اشتدت المعارك بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للدولة في محافظة عمران شمال اليمن أمس، في وقت امتدت يد تنظيم “القاعدة” لتطال جنوداً في محافظة شبوة (شرق)، وخرجت تظاهرات في الضالع (جنوب) إحياء ليوم المعتقل رغم إعلان السلطات الإفراج عن العشرات من أنصار الحراك .
وتواصلت الاشتباكات بين الحوثيين والقبائل الموالية للدولة بقيادة الشيخ بن عزيز، الذي حصل على دعم من الجيش، في ظل حصار الحوثيين لمواقع للجيش في منطقة الزعلاء بمحافظة عمران، وشهد موقعا “قرن مرشد” و”قرن جابر” قرب الزعلاء مواجهات مسلحة هي الأعنف على مدى الأسبوع، وتمكن أتباع بن عزيز من استعادتهما والسيطرة عليهما، بعدما وصلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لمساندة القبائل .
وأكدت المصادر أن عدد قتلى مواجهات أمس، وصل إلى 20 شخصاً يضافوا إلى 50 قتيلاً سقطوا في معارك الأيام الخمسة الأخيرة، إضافة إلى سقوط العشرات من الجرحى في صفوف الطرفين، وأوضحت أن الوضع في سفيان متوتر وأنها تعيش مواجهات أكثر شراسة .
من جهته، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام لوكالة فرانس برس إن “الوضع الميداني اهدأ مما يصور له” متهما السلطات والقبائل الموالية لها “بالتضخيم الإعلامي” للقتال .
وجدد عبد السلام التأكيد أن “المواجهات هي مع الجيش وليس مع القبائل” وتتم “مع مواقع عسكرية معروفة” .
وامتدت أيادي تنظيم “القاعدة” شرقاً فهاجمت بشكل مباغت طقماً عسكرياً بمحافظة شبوة المجاورة لمحافظة مأرب، وأسفر الهجوم الذي وقع فجراً عن مقتل 5 جنود وجرح سادس .
وأكدت مصادر محلية أن المهاجمين قاموا بالاستيلاء على الطقم بعد قتل أفراده وانطلقوا به إلى منطقة الجابية قرب عتق، لكنهم تركوا السيارة بعد أخذ المدفع الرشاش وأسلحة الجنود ولاذوا بالفرار .
ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر محلي في شبوة قوله إن دورية لأفراد من القوات المسلحة تعرضت لهجوم مسلح في منطقة عتق من عناصر مجهولة أثناء قيامهم بدورية ليلية معتادة، واتهم “القاعدة” بالوقوف وراء العملية، قائلاً إن “العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي تتعاون معه عناصر خارجة على القانون”، في إشارة إلى “الحراك الجنوبي” .
في الضالع (جنوب)، وعلى الرغم من إعلان الأجهزة الأمنية المختصة الإفراج عن 28 من معتقلي “الحراك” بناء على قرار الرئيس علي عبد الله صالح في مايو/ أيار الماضي، خرج المئات في مسيرة حاشدة إحياء لما صار يعرف ب “يوم المعتقل”، الذي يحييه الحراك كل أسبوع .
وذكرت مصادر محلية أن المسيرة، التي لم تصطدم معها قوات الأمن، رفعت صور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، وشعارات تطالب بالانفصال وفك الارتباط عن دولة الوحدة .
من جهته، اتهم مدير أمن شبوة العميد أحمد المقدشي في تصريحات لموقع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، تنظيم القاعدة بالتعاون مع عناصر الحراك . وقال “إن عناصر القاعدة” استعانوا “بعناصر من الحراك الانفصالي” لتنفيذ الهجوم في عتق .
في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني يمني مسؤول الإفراج عن 163 من أتباع “الحراك” . وقال في بيان “تم الإفراج عن 163 شخصاً من الخارجين على القانون ممن ينتمون إلى ما يسمى بالحراك من مختلف المحافظات” . وأشار إلى أن 14 من المفرج عنهم جرى إطلاقهم بعد توقيع الاتفاق بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك في 17 من الشهر الحالي .