*يمن برس - متابعات - علي الصبيحي
هل سمع أحد ما أو حتى خُيل إليه أن طياراً من الطراز الأول تخرج من أكاديمية الطيران في أو كرانيا بشهادة ما جستير يتحول من قائد سرب للطيران إلى سائق تاكسي بحثاً عن لقمة العيش وهل هناك من سيصدق أن طياراً حلق في الجو طويلاً يخترق الغيوم تحول إلى مسؤول عن قسم المجاري؟ أو أن قائداً لكتيبة الشرطة الجوية ينتهي به الحال بائعاً في سوق "القات" لكسب قوت يومه؟.. لكنها الحقيقة لواقع مؤلم أفرزه نظام بائس أرتد بالكوادر الوطنية إلى أسفل سافلين، وتركهم يستحضرون جراحهم واليأس يأكل بعضهم والألم يمزق قلوبهم على مكانتهم التي تتناقص أمام أعينهم حتى انتهى بهم إلى خندق التهميش. مستبعدين مسرحين من أعمالهم قسراً، مجردين من الرتب والحقوق والمرتبات وكأنهم ليسوا هم من كانوا يحلقون أسراباً لرفع راية الوطن. نحو الأفق في أوصال الدنيا في رحلات ذهاب وإياب على مدى ربع قرن.
"أخبار اليوم" ستنفرد بوقائع وحقائق مؤلمة لطيارين جنوبيين بينهم قادة في القوات الجوية هم اليوم ضحايا التهميش.. فإلى النص:
ديكتاتورية همجية مارست أدواراً خطيرة في الاستئثار بسلطة كبيرة ـ ضربت بها الوطن وكوادر وأخفوا ذلك تحت غطاء سميك متسترين بشعارات وهمية مثقوبة كالغربال.. وقيادة القوات الجوية والدفاع الجوي كغيرها مارست أصنافاً من الخروقات والتعسفات غير الوطنية تجاه رهط من الطيارين الجنوبيين بمختلف تخصصاتهم ومراتبهم..قادة أسراب وطيارين وفنيين وضباط وجنود، فحرمتهم تلك القيادة الفاسدة من ممارسة أعمالهم رغم كفاءتهم ومؤهلاتهم النادرة وخبرتهم الواسعة لتحرم قبل ذلك الوطن بأكمله الذي لم تره تلك القوى الفاسدة إلا مرتعاً للفيد لا يعني لهم شيئاً حرفاً عن حرمان أبناءه من خبرات وطنهم الكبير نحو الأفق من أوصال الدنيا في رحلات ذهاب وإياب على مدى ربع قرن.
التمييز
المقدم المستحق عميد ركن طيار/ م ـ جوي فيصل محمد أحمد المولود في مديرية طور الباحة "الصبيحة" م/لحج ـ التحق بالقوات الجوية في السبعينات ثم رُشح إلى الاتحاد السوفيتي سابقاً ـ عام 71 للدراسة في مجال الطيران وتخرج عام 74 من كلية الجوية بشهادة دبلوم عالي تخصص الطائرات العمودية رمي 4 رمي "8" ثم عاد إلى أرض الوطن وعين قائد سرب وفي عام1977م تم ترشيحه إلى أثيوبيا لتمثيل القيادة السياسية حتى العام79م الذي ابتعث فيه إلى الاتحاد السوفيتي مرة أخرى للدراسات العليا لينال شهادة الماجستير في الهندسة العامة ـ من أكاديمية الطيران عام1984م وعاد إلى أرض الوطن وعين كبيراً للمهندسين الجويين ثم نائباً لقائد اللواء وأثناء قيام الوحدة اليمنية تم انتدابه إلى صنعاء للإشراف على عملية إدخال الجاهزيات العمودية "طيران" حتى اندلاع حرب صيف 94م ليغادر الوطن في 7/7 إلى جيبوتي ومنها إلى جمهورية مصر العربية التي أقام فيها أعواماً.
العودة والوهم
عاد العميد ركن طيار/فيصل الصبيحي إلى أرض الوطن عام2006م بعد إقامة طويلة أمتدت لأعوام في جمهورية مصر العربية، ظناً منه بأن العود أحمد، غير متصور بأن فاتورة باهظة التكاليف تنتظره يبدأ معها العد التنازلي للمعاناة.. وعن تفاصيل خفايا ما بعد العودة تحدث العميد طيار الصبيحي قائلاً: "عدت إلى أرض الوطن عام2006م بعد خطاب الرئيس المخلوع صالح الذي دعانا للعودة وسيتم إعطاؤنا كافة حقوقنا "الرتب ـ والرواتب بأثر رجعي ـ إلا أن تلك الوعود كانت بخار ولم تنفذ ـ وظليت طيلة 6أشهر من المتابعة ليتم الإفراج عن مرتبي الذي كان 37 ألف ريال وبعد حصولي عليه وجدت أنه وبدلاً من ترقيتي تم تأخير رتبتي من عقيد إلى مقدم التي ظليت فيها لمدة 20 عاماً وفي عام2009م تحديداً في شهر 12 تم استيعابي في الرقابة والتفتيش بوزارة الدفاع كمندوب للقوات الجوية إلا أنه في 1/1/2010م تم تسريحي من القوات المسلحة للتقاعد، عندها رفعت رسالة عبر مدير الدائرة لمعرفة الجهة التي أحالتني للتقاعد رغم حاجة الدائرة لكادر متخصص في مجال الطيران ووجهت الرسالة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى وزير الدفاع والشعبة القانونية والقضاء العسكري، إلا أننا لم نتلقى أي ردود عندها رفضت التوجه إلى دائرة المعاشات لاستلام دفتر الخدمة وقبل شهر وجه لي الضمان الاجتماعي إنذاراً بقطع معاشي إذا لم استلم الدفتر في الوقت الذي لم يتم إحالة زملائي ممن هم في نفس مجالي وسني وخدمتي بل تم تعيينهم كمستشارين ومنحهم رتبة "عمداء"، بينما أنا تم إحالتي إلى التقاعد برتبة مقدم، مع أنه تمت ترقيتي إلى رتبة عقيد عام94م وللأسف رغم توجيهات الشعبة القانونية لشئون الضباط "باستدراكي" إلا أنها لم تنفذ وبقيت مظلوماً من مستحقاتي واتقاضى راتب مقدم حتى 2010م.
وأضاف العميد طيار/فيصل "في تلك الفترة عانيت من عدة أمراض نفسية وجسدية نتيجة إيقاف مرتبي ـ وأصبت بجلطة عام2007م أثناء متابعتي للإفراج عن مرتبي لأجل إعالة أسرتي مع أنه لا يسد الرمق ثم أصبت باحتباس في أوردة الأوعية الدموية في الساقين وتم تسفيري للعلاج على حساب عائلتي التي أضطرت لبيع أرض في الريف، ثم بعد أن شافني الله عدت ورفعت عدة رسائل ولم أجد من يتفاعل مع قضيتي حتى زملائي للأسف خذلوني وتعاملوا معي بأذان صماء ولم يقف أحد منهم ولو بكلمة حق أمر حتى استنكار ضد المتنفذين الذين بسطوا على قطعة الأرض المصروفة لي في الرباط.
لا جديد
حتى في مرحلة التغيير بعد ثورات الربيع العربي لم يتغير الحال مع العميد طيار/فيصل الذي قال: للأسف لم تتحسن أحوالي بل ظل وضعي كما كان في عهد الرئيس المخلوع ونظامه ولازلت أعاني والأشد سوءاً أنه عندما تم إعادة الكثير من المسرحين ذهبت لتسجيل أسمي، لكني وجدت أن هناك أسماء محددة حتى أن اللجنة المكلفة من شئون الضباط قالت لي بالحرف أنتم لستم ضمن المطلوب إعادتهم وسينظر في قضيتكم في وقت لاحق وأنا لا أدري ما هي الأسباب وأريد أن أسأل القيادة السياسية والعسكرية لماذا نحن فقط؟ بالرغم أننا في سفينة واحدة وأُحمل قيادة القوات الجوية مسئولية خصم علاواتي. "طيران ـ تخصص ـ استراتيجية" وخصم مبلغ 10 آلاف ريال من مرتبي غرامة دون وجود بند في القانون".. طيلة 20 عاماً وأنا أغرم ـ بالرغم أني من الكوادر المؤهلة واستحق رتبة عميد واتمتع بصحة جيدة وعندي القدرة على العمل ومع ذلك تتم محاربتي حتى الإصلاحات التي اعتبرها ترقيعات لم تشملني وباقي زملائي المظلومين.
الإدارة
كل تلك الشهادات والقدرات بما فيها الأوسمة التي نالها العميد طيار منها التي يظهر فيها مع أحد رؤساء أثيوبيا وهو يقلد العميد طيار فيصل، أحد الأوسمة وأيضاً بصماته في كل المحافظات وفي كل المراحل على امتداد فضاء الوطن ومعرفة القيادات به كل ذلك لم يشفع له لنيل حقوقه التي يتحصل عليها أقرانه ممن هم في مستواه أو أدنى منه لكن أمثال العميد طيار فيصل لا يعرف الضعف والخضوع ورغم معاناته هو وأسرته إلا أنه لم يفرط في تعليم أبنائه الخمسة وقد بذل المستحيل لأجل تأهيلهم حتى أصبح لديه ثلاث بنات طبيبات مختلفات التخصصات بينما ولداه أحمد وعبد الهادي في المراحل الأخيرة من التعليم الجامعي أحدهما في كلية النفط والمعادن جامعة شبوة ـ والآخر في كلية الهندسة جامعة عدن ـ حتى السيارة القديمة التي يملكها لم يستطع تسخيرها لنقل أبناءه نظراً لكثرة الأعطاب فيها، لكنه لا يريد سوى كلمة حق تعيد له مستحقاته.
من طيار إلى مسؤول مجاري
العقيد ركن طيار/ نبيل عبده عفارة ـ من مواليد عدن ـ خريج روسيا ـ دبلوم عالي طيران1980م طيار من الدرجة الأولى أيضاً ناله من التهميش والتعسف والإقصاء بلغ حد الإخلال على مدى أعوام أنعكس سلباً على نفسيته وقال العقيد طيار عفارة وهو يشرح معاناته "تصور بعد حرب 94م تم تحويلي من طيار إلى مسؤول قسم المياه والمجاري في القاعدة الجوية بصنعاء ولم يسجل أسمي في كشف الطيارين بل حتى طريقة صرف مرتباتنا كانت عملية في غاية الإذلال، حيث يتم إبلاغنا بتسلمها أمام الجامع بعد صلاة الظهر من الكاتب وعندما نذهب يخاطبنا الكاتب قائلاً: "من قال لكم إن لديكم مرتبات ثم يأتي الجنود وبيدهم العصيان ثم يسوقونا كالقطيع إلى أحد الأحواش ويغلقون البوابات أمامنا.
وأضاف العقيد طيار عفارة بل كانوا يأتوننا باستمارات ويطلبون منا التوقيع على تهم لم نرتكبها مثلاً: إذا تريدون مرتباتكم تخلوا عن الحزب ـ وإن لسنا كلنا في عضوية الحزب ـ وأنا شخصياً تم طردي من القوات الجوية وأرغموني على تعبئة استمارة التقاعد مهددين بقطع مرتبي الذي لا يتجاوز الـ50 ألف ريال.
ثورة التغيير
أوضح العقيد طيار عفارة بأن أوضاعهم إزدادت سوءاً بعد ثورة التغيير، مشيراً إلى أنه كان يتسلم مرتبه في عهد النظام السابق من عدن وبعد الثورة تحول المرتب إلى صنعاء ولكي يتسلمه يحتاج إلى 30 ألف ريال أجرة مواصلات وسكن إذا تسهلت الإجراءات، أما إذا تأخرت فإنه يحتاج إلى مصاريف أكثر لافتاً إلى أن بقايا النظام لا يزالون.
المضحك المبكي
يقول العقيد طيار/ نبيل عفارة: تخيل معي مدى اللؤم الذي أبدته معنا قيادة النظام السابق وأذنابهم في القوات الجوية وسأذكر لك مثالاً بسيطاً: "بعد تعييني مسؤولاً على قسم المياه والمجاري حدث أن حصل انسداد في إحدى البيارات فوردني اتصال من القيادة للتوجه فوراً إلى موقع الإنسداد ومعالجة المشكلة شخصياً "يسكت الطيار عفارة لحظة" ثم يواصل: تخيل ماذا وجدنا؟ لن تصدق وجدنا ***اً ميتاً تم وضعه عمداً لإذلالنا".. يضحك الطيار عفارة.. فلم أتمالك نفسي وضحكت معه أنا أيضاً.
في مواقعهم ولم يتم تغييرهم.
بائع للقات
العقيد/علي مثنى سفيان ـ بائع قات ـ تخرج من روسيا عام86م بعد أن كان قد التحق بالقوة الجوية عام86م وقبلها في الجيش عانم73م وكان يشغل منصب ـ قائد كتيبة الشرطة الجوية إلا أنه اليوم وبعد أن همش وحرم من مستحقاته لم يجد سبيلاً لكسب قوت أولاده سوى بيع القات في أحد أسواق عدن وقد أشار قائلاً: لقد جعلوا منا ربات بيوت بعد94م بل أبعد من ذلك فأنا بدلاً من منحي رتبة عقيد تم تأخيري إلى رتبة نقيب وأجبروني على التقاعد قسراً بمرتب 43 ألف ريال مع أن زملائي تتجاوز مرتباتهم 100 ألف، إضافة إلى أننا فقدنا كرامتنا وقيمتنا ككادر يمني وجعلوا منا أشباه أحياء.
كان آخر الطياريين المهمشين الذين التقينا بهم، لكنه ليس الآخر فالأعداد كبيرة ممن دمرتهم القوى الفاسدة نفسياً ومادياً واجتماعياً حتى أصبحوا يشعرون بأنهم غرباء في أوطانهم يحيط بهم الإحباط من كل مكان كما أخبرنا العميد طيار/ محمد علي حزام الذي وجدناه في حالة صعبة يكاد يختنق بالكلمات التي كانت تخرج منه وهي أشبه بأدخنة تنبعث من جمرات القهر، سيما وأن الطيار حزام ـ المولود في عدن ـ هو طيار مدرب من الدرجة الأولى وقد تم اختياره عام1976م ضمن العشرة الأوائل الذين رشحهم الرئيس سالمين بعد الثانوية العامة ليلتحقوا بالدفعة الخامسة الكلية العسكرية وكان عددهم 400طالب من جميع المحافظات تم اختيار 20 منهم كطيارين بعد اجتيازهم كافة الاختبارات بنجاح.
وكان حزام من بينهم ليواصل بعد ذلك دراسة الطيران في روسيا وأثيوبيا وحصل على شهادة دبلوم عالي ثم عاد إلى الوطن وخدم في الطيران 35 عاماً حلق فيها بطائرته كل القرى والأرياف كان يرى معها الموت في كل دقيقة واليوم هو نسياً منسياً ويعمل سائقاً لتاكسي "مشاوير" إلى درجة أنه نادم ندماًً شديداً على أنه كان طياراً كما قال.
الإقصاء
العميد طيار/محمد علي حزام الذي تمت إحالته إلى التقاعد قسراً برتبة عميد ويتسلم مرتب رائد 85 ألف ريال من أصل 180 ألف ريال يعاني معاناة شديدة جراء التهميش وأوضح العميد طيار/حزام قائلاً: "الوطن في قلبي منذ أن كنت طياراً أحلق في الجو أرى الموت في كل ثانية ودقيقة لأننا تعلمنا ذلك من الرئيس سالمين ـ رحمة الله عليه ـ والذي أراد أن يبني جيشاً وطنياً حقيقياً وقد صدق، حيث أن الدفعة الخامسة التي اختارها وكنت أنا من ضمنها جسدت الوحدة الوطنية بحق وحقيق بعدها تم تهميش الضباط من أبناء عدن ولم نشهد ضابطاً دخل الجيش منهم ما عدا في عهد الرئيس/علي ناصر أما بعد ذلك أغلقت كل الكليات العسكرية أبوابها في وجوه أبناء عدن حتى يومنا هذا.
الإجرام
العميد طيار/محمد حزام ـ الذي شغل نائب قائد سرب ـ تم تهميشه بعد حرب94م بطريقة مهينة وقال العميد طيار حزام: "كنت أتقاضى مرتب 17 ألف ريال من عام94م حتى 2005م ـ وأتسلمه كل ثلاثة أشهر من صنعاء وأخسر نصفه مواصلات، إضافة إلى أنهم أوقفوا علينا الرتب وبقيت برتبة رائد وأشترطوا علينا أن نتقدم إلى التقاعد إذا كنا نريد مرتباتنا وفعلاً وجدنا أنفسنا مضطرين وتقاعدت على مرتب حقير مع أن علاواتنا ومستحقاتنا كانت لازالت معتمدة في الدائرة المالية ويأكلها القادة أمام أعيننا مع أننا قدمنا عدة تظلمات وقابلنا الرئيس المخلوع ثلاث مرات وقال لنا بالحرف "تقاعدوا وأعطوا الفرصة لمن بعدكم" لكنه غيب حقوقنا كما غابت معها مكانتنا، حيث أصبحنا نشعر بالإحباط والغربة ونحن نسير في الشارع بينما من هم بعدنا يتسلموا مرتبات 180ألف ريال ونحن حتى الأراضي التي صرفت لنا أخذها المتنفذون.
أبناء الشهداء الطيارين
قال العميد طيار/حزام إنه يتقطع ألماً وحسرة على أبناء وأسر زملائهم الطيارين الذين سقطوا شهداء وتتسلم أسرهم مرتبات 40ألف ريال وأنا لن أشعر بالإرتياح حتى تصحح أوضاع زملائنا الشهداء فهم عندي أهم من نفسي وأولادهم أهم من أولادي.
رسالة للرئيس هادي
وجه العميد طيار حزام رسالة للرئيس/عبدربه منصور هادي قائلاً: "أنت قلت يا سيادة الرئيس بأن الوحدة الوطنية تتجسد في القوات المسلحة، وأنا أسأل أين الضباط من أبناء عدن في القوات المسلحة؟ لذلك عشمي فيك كبير في تصحيح الأوضاع وأرجو أن يُعطى الحق لأصحابه ويسود النظام وتصحح أيضاً أوضاع أبناء عدن الباقين في القوات المسلحة الذين هم مهمشون أيضاً، فالوطن لا ينحصر في محافظة واحدة أو محافظتين بل يشمل الكل ويتسع للجميع فأملنا أن ينال كل مظلوم حقه في عهدكم وأن يبقى الوطن في قلوبنا كما حواه قلب الرئيس سالمين رحمة الله عليه.