الأحد, 29-مايو-2011
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء - عادل بشر -
سبقها عرض عسكري لمليشيات الفرقة وجامعة الإيمان قــــــــال فيه صادق الأحمر “نحن أهل للحرب الأهلية” ووصف الشباب الرافضين بـ”الجبناء”.. اجتماع لأبناء الأحمر وقيادات فــــــــــــي المشترك مساء الأحد قرر احتلال المنشآت الحكومية
“ظهر الفساد في البر والبحر وفي الحصبة بما كسبت أيدي أبناء الأحمر” هذا ما يتحدث به المواطنون وهم يشاهدون الجرائم التي يرتكبها أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والمليشيات والعصابات الإجرامية التابعة لهم في حق المواطنين الأبرياء والمصالح والمنشآت الحكومية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى بين المواطنين ورجال الأمن بالإضافة إلى تضرر الوزارات والمصالح الموجودة في المنطقة بعد تعرضها للقصف بمختلف الأسلحة الثقيلة من قبل مليشيات أبناء الأحمر.
الشرارة التي أشعلت المواجهات بين قوات النجدة وعصابات أبناء الأحمر انطلقت بعد سويعات من خطاب ألقاه صادق الأحمر ظهر الأحد الماضي “22 مايو 2011م” في الاستعراض العسكري الذي أقيم بشارع الستين وأكد صادق الأحمر في كلمته استعداده وإخوانه لحرب أهلية.
قائلاً بالحرف الواحد “نحن أهلاً لها”.. الأمر الذي اعتبره مراقبون إعلاناً من أبناء الأحمر لإدخال البلاد في حرب أهلية تم الإعداد لها مسبقاً..
وأكد مراقبون أن أبناء الأحمر استعدوا لتفجير الوضع في البلاد منذ بداية الاعتصامات من خلال تكديس مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة وبناء المتارس وقطع الشوارع المحيطة بمنزل الشيخ الأحمر ونشر مليشياتهم المسلحة في تلك الشوارع بشكل لفت انتباه الجميع.
وذكرت مصادر مقربة من أبناء الأحمر لـ”الجمهور” أن صادق وحميد الأحمر عقدوا عدة اجتماعات قبل الثاني والعشرين من مايو مع قيادات متشددة في الإخوان المسلمين وأخرى في اللقاء المشترك ناقشوا خلالها خطة تصعيدية، وأعمال عنف هادفة إلى الاقتحام والسيطرة على عدد من المنشآت والمباني الحكومية. وتنص تفاصيل الخطة التي سربت المصادر أجزاء منها لـ”الجمهور” على القيام باستعراض عسكري تحت مسمى الاحتفاء بعيد الوحدة.. يوم الأحد وشارك فيه مليشيات من أتباع أبناء الأحمر وعناصر من جامعة الإيمان وآخرين من الفرقة الأولى مدرع “المنشقة” وبحيث يتم نهاية الحفل الزحف إلى عدد من المنشآت والمباني الحكومية لاحتلالها.. فيما تقوم المليشيات الأخرى المتواجدة في منزل الأحمر بالحصبة باحتلال الوزارات والمصالح الحكومية الموجودة في الحصبة، وبهذه العملية المباغتة والمفاجئة يكون النظام مجبراً على ترك السلطة – بحسب ما جاء في الخطة-.
وأوضحت المصادر أن خطة الزحف المسلح بعد العرض العسكري- الأحد- فشلت نتيجة لاعتراض المئات من الشباب المعتصمين لهذا التصعيد المفاجئ الذي يخالف ما ينادون به من “ثورة سلمية”.. وبحسب المصادر فإن صادق الأحمر وجه بعد احتفال الستين انتقاداً لاذعاً للشباب الذين رفضوا تحويل ثورتهم إلى انقلاب عسكري.. واتهمهم بأنهم جبناء وأنهم بسلميتهم لن يرحل النظام ولا بعد مائة سنة.. ثم انسحب الأحمر غاضباً..
المصادر ذاتها أكدت أن اجتماعا عقد مساء الأحد في منزل الشيخ عبدالله الأحمر وقرر فيه صادق وحميد الأحمر تصعيد أعمال العنف من جهتهم والسير في تنفيذ خطة احتلال عدد من المنشآت والمباني الحكومية.
وقال عدد من الموظفين في هيئة المساحة وأراضي الدولة ومعهد الإرشاد أنهم تفاجئوا صباح الاثنين الماضي بمليشيات مسلحة بالرشاشات والمعدلات والـ”آر. بي. جي” وصواريخ “لو” تحتل تلك المباني وتتمترس في أسطحها.. لتتفجر الأوضاع بعد ذلك عندما قامت مليشيات أبناء الأحمر بمهاجمة عدد من أفراد النجدة الذين منعوهم من اقتحام مدرسة الرماح القريبة من منزل الأحمر والتمترس فيها.
وفي وقت حاول صادق الأحمر وعبر الصحف والمواقع الأخبارية التابعة لـ”الإخوان المسلمين” وقناة سهيل والجزيرة.. تزييف الحقائق واتهام رجال النجدة بأنهم اعتدوا على حراسته وحاولوا اقتحام منزله.. اعترف رئيس تحرير صحيفة الصحوة الناطقة باسم تجمع الإصلاح محمد اليوسفي في تصريح لقناة السعيدة مساء الاثنين بأن مليشيات أبناء الأحمر هاجمت رجال النجدة كإجراء استباقي بحجة أن مدرسة الرماح تمتلئ بالأسلحة التابعة لـ”الموالين للنظام”.. فيما اعترف صادق الأحمر في بيان له أن مليشياته قامت باحتلال المنشآت الحكومية القريبة من منزله.
وكشف أبناء الأحمر عن إعدادهم المسبق للمواجهة مع رجال الأمن واحتلال المنشآت الحكومية حيث قاموا مباشرةً بقصف وكالة الأنباء اليمنية سبأ ومدرسة الرماح للبنات بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وأصابوا صحفيين داخل الوكالة كما قاموا بإطلاق القذائف على عدد من مساكن المواطنين في حي الحصبة وسقط خلال يوم الاثنين عدد من الشهداء من رجال الأمن والمواطنين بالإضافة إلى عشرات الجرحى.. لتهدأ الأوضاع بعد ذلك قليلاً إثر تدخل وساطة توصلت إلى وقف إطلاق النار.. ووجه رئيس الجمهورية نداءاً لأبناء الأحمر ومليشياتهم بالتوقف عن الاعتداءات على رجال الأمن والمنشآت والمباني الحكومية ومساكن المواطنين وإخلاء بعض المنشآت التي سيطروا عليها في حي الحصبة، حقنا للدماء وتجنبا للفتنة، ولكن ذلك النداء المسؤول لم يزد مليشيات أبناء الأحمر إلا عتواً ونفورا فانقلبوا ظهر الثلاثاء على اتفاق لجنة الوساطة وقاموا بمهاجمة مبنى وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة ووكالة سبأ ووزارة السياحة ومبنى شركة الخطوط الجوية اليمنية ومبنى وزارة الإدارة المحلية، كما استهدفت المليشيات أسرة مكونة من أب ووالدته وثلاث بناته نتيجة إطلاق قذيفة “آر. بي. جي” على منزلهم وأدى ذلك إلى استشهادهم جميعا بالإضافة إلى استهداف منازل عدد من المواطنين بإطلاق القذائف والرصاص الكثيف عليها.
وواصلت مليشيات الأحمر الأربعاء الماضي قصفها لمبنى وزارة الداخلية والأحياء المجاورة كما واصلت حملة المداهمات للبيوت في عدد من الأحياء في الحصبة المحيطة بمنزل الشيخ عبدالله الأحمر وقطع العديد من الطرقات الفرعية الرئيسية.
وأكدت المصادر أن مئات المسلحين المتمترسين في مواضع مختلفة من منطقة الحصبة قصفوا مبنى وزارة الداخلية بعشرات قذائف الهاون وصواريخ “لو” المحمولة، وأعطبوا طقما أمنيا قرب جولة الساعة وأصابوا ثلاثة من أفراده، كما سقط في المنطقة عدداً من سكان الحي وعشرات المصابين بينهم أطفال أصيبوا بشظايا القذائف التي أطلقتها مليشيات أبناء الأحمر.. حيث أصابت قذيفة أحد المساكن، وتوجد فيه عائلتان وأدى ذلك إلى استشهاد أربعة مواطنين وجرح أحد عشر شخصاً.
وأفادت المصادر أن مليشيات أبناء الأحمر قامت خلال الأيام الماضية بحملة مداهمات لبيوت المواطنين في الحارات المحيطة بمنزل الشيخ عبدالله الأحمر.. مشيرة إلى احتجاز المليشيات لأكثر من 40 شخصاً بينهم امرأتان بتهمة أنهم مخبرين للنظام.
فيما تشهد العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية في المناطق المحيطة بمنزل الأحمر تمترسا كثيفا للمليشيات القبلية المسلحة التي تقوم بقطع الطرقات واحتجاز المركبات وإطلاق النيران بصورة عشوائية بين الفينة والأخرى بقصد ترويع الأهالي وإجبارهم على مغادرة منازلهم.
وحتى كتابة هذا الخبر مساء الخميس لم يصرح عن إحصائية رسمية لعدد الضحايا سواء من رجال الأمن أو المليشيات.. وحيث توقفت المواجهات الخميس الماضي إلا أن الأجواء لا زالت متوترة وتنذر بتجددها في أية لحظة خصوصاً بعد تصريحات لصادق الأحمر بأنهم لن يتوقفوا عن إطلاق النيران ولن يسلموا المنشآت التي احتلوها إلا برحيل النظام “حد قوله”.
وتحدثت مصادر مطلعة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المليشيات نتيجة لعدم خبرتهم بالتعامل مع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية حيث لوحظ أن أكثر العناصر المسلحة من الأطفال وصغار السن.. وأشارت المصادر إلى انفجار قذيفة “آر. بي. جي” بأحد عناصر المليشيات في حوش صادق الأحمر الأمر الذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص منهم من بينهم خالد عبدالكريم الأحمر وإصابة آخرين.
وفي حادثة أخرى أكدت المصادر أن نجل حرس صادق الأحمر قام الثلاثاء الماضي بإطلاق صاروخ “لو” أثناء تواجد لجنة الوساطة في المنزل فاصطدم الصاروخ بجدار المنزل وانفجر وأردى مطلقه قتيلا وإلى جانبه تسعة من عناصر عصابة أولاد الأحمر وإصابة 30 آخرين بينهم من أفراد الوساطة.. وسارع أبناء الأحمر لتغطية تلك الفضيحة باتهام رجال الأمن بإطلاق الصاروخ وإصابة الوساطة.
وحذر خبراء عسكريون من أن عدم خبرة عصابة أولاد الأحمر بالتعامل مع التكنولوجيا العسكرية سيحل على أمانة العاصمة بكارثة لا تحمد عقباها..
وفي سياق ذات صلة قالت مصادر رسمية الخميس الماضي أن هناك توجهات للقبض على الشيخ صادق الأحمر وأشقائه ومحاكمتهم بتهمة التمرد المسلح.. وأشارت المصادر إلى أن النيابة العامة تعد أمراً بالقبض القهري على المتمردين أولاد الأحمر وغيرهم لمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى والتمرد المسلح.. ويجري حالياً إعداد ملف بالجرائم التي ارتكبها المتمردون أولاد الأحمر وغيرهم بحق المواطنين وقتل وإصابة عدد منهم في حي الحصبة بصنعاء ومهاجمة وقصف عدد من المصالح والمنشآت الحكومية والخاصة وعدد كبير من منازل المواطنين وتشريد مئات الأسر ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة..
من جهة أخرى تناقلت مواقع الكترونية مساء الخميس أخبار عن إحباط محاولة تهريب اثنين من أولاد الأحمر إلى السعودية لتلقي العلاج من إصابة تعرض لها أحدهم خلال مواجهات الأربعاء الماضي.
وأكدت المعلومات أن عشرات المسلحين القبليين ومعهم أفراد دورية أمنية بمديرية حرض بمحافظة حجة اعترضوا بعد صلاة فجر الخميس أربع سيارات إحداها نوع “برادو مدرع” كانت تقل اثنين من أبناء الأحمر واشتبكت مع مرافقيهم المسلحين الأمر الذي أسفر عن سقوط شهيدين أحدهما رجل أمن وإصابة آخرين واعتقال أبناء الأحمر و (11) آخرين ومقتل أحد المرافقين.
في غضون ذلك كشفت مصادر مقربة من حراسة منزل صادق الأحمر في منطقة الحصبة بأن عناصر الحراسة التابعين لأولاد الأحمر قاموا مساء الخميس بعملية نهب واسعة للمنزل بعد فرار صادق وإخوته منه.
وقالت المصادر إن عناصر الحراسة وبعد أن وجدوا أن المنزل اصبح فارغاً من أصحابه قرروا القيام بنهب أهم محتوياته ‘ معتبرين بأنهم أولى من غيرهم بتلك المحتويات والمقتنيات المختلفة.
مشيرة إلى أن الأسلحة كانت من بين أهم وأكثر المحتويات التي قامت عناصر الحراسة بنهبها من منزل الأحمر بالحصبة بالإضافة إلى عدد من السيارات وبعض المقتنيات الأخرى.
وبحسب مواقع إلكترونية فقد فر صادق الأحمر وبعد الدمار الكبير الذي تعرض له منزله في الحصبة‘ إلى منزل سنان أبو لحوم ‘ فيما فر شقيقه حميد الأحمر إلى منزل شخص يدعى خالد الأندولي وهو ( ضابط ).. وأضافت المصادر أن بقية أولاد الأحمر فقد فر بعضهم إلى منازل بمدينة صوفان السكنية في شمال صنعاء والبعض الأخر إلى مبانٍ استأجروها في منطقة الحصبة.
وأكدت تلك المواقع بأن الدمار الذي لحق بنزل أولاد الأحمر بمنطقة الحصبة كان كبيراً نتيجة الضربات التي تعرض لها خلال الاشتباكات بالإضافة إلى انفجار قذائف عن طريق الخطأ أكثر من مرة أثناء محاولات استخدامها من قبل بعض العناصر التابعة لأولاد الأحمر أنفسهم
وكان 28 شخصاً لقوا مصرعهم واصيب آخرون في انفجار مخزن للاسلحة والذخائر في عمارة يملكها حميد الأحمر في المنطقة المجاورة للفرقة الأولى مدرع التابعة للواء علي محسن صالح الأحمر, وقال شهود عيان إن المخزن يحتوي على أسلحة وذخائر ومتفجرات مختلفة من بينها قذائف “ آر بي جي “ و” هاون “ وصواريخ “ لو “.
وكشفت مصادر خاصة “ موثوقة “ بأن تلك الأسلحة والذخائر تابعة للفرقة الأولى مدرع وتم نقلها وتخزينها قبل أكثر من شهر في عمارة حميد الأحمر ‘ موضحة بأن الانفجار وقع عندما كان أحد الضحايا يعبث ببعض القذائف.
وذكرت المصادر بأن من بين من لقوا مصرعهم في ذلك الانفجار نحو عشرين شخصاً من ( عناصر ) جامعة الإيمان وضابطين كبيرين من الفرقة الأولى مدرع .
وبحسب المصادر فإن أولاد الأحمر كانوا قد استخدموا جزءا من تلك القذائف في قصف بعض المؤسسات والمنشآت الحكومية ومنازل المواطنين والذي أسفر عن قتل وإصابة العديد من المواطنين في منطقة الحصبة.
وفي سياق آخر أرجع مراقبون ما يقوم به حميد الأحمر وإخوانه من جرائم بشعة وقتل واعتداء على قوات الأمن والمواطنين الأبرياء والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة يأتي تنفيذاً لما جاء في وثائق ويكليكس التي كشفت عن تعهد حميد الأحمر لمسؤولين أمريكيين عام 2009م بإثارة الفوضى في اليمن في العام 2011م.