معلومات قيمة عن بيحان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كانت إبان حكم الاستعمار البريطاني أشبه بدولة صغيرة في أقصى الشمال الشرقي منه عندما استمال قبائلها الشريف حسين بن أحمد الهبيلي وعزز قبضته بتعاون المستعمر واعتلى عرش إمارة «بيحان» كبرى مناطق محافظة شبوة.
للشريف حسن قصور ودور ضيافة غاية في الروعة ولبيحان عامة نكهة مميزة كواحة غناء يمخر عباب الرمل واديها المنساب في صحراء الرملتين .. عن هذا الوادي الاسطوري وهذه المدينة أو المحافظة المنتظرة .. عن أجمل بقعة في المحافظات الجنوبية يطول الحديث مع محمد عبدالقادرلحول- مدير عام مديرية بيحان.
جبل ريدان
قبل أن نصل لمدينة بيحان أنا ومن معي من الركاب القادمين من عتق اشار لي رجل في السبعينيات من العمر بأصبعه إلى جبل ريدان قائلاً: كنا قديماً قبل الثورة نمشي على الأقدام من عدن وعتق إلى بيحان لأيام وما إن يبدأ رأس جبل ريدان بالظهور حتى نشعر أن المسافة وشيكة من بيحان فجبل ريدان نعتبره رمز ومعلم مدينة بيحان فمن حواليه نجد الوديان منبسطة والهضاب كذلك.. كانت المسافة من عتق إلى بيحان 002 كيلو متر وهأنا قد وصلت بحقيبتي في يوم جمعة إلى سوق مديرية بيحان الشبيه تماماً بمركز محافظة من المحافظات النائية ، ومنزل مدير عام المديرية يتكىء أسفل جبل ريدان «ذو ريدان» كما يسميه البعض ..وفي المساء بدأنا الحديث مع مدير عام المديرية، حدثونا عن ماضي بيحان في البدء؟
-كانت بيحان قبل ثلاثين عاماً تضم المديريات الحالية «بيحان ، وعسيلان ، وعين» وكانت تسمى «إمارة بيحان» وهي التي عمل على توحيدها شريف بيحان حسين بن أحمد الهبيلي الذي استمال قبائل هذه المناطق وضمن ولاءهم ومن ثم أعلن الولاء لبريطانيا أيام الاحتلال إلا أنه وبرغم ذلك جعل من بيحان إمارة أوفر حظاً من بقية سلطنات البلاد في الجنوب الوطني سابقاً ، وكانت أول منطقة تدخلها الكهرباء وبعض الخدمات الأخرى بعد عدن.
المواقع الأثرية
اشار محمد عبدالقادر لحول - مدير عام المديرية من على سطح منزله الكائن أسفل جبل ريدان بسبابته إلى ذلك الجبل الذي نحتت الطبيعة من رأسه مايشبه رأس الصقر وقال: يقال إن جبل ريدان كان بمثابة متنزه للملوك والأمراء القدامى الذين تعاقبوا على الحكم في وادي بيحان وفي رأسه تجد مخازن للمياه ومدافن للقمح وبقايا جدران مهولة ، بالإضافة إلى هذا الموقع الأثري هناك مواقع أثرية مؤهلة سياحياً في مديرية بيحان مثل مواقع : «مريمة» في منطقة القارع و«ذو نصر» وهناك قلاع وبقايا قرى أثرية في وادي «خر» والأهم من كل ذلك لدينا في المديرية متحف بيحان وعمره يزيد عن خمسين عاماً.
متحف بيحان
في الجهة المقابلة لقصر شريف بيحان سابقاً ودار الضيافة حالياً يتكىء مايسمى بـ «متحف بيحان» على طرف حوش قديم لمدرسة قديمة ويشمل المتحف خمس غرف أو أجنحة كما يطلقون عليها في متاحف العالم .
محمد أحمد ساجرة ، مدير المتحف أكد أن المتحف كان عبارة عن مدرسة ابان حكم الشريف لامارة بيحان* وكان مقصداً لمجاميع السياح من الداخل ومن الخارج ـ وكما دخلناه غرفة غرفة والتقطنا بعض الصور الفوتغرافية فقد بدا لنا بالفعل أنه متحف ففيه قطع أثرية قيل بأنها نقلت إلى المتحف الوطني بصنعاء ومنها إلى متحف عتق عاصمة محافظة شبوة وفي المتحف تماثيل متفاوتة الحجم منها مبعثرة على زوايا الغرف ومنها مازال متماسكاً ينام بين جدران زجاجية مقفلة يكسوها الغبار وبشأن كل ذلك الاعجاب من متحف في مديرية والخذلان من اهمال لايستحقه متحف كهذا قال محمد أحمد ساجرة ، مدير المتحف إن المتحف مقفل منذ عام وأكثر على أمل أن يصل فريق الترميم من الهيئة العامة للآثار.
بعد أن غادرت المتحف ومديره الشاب تساءلت لماذا لم أجد صور شريف بيحان وصور مدينة ووادي بيحان وطقوس قبائل بلحارث والمصعبين لاسيما وقد سمعنا قبل أكثر من عامين أن ديبلوماسياً بريطانياً كان موظفاً أيام الاحتلال قام بالتقاط العديد من الصور واهداها لليمن وأقيم لها معرض بصنعاء وتوزعت نسخ منها إلى متحف عتق بعد ما كان المستر نيجل جروم قد نشرها في كتاب بعنوان «أسرار سبأ» لفت به انظار المؤرخين العرب .. اتمنى أن لايطول انتظار متحف بيحان للترميم أولاً ثم الصور.
وادي بيحان
وبحسب حديث مدير عام المديرية فإن سكان مديرية بيحان بلغ 000،25 نسمة ومساحتها 000،63كم2 وهي تبعد عن عتق 002كم ويحدها عسيلان من الشمال والشريط الصحراوي ومحافظة البيضاء من الشرق وجزء من الشريط الصحراوي ومن الغرب مديرية عين وجزء من البيضاء ومن الجنوب مديرية ناطع ومديرية نعمان التابعتان لمحافظة البيضاء ، وتشتهر مديرية بيحان بالزراعة ،حيث تعد هي السمة الرئيسية لها باعتبارها تستلقي على واديي بيحان و«خر» الغنيين بالمياه الجوفية والمحاصيل الزراعية أبرزها القمح ومختلف الحبوب والسمسم والخضروات وخاصة البصل والثوم ومختلف البقوليات حتى في* مساحاتها التي غزاها التصحر فلا زالت تنضح باشجار الأراك والسيسبان..
وهكذا فيمكن القول بأ ن 56% من أهالي مديرية بيحان يشتغلون بالزراعة وتربية المواشي.
بيحان النضال
وبعد الحديث عن بيحان الزراعة والخصب والعطاء ينتقل مدير عام المديرية لاقتضاب اطلالة بسيطة عن دور أبناء مديرية بيحان أو إمارة بيحان ،كما كانت تسمى سابقاً في الكفاح المسلح لطرد الاستعمار وتحقيق الوحدة بالقول:
كان لأبناء بيحان دور ريادي في التنوير وتحريض القبائل المجاورة على طرد المستعمر البريطاني ،حيث كان مستوى التعليم والخدمات الصحية والطرق في بيحان أفضل بكثير من المناطق الأخرى الواقعة تحت قبضة السلاطين الموالين للاستعمار.
الشريف حسين الهبيلي
سألنا مدير عام المديرية: لكن الشريف حسين بن أحمد الهبيلي المعروف بـ«شريف بيحان» كان موالياً أيضاً للاستعمار حسب مانسمع؟!
لاشك أنه كان موالياً ـ نوعاً ما ـ ولكنه كان أفضل بكثير من بقية السلاطين فقد رفض التدخل السافر للاستعمار في شئون المواطنين بعد أن جمع القبائل المتناحرة من حوله وحكم قبضته عليها ووحد الصف وجعل من «امارة بيحان» مقصداً للعلم والتنوير وملجأ* للثوار المتسللين هرباً من شمال الوطن الواقع آنذاك تحت الحكم الإمامي.
وقد أفضى لي الأخ وزير الاشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي أن والده المهندس المرحوم عبدالله الكرشمي كان يثني كثيراً على بيحان وأهلها الطيبين الذين احتضنوه اثناء هروبه من مقصلة الإمام أحمد في تعز ، وبقائه في بيحان فترة طويلة تمكن خلالها من الاستعانة بأعيان بيحان في السفر إلى القاهرة هروباً من الإمامة الظالمة ولغرض الدراسة معاً ، ويواصل محمد لحول القول:
وفي حرب التحرير ظل الأهالي يقدمون الغالي والرخيص لدعم الثوار الذين توزعوا على ارجاء البلاد لتحقيق النصر وما إن تحقق ذلك في عام 76م حتى رحل الشريف حسين الهبيلي مع جميع أفراد أسرته وعائلته إلى الطائف تزامناً مع رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن ،وبعد أن رحل الاستعمار ورحل الشريف حسين جاءت القبضة الحديدية للحكم الشمولي على جنوب الوطن سابقاً وخاب الأمل وماتت فرحة الناس هنا بخروج المستعمر ما اضطر 08% من أهالي بيحان إلى الهرب والنزوح إلى شمال الوطن هرباً من البطش والجبروت ،وهذا إضافة إلى مجاميع أخرى هاجرت إلى دول الخليج واليوم عاد الكثير منهم إلى بيحان و توسعت المدينة بعماراتهم ومشاريعهم الاستثمارية.
مفتاح النصر
ويضيف مدير عام المديرية: ولايزال اهل بيحان يسطرون بطولاتهم بماء من ذهب وهم يتقدمون جحافل قوات الشرعية لمطاردة قوى الانفصال ،حيث تعد بيحان بوابة رئيسة بين الشمال والجنوب ،حيث ينساب وادي بيحان من سلسلة جبال محافظة البيضاء ، إضافة إلى البوابة الشمالية للجيش الشرعي القادم من مأرب مروراً بحريب القريبة من بيحان.
الشيخ البيحاني
لاينبغي المرور ببيحان دون الحديث عن واحد من ابرز اعلامها الأجلاء وهو الشيخ العلامة شهاب الدين محمد بن سالم البيحاني وكان مولده في 22 رجب 9231هـ ولأن الأخ محمد لحول من أبناء وادي بيحان ولديه مايقوله عن ذلك الشيخ فقد مضى يقول:
الشيخ البيحاني من مواليد بيحان وعندما شب ارسله أهله إلى مدينة تريم لتلقي علوم الدين واللغة والأدب أيضاً وأيام الاستعمار كان له موقف مناهض ضد الاحتلال ثم انتقل إلى عدن لتدريس العلم والتحريض على الثورة ضد المستعمر الذي ظل يضايقه حتى هرب إلى مدينة تعز واستقر فيها لسنوات نبغ خلالها وذاع صيته وأحبه الناس وطالبو العلم وبرغم أنه كفيف البصر إلا أن له مؤلفات عدة في علوم الدين ،كما أن له أعمالاً شعرية لايستهان بها سخر جانباً كبيراً منها للثورة على المحتل والشريف حسين أيضاً.. شريف بيحان الذي سجنه ونكل به عشرات المرات قبل أن يهرب إلى عدن.
سوق بيحان
مايميز بيحان حالياً وفي سالف السنوات ذلك السوق الكبير والغني بمختلف البضائع ولعل مالفت انتباهي انتشار مايسمى بـ«معاصر الصليط» أي معاصر زيت السمسم الذي تشتهر بيحان بزراعته ولزيت السمسم حضور دائم في موائد أهل بيحان وربما أهل شبوة عامة فلكونه نباتياً طبيعياً يصبونه على مأكولات عدة وحتى من يأكلون في المطاعم نادراً ماينسى أحدهم قنينة زيت في جيبه لصبها على الوجبه الخالية من زيت السمسم أو الجلجل كما يطلق عليه معظم اليمنيين .
وحسب تجارب علمية وتجربة كاتب السطور فإن* زيت السمسم هو على عكس معظم الزيوت المسببة للحموضة لأنه بالفعل يعد مسكناً سريعاً لآلام الحموضة.
حسبنا حديث عن زيت السمسم لنعود إلى سوق بيحان المليء كذلك بالخضروات وأفخر أنواع القات في شبوة ـ ولعل هذا الأخير من أسباب استنزاف المياه الجوفية في وادي بيحان ـ حسناً إذا فمخلفات سوق القات والخضار والمواشي بحاجة إلى تفعيل أكثر من صندوق نظافة بيحان ومن الباعة ايضاً ، أما مريدو هذا السوق الكبير فحسبهم الحج إليه خاصة يوم السبت من مختلف المديريات المجاورة والبعيدة نوعاً ما فالسوق يخدم مديريات عسيلان وعين وناطع ونعمان ومن جهة الشمال حريب وصافر تماماً كما هو حال مستشفى بيحان.
بابور بريطاني
وفي سوق بيحان المكتظ بالمحلات التجارية وجدنا رجلاً مسناً يقول إن عمره فوق التسعين عاماً هو الوالد أحمد صالح شوبان، يلقبونه بـ«المسترهاف» ربما لأن سحنته المائلة للاحمرار وشعره الأبيض الخفيف أو لاجادته اللغة الانجليزية بالنطق.. المهم أن الرجل مشهور في المدينة ومحبوب أيضاً وما اكسبه تلك الشهرة شاحنته تلك العتيقة التي أفنى نصف عمره الأخير في العمل فيها من خلال نقل الحديد والأخشاب ومواد البناء من المحلات إلى كل أرجاء المديرية ولأنه متخصص في الميكانيك منذ عهد الانجليز وشريف* بيحان فقد ظل متمسكاً بشاحنته تلك «الاسطورية» نوع «بيت فورت» انجليزية موديل عام 45م قال بأنه اشتراها في عام 17م من الحكومة بـ«52» ألف شلن بعد أن احالوها للتقاعد واستغنوا عنها فأعاد لها الحياة من جديد واعتمد على مردودها لاعالة أولاده لاسيما وعلي عنتر ـ على حسب كلامه ـ قد تسبب في فصله وقطع راتبه من العمل العسكري في سلاح المهندسين ،حيث كان سائقاً وبالتحديد كما قال في عملية مسورة عندما رفض توجيهات القائد العسكري في عملية ما، لم يسمح له ضميره في الاشتراك فيها واصلاح الدبابة التي تعطلت اثناء مرافقتها لنقل أشخاص إلى مكان مجهول، انتهى من الكلام ذلك الطاعن في السن الذي مازال يكابد مطالب الحياة ويروض شاحنته المتهالكة التي رقعت بمختلف قطع الحديد والتشليح وإطاراتها الأربعة الجديدة وحدها تؤكد أنها بالفعل شاحنة تنبض بالحياة تماماً كسائقها.
المشاريع المنجزة
عودة إلى الأخ محمد عبدالقادر لحول - مدير عام مديرية بيحان للحديث عن مقدار ماتحقق من مشاريع عملاقة للمديرية في ظل سنوات الوحدة المباركة .. يقول:
يمكننا القول والتأكيد بأن مديرية بيحان قد حظيت بنصيب الأسد ذلك من مشاريع يزيد تكلفتها على ثلاثة مليارات ريال ، وذلك بفضل الله تعالى أولاً ثم بفضل راعي الوحدة والديمقراطية المشير علي عبدالله صالح ، حفظه الله .. ولاينكر هذا إلا جاحد.. ولعل الأهالي يدركون أن طلاب بيحان المترامية الاطراف كانوا قبل الوحدة يكتظون فقط في أربع مدارس قبل الوحدة أما اليوم فصارت أربعين مدرسة موزعة على انحاء المديرية منها ثلاث مدارس ثانوية للبنين وثانوية بنات وستة وثلاثون مدرسة تعليم أساسي وقد بلغ عدد الطلاب في هذه المدارس اكثر من 00531 طالب وطالبة.
وإذا انتقلنا إلى الخدمات الصحية فنجد في المدينة مستشفى واحداً بني ايام الشريف حسين يتسع فقط لـ06 سريراً واليوم يجري تشييد مستشفى حديث بمختلف التخصصات يتسع لـ08 سريراً اضافة إلى عشرة مراكز ووحدات صحية أخرى موزعة على ارجاء المديرية ،وقبل فترة من زيارة وزير الصحة إلى شبوة حصلنا منه على توجيه بتزويد المستشفى بوحدة ملاريا وبعثة طبية وسيارة اسعاف.
أما خدمات الكهرباء فيؤكد مدير عام المديرية بفضل الله ثم القائد أنها تغطي بنسبة 001% فلا توجد قرية أو عزلة بلا كهرباء فالأعمدة والشبكة عامة تمتد لأكثر من 53 كيلو متراً طولياً وعرضياً حتى المنازل الموزعة المتباعدة في رؤوس الجبال وصلتها الكهرباء.
وماخدمنا في هذا الشأن أن لدينا وحدة تنفيذية خاصة ببيحان وفي نهاية العام إن شاء الله سيتم تزويد بيحان بالكهرباء الواصلة من المحطة الغازية في صافر لتوليد الطاقة الكهربائية.
وفي مجال الكهرباء يشير الأخ مدير عام مديرية بيحان إلى أنه:
تم في العام الماضي مد خط اسفلتي بطول 53 كم يصل مديرية بيحان بمحافظة البيضاء ، إضافة إلى مشروع طريق اسفلتي «بيحان ـ القنذع» بطول 32 كم كما تم شق طريق اسفلتي آخر بطول 62 كم من بيحان إلى مديرية ناطع التابعة لمحافظة البيضاء وقد انتهى العمل فيه هذا ويستمر العمل في شق طريق «بيحان ـ مبلقة ـ عين » بطولة 62 كم انجز منه إلى الآن مايقارب النصف وهناك مشاريع أخرى من موازنة المجلس المحلي مخصصة لتحسين شوارع وأزقة المدينة المكتظة ولن أنسى نقل شكر وامتنان المزارعين في وادي بيحان الذين كانت السيول إلى ماقبل العام الماضي تأسرهم لايام عن مركز المدينة وتشل حركتهم واليوم كم هي سعادتهم بذلك الطريق الاسفلتي الذي مر على جانب الوادي وأمن حركتهم وممتلكاتهم من كوارث سيول وادي بيحان وكذلك لايقل شأناً الطريق الاسفلتي الذي اخترق منتصف وادي خر العريض والغني بمختلف المحاصيل.
ويمكنني ـ كمدير عام لهذه المديرية الجميلة ـ أن انقل شكر الأهالي لفخامة الرئيس ولوزير الاشغال والطرق والجسور المهندس عمر الكرشمي الذي اعتمد للمديرية مشروع طريق دائري اسفلتي بطول 7 كم يحزم المدينة ويخفف من الازدحام المعتمل في وسط أسواقها.
وفي مجال الاتصالات يشير مدير عام المديرية أن الشبكة الهاتفية الأرضية تغطي 08% باجمالي 0082 خط ومازال المجال شاغراً لمن يرغب من الأهالي وبكل اقتدار من قبل مؤسسة الاتصالات الناجحة للأمانة ، أما شبكة الضمان الاجتماعي فلدينا أكثر من 0006 حالة ضمان اجتماعي.
غياب الماء والصرف الصحي
وبعد كل هذه المشاريع الهامة التي ذكرناها سلفاً تأتي إلى عصب الحياة في مديرية بيحان وهو ماء الشرب.. وبشأنه يقول الأخ محمد لحول:
بصراحة هذا هو مربط الفرس فالكمال لله وحده..إن مدينة بيحان ولانقول مديرية لأنها توشك أن تكون مؤهلة لـ«محافظة» مستقلة، المدينة بحاجة إلى مشروع مياه استراتيجي يتكون من اربعة آبار وخزانات وشبكة مواسير تصل إلى ارجاء المدينة ، أما حالياً فتوجد بئران فقط تغذي جزءاً بسيطاً من المدينة نأمل من الأخ وزير المياه أخذ هذا المشروع بعين الاعتبار.
كما نطالب وزارة المياه والبيئة بايجاد مشروع صرف صحي نظراً للكثافة السكانية والعمرانية المتنامية ، وفي الأخير نحن على ثقة بأن الحكومة ممثلة بوزارة المياه والبيئة تسعى إلى تخفيف ومعالجة الأضرار البيئية الناجمة عن تصاعد الأدخنة السامة من حقول النفط المجاورة لمديرية بيحان.
الخاتمة
يجدر بنا ـكمحررين ـ الاشارة* أو الاشادة بحجم المشاريع العملاقة في مديرية بيحان باعتبارها أوفر حظاً من مديريات عدة في باقي المحافظات لكن الكمال لله وحده ، كما يقال فالمتحف الأثري المتهالك مل انتظاراً للترميم لأكثر من عام بعد أن تعرض لمرات عدة للنهب خاصة أيام حرب صيف 49م أما الوادي الجميل الذي كان إلى ما قبل بضع سنوات يغذي جانباً كبيراً من أسواق المحافظات الجنوبية بمختلف المحاصيل الزراعية.. الوادي بحاجة ماسة إلى دعم وتشجيع وتوعية المزارعين فيه والحد من الحفر العشوائي للآبار واحترام رغبة الأشجار والثمار عن استنشاق ماتكرهه من عوادم علها تكابد تدحرجها قسراً نحو صحراء رملة السبعتين أو تدحرج الرمال إليها.. ولعل المعنيين يدركون ماكان يشكله وادي بيحان قديماً من سلة قومية للغذاء منذ تعاقبت على مردوده دويلات قتبان وأوسان وحضرموت.

*

منقول