(عفيف) إنسان يمني أمضى ما يزيد على 30 عاما في إحدى دول الخليج فقد كان يعمل سائقا في دائرة حكومية ولديه اسرة باليمن إضافة إلى والده ووالدته وزوجة اخيه المتوفي وعيالها الأربعة 0000 وفي ظل عملية التصفية لكل ما هو عربي التي تدور رحاها بالخليج تحت ستار " التوطين" وهو مبدأ أمريكي مستمد من قوانين العولمة الجديدة التي أطلت بها علينا أمريكا بإيعاز من صاحبة الصون والعفاف " يهودا بنت صهيون" وقد تسربت معلومات تفيد بأن أمريكا استولت على 90% من عائدات النفط الخليجية وأمرت تلك الدول بالتقشف وفرض الرسوم على الوافدين كما يحلو لتلك الدول تسميتهم 000 التوطين بالخليج ليس القصد منه توظيف الكوادر المواطنة والتي هي بالأساس ليست مواطنة بكل ما للكلمة من معنى فهي عبارة عن خليط من اجناس شتى يراد لهم انشاء دول ذات أعراق ليست عربية بالدرجة الأولى حتى يتم طمس عروبة الخليج تلك الرقعة الجغرافية الغنية بالنفط حتى لاتكون إحدى وسائل الضغط العربية حتى ولو كان ذلك من الاحتمال النظري لانه لن يرتقي إلى المستوى العملي ولن يكون هناك شيء اسمه " سلاح النفط " 0000
المقدمة كانت ضرورية لندلف إلى موضوع أخونا " اليمني " عفيف الذي انهوا خدماته بكل صفاقة ولم يضعوا اي اعتبار لخدمته الكبيرة لديهم فكل ما في الأمر اصدار امر من موظف دخيل ربما كان من ابناء هضبة فارس وتوابعها 0000ولو كان في دولة غربية لما حصل مثل هذا التعسف الغير مبرر لكنها مشيئة الله الذي سلط على الأمة قوما لايخافونه ولا يرحمون الناس 0
بعد انهاء خدمة صاحبنا كان صفر اليدين وحقوقه لن تكفي بسداد الديون المتراكمة عليه جراء صرفه على اسرة كبيرة لايوجد لها معيل غيره ووضع اليمن كما نعلم مزري وليس هناك امل بالعودة والاصطفاف إلى طابور العاطلين الطويل والأرض اصبحت بورا والزراعة لم تعد تجدي في عصر اختفت فيه مآدب " العصيد " وخبز الذرة والدخن فالجيل غير الجيل والدنيا تتحرك للأمام ولا ترجع للخلف 000
صاحبنا حصل على إقامة بشق الأنفس وفتح له تاكسي لانه لم يجد عملا لان الأعمال تم حصرها بين المواطنين وابناء القارة الآسيوية وبعض العرب من اصحاب الشهادات حتى ولو كانت مزورة واثناء عمله بالتاكسي وجد مافيا آسيوية مسيطرة على هذا القطاع 000 ولم تحتمل ان تشاهد أي عربي يعمل على تلك السيارات غير بنو جلدتها 000 وفي كل مرة يقف بمواقف تحميل الركاب يمطره هؤلاء القوم بالأسئلة الكثيرة ( ليش بابا يسوق تاكسي هذا شغل مش مال عربي هذا مال هندي باكستاني بنغالي ) 000 صاحبنا يطنش ولكن المشكلة في الركاب لا يركبون معه فقد تعودوا على تلك الجنسيات 00 وفي أحدى المرات وبينما كان يلف في الشوارع شاهدإمرأة غربية في الشارع الآخر أومأت له بالالتفاف فاشرلها بالانتظار ليدوربسيارته ويصل إليها وعندما وصل إليها وجد اكثر من 10 تكاسي من تلك الجنسيات تقف للمرأة لكي تركب معهم وهي ترفض فتحركت ووصلت إلى عند تاكسي صاحبنا وركبت معه 0000 الجماعة لم يعجبهم الكلام وقاموا يضايقونه بالشارع بعضهم من الأمام والبعض الآخر من الخلف وكاد أن يدعم سيارة احدهم والمرأة تتذمر منهم ويدو بأن لها تجارب معهم خصوصا رائحتهم العفنية وصفاقتهم وجرأتهم العجيبة وعند إنزال المرأة استدار وإذا باحدهم يوقف سيارته ويؤئر له فوقف فبادره الآسيوي بكلمات عتاب من النوع الثقيل ( والله انته نفرات مافي تمام ليش يشيل خرمة واحنا في موجود قبل انته ) فقال له هي التي ركبت فقال له ( انته في **** حيوان ليش وقفت ليش ما يروح ) صاحبنا لم يحتمل فقال له انته ال**** والشارع مال حكومة مش شارعك 0000 وبينما هم يتحاورون وقف اثنان من اصحاب التكاسي ونزلوا من سياراتهم وجرو صاحبنا 000 وهم كل واحد مثل الثور وهو جسمه نحيل وسنه اقترب من الخمسين ولم يرحموا سنه فامسك به احدهم وقام الآخرين يوسعونه ضربا ولكما في المعدة والصدر وفي عملية دفاع عن النفس قام صاحبنا بعض الممسك به في ساعده ومن شدة القهر غرس اسنانه الذهبية (تركيبة) المتفارقة اصلا في يد الرجل والذي من الم العضة سحب يده بقوة فخرجت الأسنان المركبة في يده وكل هذا حدث والناس تتفرج دون ان يتدخل احد لفض النزاع الغير متكافئ اصلا 000 ووصلت سيارة الشرطة إلى مكان الحادث فتوقف العراك وانسل بقية الذين اجهزوا على صاحبنا وبقي ممسكه ليصبح كغريم واحد بدلا من مجموعة 0000 صاحبنا كان منهك ولكنها المكابرة اليمنية فتحامل على نفسه وظهر بانه غير متاثر لكن اللكمات التي في بطنة وصدره كنت بمثابة طعنات لم يخرج على إثرها قطرة دم للخارج 000
بعد ان حضرت الشرطة ترجل احدهم وكان يبدو بأنه من (بلوش عمان ) من الدورية واتجه نحو صاحبنا يسأله فقال له بأن الرجل هذا اوقفه وقام بشتمه ثم اتى آخرين من نفس جنسيته وتعاركوا معه وقاطعه الباكستاني قائلا للشرطي (بابا شوف هذا نفرات شو يسوي في انا ويشير إلى ذراعه التي تنزف دما من اثار العضة ) تدخل شخص كان حاضرا العراك ويبدو بأنه شخص مصري (صعيدي) وقال للشرطي بان اثنين آخرين ضربوا الرجل وهربوا بسياراتهم قبل وصول الدورية فقال له الشرطي " مأنبا " ومن طلب شهادتك ؟؟ يالله روح ، الشرطي على طول قال لصاحبنا جيب السويتش (مفاتيح السيارة) وهات الليسن والملكية فقال صاحبنا يا أخي انا مش غلطان هم الي أوقفوني وضربوني وعندي شهود فقال الشرطي انته شفته باتان مساكين تريد تتعفرت عليهم ، لو تريد تتعفرت روح بلادك ، فقال صاحبنا يا اخي اتق الله ولا تظلمني وانت هنا تمثل الحكومة ولازم تكون عادل فقال له الشرطي 00 اخرص انته تتهمني بأني غير عادل وتسب الحكومة صاحبنا اندهش من كلام الشرطي الذي انشغل بحال البتاني واخذ يسأله أسئله وكأنه يرشده إلى طريقة تجعله مجني عليه وليس الجاني 0
تحرك الجميع وعند وصولهم لمركز الشرطة ادرجوا صاحبنا بالنظارة وعملوا ورقة محضر بالحادث واعطو الباكستاني ورقة للذهاب للكشف الطبي ، كل هذا وصاحبنا يتحامل على نفسه وهو يتألم في داخله من شدة ضربات الجماعة (البتان) وبعد ادخاله للنظارة ببضع دقائق سمع الموجودين بالمركز صوت احد السجناء ينادي ( ياشرطة 000 ياشرطة) فذهب احدهم ليستطلع فقال له المساجين هذا الرجل يتقيء دم وهو منهك القوى الشرطي ذهب لإبلاغ المسئول فقال له المسئول خله يولي هذا بو يمن شاف الرجال باتاني سوى نفسه عنتر خله يولي على شان يتأدب 0000 وتركوه على حاله يعاني وبعد ساعة ونصف وتقريبا تغير الشفت بالمركز واتى محقق سوداني فشاهد الرجل يتالم وعلى طول عمل له ورقة طبيب وارسله مع اثنين من الشرطة إلى المستشفى وبعد أجراء الفحوصات اتضح بانه يعاني من تهتك شديد بالمعدة واجريت له عملية عاجلة لرتق المعدة وتم شفط الدماء التي تسربت في داخله ومكث يومين بالمستشفى وطلب منه الطبيب بأن يعود بعد اسبوعين لمعاينة ما اذا كانت التهتكات التأمت ام لا
--- اعادته الشرطة للنظارة وتم عرضه على المحكمة التي حكمت عليه بدفع نفقات عمليته وعملية اخرى اجريت للباكستاني الذي عملها في مستشفى خاص (عملية تجميل) وحكمة المحكمة عليه بدفع نفقات المحاماة وإبعاده من البلاد بدون تكفيله من أي طرف بتهمة التطاول بالفاظ غير سويه على رجل شرطة واتهامه بعدم العدل كذلك تعريض سلامة المارة للخطر بافتعاله عراك بالشارع العام والحاق الأذى بشخص آخر ادى إلى تشويه في ذراعه وعند عودته للسجن نصحه احد السجناء بان يستأنف الحكم وطلب من الشرطة ذلك فقالوا بأنه يجب ان يدفع مبلغ 10 آلاف لكي يستأنف وكعادة جماعتنا للأسف الشديد عندما سمعوا بأن الرجل سيتم إبعاده كل واحد هرب ولم يعودا يزورنه وكأنه أصابه الجرب ويخافون ان يعديهم (وهو اسلوب غير سوي من بعض جماعتنا هناك) المهم صاحبنا حاول الاتصال بالبعض من الجماعة فذهب احدهم للسفارة اليمنية وقالو له بأن الموضوع شأن داخلي ويتناقض مع الأعراف الدبلماسية واخيرا جماعته أنبهم ضميرهم الميت اصلا وقاموا بجمع المبلغ ودفعوه لمحامي لكي يستأنف الحكم 000 في نفس الوقت قام الملحق العمالي لسفارة الباكستان برفع دعوى استئناف متضررا من الحكم مطالبا بتعويض الرجل لانه يعاني من آلم في يده وهي عملية التفاف خطيرة مقصدها اما الحصول على تعويض لشيء غير منطقي وأما تأييد الحكم السابق الذي هو في صالحه 000 وقد رفضت المحكمة دعوى استئناف الاثنين بحجة التضاد ومحاولة تمطيط القضية 000 صاحبنا رحلوه على اليمن وهو يعاني وزاد من معاناته رجرجت السيارة إلى قريته فوصل وهو منتهي وآلام بطنة كأنها سكاكين فتم اسعافه إلى عدن مرة اخرى ولكنه فقد دماء كثيرة نتيجة النزيف الداخلي وبعد وصوله للمستشفى في عدن لفظ انفاسه في رحلة عذاب مع متطلبات هذه الحياة انتهت به بمأساة وذهب المرحوم عفيف ضحية لم تجد من يساندها 000
لم يكن له من ذنب سوى انه إنسان " يمني " إذا وقع لا يجد معه من يسنده وهي عصامية تفرد بها الإنسان اليمني منذ الآزل ولا نعلم هل هو غضب إلهي كتب على هذا الإنسان أم هو حظه العاثر في هذه الحياة التي لا ترحم الضعفاء ومن اجل هذا لا نرى أي غرابة من كون أي أنسان يمني يعيش في المهجر يلتزم الحيطة والحذر ويحاول التحامل على أي شيء يصيبه حتى لا يكون مآله ومصيره مثل مصير صاحبنا وكم من اناس من ابناء جلدتنا يعانون في صمت لان البديل أمر من الحاضر ولا غرابة ان يصمت احد الأخوة ويذهب إلى مكان قصي يذرف الدمع بحرقة بعد ان اوسعه بعض العتاة الشبان المتشبهين بالنساء ضربا امام زوجته وأبنائه لانه طلب منهم عدم التفوه بكلمات نابية على زوجته في إحدى الحدائق العامة بإحدى الدول الخليجية ولم يستطيع الشكوى خوفا من ان يكون مصيره مثل مصير صاحبنا " عفيف " 000
عجبا لقد اصبح الإنسان اليمني ذليلا ليس على لقمة عيشه فقط ولكن خوفا بان يناله اسوأ مما يتصور لانه لايوجد من يحميه غير الله في هذه الحياة والتي كتب الله على نفسه بأنها تسير وفق الأسباب 0000
انتهت
تحياتي
منقولة علا لسان شخص ثقة اعرفة عز المعرفة القصة حصلت قبل 4سنوات