خير الخيل والمفضل من الخيل من واقع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

1_الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
اليوم نتكلم عن مسألة في غاية الأهمية في رأيي لأنها تعكس أمورا وأبعادا مختلفة.
خير الخيل والمفضل من الخيل من واقع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقد جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تفضيل لأنواع وأوصاف محددة من الخيل، وبيان خيريتها على سائر الخيل.
والحقيقة أنه من النادر وللأسف الشديد أن نرى من يفضل الخيل بناء على تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم والأوصاف التي ذكرها وأحبها.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره من الخيل أوصافا معينة سنبينها أيضا بإذن الله عز وجل.
والحقيقة أن السبب الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع هو ملاحظتي أمرا غريبا جدا. في بلادنا الحبيبة وخارج البلاد.
وهذا الأمر هو أنني رأيت الكثير من الناس يختارون خيلا أثناء شرائهم لها، بناء على أمور كثيرة، ولكن الغريب أنه ليس من بين هذه الأمور تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنني رأيت أناسا ينشرون صورا للخيل وجمال الخيل وما إلى ذلك، وفي الغالب لا أجد في هذه الصور الأوصاف التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما ندر وكان صدفة لا عن اختيار مسبق.
وبإذن الله سأطرح الأمثلة والتفاصيل بعد استعراض خير الخيل وأفضلها وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال أوصافها، كما سنعرض بإذن الله ما كان يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها.
خير الخيل كما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم سنعتمد في هذا المجال بإذن الله على بعض الأحاديث التي ذكرت تفضيل لبعض أوصاف الخيل لنرى ما هي الخيل المفضلة على غيرها كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سنسرد الأحاديث أولا بإذن الله عز وجل ثم نشرحها بعد ذلك بإذن الله عز وجل.
الحديث الأول :"خير الخيل الأدهم، الأقرح، الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية"
الحديث الثاني : "يمن الخيل في شقرها"
الحديث الثالث : "عليكم بكل كميت أغر محجل ، أو أدهم أغر محجل ، أو أشقر أغر محجل"
الحديث الرابع : أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أقيد فرسا أو أبتاع فرسا ، قال: فقال: "فعليك به أقرح أرثم كميتا أو أدهم محجلا طلق اليمنى"
أماالأحاديث التي بينت ما كان يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل فهو الحديث التالي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل"
يتبع إن شاء الله .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..




2_
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث"
نأتي الآن للصفة الرابعة المحبوبة في الخيل والتي تميز خير الخيل عن غيرها، ألا وهي التحجيل.
والتحجيل هو البياض الذي يكون في قوائم الفرس.
إذن خير الخيل يكون محجلا، ولكنه يكون محجلا في ثلاث من قوائمه، فأي هذه الثلاث؟
الثلاث المقصودة بإذن الله عز وجل هي الرجلين واليد اليسرى.
ولكن لماذا اخترنا هذه الثلاثة بالذات؟
السبب في ذلك هو بقية الحديث وهو الخامسة من صفات خير الخيل.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين"
فالصفة الخامسة إذن هي "مطلق اليمين"، وفي روايات أخرى "طلق اليمين".
ومعنى مطلق اليمين أو طلق اليمين أي ليس في يمناه تحجيل، أي أن اليمنى ليس فيها بياض وإنما على لونها.
- هذه الرواية توضح أن المطلق يكون في القائمة اليمنى، ولكن هل الرجل اليمنى أم اليد اليمنى؟
الحقيقة أن الذي دفعنا للقول بأن اليد اليمنى هي التي يستحب أن تكون مطلقة، أي ليس فيها تحجيل أو بياض، وإنما على لونها، والذي دفعنا للقول بذلك هو سببين:
/1 الأول أنه توجد رواية أخرى للحديث تصرح بأنه "مطلق اليد اليمنى". أي أن هذه الرواية صرحت بأن اليد اليمنى وليس الرجل اليمنى هي التي يستحب أن تكون مطلقة بلا تحجيل.
2/ السبب الثاني هو وصف الشكال من الخيل الذي هو مكروه كما سنرى بعد قليل بإذن الله عز وجل. ففي وصف الشكال من الخيل يكون الإطلاق في الرجل اليمنى. والشكال من الخيل سنعرفه بعد قليل بإذن الله عز وجل.
إذن، الصفة الخامسة هي أن يكون طلق اليد اليمنى.
إذن أيها الفرسان الأفاضل، الحديث الأول هو الحديث الأساسي الذي يصف خير الخيل.
فإن لم نجد هذه الأوصاف فقد دلنا رسولنا على البديل وهذا ما سنعرفه في الرد التالي بإذن الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




3_الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
قلت فإن لم نجد حصانا أدهما بالأوصاف التي ذكرنها فعندنا البديل كما سنبينه من حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، محجل الثلاث، مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية"
ولنأتي الآن للسطر الأخير من الحديث "فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا إن لم نجد فرسا أدهم بهذه المواصفات، فعندنا البديل وهو أن يكون كميتا.والكميت، بضم الكاف وفتح الميم، وسكون الياء هو تصغير أكمت. وهو من الكمتة، بضم الكاف وسكون الميم وفتح التاء والكمتة هي لون أساسي من ألوان الخيل، وهي أن يكون الفرس أسود الذيل والمعرفة أي أن أي حصان يكون ذيله وعرفه أسودان، أيا كان لون جسمه، فإنه يسمى كميتافالكميت إذن هو أن يكون الحصان أسود الذيل والعرف. وقد يكون جسمه بني فاتح أو غامق أو أحمر فاتح أو غامق، ولكن الكميت يتميز بلون الذيل والعرف الأسود إذن الكميت يأتي في المرتبة الثانية بعد الأدهم، وهو البديل الثاني إن لم نجد حصانا أدهم والحديث ذكر لنا أنه "فإن لم يكون أدهم فكميت على هذه الشية فما المقصودبكلمة على هذه الشية؟ على هذه الشية أي على هذه الأوصاف. فكلمة الشية معناها الوصف أو العلامة أي أن الشيات،أو العلامات والأوصاف المذكورة في الحديث، وهي القرحة والرثمة وتحجيل الثلاث وإطلاق اليد اليمنى، هذه العلامات هي المقصودة بكلمة :على هذه الشية"، أي على هذه الصفة أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أننا إن لم نجد حصانا أدهم بهذه الأوصاف، فليكن إذن كميتا بنفس الأوصاف المذكورة إذن الحديث الأول بين لنا خير الخيل، وأوصافه كالتالي:
1/ أدهم
2/ أقرح
3/ أرثم
4/ محجل الثلاث
5/ مطلق اليد اليمنى
وقد فهمنا معنى هذا الحديث الآن تماما بحمد الله ونعمته ومنه وفضله وجوده وكرمه.
فإن لم نجد حصانا أدهم فليكن كميت بنفس الأوصاف. أي أن يكون
1/ كميت
2/ أقرح
3/ أرثم
4/ محجل الثلاث
5/ مطلق اليد اليمنى
الحديث الرابع أيضا أكد هذه الخيرية التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ بين الحديث الرابع كيف أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أنه يريد أن يبتاع فرسا جديدا. فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس الأوصاف التي ذكرناها في الحديث الأول. والأوصاف مرة أخرى هي أن يكون أقرح أرثم، كميت أو أدهم، محجل الثلاث مطلق اليمين إذن خير الخيل الأدهم يليه الكميت بالأوصاف المذكورة عرفنا الآن فضل الأدهم والكميت، فهل هناك لون آخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضله؟نعم، وهو الفرس الأشقر وهو ما سنعرفه في الرد التالي إن شاء الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

4_الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
عرفنا الآن فضل الأدهم والكميت، فهل هناك لون آخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضله؟
نعم، وهو الفرس الأشقر.
وهو ما يبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني الذي ذكرناه بقوله صلى الله عليه وسلم: "يمن الخيل في شقرها" أي أن الخيل الشقراء تكون ميمونة، أي فيها خير وبركة.
والفرس الأشقر هو ما كان لو شعر ذيله وعرفه أصفر أو أحمر، أيا كان لون بقية جسمه.
فالفرق إذن بين الكميت والأشقر هو لون الذيل والعرف، فعندما يكونا أسودان يكون الفرس كميتا، وعندما يكونا أصفران أو أحمران يكون الفرس أشقر.
والشقرة هي ما وصفناه من صفرة أو حمرة الذيل والعرف.
فهذا الحديث إذن يبين أن يمن الخيل في شقرها.
وجاء في أحاديث أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للشقر وقال: "اللهم بارك في الشقر"، يعني في الخيل الشقراء. وعليه، فالأشقر ميمون، وفيه خير وبركة، كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث الثالث قد جمع بين الألوان الثلاثة بالأوصاف المذكورة سابقا، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بكل كميت أغر محجل، أو أدهم أغر محجل، أو أشقر أغر محجل."
ونلاحظ في هذا الحديث أن الكميت مقدم على الأدهم، مع وجود الغرة والتحجيل.
والغرة هي بياض أكثر من القرحة التي ذكرناها سابقا.
إذن الألوان الثلاثة المحبوبة هي :
1/ الدهمة
2/ الكمتة
3/ الشقرة
مع الغرة والتحجيل.
إذن فهمنا الآن ولله الحمد الأوصاف المحبوبة التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أفضلية الخيل التي تتصف بها عن غيرها. بل ووصى من سأله عن أي الخيل يشتري، فوصاه بما ذكرنا من أوصاف.
يبقى لنا الآن أن نعرف ما كان يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل وهذا ما سنعرفه في الرد الآتي إن شاء الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

5_الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
يبقى لنا الآن أن نعرف ما كان يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل، وهو الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره الشكال من الخيل.
والشكال، بكسر الشين، وفتح الكاف، هي وصف للتحجيل الذي يكون في قوائم الفرس. وللمفسرين في معنى الشكال قولان:
1/ أحدها أن الشكال من الخيل هو أن تكون قائمتين بعكس بعضهما محجلتان والأخرتان مطلقتان. وعكس بعضهما أي ليسا في نفس الناحية، كأن تكون الرجل اليمنى واليد اليسرى مثلا محجلة والعكس مطلقة أو العكس.
2/ والتفسير الثاني للشكال هو ما يكون ثلاث من قوائمه محجلة وواحدة مطلقة أو ثلاثة مطلقة وواحدة محجلة. وجاء في سنن النسائي أن الواحدة المطلقة أو المحجلة هي الرجل وليس اليد. لأن الشكال يكون في الرجل وليس اليد.
وقيل أيضا عن الشكال أنه مكروه إذا لم يصاحبه غرة، فإن كان الفرس أغر مع ذلك فلا كراهة، عملا بعموم حديث عليكم بكل كميت أغر محجل، أو أدهم أغر محجل، أو أشقر أغر محجل.
فالغرة تذهب كراهة الشكال إن وجدت معه.
إذن الشكال كما رأينا يكون في الأرجل على القول الأول، ولذلك قلنا أن الطلق اليمين، عند حديثنا عن الأوصاف المحبوبة، مقصود به طلق اليد اليمنى وليس الرجل اليمنى، لأن طلاقة الرجل تعني الشكال.
ولتلخيص المكروه من الخيل كما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم هو واحد مما يلي.
1/ إما أن يكون محجل الثلاث مطلق رجل واحدة، أو العكس، بغير أن يكون معه غرة
2/ أو أن يكون محجل اليد والرجل القطرية ومطلق القطر الآخر، بغير غرة أيضا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


منقول.