طفل اليمن .. بين المدارس والمتارس ..
أخوتي القراء إليكم الحدث ينقل مباشر
طفل اليمن بين المدارس والمتارس
( كبر الطفل بعد الولادة شيئاً فشيئاً , وأصبح يحبوا ومن ثم بدأ يتمتم بماما وبابا , وها هو اليوم يمشي خطواتٍ قليلة ومن ثم يسقط , وأبواه يطيران من الفرح عند كل نظرة له , وبعد بلوغه السادسة يأخذه أباه ليذهب به إلى المدرسة , وليدرس ويتعلم أمور دينه ودنياه , وعند تسجيله في المدرسة يشتري الأب له القلم والدفتر , وكل يومٍ يتعلم هذا الإبن شيئاً جديداً , فيأتي مسرعاً من المدرسة ليزيد فرحت أباه ويخبره بما تعلم , ويبادر الأب بكلمات التشجيع والتحفيز , وها هو الطفل ينتهي من الفصل الأول إبتدائي , وها هو بعد مرور عدة سنين يخرج من المدرسة وقد تعلم القراءة والكتابة وبعض من المعلومات العامة , وإذ باليد التي أخذته إلى المدارس تسحبه إلى المتارس , وإذ بنفس اليد التي قدمت له حينها الورقة والقلم , تقدم الآن البندقية والرصاص , وإذ بنفس اليد التي ساعدته على التعلم والتثقف تساعده على الرمي والقتل , وإذ بنفس تلاميح وجه الأب عندما يسمع كلمة بابا تعود عندما يسمع كلمة سوف أقتلة , وإذ بنفس البسمة عندما كان يقول أنا ذاهب لأتعلم من المدرس تأتي عندما يقول أنا ذاهب لأقعد في المترس , وإذ بنفس التشجيع عندما يأتي مسرعاً ويقول قد نجحت بالترتيب الأول وربما أكثر يعود عندما يأتي مسرعاً ويقول قد نجحت في قتل فلان , وإذ بنفس التفاخر بالإبن يعود , وهنا يصيح الضمير ليتكلم وينكر ما يحدث ولكن مع هتافات الفرحة بالقتل لا يُسمَع صوتَه .
وإذ في النضير الآخر طفلٌ ييتم , ويتحدث في مهده قائلاً أين أبي , أين من سيرعاني , أين ذهب وأين قتل ولماذا .
أين أبي يا أماه
.......
وتدور الأيام ليقتل القاتل ويأتي الخبر إلى الأب فيحزن على فقدانه أحد أبنائه ولكن يواسي نفسه قائلاً هو شهيد , فأي حديث أو آية بالله عليكم تنص على ذلك , وتأكد أن قتلى المسلمين على يد المسلمين حلال ويعتبر القاتل بطلاً والمقتول شهيداً , وإذا كان ذلك صحيح فهيا بنا إلى الفلاح هيا بنا لنتقاتل فإما سوف نكون أبطالاً في الدنيا , أو شهداء في الآخرة .
..........
إذاً أطرح بين أيديكم قضية ساخنة لنناقشها بعيداً عن الغموض والمجاملة والهمجية والمغالطة , وليكون حوار وتناقش بناء .
..........
وتبقى هذه الأسئلة تنتظر الأجوبة
هل طفل اليمن يستطيع التوفيق بين المدارس و المتارس ؟!
وهل عدد كراسي المدارس في اليمن يبلغ 20% من عدد متارس الحروب هناك ؟!
وهل عدد الكتب الدراسية المتنوعة يبلغ 10% من عدد قطع السلاح في اليمن ؟!
وهل اليمن بحاجة إلى المتارس أكثر من المدارس ؟!
ويبقى إبن اليمن بين المدارس والمتارس
.........
الأسئلة المطروحة في الموضوع ليست نطاق للموضوع , فتستطيع أخي القارئ التعمق لكل النقاط التي تشعر بأهميتها .
تحياتي قناص شبوه
منقول