إضافة إلى ذلك فإنه يتم حاليا إنتاج كميات كبيرة من الغاز من حقول الفحم العميقة التي لا يمكن استخراج الفحم منها، ويقوم عديد من الدول بإنتاج الغاز بهذه الطريقة. وتقوم أستراليا الآن باستثمارات ضخمة جداً لاستخراج الغاز من الطبقات الفحمية الضخمة في أماكن مختلفة، وبناء محطات تسييل لتصدير الغاز المسال إلى آسيا وأوروبا. وهناك كميات كبيرة من الغاز في حقول الفحم في أستراليا لدرجة أن أستراليا ستصبح المنافس الأساس لقطر في تصدير الغاز المسال بعد نحو عقدين من الآن.

إضافة إلى كل ما سبق ذكره فإن هناك الغاز المائي الذي لو أمكن استخراجه فإنه يكفي البشرية لعدة قرون.

الغاز المائي

الغاز المائي، أو الميثان المائي، من أكثر مصادر الطاقة توافرا في الطبيعية، وهو غاز متجمد محصور في الماء في أعماق البحار. وهو من مصادر الطاقة التي لم تُطوّر بعد، التي يتوقع لها أن تلعب دوراً مهما في تأمين إمدادات إضافية من الطاقة في المستقبل. يوجد في أرضية البحار العميقة في طبقة صلبة تشبه الزجاج أو الجليد لكنها تحتوي على كميات كبيرة من غاز الميثان. ويدل تصلب الطبقات التي يوجد فيها الغاز المائي على كمية الضغط الهائلة ودرجة الحرارة المنخفضة التي يوجد فيها. ومتى تغير الضغط أو الحرارة أو كلاهما، فإن الغاز يتحرر ويخرج من الماء، الأمر الذي قد يفسر الغرق المفاجئ لبعض السفن أو ابتلاع البحر لها، كما هي الحال في مثلث برمودا المشهور، كما يفسر الفقاعات الكثيرة والكبيرة في بعض البحار والبحيرات.

يوجد هذا الغاز بكميات ضخمة في أعماق تتجاوز 500 متر، حيث تقدر كميات الكربون في أعماق البحار بضعف كميات الكربون في جميع أنواع الوقود الأحفوري على سطح الأرض بما في ذلك الفحم والنفط. وهو موجود تقريباً في كل مكان حول العالم، لكن يوجد بشكل أكبر في المناطق المتجمدة. تتميز طبقته بقوة ردها للموجات الصوتية، الأمر الذي يُسَهّل عملية اكتشافه، لكن استخراجه صعب جداً؛ بسبب الذوبان والتبخر بمجرد تحريكه من مكانه.

وبدأ الغاز المائي يجذب اهتمام صناع القرار والمتخصصين من جديد، ربما بسبب اقتناع ضمني يؤكد فكرة هذا المقال, وهي أن الحل الأمثل للبشرية لضمان إمدادات الطاقة في المستقبل هو الغاز. فقد نشر مجلس البحوث الوطني في الولايات المتحدة دراسة مفصلة عن احتياطيات الغاز المائي في الولايات المتحدة وإمكانية استغلاله وإنتاج الغاز منه قام بها عدد من كبار الخبراء في هذا المجال ونشرت أخيرا، كما قامت دول أخرى ببحث إمكانية استغلاله منها كندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وروسيا والصين واليابان والمكسيك وتشيلي وكوريا الجنوبية وتايوان.

كما أعلنت كوريا الجنوبية أخيرا أنها ستبدأ إنتاج الغاز بشكل تجاري من الغاز المائي خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك من الاحتياطيات الموجودة في جزية إليونج على السواحل الشرقية لكوريا الجنوبية.

وطالبت الدراسة الأمريكية الكونجرس بتبني الإطار القانوني اللازم لتطوير هذا المصدر الحيوي الذي يعتقد أن يغير مستقبل العالم، كما طالبت الحكومة الأمريكية بالتعاون مع الدول الأخرى في جميع المجالات العلمية والتقنية والقانونية لتطوير هذا المصدر المهم للطاقة.

</b></i>



((مع خالص تحياتي(( صياد الاسود))

موضوع جميل ومعلومات مهمة وايضا عندنا باليمن تبشر التقارير الاولية الى وجود كميات كبيرة تم اكتشافها في شبوة

مشكور صياد الاسود الله يعطيك العافيه

معلومات طيبه مشكورماقصرت