الإهداءات | |
المنتدى الاسـلامي كل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية |
|
أدوات الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
22-02-2009, 09:14 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان محمد الحسيني إسماعيل الجزء الأول : الجنس بين المسيحية والإسلام ويتوالى الهجوم على الدين الإسلامي .. فتقول دكتورة علم النفس الأمريكية ( ذات الأصل السوري ) وفاء سلطان : [ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] ثم تضيف قائلة .. [ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الإسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ] وتقول : وتجتمع ثلاثة عوامل لدى الرجل المسلم ، والتي يجب أن يتناولها كلّ باحث يسعى لاعادة إصلاح الاسلام .. وهي : الجانب الاول : هو ـ المسلم ـ ضحيّة تعاليم قولبت عقله وسلبته قدرته على التفكير . الجانب الثاني : لم يستطع تحصيله العلمي ـ إن وجد ـ أن يخترق ذلك القالب الحديدي ! الجانب الثالث : لم يستطع ( .. ) أن يطوّر قدرته على الحوار . • التعريف بالدكتورة وفاء سلطان .. وقبل الرد على دكتورة علم النفس .. كان لابد من تقديمها للقاريء حتى يعلم ما هي شخصيتها وما هي هويتها الدينية من خلال ما تكتبه ـ هي ـ عن نفسها .. فنجدها تقول في مقالتها الأخيرة " ويل لأمة يتمشيخ طبيبها و ـ يتدكتر ـ شيخها " ( على موقع الحوار المتمدن ) : [ مولدي في سوريّة هو هدية الله لي ، وقراري بأن أكون أمريكيّة هو هديّتي لله . أرسلني الله مسلمة عربيّة لغاية عنده ، وقررت أن أكون أمريكيّة لا دينيّة كي أصل الى غايته ! ] وعلى الرغم من عدم وضوح عبارتها وتناقضها الذاتي .. إلا أن ما يهمنا هو اعترافها ـ صراحة ـ بأنها كانت مسلمة .. ثم أصبحت " لا دينية " . ويقول بعض النقاد أن وفاء سلطان وُلدت في طائفة العلويين السورية ( وهي أحد الفرق المنشقة على الإسلام ) ومن ثم ، فإنها ليست منتمية للإسلام كما تدّعي . ومما يؤكد هذا المعنى أنها ترفض مناقشة مسألة انتمائها للطائفة العلوية لأسباب خاصة . لكنها تقول إنها شعرت على الدوام بأنها وُلدت وترعرعت كمسلمة ..!!! ولكننا سوف نرى في هذا المقال أنها لا تعرف من القرآن ـ منهاج الإسلام ـ سوى بعض الكلمات المتناثرة ، والجمل المقطوعة عن سياقها لتقوم بتفسيرها بما يخدم أغراضها ، كما تعتمد على " كتب التراث " في كل ما تكتب ، والمعروف أن هذه الكتب بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! وعموما ؛ هي لا تجيد سوى الهجوم على الإسلام بدون دراسة أو حجج لأسبابها ـ النفسية ـ الخاصة ، لأن من المعروف في الوقت الحالي .. أن أسهل الطرق في الغرب لجني المال والشهرة والنجومية هي في مهاجمة الاسلام فحسب ..!!! ونعود لوصفها لنفسها ؛ فعلى الرغم من اعترافها بأنها " لا دينية " .. إلا أنها تحتج على أن يصفها الدكتور الجبوري بأنها " ملحدة " .. في ردها عليه في مقالتها : " عالم فيزياء أم قاريء فنجان " ( موقع الحوار المتمدن ) .. فتقول .. [ لا أدري بأيّ حق يحشرني السيّد الجبوري في خانة الملحدين .. ] أي أنها لا دينية .. وهي ـ في نفس الوقت ـ تبين أنها غير ملحدة .. أي هي تؤمن بإله ( لأن الإلحاد يعني رفض الإيمان بوجود إله ) ..!!! ثم نراها تتغزل في الديانة المسيحية .. حيث نراها تشيد دائما بالسيد المسيح .. فتقول .. [ جاء المسيح قبل محمد بستمائة عام ، وكانت لغته مملؤة بالحب والمحبة .. ] وفي حوار لها على موقع الناقد .. حيث تقول .. [ المسيحيّة كتعاليم استهوتني ، بل سحرتني لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقي العلمي والعملي .. .. المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق إنسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. .. أما الإسلام كلغة ، فقد أثبت عجزه عن خلق هذا النمط من البشر !! لقد اعتمد هذا الدين ، بصورة عامة ، لغة صحراويّة قاحلة غير مهذبة ، جلفة ، تدعو إلى العنف وتكاد تخلو من أيّ معنى انساني ! .. ] ولهذا فهي تخطب ود كنيستها الحبيبة دائما ، رغم ادعائها عدم انتمائها الى أي دين تارة واعترافها في بعض المقابلات أنها مسيحية تارة اخرى ..!!! وربما تتأكد صليبيتها من خطابها في أحد مؤتمرات الأقباط المنعقد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005 .. حيث تقول : [ بحق صليبي الذي أحمله على ظهري . أقول لكلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة .. سأقف ضدّ الله ! ] كما تحاول دائما التحريض على العنصرية والكراهية و العنف ضد المسلمين حيث تقول في نفس المؤتمر .. [ عندما يخرج علينا السيّد جورج بوش بقوله الاسلام دين تسامح ، هو ينطلق من مفهومه للدين بشكل عام وليس من إلمامه ومعرفته بالتعاليم الاسلاميّة . أنا أعرف بأنّ موقفه كسياسيّ يتطلب منه بعض الدبلوماسية ، لكن تكرار تعابير كهذه ومن قائد لأعظم بلد في العالم يقوّض مصداقيّتنا نحن الذين خرجنا على تعاليمنا بعد أن اكتشفنا آثارها السلبيّة على حياتنا وحياة أجيالنا القادمة . هو عندما يفعل ذلك يخرب في لحظة واحدة ما نبنيه نحن العلمانيون في سنين . ] وعلى الرغم من أن وفاء سلطان لم تنشر سوي بعض المقالات .. ولم تجر سوى مقابلات تليفزيونية معدودة إلا أن شهرتها وصلت إلى حد كبير .. نظرا لتعديها غير المسبوق .. وسبها الذات الإلهية في الإسلام في مقالها : " ويل لأمّة يتمشيخ طبيبها و ـ يتدكتر ـ شيخها !!! " كما وصفت آيات القرآن العظيم بالقمامة .. فقالت .. [ .. ما أقبح ذلك الإله ، وما أقبح تلك القيم التي تتبجّحون بها ! .. عيب عليكم أن تطعنوا بأخلاق الغرب وتحافظون على تلك القمامة ( تقصد آيات القرآن العظيم ) في كتبكم ! .. ] ومنذ ظهورها الأكثر شهرة على قناة الجزيرة ، في برنامج الاتجاه المعاكس ، تم نشر سيرة وفاء سلطان مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز .. ولوس أنجلوس تايمز .. وصحيفة لوموند الفرنسية . كما تم تكريمها من قبل مجلة تايم بوصفها واحدة من أكثر 100 شخصية نفوذا في العالم ، وهو تصنيف تتشاطره مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ، وأوبرا وينفري .. صاحبة البرنامج الأمريكي المشهور " أوبرا " . فهذه هي وفاء سلطان في عجالة ، وهي تؤكد ـ دائما ـ على أن الصراع القائم في العالم الآن هو صراع : " بين التخلف والحضارة ـ أو ـ بين البربرية والعقلانية " ، وذلك في مقارنة واضحة بين الإسلام والغرب المسيحي ( على التوالي ) . ولهذا كان علينا مناقشة حضارة الغرب المسيحي التي تعلن وفاء سلطان بأنها الحضارة التي سحرتها .. وتوافقت مع منطقها العلمي والعملي .. كما تروج لهذا دائما ..!!! • الجنس بين الإسلام والمسيحية .. تقول دكتورة علم النفس : [ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] بداية ـ وباختصار شديد ـ أقول لها .. بأن كل ما عمل عليه الإسلام ـ فيما يتعلق بالجنس ـ هو تقنين العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة . فكل ما طلبه هو حضور : شاهدي عدل ( أي شخصان بالغان ) على عقد الزواج .. وعند انتهاء هذا العقد اشترط أيضا .. أن تستبريء المرأة لرحمها .. حتى : (1) تنسب الأطفال لأبيهم في حالة حمل المرأة من جانب (2) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الطبيعي في إنفاق الأب عليهم وتوليه مسئولية رعايتهم من جانب ثاني (3) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الشرعي في ميراث الأب ـ في حالة وفاته ـ من جانب ثالث . وإلى جانب محافظة الإسلام على جميع حقوق المرأة السياسية والاقتصادية ، والشريعة الإسلامية خير شاهد ، فقد حافظ الإسلام ـ أيضا ـ على وقار المرأة واحترامها ( في صورة الحجاب ) .. وعدم عرض جسدها كسلعة جنسية رخيصة ( كما في الغرب المسيحي ) ليتداولها الرجال بغير حساب ..!!! والسؤال الآن .. هل بهذا السلوك الراقي والمتحضر يكون : [ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] .. كما تقول بذلك دكتورة علم النفس ..!!! فالحقيقة التي لا تقبل الجدل ؛ أن الذي هيّج غريزة الرجل المسلم .. وأطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق ، هو الغرب المسيحي .. فالمرأة في الإسلام ليست سلعة .. بل هي كائن له احترامه وحقوقه وتقاليده وقيمته الغالية ..!!! وعندما ذهب المسلم إلى الغرب وإعلامه .. وجد المرأة وجسدها مطروحين أمامه على قارعة الطريق كسلعة جنسية لا قيمة لها ( من بعد قدسية زائدة في دينه ومبادئه ) يتداولها الرجال ـ كل الرجال ـ في أي وقت وبغير حساب ..!!! يا دكتورة علم النفس ؛ لم يحرم الإسلام الجنس من خلال الزواج .. ولكنه حّرم الزنا .. كما حرّمه أيضا السيد المسيح إله الغرب المسيحي ( الذي تحاولين الانتماء إليه بشتى الطرق ) .. بل وشدد إله المسيحية في التغليظ على عقوبة الزنا .. إلى حد قول المسيح ( الإله ) .. [ (27) قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . (28) وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . (29) فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك .لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم . ] ( الكتاب المقدس : متى 5 : 27 - 29 ) فهذه هي شريعة " يسوع " ـ إله الغرب ـ كما كانت شريعة " موسى " ( عليه السلام ) من قبل أيضا . ولكن ربما الذي لا تعلمه ـ دكتورة علم النفس ـ أن بولس الرسول ( مؤسس المسيحية ، وكما جاء في الكتاب المقدس ) قد ضرب عرض الحائط ليس بشريعة السيد المسيح ( إله المسيحية ) فحسب .. بل وبشريعة موسى أيضا .. بل ولعن بولس الرسول الشريعة ( كل الشريعة ) وكل من يعمل بها .. كما قال .. [ (10) أما جميع الذين على أعمال الشريعة ، فإنهم تحت اللعنة .. ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية {3} : 10 ) ولم يكتف بولس الرسول بهذا فحسب .. بل ولعن : المسيح إله الغرب أيضا .. أو كما قال .. [ (13) إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة ، إذ صار لعنة ( أي المسيح الإله صار لعنة ) عوضا عنا ، لأنه قد كتب : " ملعون كل من علق على خشبة " ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 13 ) أي أن الإله قد صار ملعونا بالنيابه عن الإنسان .. أي أنه قد صار ملعونا من كل أهل الأرض بحكم أن اليهود قد علقوه على خشبة الصليب ..!!! وهكذا سقط المقدس ـ يا دكتورة علم النفس ـ في الديانة المسيحية .. بعد أن لعن بولس الرسول ( مؤسس المسيحية ) الشريعة الإلهية ، بل ولعن الإله نفسه ..!!! و سقوط المقدس في المسيحية لم يقتصر على موقف بولس الرسول من الشريعة والإله .. بل كان الناتج الطبيعي من سقوط الأنبياء أنفسهم أيضا في الكتاب المقدس ( أي في العقيدة اليهودية والمسيحية ) . فالأنبياء من منظور " الكتاب المقدس ! " هم : سِكِّيرون ، يتعرَّون ، يزنون بمحارمهم ببناتِهم ، خونة ، قَتَلةٌ لإخفاء جريمة الزنا وللاستيلاء على العشيقات الجميلات ، سفاحون ، مغازلون للعشيقات بأفحش الكلام والعبارات ، يتغنَّون بوصف الأعضاء المثيرة للغريبات ، يَهْجع أحدهم بين نَهْدَي صديقته .. إلى آخره من الموبقات والفواحش ..!!! وبديهي لن أترك القاريء نهبا للتخمين ، بل سأسوق إليه بعض الأمثلة ـ السريعة ـ من الكتاب المقدس .. والتي تؤيد صدق ما أقول ..!!! [ (20) وابتدأ نوح يكون فلاحا ، وغَرَس كَرْماً (21) وشَرب مِن الخمر فسَكِر وتعرَّى داخل خِبائه ] ( الكتاب المقدس : تكوين {9 } : 20-21 ) وهذا نبي الله لوط ( عليه السلام ) يزني بابنتيه من منظور الكتاب المقدس .. [ (30) وصعد لوط .. فسكن فى المغارة هو وابنتاه وقالت البِكر للصغيرة : أبونا قد شاخ ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادةِ كلِّ الأرض هَلُمَّ نسقي أبانا خمراً ، ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلاً فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها .. [ وهكذا فعلت الصغيرة في الليلة التالية ] .. (36) فحبلت إبنتا لوط من أبيهما ( 37) فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب . وهو أبو المؤابيين إلى اليوم (38) والصغيرة ولدت أيضا ابنا ودعت اسمه بن عمى . وهو أبو بنى عمون إلى اليوم ] (الكتاب المقدس : سفر التكوين {19} : 30 - 38 ) ويروى لنا سفر صمويل الثانى ( الإصحاح 11 : 2 - 21 ) ، أن النبى داود عليه السلام ، كان يتمشى فوق سطح بيته ، فرأى بثشبع ( Bath-sheba ) ، زوجة " أوريا الحثى " أحد قواده وهى تستحم ، وكانت إمرأة جميلة . فيرسل إليها ويزنى بها لتحمل منه .. ثم يأمر بقتل زوجها أوريا الحثي .. ويضمها بعد ذلك إلى حريمه لتلد له الملك سليمان الحكيم ( عليه السلام ) .. وهاك النص المقدس .. [ أن داود قام عن سريره ، وتمشى على سطح بيت المَلِك ، فرأى مِن على السطح امرأة تَسْتَحِمّ ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا فأرسل داود وسأل عن المرأة؟ فقال واحد: أليست هذه بَثْشَبَعُ... امرأة أُوريا الحثِي فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها... وحبلت المرأة... وفي الصباح كتب داود مكتوباً إلى يوآب بِيَدِ أوريا وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه؛ فيُضرب ويَموت ... فلما سمعتْ امرأة أوريا أنه قد مات رَجُلُها ندبت بَعْلَها ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته، وصارت له امرأة وولدت له ابنه سليمان ( أي أن الملك سليمان ابن زنى ! ) .. ] (الكتاب المقدس : صموئيل الثاني {11} : 2-26 ) ويسوق " سِفْر نشيد الإنشاد " قصة غرام بين سليمان ـ عليه السلام ـ وعشيقته .. فيقول لها في النص المقدس .. [ (1) ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم . دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع (2) سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن (3) ثدياك كخشفتين توأمى ظبية (4) عنقك كبرج من عاج ... (6) ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات (7) قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد (8) قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . وتكون ثدياك كعناقيد الكـرم ورائحة أنفك كالتفاح (9) وحـنكك كأجـود الخـمر .. ] ( الكتاب المقدس : نشيد الإنشاد { 7 } : 1 - 9 ) وليت اقتصر الأمر عند هذا الحد .. بل يتكلم الكتاب المقدس عن " الأختين الزانيتين : أهولة وأهوليبة " .. بطريقة يندى لها جبين أي إنسان عنده ذرة من الحياء .. وإلى النص المقدس .. [ (1) وكان إلى كلام الرب قائلا (2) يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا أم واحدة (3) وزنتا بمصر . فى صباهما زنتا . هناك دغدغت ثديهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما (4) واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة أختها .. (5) وزنت أهوله من تحتى وعشقت محبيها ... (7) ... وتنجست بكل من عشقتهم بكل أصنامهم (8) ولم تترك زناها من مصر أيضا لأنهم ضاجعوها فى صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم .. (17) فأتاها بنو بابل فى مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم .. (18) وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسى كما جفت نفسى أختها (19) وأكثرت زناها بذكر أيام صباها التى فيها زنت بأرض مصر (20) وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل (21) وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدى صباك ] ( الكتاب المقدس : حزقيال { 23 } : 1 - 21 ) ولست أدري أي نوع من القدسية فى تلك النصوص والتى يقول بها الوحي الإلهي ، في الديانتين اليهودية والمسيحية ، نظرا لورود النص في العهد القديم أي الجزء المشترك بين الديانتين ..!!! إننا نعلم جميعا ـ بالفطرة ـ بأن ما يوحى به من الله ـ سبحانه وتعالى علوا كبيرا ـ هو ليهدينا إلى سبل الرشاد ، ويعلمنا مكارم الأخلاق .. فأي مكارم أخلاق فى هذه الأوصاف المتردية ..!!! ولقد حاول مترجموا الكتاب المقدس إلى العربية تقليل الفحش البالغ فى بعض كلمات الترجمة إلى حد كبير . فعلى سبيل المثال ، لو كانت الترجمة العربية للنص السابق رقم ( 20 ) ، مطابقة للنص الإنجليزى كما ورد فى : " الترجمة العالمية الجديدة للنصوص المقدسة : New World Translation of the Holy Scripture " ؛ وهى : [ (20) And she kept lusting in the style of concubines belonging to those whose fleshly member is as the fleshly member of male asses and whose genital organ is as the genetal organ of male horses ] ( Ezekiel 23 : 20 ) لكانت الترجمة إلى العربية هى : [ (20) واحتفظت بشبقها ، كأسلوب العاهرات ( أى بائعات الهوى ) اللائى يملن إلى هؤلاء الذين لهم أعضاء ذكورة مثل أعضاء ذكورة الحمير ، ولهم منيا مثل منى ذكور الخيل ] ( الكتاب المقدس : حزقيال { 23 } : 20 ) فهل توجد فواحش فى المعانى أبعد من هذا .. وهل توجد كلمات أكثر هبوطا من هذا ..!!! ولست أدرى كيف يتجرأ الإنسان ـ بعد كل هذه الرؤية ـ ويقول أن هذه النصوص ، هى نصوص مقدسة ..!!! وإنها وحي إلهى قادم من السماء .. فأى إله هذا الذى يوحي لأنبيائه بمثل هذه الفواحش ( النصوص ) ..!!! ولماذا يوحي بها ..!!! ونعجب .. ونقول .. أَخَرِب عقل الإنسان إلى مثل هذا الحد ..؟!!! يا دكتورة علم النفس ؛ هذه جولة سريعة رأيتي من خلالها أخلاق الأنبياء وأدب الجنس في الديانة المسيحية .. التي تحاولين الانتماء لها ( هذا إن لم تكن أصبحت مسيحية أصلا ) ..!!! والآن أنظري إلى العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ـ في النص الوحيد ـ كما جاء في القرآن المجيد .. في قوله تعالى .. [ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) ] ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 189 ) [ تفسير الآية : ( هو ) أي الله ( الذي خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( وجعل ) خلق ( منها زوجها ) حواء ( ليسكن إليها ) ويألفها ( فلما تغشاها ) جامعها ( حملت حملاً خفيفا ً) هو النطفة ( فمرت به ) خلال فترة حمله ( فلما أثقلت ) بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون غير صالح أو به عيبا ( دعوا الله ربهما لئن آتيتنا ) ولداً ( صالحاً ) سوياً ( لنكونن من الشاكرين ) لك عليه ] هل أدركتِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ الرقي في المعاني في العرض القرآني ..؟!!! هل أدركت الفرق بين عرض الجنس المتسامي في القرآن العظيم .. .. فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا .. .. وبين الهبوط الأخلاقي للأنبياء وعرض الجنس في الكتاب المقدس .. [ دوائر فخذيكِ مثل الحلي .. سُرَّتك كأس مدورة .. لا يعوزها شراب ممزوج ، بَطْنك .. ثدياك .. عُنقك .. قامَتُك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد .. قلت أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . وتكون ثدياك كعناقيد الكـرم ورائحة أنفك كالتفاح .. وحـنكك كأجـود الخـمر ) .. واحتفظت بشبقها ، كأسلوب العاهرات .. اللائى يملن إلى هؤلاء الذين لهم أعضاء ذكورة مثل أعضاء ذكورة الحمير ، ولهم منيا مثل منى ذكور الخيل ..!!! ] والآن .. بعد هذا العرض السريع .. كيف سولت لك نفسكِ أن تتهمي الإسلام العظيم بالقول .. [ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] بل وتعترفي بأن : [ المسيحيّة كتعاليم استهوتك، بل سحرتك لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقك العلمي والعملي .. ] .. بل وتعتبري أن : [ المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق انسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. ] .. ألا تشعري بالخجل الآن من نفسك ..!!! وحتى إن وجدت بعض الأخطاء ـ يا دكتورة علم النفس ـ من المسلمين والحكام العصاة .. فكان المتوقع منك أن تفهمي جيدا ـ بحساب علمك ـ بأن هذه الأخطاء يجب أن يتحملها العصاة من المسلمين والحكام أنفسهم والذين أساءوا إلى الدين .. والإسلام العظيم منها براء ..!!! وبكل أسف تعتمد الدكتورة ـ التي تدعي الإسلام من قبل ـ في كل ما تكتب على " كتب التراث " ، والمعروف جيدا ـ لدى كل المسلمين ـ أن كتب التراث بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! ولا تستند ـ الدكتورة ـ إلى ما جاء في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة إلا فيما ندر ، وإذا استخدمت فقرات من الآيات الكريمة فتكون مقطوعة عن سياقها .. لتقوم بتفسيرها بطريقة مستفذة لتخدم أغراضها الدنيئة ..!!! يا دكتورة علم النفس ؛ ما أستند إليه في الرد عليكي هو ما جاء في الكتاب المقدس بشكل مباشر وليس إلى شروح في كتب خارجية .. لذا أرجو أن تتسمي بالحياد والموضوعية عند تعرضك للدراسات الإسلامية .. إذا صدقت نواياكي في البحث عن الحقيقة المطلقة كما تزعمين ..!!! وقد أعابت الدكتورة الفاضلة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زواجه من السيدة " عائشة " .. وهي في سن التاسعة من عمرها .. بعد أن تخطى الخمسين من عمره ( على الرغم من أن كل زيجات النبي صلى الله عليه وسلم كانت ذات أهداف دينية وتعليمية ) . والسؤال الآن : هل الزواج ـ بأي صيغة ـ أفضل .. أم الزنا .. وزنا المحارم السابق عرضه في الكتاب المقدس أفضل ..؟!!! وهل تعلمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن سليمان الحكيم ( أو النبي ، عليه السلام ، من المنظور الإسلامي ) ـ في الكتاب المقدس ـ كان متزوج من سبع مئة من النساء ، وربما كان فيهم أصغر من هذه السن التي تعترضي عليها ، كما كان ـ سليمان الحكيم ـ يمتلك ثلاث مئة من السراري .. بل وجعلته نسائه يشرك بعبادة الله ( عز وجل ) .. ويسجد لآلهة أخرى غير الله ( سبحانه وتعالى ) .. وهاك النص المقدس .. [ (3) وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئه من السرارى فأمالت نساؤه قلبه (4) وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (5) فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين (6) وعمل سليمان الشر فى عينى الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه (7) حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذى تجاه أورشليم ولمولك رجس بنى عمون (8) وهكذا فعل لجميع نساؤه الغريبات اللواتى كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن ] ( الكتاب المقدس : الملوك الأول {11} : 3 - 8 ) وليس هذا فحسب .. بل بالتأكيد أنتي تعلمي .. بأن الزنا متفشي داخل الفاتيكان والأديرة المسيحية .. ويمكنك الرجوع إلى المراجع الغربية حتى تري بنفسك الفضائح الجنسية لباباوات روما شخصيا .. وتاريخهم الأسود الحافل في هذا المجال ..!!! ويجب أن تعلمي أيضا بأن القساوسة الأنقياء الأطهار ـ في الوقت الحالي ـ يطالبون بابا الفاتيكان : بتوفير راهبات للخدمات الجنسية ..؟!!! فهل تتكرمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ بإعطاء تفسير كاف وواضح لمعنى : راهبة مخصصة للخدمات الجنسية ..!!! وبديهي ؛ أنتي تعلمي أيضا ضلوع القساوسة الأمريكيين في فضائح جنسية هزت بشدة صورة الكنيسة هناك . ويواجه نحو ( 3000 ) من القساوسة اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال . كما تعلمي جيدا ( بحكم وجودك في الولايات المتحدة ) .. تفشي الخيانة الزوجية في الأسرة الأمريكية ، هذا إن وجدت الأسرة أصلا ، فمعظم الأسر الأمريكية هي أسرة الوالد الواحد ( one Parent Family ) . وعلى حسب بعض الدراسات الرسمية وجد أن 30% من الأبناء ليسوا أبناء الآباء ..!!! فهل هذه الحضارة التي تود ـ دكتورة علم النفس ـ أن تسود في عالمنا الإسلامي ..؟!!! وقد كتب الغرب ( زيمرمان ) الكثير حول الخطر الذي يهدد المدنية من جراء هذا التفسخ العائلي . فالعلاقة بين الرجل والمرأة ـ من المنظور الإسلامي ـ تسمو كثيرا فوق العلاقة الجنسية أو الجسدية .. كما جاء في قوله تعالى .. [ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ] ( القرآن المجيد ـ الروم {30} : 21 ) لتتمحور العلاقة بين الرجل والمرأة حول السكن والمودة والرحمة .. وليس مجرد المتعة الجسدية ليلقي بها الرجل في الخارج عقب الانتهاء منها .. شأنها في هذا شأن علب المشروبات التي تلقى في صندوق القمامة عقب الفراغ من شربها ..!!! وأخيرا .. تعترض ـ دكتورة علم النفس ـ على قوله تعالى .. [ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) ] ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 223 ) وتساءلت ـ في تهكم شديد .. لماذا شبّه القرآن المرأة بالحرث والرجل بالمحراث ..؟!!! ولا أدري من أين أتت بكلمة " المحراث " ..؟!!! وربما تعصبها الأعمى طغى عليها إلى حد أنها لم تفهم مغزى كلمة " حرث " في سياق الآية الكريمة .. كما لم تذكر في استشهادها قوله تعالى " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله .. " إلى آخر الآية الكريمة ..!!! أي هي تقطع فقرات من الآيات الكريمة عن سياقها الطبيعي لتقوم بإقحام ما تريده من كذب وتدليس لتحقيق أغراضها الدنيئة ..!!! فهل هذه أمانة علمية يا دكتورة ..؟!!! والآن ؛ أقول لها إن ذكر المولى ( عز وجل ) لكلمة " حرث " تعني أن المرأة لا يجب مجامعتها إلا في مكان وضع البذرة لنمو الجنين .. وبالتالي التحريم الضمني أن تؤتى المرأة في دُبرها ـ أي تحريم الشذوذ الجنسي ـ لحماية المرأة والرجل من كثير من الأمراض المهلكة كالأيدز وخلافه ..!!! أما عن جميع معاني الحب والمغازلة الذي تتكلم عنه وتطالب به .. وحق المرأة في الاستجابة الجنسية لزوجها أو رفضها .. فجميع هذه الأمور تأتي كلها تحت قوله تعالى : " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله .. " .. وهي باقي الآية الكريمة التي حذفتها لتضع ما تريد من كذب وتدليس في تفسير الآية الكريمة ..!!! وأتمنى أن ترى ـ دكتورة علم النفس ـ الإعجاز والإحكام في العرض القرآني في الآية السابقة .. ولهذا يصف المولى ( عز وجل ) كتابه العزيز .. بقوله تعالى .. [ .. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) ] ( القرآن المجيد : هود {11} : 1 ) وكما قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن معجزته الخالدة : " أُعطيت جوامع الكلم " . فهل أدركت أو فهمت دكتورة علم النفس ـ التي تدّعي الإسلام سابقا ـ هذه المعاني ..!!! وهل بعد هذا العرض يمكنها أن تقول : [ المسيحيّة كتعاليم استهوتني ، بل سحرتني لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقي العلمي والعملي .. المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق انسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. أما الإسلام كلغة ، فقد أثبت عجزه عن خلق هذا النمط من البشر !! لقد اعتمد هذا الدين ، بصورة عامة ، لغة صحراويّة قاحلة غير مهذبة ، جلفة ، تدعو إلى العنف وتكاد تخلو من أيّ معنى انساني ! ] سبحان الله .. لم أكن أتصور أن يتدنى العقل البشري إلى مثل هذه الدرجة من الانحطاط الفكري ..!!! وللحديث بقية .. إن شاء الله تعالى .. منقول ابوالطيب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 09:21 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
محمد الحسيني إسماعيل الجزء الثاني : صفات الذات الإلهية بين المسيحية والإسلام ونناقش ـ الآن ـ صفات الذات الإلهية بين المسيحية والإسلام .. وهي من أحد النقاط الأساسية في هجوم دكتورة علم النفس وفاء سلطان .. على الإسلام .. حيث تقول .. [ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الاسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ] وأعود لمعنى سقوط المقدس في الديانة المسيحية والذي سبق الحديث عنه في الجزء الأول من سلسلة هذه المقالات ..!!! فسقوط المقدس ـ يا دكتورة علم النفس ـ في الديانة المسيحية قد جاء : ليس فقط من سقوط الأنبياء في الكتاب المقدس نظرا لسقوط سلوكهم وفكرهم كما سبق ذكره ، بل جاء أيضا من سقوط " الإله " نفسه من عليائه إلى الحضيض الأرضي الأسطوري ..!!! فالإله في الديانة المسيحية ـ في حقيقة الأمر ـ هو : " خروف مذبوح له سبعة قرون " ، وأرجو ألا يتعجب القارئ الذي يسمع عن هذه المعلومة لأول مرة ..!!! فهذه الحقيقة .. الذي جاء بها القديس يوحنا الرائي في الكتاب المقدس بعد أن رأى الإله وجها لوجه ولهذا سُمّي بالرائي ..!!! فعندما رأى القديس يوحنا " إله المسيحية " وجده .. [ (5) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ] ( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6 ) ولا يصح التبرير هنا والقول بالرمزيات في سرد الكتاب المقدس ، لأن الكنيسة الأورثوذكسية ـ تأكيدا لهذا المعنى ـ قدمت برهانا ( رياضيا مفصلا ومطولا ) لإثبات أن " إله المسيحية " هو بما لا يدع مجالا لأي شك : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] .. و هذا البرهان موثق من الكنيسة الأورثوذكسية ، وكذلك مدح قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) لهذا البرهان .. حيث يقول ـ قداسته ـ عن هذا البرهان : [ هو تحليل علمى معاصر لصفات يسوع المسيح وماهيته الإلهية ، يكشف عن حقائق العقيدة المسيحية فى تسلسل موضوعى ، ووضوح منطقى ، ويقين ثابت ..!!! ] فهذا هو العقل في المسيحية .. وهذا هو العلم المعاصر في المسيحية ..!!! وهذه هي المسيحية التي تتفق مع علمكِ وعقلكِ يا دكتورة علم النفس .. كما تعترفي بهذا ..!!! ونِعْم العقل .. ونِعْم العِلم ..!!! وبديهي صفات الإله الخروف المذبوح ذو القرون السبعة .. هي ليست صفات متدنية فحسب .. بل هي صفات مفرطة في الخرافة والأسطورة والوثنية أيضا ، ولكن يدفع الإيمان بها وجود الفطرة الدينية ( دوافع العبادة ) لدى الإنسان .. وهي الفطرة التي لم تتنبه إلى وجودها دكتورة علم النفس ..!!! حيث تأتي هذه الفطرة في قوله تعالى .. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ( القرآن المجيد ـ الذاريات {15} : 56 ) وأتمنى أن تتنبه ـ دكتورة علم النفس وأمثالها من محدودي الفكر ـ إلى الإحكام المذهل في القرآن المجيد ؛ حيث تجمع هذه الآية الكريمة بين الفطرة الدينية وبين الغايات من خلق الإنسان على حسب قرائة حركة الحرف الأخير من كلمة .. لِيَعْبُدُون ، بالسكون .. لِيَعْبُدُونْ أو بالكسر .. لِيَعْبُدُونِ وكلاهما جائز في القراءة . أي بحركة حرف واحد جمع القرآن العظيم بين الفطرة الدينية في الإنسان ، وبين الغايات من خلق الإنسان .. وأتمنى أن تصل ـ دكتورة علم النفس الأمريكية وأمثالها ـ إلى هذا المستوى الرفيع من العلم في الفهم ..!!! بل ولم تكتف المسيحية بجعل إلهها : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] بل تدنت بباقي صفات الإله إلى الوحل ..!!! ويكفي أن أسرد جانبا من حادثة صلب السيد المسيح ( والتي تعرف باسم : قصة الفداء والصلب ) .. وهي الحادثة التي تشكل جوهر وأساس الإيمان في العقيدة المسيحية .. حتى نرى إلى أي مدى حطم الإنسان الإله وكبريائه ، بل وصفاته ، في الديانة المسيحية ..!!! وعموما لن أترك العنان لخيال القارئ .. ولذلك سأعرض لملخص سريع لجانب من هذا الحدث المأسوي ـ قصة الفداء والصلب ـ وهو الحدث الأساسي في تشكيل فكر وفلسفة العقيدة المسيحية .. وتتمحور قصة " الفداء والصلب " وهي أسطورة ـ غير واعية بكل ما في الكلمة من معنى ـ حول قيام الشيطان بسلب " سُلطة الموت " من الإله ..!!! فعندما قرر الإله ـ من منظور الديانة المسيحية ـ خلق الإنسان قدّر له أن يحيا حياة أبدية ( واحتفظ لنفسه بسلطة الموت حتى يستطيع أن يمنحه هذه الحياة الأبدية ) .. ولكن بعد أن أخطأ الإنسان ـ بأكله من شجرة المعرفة / حيث كان مقدر له ( أي مقدرا للإنسان ) أن يحيا جاهلا ـ قام الشيطان بسلب هذه السلطة من الإله ( فكما يبدو كان يوجد رهان ما .. غير معلن .. بين الشيطان والإله على سقوط أو خطيئة الإنسان .. وبموجب هذه الخطيئة خسر الإله الرهان .. وفقد الإله بذلك سلطة الموت وانتقلت هذه السلطة إلى الشيطان ) ..!!! وهكذا ؛ أصبح من حق الشيطان أن يميت الإنسان بموجب الخطيئة التي اقترفها الإنسان بأكله من شجرة المعرفة ..!!! ويأخذ الشيطان الإنسان معه إلى مملكته .. مملكة الجحيم ..!!! ويسرع الإله إلى مملكة الجحيم في محاولة لإخراج الإنسان منها واسترجاع سلطة الموت من الشيطان ..!!! إلا أنه يفشل في دخول المملكة لوجود الشيطان على أبوابها ..!!! ويعود الإله خائبا محسورا إلى السماء .. لفشله في إنقاذ الإنسان واسترجاع سلطة الموت من بين براثن الشيطان ..!!! وهكذا ؛ لم يعد لدى الإله سوى اللجوء إلى الحيلة .. لإنقاذ الإنسان واسترجاع سلطة الموت ( المفقودة ) من الشيطان ..!!! ويتمخض فكر الإله عن حيلة سميت ـ فيما بعد ـ باسم : " قصة الفداء والصلب " وإطلاق صفة " الله محبة " على الإله . وتبدأ هذه القصة بقيام الإله ( الآب ) بالتجسد في صورة بشرية .. لينزل إلى الأرض .. ليحتل رحم السيدة العذراء مريم البتول .. أُم الإله ..!!! وبغض النظر عن كيفية دخول الإله رحم السيدة العذراء ( من منظور الديانة المسيحية ) .. إلا أنه ظل ساكنا في رحمها مدة الحمل القانونية للإنسان على كوكب الأرض ، لتلده بعد ذلك مريم البتول ولادة عادية في صورة المسيح ( الإبن ) . ولنا وقفة ـ هنا ـ لشرح معنى الثليث في المسيحية : فكما نرى .. فإن الإله الآب والمسيح الإبن هما نفس الواحد ولكن بشخصيتين مختلفتين ـ تماما مثل قصة دكتور جيكل ومستر هايد ـ أما " الروح القدس " فهو نفس الواحد .. بعد أن تركاه ـ الآب والإبن ـ على الأرض ليعمل مع الرسل وصعدا هما الإثنين إلى السماء .. ليجلسا بجوار بعضهما البعض ..!!! ولهذا يطلق على التثليث : تثليث في وحدانية ووحدانية في تثليث .. أو بالصيغة المشهورة : " بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد .. آمين " . ونعود ـ الآن ـ للإله الطفل ..!!! فنجد أن السيدة العذراء ( أم الإله ) تتعهده بالعناية والتربية شأنه في ذلك شأن أي طفل أرضي آخر .. يأكل ويشرب .. يتبول ويتبرز .. وهكذا في كل ما يتعلق بتربية ونشأة الأطفال الأرضية المعتادة ..!!! ويشب الإله الطفل على كوكب الأرض في الصورة البشرية ـ في صورة المسيح الابن ـ حتى يصبح فتى يافعا ، فيتنبه الشيطان إلى وجوده فيمسك به ويحاول أن يجعله يسجد له ولكن الإله يأبى أن يسجد للشيطان .. فتسعد الملائكة بهذا الانتصار غير العادي على الشيطان .. وتأتي لتخدمه ..!!! ولم يلبث أن يغضب الإنسان ( أو بمعنى أدق تغضب اليهود ) على الإله ( في صورة المسيح الابن ) وهو على الأرض .. فيمسكوا به ويقوموا بتعذيبه .. فيضربوه ويبصقوا عليه ( أي يضرب الإنسان الإله .. ويبصق الإنسان على الإله ) .. ويسوقوه إلى الصلب .. ثم يصلبوه .. ليموت الإله على الصليب .. ثم يقوم الإنسان بدفن الإله ..!!! وعلى الرغم من قيام الإنسان بدفن الإله يوم السبت فجرا وقيام الإله يوم الأحد فجرا .. إلا أن الكتاب المقدس يعتبر أن الإله قد ظل مدفونا في الأرض لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال .. كما حدث للنبي يونان ( يونس ) في بطن الحوت .. كما جاء في النص المقدس التالي .. [ (40) لأنه كما كان يونان ( يونس ) فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان ( أى يسوع ) فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ] ( الكتاب المقدس : متى 12 : 40 ؛ لوقا 11 : 29 ) ويقوم الإله من الموت بعد ذلك .. ليعلن انتصاره ـ من منظوره الشخصي ـ على الشيطان ( صاحب سُلطة الموت ) ..!!! ويدّعي الإله ـ بعد هذا الحدث الجلل ـ أن من حقه أن يسترجع سُلطة الموت من الشيطان التي سلبها منه من قبل .. تحت دعوى أن الشيطان هو الذي أغوى اليهود أو الناس لقتله ـ أي قتل الإله بدون ذنب ـ على الصليب ..!!! وبديهي يرفض الشيطان تلك الدعوى .. بل ويتهم الإله بخداعه .. لأن الإله لم يعلنه بنيته هذه ..!!! وهكذا ؛ يفشل الإله للمرة الثانية في استرجاع سلطة الموت من الشيطان .. وما زال الإنسان يموت كما نرى ..!!! ولكن الكنائس لا تعترف بفشل الإله .. بل وتعتبرنا أننا لا نموت .. حيث يقول لنا قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) .. [ أن الموت الجسدي .. لم يعد موتا بالحقيقة ] ..!!! ويمكن للقاريء الرجوع إلى مراجع الكاتب السابقة .. لرؤية هذه القصة ( أو الأسطورة غير الواعية ) موثقة بالتفصيل من الكتاب المقدس وشروح أئمة الدين المسيحي لها . والآن ؛ لنصف بعض سياق هذا الحدث والذي يمثل الفكر الأساسي أو جوهر العقيدة المسيحية .. كما جاء في الكتاب المقدس . فبعد أن قام الإنسان بالقبض على الإله ( إله المسيحية ) .. ساقه إلى الصلب لقتله .. وفي أثناء المسيرة قام الإنسان بالبصق في وجه الإله .. ولكم الإله .. ولطم الإله ..!!! [ (67) حينئذ بصقوا فى وجهه ولكموه . وآخرون لطموه (68) قائلين تنبأ لنا أيها المسيح ( أي الإله ) من ضربك ] ( الكتاب المقدس : إنجيل متى {26} : 67 - 68 ) ثم قام الإنسان بجلد الإله ..!!! [ (15) فبيلاطس .. أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع (الإله المتجسد) بعد ما جلده ليصلب ] ( الكتاب المقدس : إنجيل مرقس {15} : 15 ) ثم يُعرى الإنسان الإله .. ويضفر له " إكليلا من الشوك " ويضعه على رأسه ، ثم يضربه الإنسان بالقصبة على رأسه الإلهي .. فتنغرس الأشواك فى الجبين الإلهى حتى تدميه .. فيبصق الإنسان على الإله .. وهكذا تتوالى إهانات الإنسان للإله ( إله المسيحية ) .. ويمنع الإنسان الماء عن الإله ويسقيه خلا بدلا منه .. ثم يمضى الإنسان بـ " الإله " إلى الصلب .. [ (27) فأخذ عسكر الوالى يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة (28) فعروه وألبسوه رداء قرمزيا (29) وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه وقصبه فى يمينه . وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود (30) وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه (31) وبعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب ] ( الكتاب المقدس : إنجيل متى {27} : 27 - 31 ) ولم يكتف الإنسان بهذا ، بل قام الإنسان بالتنكيل بالإله على الصليب ..!!! [ (34) لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء ] ( الكتاب المقدس : إنجيل يوحنا {19} : 34 ) وهكذا يطعن الإنسان " الإله " وهو على الصليب ، تلك الطعنة النجلاء فى جنبه الإلهى ليسيل منه الدماء طهرا على الأرض كلها ( على حسب وصف الكنيسة ) ..!!! ثم يموت الإله على الصليب ..!!! ونكتفي بهذا القدر بالتنكيل بالإله .. وإذلال الإله بالضرب والبصق واللعن .. ثم نصل إلى ذروة المأساة .. حين قام الإنسان بقتل الإله على الصليب .. ثم القيام بدفنه ..!!! فهذه هي صفات الكمال الإلهي في الفكر المسيحي .. ولا أعتقد أن أي إنسان يحمل في رأسه ذرة عقل يمكنه أن يقبل بهذه القصة ، وقبول كل هذه الإهانات أن ألحقها الإنسان بالإله خالقه .. وخالق الكون العظيم ..!!! سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) ( القرآن المجيد ـ الإسراء {17} : 43 - 44 ) حليما على هذا الإنسان الجاهل .. غفورا إذا ما تاب وأناب إليه ..!!! ولهذا يقول الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه على الرغم من كونه من أسرة إكليركية : " أن الإيمان بالعقيدة المسيحية معناه الانتحار المتواصل للعقل البشرى " وقبل أن أنتقل إلى الفكر الإسلامي .. الخاص بالكمالات الإلهية أعرض الملحوظة الهامة التالية .. ملحوظة هامة : لقد طالبت مرارا في كتاباتي السابقة من الكنيسة العربية أن ترفع لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ ـ الله ـ في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات العبرانية ، والكلدانية ، واليونانية . فالحقيقة ـ التي لا تقبل الجدل ـ أن الديانة المسيحية لا تعرف لإلهها اسما .. ولهذا استعارت الكنيسة العربية هذا اللفظ ـ الله ـ من الدين الإسلامي وألصقت به كثيرا من الوثنيات الفكرية على النحو الذي رأيناه . ولا يحتج عليّ أحد بالقول : بأن المسيحية تسبق الإسلام بستة قرون .. فكيف يكون هذا ؟!!! فأرد بالقول .. أولا : لفظ " الإله " المتداول في الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية هو " GOD " ، وليس لفظ الجلالة " الله " ( Allah ) .. حيث لا يجوز ترجمته إلى " GOD " لأنه اسم علم . كما وإن كلمة " GOD " هي كلمة عامة تعني أي إله لا تخصيصية فيها . ثانيا : أن أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية تمت في 23 أغسطس سنة 1864م ، أي بعد نزول الإسلام بأكثر من ألف سنة ، وفي 29 مارس سنة 1865م تم الاحتفال بإنجاز الطبعة الأولى الكاملة من الكتاب المقدس . ومن هنا جاء سياق استعارة لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من القرآن المجيد . ثالثا : للتحقق من ذلك يمكن للقارئ المهتم الذهاب إلى أي " قاموس إنجليزي/ إنجليزي " لرؤية معنى لفظ الجلالة " الله " ، وأذكر هنا هذا المعنى كما جاء في " قاموس الميراث الأمريكي : The American Heritage Dictionary " والذي يأتي على النحو التالي .. Allah : The supreme being in the Moslem religion. فإذا كان هذا هو معنى لفظ الجلالة " الله " ـ سبحانه وتعالى ـ بأنه " إلإله " في الدين الإسلامي .. فكيف يتسنى للكنيسة الناطقة باللغة العربية استعارة هذا الاسم من الدين الإسلامي .. إلا إذا كانت المسيحية لا تعرف لإلهها اسما ..!!! وأود أن أشير ـ هنا وفي هذا الصدد ـ إلى أن الكنيسة الغربية ( الكنيسة الإنجيلية البروتستانتينية ، وجماعة شهود يهوا ) كانت لا تحتمل سماع لفظ الجلالة " الله " عندما كنت أتفوه به أمام مجاميع التنصير التي كانت تتردد عليّ أنا وأسرتي في محاولة لتنصيرنا .. أثناء إقامتنا في الولايات المتحدة الأمريكية ..!!! والآن ؛ ما هي صفات " الله " ـ عز وجل ـ في الدين الإسلامي ( الوحي الصادق ) ..؟ وقبل التعرض لإجابة هذا السؤال .. أبدأ بالقول بأن الإسلام قد قام ـ أولا ـ بوضع عيسى ( عليه السلام ) في سياقه أو دوره الطبيعي كرسول من أولي العزم من الرسل .. وليس إله أو حتى شبهة إله فيه بأي حـال من الأحوال ..!!! وأرجو أن تتنبه دكتورة علم النفس الأمريكية ( وفاء سلطان ) .. للمنطق عالي الدقة والإعجاز في الإحكام .. في الحوار الدائر بين " الله " ( سبحانه وتعالى ) وبين عيسى ( عليه السلام ) في يوم البعث .. كما جاء في قوله تعالى .. وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ( القرآن المجيد ـ المائدة {5} : 116 - 120 ) ويعجز اللسان عن وصف هذا المنطق العالي في هذا الحوار .. ولهذا يأتي وصف المولى ( عز وجل ) للجاحدين .. بقوله تعالى .. .. .. فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) ( القرآن المجيد ـ الحج {22} : 46 ) وأتحدى أن تفهم ـ دكتورة علم النفس مدّعية الإسلام ـ معنى قوله تعالى : .. وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .. لماذا يا دكتورة ..؟!!! لأن الدراسات والبحوث الحالية ـ والتي لم تنتهي بعد على مستوى العالم كله ـ أثبتت ، بعد نجاح عمليات " زرع القلب " ، أن القلب له العقل الخاص به وهو يشارك المخ كمستودع للذكريات في الإنسان .. وبالتالي تنتقل صفات وملكات الشخص المانح للقلب إلى الشخص الممنوح ..!!! وبديهي تستطيعي التحقق من هذه المعلومة الطبية التي ذكرها القرآن المجيد من أكثر من خمسة عشر قرنا بالبحث في الموسوعات الطبية عنها ..!!! ولهذا يصف المولى ( عز وجل ) الإنسان المُعرض عن الفهم .. وعن هذا الحق بقوله تعالى .. وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 179 - 180 ) [ تفسير الآية : ( ولله الأسماء الحسنى ) : أسماؤه الحسنى وصفاته العُلا ، والحسنى مؤنث الأحسن / ( فادعوه ) : سموه ( بها وذروا ) : اتركوا / ( الذين يلحدون ) : من ألحد ولحد ، يميلون عن الحق في أسمائه وصفاته / ( سيجزون ) : من الآخرة جزاء ( ما كانوا يعملون ) ] ثم قام الإسلام بعد ذلك بتنزيه صفات الخالق العظيم ( عز وجل ) من الحضيض الفكري ـ أو الوحل ـ التي ألصقته به الديانة المسيحية .. إلى ما جاء في قوله تعالى .. لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) (القرآن المجيد ـ الحشر {59} : 21 - 24 ) وهو .. اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .. (255) ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 255 ) فهو .. الله .. فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) ( القرآن المجيد : الشورى {42} : 11 ) [ تفسير الآية : فاطر السماوات والأرض : خالقهما ومبدعهما وما بينهما / السماوات : كما سبق الأكوان الموازية أو الأكوان المتراكبة / يذرؤكم فيه : أي يخلقكم .. خلقا من بعد خلق .. وجيلا من بعد جيل .. ونسلا بعد نسل ] وهو .. اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ( القرآن المجيد : الإخلاص {112} : 2 - 4 ) والصمد : هو الأبدي ، اللا متغير ، وهو المقصود في الحوائج على الدوام المتفرد في الكمالات والوحدانية لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .. وليس له مكافئ أو معادي . وهو .. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى (8) ( القرآن المجيد : طه {20} : 8 ) وفي السنة النبوية الصحيحة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعاً وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة " ونأتي إلى ذكرها .. أي هذه الأسماء الحسنى ( أو الصفات أو الكمالات الإهية ) كما وردت في القرآن والسنة النبوية الشريفة .. أسماء الله الحسنى .. أو الكمالات الإلهية في الفكر الإسلامي .. وبعضها على النحو التالي .. الله . الرحمن . الرحيم . الملك . القدوس . السلام . المؤمن . المهيمن . العزيز . الجبار . المتكبر . الخالق . البارئ . المصور . الغفار . القهار . الوهاب . الرزاق . الفتاح . العليم . السميع . البصير .اللطيف . الخبير . الحليم . العظيم . الغفور . الشكور . وبديهي من المفيد في هذا السياق أن نعرض لصفات الذات الإلهية في الفكر المسيحي .. لنبين إلى أي مدى تجنت علينا دكتورة علم النفس الأمريكية .. المنسلخة من الإسلام ـ كما تدّعي ـ والتي تحمل صليبها على ظهرها وتتحدى الخالق العظيم ( استغفر الله العظيم على هذا التجاوز اللفظي ) إذا وقف في وجه المرأة .. أسماء ( صفات ) " الإله " الحسنى .. أو الكمالات الإلهية في الفكر المسيحي .. 18 صفة تأتي على النحو التالي .. يسوع المسيح . الرب . ابن الإنسان . المخلص . ابن داود . رئيس الكهنة الأعظم . ابن الله . الألف والياء . السيد . البر . النبي . نرجس شارون . سوسنة الأودية . الشفيع . أسد يهوذا . الخروف . آدم الثاني . المعلم . [ مأخوذة عن : " حقائق وأساسيات الإيمان المسيحي " ؛ ر. ك. سبرول ؛ ترجمة : نكلس نسيم سلامة . مكتبة المنار . ص : 111 ] . كما توجد أسماء أخرى للإله تعترف بها الكنائس أيضا كما وردت في سفر الرؤيا ( 4 : 6-7 ) ، ولكن ربما لا يكتبوها للحرج ، وذكرها التفسير التطبيقي للكتاب المقدس في صفحة : 2766 وهي .. [ الحيوان . الأسد . العجل . وجه الإنسان . النسر الطائر ] يا دكتورة علم النفس الأمريكية .. هذه هي صفات إله المسيحية ..!!! المسيحية التي استهوتك وتوافقتي معها علميا وعمليا وتركتي الإسلام العظيم من أجلها .. هذا إن كنتِ ـ أصلا ـ مسلمة ..!!! يا دكتورة علم النفس .. لقد فضحت نفسكِ بنفسك.. بعد أن اعترفت ـ بدون أن تتنبهي ـ في رسالتك الأخيرة ( في 23/1/2007 ) لشكر موقع الحوار المتمدن .. أنك ولدت وتربيتي في عائلة غير متدينة ..!!! فكيف تدعين ـ إذن ـ إنك كنت مسلمة وأنت لا تعرفين عن الإسلام غير الاسم ..!!! والآن ؛ في عجالة سريعة ما هي صفات الذات الإلهية في الديانة اليهودية ..!!! ولن أتوسع في عرض صفات الإله في الفكر اليهودي .. بل أكتفي بعرض الآتي .. لقد ورد في التلمود .. أن الله يقضي ساعات النهار الإثنى عشر على النحو التالي : • الساعات الثلاث الأولى : يطالع فيها الإله الشريعة . وكما هو معروف أن الشريعة هي توراة موسى التي أنزلها الإله على موسى من قبل . وبهذا المعنى فإن الإله يدرس ما سبق وأن أرسله ..!!! • الساعات الثلاث الثانية : يحكم الإله فيها البشرية . • الساعات الثلاث الثالثة : يطعم الإله العالم . • الساعات الثلاث الرابعة : يجلس الإله ليلعب مع الحوت ملك الأسماك ..!!! ويعلق الحاخام : " مناحم " قائلا أن الله لا شغل له خلال الليل سوى تعلم ( يدرس ) التلمود مع الملائكة وأسمودية ( ملك الشياطين ) وذلك في مدرسة السماء .. حيث يصعد إليها ( أسمودية ) كل ليلة للدراسة .. ثم يهبط بعد الدراسة إلى الأرض في الصباح ( ليضل البشر ) ..!!! [ وهذا الوصف نقلا عن : " التلمود : نشأته ـ تاريخه ـ مقتطفات من نصوصه " ؛ إعداد : راهب من دير البرموس ، ومراجعة نيافة الأنبا : إيسوذورس . دار الجيل للطباعة . ص : 76 / 77 . وهو منقول عن كتاب : " الكنز المرصود ـ القسم الأول " ؛ روهلنج . وهو الكتاب الذي نقل عنه أغلب المؤلفين الذين تعرضوا لموضوع التلمود . ] والآن .. هل كنتِ يا دكتورة ـ علم النفس ـ على علم بكل هذه الحقائق عن المسيحية واليهودية عندما وصفتي الإسلام العظيم .. بقولك : [ لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله ، ولكن وصل انتقاص الاسلام لتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأ بالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ] يا دكتورة علم النفس .. هل صفات إله المسيحية : الحيوان .. العجل .. النسر الطائر .. أسد يهوذا .. الخروف ذو القرن السبعة .. وهو الإله الذي يلعب مع الحوت ـ ملك الأسماك ـ في وقت فراغه .. يمكن أن تقترب من صفات الخالق العظيم السابق ذكرها في الدين الإسلامي ..!!! وهل ـ نحن المسلمين ـ من اختلط علينا الخطأ بالصواب ..؟!!! وكما رأيتي بعينيكي ـ الآن ـ هل يتساوى إله المسيحية الذي أذله الإنسان وضربه بالنعال .. ولطمه وبصق عليه ثم صلبه وقتله ودفنه .. مع مفهوم " الله " الخالق المطلق والعظيم سبحانه وتعالى .. .. كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (6) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (7) ( القرآن المجيد ـ الكهف {18} : 6-7 ) [ باخع نفسك : مهلك نفسك من الغم عليهم لعدم إيمانهم بالقرآن العظيم ] وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) ( القرآن المجيد ـ الجاثية {45} : 37 ) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ( القرآن المجيد ـ الروم {30} : 27 ) يا دكتورة علم النفس .. هل اختلط علينا ـ نحن المسلمين ـ الخطأ بالصواب .. كما تزعمين ..؟!!! صارحيني بربك الحق ( وليس بالرب الخروف ذو القرون السبعة .. وليس بالرب الذي يلهو مع الحوت ملك الأسماك .. وليس في هذا تهكما أو تدليسا .. كما رأيتي ) .. هل كنتِ على علم بكل هذه الحقائق عن الدين المسيحي الذي تحاولي الانتساب إليه قبل أن تطلقي علينا سهامك الموتورة ..!!! وإن كنتِ لا تعلمي هذه المعلومات فكيف تحكمين بغير دراسة .. أليس هذا جهل منك ..!!! وإذا كنتِ تتشدقين بمن يعرف الفرق بين نص الإنجيل وكلمات شكسبير .. كما جاء في كتاباتك ..!!! فلما لا تحاولي معرفة الفرق بين نص الإنجيل .. وبين آيات القرآن العظيم .. وخصوصا إنك من الناطقين بالعربية .. أم أنه التحامل المغرض .. والنجومية الزائفة التي تدفعك للتقول على الإسلام العظيم بإخطائك الفادحة ..!!! وهي النجومية التي لن تقودك إلا إلى خسران وجودك ومصيرك .. وهلاكك الأبدي في النهاية ..!!! وحتى يكتمل الرد عليكي .. تقولين : [ إن الإلحاد خير من الإيمان بإله .. ( هو خير الماكرين ) ] .. وكعادتك تقطعين الفقرة من سياق معناها في القرآن العظيم لتدسي فيها سمومك .. وهذا هو النص كاملا .. كما يأتي في قوله تعالى .. وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) ( القرآن المجيد ـ الأنفال {8} : 30 ) [ شرح الآية الكريمة : ( و ) اذكر يا محمد ( إذ يمكر بك الذين كفروا ) وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة ( ليثبتوك ) يوثقوك ويحبسوك ( أو يقتلوك ) كلهم قتلة رجل واحد ( أو يخرجوك ) من مكة ( ويمكرون ) بك ( ويمكر الله ) بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج ( والله خير الماكرين ) أعلمهم به ] فهل فهمت ـ يا دكتورة ـ معنى هذه الآية الكريمة ..؟!!! وهل تنبهتي إلى أن المكر في هذه الآية الكريمة ( وأحد معانيه هو أن تصرف غيرك عن مقصده بالحيلة ) كان في مقابل تآمر أهل الكفر والشرك على وأد رسالة الإسلام في مهدها ..!!! وعلى الرغم من المناسبة الخاصة بتنزيل هذه الآية الكريمة على النحو السابق ذكره .. إلا أنها تصلح لكل العصور في مواجهة مكر أهل الكفر وأهل الشرك والملحدين .. ومنهم أمثالك أيضا ..!!! والآية الكريمة في مجملها تعني : هل يمكن للإنسان أن يتذكى ( من ذكاء ) على الله ( سبحانه وتعالى ) وهو الخالق لهذا الذكاء ..!!! ومع ذلك لم تحتوي أسماء الله الحسني على صفة " الماكر أو المكار " تعالى الله عن هذا علوا كبيرا .. لسبب بسيط جدا لأن الله سبحانه وتعالى .. فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) ( القرآن المجيد ـ البروج {85} : 16 ) وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) ( القرآن المجيد ـ يس {36} : 82 ) وأخيرا ؛ كما يوجد " المكر السيئ " .. كما جاء في قوله تعالى .. وَأَقسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ( القرآن المجيد ـ فاطر {35} : 42 - 43 ) بديهي يوجد المكر الصالح .. الذي لا يُراد به إلا الإصلاح .. فهل استوعبت يا دكتورة علم النفس ـ والتي تدعي الإسلام من قبل ـ هذه المعاني ..!!! واحتججتي ـ أيضا ـ على بعض صفات الله الأخرى .. وأوردت في كتاباتك هذه الصفات : [ القهّار . الجبّار . الضار . المتكبّر . المتعال . المهيمن . المنتقم . المقيت . المذل ] .. أي تسع صفات فقط ذكرها المولى ـ عز وجل ـ ليتجلى بها على الكفرة والظلمة والطواغيت .. وعلى أمثالك ..!!! فعلى سبيل المثال ؛ فصفة " المنتقم " هي من صفات الألوهية حيث ينتقم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الظالمين المتجبرين ، فماذا ينتظر - شارون - مثلاً وما يفعله في الفلسطينيين ، وماذا ينتظر الأمريكان وما يفعلوه في شعب العراق .. وما يفعلوه في الشعوب الإسلامية سوى الانتقام ، فلابد أن يكون هناك انتقام من الظالمين المفسدين في الأرض . وهكذا بالنسبة لباقي الأسماء التي تعترض عليها الدكتورة .. فهي ضرورة لتجليات المولى ـ عز وجل ـ لردع وعقاب العصاة والطواغيت والمفسدين في الأرض ..!!! ثم يبقى 90 اسما أو صفة تشمل الرحمة والعطف بالإنسان .. ويمكن للقارئ مراجعة أسماء الله الحسنى السابقة مرة أخرى ..!!! ويوجد مراجع كاملة ـ كما توجد مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت ـ تشرح معاني هذه الصفات وتجليات هذه الأسماء على العباد .. ويمكن للقارئ الرجوع إليها .. .. وأكتفي بهذا القدر .. وسبحان الله .. فلم أكن أتصور أبدا .. أن يتدنى العقل البشري إلى مثل هذه الدرجة من الانحطاط الفكري ..!!! وأخيرا ؛ يبقى أن ألفت النظر إلى أن الإسلام العظيم هو ـ في حقيقة الأمر ـ اليد الممدودة ، بكل العقل .. وبكل العلم .. وبكل الرحمة ، إلى البشرية كافة .. لإنقاذها من الهلاك المحتوم .. لكي يجعلها تقوم بتحقيق الغايات من خلقها .. حتى تنال السعادة الأبدية المنشودة .. وللحديث بقية ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 09:30 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
محمد الحسيني إسماعيل الجزء الثالث : العقلانية والعلم بين المسيحية والإسلامتقول وفاء سلطان في مقالها ( محمد واللسان الداشر ـ3 ) .. [ في الصيف الماضي وخلال تواجدي في الوطن الأمّ ( سوريا ) ، قمت بزيارة ترافقني ابنتي إلى الجامع الأمويّ . دخلنا قاعة كتب على بابها "مقام رأس الحسين". رأينا عشرات النساء والأطفال والرجال يفترشون الأرض وهم يغطّون في نوم عميق . سألت بعض المارة عن قصّة هؤلاء النيام ، فأخبروني أنّهم زوّار من بلاد اسلاميّة ، ولكي يوفروا أجور الفنادق يضطّرون للنوم داخل الجامع . تحوّلت القاعة الى فرن درجة حرارته تصهر الحديد . لا مراوح ، لا نوافذ لتجديد الهواء . رائحة النيام تزكم الأنوف وتثير لديك حاسّة الإقياء .. ناهيك عن أرض الجامع والتي افترشت بالسجّاد .. ونتيجة للغبار المتراكم فوقها عبر السنين ، تحسّ وأنت تمشي كأنـّك تمشي في مستنقع للأوحال جفّت مياهه ، فتـأكل خشونة الأرض من قدميك .. حاولت ابنتي أن تمشي على أطراف القاعة ، ملتصقة بالحائط كي تتجنّب أن تدوس فوقها ! ] ثم تضيف قائلة .. [ تصوّر نفسك سائحا وخطر ببالك أن تزور كنيسة ، ليس في باريس أو لندن أو بيفرلي هيلز ، وإنّما في أحد أدغال افريقيا ، أو في جنوب السودان ، أو في بنغلادش كأفقر أقفار الله ، هل تعتقد أنّك ستدوس فوق أرضها على ذرّة من الغبار ، أو تزكم أنفك رائحة لانسان ؟! ليست الأزمة أزمة مال ، إنّها أزمة عقل ودين ، أزمة عقل سقط رهينة ذلك الدين ! أمّة ابتلت بعقلها ووجدانها ، وقبل أن تبتلي بهما ابتلت بدينها ! ] وأكرر فقرتها الأخيرة لأؤكد هذه المعاني للقاريء .. [ .. ليست الأزمة أزمة مال ، إنّها أزمة عقل ودين ، أزمة عقل سقط رهينة ذلك الدين ! أمّة ابتلت بعقلها ووجدانها ، وقبل أن تبتلي بهما ابتلت بدينها ! ] وهكذا أعفت ـ وفاء سلطان ـ الأفراد البؤساء وسلوكهم من مسئولية المنظر الذي ازدرته عينيها والذين ظهروا عليه .. وألقت باللائمة على الدين الإسلامي نفسه .. على الرغم من علمها ـ بحكم إسلامها السابق كما تدّعي ـ بأن من المعلوم من الدين بالضرورة أن النظافة هي جزء أساسي من الإيمان بالدين الإسلامي ..!!! وليس هذا فحسب .. بل تقع الدكتورة في تناقضات واضحة ، بدون أن تتنبه لذلك ، حين تقول بأن الأزمة ليست أزمة مال .. على الرغم من سؤالها عن قصة هؤلاء القوم النيام داخل الجامع فيخبروها : [ .. .. أنّهم زوّار من بلاد اسلاميّة ، ولكي يوفروا أجور الفنادق يضطرون للنوم داخل الجامع .. ] .. إذن فالأزمة ـ كما نرى ـ هي أزمة مال ..!!! ولكن ـ وفاء سلطان ـ لا تريد أن ترى سوى أنها أزمة الدين الإسلامي نفسه ..!!! وفي الحقيقة ؛ تمثل وفاء سلطان النموذج النمطي للغرب ـ وكل من يحذوا حذوها ـ في الهجوم على الدين الإسلامي .. حيث يجري هذا الأسلوب على النحو التالي .. • أولا : ينسبون ـ دائما ـ كل أخطاء المسلمين العصاة ، والجهلة منهم ، وكذا كل أخطاء الطواغيت من حكام المسلمين ، إلى الدين الإسلامي نفسه .. وليس إلى المسلمين العصاة ، والجهلة ، والحكام الطغاة ..!!! وفي جميع الأحوال الإسلام منهم بريء . وللبرهنة على صحة هذه الحقيقة يمكن للقاريء الذهاب إلى المرجع : " السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " .. حتى يرى أن الإسلام لم يأت إلا بالديموقراطية الليبرالية بمعناها المثالي .. ولكن انحراف الولاة عن الإسلام هو الذي شوّه منهاج الله ـ سبحانه وتعالى ـ المثالي . • ثانيا : يقومون بتصدير مشاكل الكتاب المقدس إلى القرآن العظيم ..!!! تحت دعوى أن كل دين هو دين يماثل الديانة المسيحية ( وهي الديانة التي تمثل " الفضيحة العقلية " .. على النحو الذي رأيناه في الجزئين السابقين ) .. وكل كتاب دين هو كتاب يماثل الكتاب المقدس ( وهو الكتاب الذي تشكل الخرافة والأسطورة الفكر الأساسي فيه .. على النحو الذي رأيناه في الجزئين السابقين ) .. وذلك بدون دراسة محايدة تؤكد صدق ما يفترون به على الإسلام ..!!! • أو بمعنى آخر ؛ لم ينتهِ الغرب إلى الرفض والتجني على الإسلام من خلال دراسة نقدية وعلمية محايدة انتهى منها إلى هذه النتيجة ..!!! بل يقوم بسحب نتيجة تجربته الدينية الفاشلة مع الديانة المسيحية وتعميمها لتشمل الحكم على الدين الإسلامي .. !!! • ثالثا : يعتمد الغرب ـ في كل ما يكتبه عن الإسلام ـ على " كتب التراث " وعلى أفكار الفرق الإسلامية المنشقة على الإسلام ، بل ويعتبر فكر هذه الفرق أنها الإسلام الحق ..!!! والمعروف أن الفرق المنشقة على الإسلام هي فرق ليست إسلامية ، كما وإن " كتب التراث " من المعروف أن بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! • رابعا : لا يعتمد الغرب في الاستشهاد بالقرآن المجيد إلا فيما ندر ، وإذا استشهد بالقرآن المجيد يقوم بالاستشهاد بفقرات محدودة ومتناثرة منه ، وبجمل قرآنية مقطوعة عن سياق معناها الجزئي والكلي ( سنعود لبيان هذه المعاني في الرد الأخير ) .. ليقوم ـ الغرب ـ بتفسيرها بما يخدم أغراضه وبالمعنى الذي يريد أن يدسه في الدين الإسلامي .. تحقيقا لقوله تعالى .. وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 109 ) • وتحقيقا لقوله تعالى .. وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120) ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 120 ) وبديهي ؛ لن تتنبه الدكتورة وفاء سلطان إلى قوله تعالى .. .. بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ .. .. أي أن الذي جاء إلى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو : " علم " وليس قضية دينية مسلم بها فحسب .. كما سنرى ذلك في باقي هذا الرد .. ونعود الآن ؛ لوصف دكتورة علم النفس لرحلتها إلى وطنها الأم .. لكي تعود دائرة الحياة ( The circle of life ) للتكرار .. ولترى ـ دكتورة علم النفس ـ أن كل ما أثارته في رحلتها من تساؤلات .. كما وأن موقفها .. هو موقف مماثل لموقف الكفار من قبل عند تعرضهم لرسالة " نوح " ( عليه السلام ) .. كما يخبرنا بهذا المولى ( عز وجل ) في قوله تعالى .. وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (30) وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) ( القرآن المجيد : هود {11} : 25 - 37 ) وأتمنى أن تفهم دكتورة علم النفس هذه المعاني . وبديهي ؛ لن أترك فهم هذه الآيات الكريمة واستنتاج معانيها لذكاء الدكتورة ..!!! حيث برهنت في كل ما كتبت على أن ذكاءها محدود للغاية .. كما وأن كتاباتها تعكس قصورا واضحة في فكرها بدرجة تدعو للدهشة ..!!! وأبدأ هذه الرؤية بالبؤساء الذين كانوا يفترشون أرض الجامع ليأتي قول الكافرين " لنوح " ( عليه السلام ) للمتبعين لمنهاج الله ـ سبحانه وتعالى ـ في قوله تعالى .. .. وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ( أي بدون تفكير ) وََمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ فهل كانت تتوقع ـ الدكتورة ـ أن نطرد هؤلاء البؤساء من رحمة الله .. .. وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ . فهل سمعتِ قول المولى ( عز وجل ) في أمثالها .. .. وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ .. أي الجهل هو سمتها ..!!! وقد ازدرت عينيها هؤلاء القوم .. ونست الدكتورة ماضيها ـ باعترافها ـ بأنها كانت لا تجد ثمن تغيير الحذاء البالي الذي كانت تلبسه هي وزوجها ..!!! ونست أنها تضرعت إلى السماء لكي تعطيها دربا إلى أمريكا ..!!! .. وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا ... اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ سبحان الله العلي العظيم ..!!! أليس هذا الحوار .. هو حوار بين الخالق العظيم .. وبينكِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ وبين أمثالك ..؟!!! سبحان الله العلي العظيم ..!!! أليس في هذا شهادة على صدق هذا الكتاب الخالد .. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (16) ( القرآن المجيد : هود {11} : 13 - 16 ) هل أدركتِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ هذه المعاني ..؟!!! ألم تتنبهي أنك تريدين الحياة الدنيا وزينتها .. سيوفيها الله ( عز وجل ) لكِ .. كما جاء في قوله تعالى .. مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ .. ولكن ـ وبكل أسف ـ فهذا هو مصيرك .. أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ .. وتقول دكتورة علم النفس في " رسالة شكر وتقدير إلى موقع الحوار المتمدن " : " لقد تضرعت إلى السماء لكي تعطيني دربا إلى أمريكا " ..!!! والسؤال الآن ـ لدكتورة علم النفس ـ هل كنتِ تتضرعين إلى الكواكب أم إلى النجوم أم إلى المجرات ..؟!!! مسكينة تلك الدكتورة .. أشفق على ذكائها المحدود ..!!! فلم تتنبه ـ دكتورة علم النفس ـ أنها كانت تتضرع ( بالفطرة ) إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بدون أن تدري ..!!! وقد آتاها الله ـ سبحانه وتعالى ـ الخير على الرغم من شركها .. وأعطاها دربا إلى أمريكا ..!!! ولكنها نست الفضل .. نست فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ عليها ..!!! وتعود دائرة الحياة ( The circle of life ) للتكرار .. ولترى ـ دكتورة علم النفس ـ صورتها كاملة في قصة هؤلاء الأقوام .. كما جاء في قوله تعالى .. هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) ( القرآن المجيد ـ يونس {10} : 22 - 24 ) فهل تنبهت الدكتورة إلى هذه المعاني الخالدة .. وإلى قوله تعالى .. .. كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ..!!! فهل اختلت الدكتورة إلى نفسها ..؟!!! لمراجعة كل ما كتبت لترى إلى أي مدى تجنت على الإسلام العظيم .. وحملته أخطاء الطواغيت .. والعصاة والجهلة من المسلمين .. كما وأنها كانت ضحية لجهلها بهذا الدين العظيم ..!!! وأتمنى أن تعي دكتورة علم النفس ـ قبل فوات الآوان ـ قوله تعالى .. فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) ( القرآن المجيد ـ الأنعام {6} : 44 ) فالحقيقة ـ الآن ـ والتي لا تقبل الجدل .. أن المشكلة الأساسية تقع في جهل الدكتورة ومن على شاكلها . ولكن جهل الدكتورة ـ دكتورة علم النفس ـ هو في الواقع جهل مزدوج .. لأنه ليس فقط جهل في الجانب الديني .. بل هو أيضا جهل في جانب علم النفس ( وسوف أعود لتحليل شخصية هذه الدكتورة المسكينة ـ إن شاء الله تعالى ـ في الرد الأخير ) ..!!! وعموما يمكننا القول بأن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل الإنسان بصفة عامة : • بمعنى الدين .. • ومعنى دور الدين في حياة الإنسان .. • ومعنى الخالق العظيم .. • ومعنى الغايات من الخلق .. واكتفي بهذا القدر .. ولنبدأ قصة العلم والعقل ـ معا ـ في الدين الإسلامي والديانات الأخرى من أولها .. من أهم أهداف هذا الرد ( أو البحث ) هو التركيز على فضل العلم والعلماء من منظور الدين الإسلامي .. ( مع مقارنة سريعة بما ورد في الديانتين اليهودية والمسيحية عن العلم ) حتى نخرص المرهصون في اتهام الدين الإسلامي بالبعد عن العقل والمنهاج العلمي .. وهو المنهاج الذي يعتبر الأساس الأول في فكر " التحول في النموذج الديني " .. أي الانتقال بالقضية الدينية من " حيز الوهم " ( أي الإنسان هو الذي خلق الإله ، وليس الإله هو الذي خلق الإنسان ) ، أو من " حيز الاعتقاد " ( أي الإيمان بدون برهان ) .. إلى حيز " القضايا العلمية " ذات البراهين الرياضية والفيزيائية الراسخة . بل وسوف يجـد المهتمين بالفلسفة ـ أيضا ـ أن كل أفكار وأسس الفلسفات الحديثة والمعاصرة مثل : " الفلسفة الوضعية المنطقية " [1] و " الفلسفة التحليلية " .. أنها قد تم احتوائها جميعا في الفكر الشامل الذي يقدمه القرآن المجيد .. وهو الفكر الإلهي القاضي بتشكيل الفكر الإنساني على النحو الذي أراده الله ( ) للإنسان .. تحقيقا لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ (8) ( القرآن المجيد : الإنفطار {82} : 6 - 8 ) [ غرك بربك الكريم : والمعنى .. أيها الإنسان كيف دفعك الغرور ـ بجهل وليس بعلم ـ إلى معصية الله .. وعدم الاستجابة لرسله ( مثل غره كرمه .. وغرته قوته ) ] فالمقطوع به ـ كما سنرى ـ أن القرآن المجيد أو الفكر الإلهي قد عول أساسا على العلم والعلماء في فهم معنى الدين .. وإدراك معنى الغايات من الخلق . بينما في المقابل سوف يجد القارئ أن المسيحية واليهودية لا تتطلب تخلي الفرد عن العلم فحسب .. بل تتطلب أيضا تخليه عن العقل كحتمية يستلزمها طبيعة الإيمان بالأساطير والخرافات التي يأتي بها الدين اليهودي والدين المسيحي كل على حد سواء .. وذلك على النحو الذي رأيناه في الجزئين الأول والثاني من هذه الردود ونستطيع أن نلخص ما سبق عرضه فى الآتى بعد : • أن الدين علم . • والمتكلم فى الدين هو " الله " ـ بكمالاته المطلقة ـ والذى أحاط بكل شىء علما . • والكتاب الموحى به من الله هو " كتاب علم " أيضا ، قد أحكمت صياغته . وبديهى والأمر كذلك ؛ فلابد وأن من يستطع استيعاب هذا المفهوم والحكم على صحة الكتاب والدين يجب أن يكون من العلماء .. كما جاء في قوله تعالى .. وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) ( القرآن المجيد : سبأ {34} : 6 ) وهكذا يتحدد ـ بنص إلهي مباشر ـ الشرط الواجب توافره فيمن يستطيع الحكم على الدين وطبيعة الكتاب المُنزّل من عند الله ، فى أنه يجب أن يكون من .. الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ .. ، أى أن يكون من العلماء . وهكذا المدخـل إلى الدين ـ في الفكر الإسلامي ـ هو العلم ، والأقدر على فهم الدين هم العلماء . ثم تلى هذه المعرفة ـ أي معرفة أن هذا الكتاب منزل من عند الله ( عز وجل ) ـ هو التصديق به والإيمان به ، كما جاء فى قوله تعالى : وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54) ( القرآن المجيد : الحج {22} : 54 ) [ فتخبت له قلوبهم : أى تخضع قلوبهم للقرآن وتذعن بالتصديق به ] حيث تبين هذه الآية الكريمة ؛ أن الامتداد الطبيعى للمعرفة بأن هذا الكتاب منزل من عند الله هو الإيمان به .. فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ .. أى تخضع له قلوبهم وتذعن بالتصديق به ( أى بالتصديق بالقرآن ) . وهكذا نزل الدين بالمفهوم العلمى بالمعنى العريض للكلمة ، ومن ثم فإن " القضية الدينية " أصبحت " قضية علمية " ، كما أصبحت " القضية العلمية " هى " قضية دينية " ، أي لا فرق بينهما . وتموج الديانة الإسلامية بالعلم فى كل تعاليمها .. ولا يعقل هذه المعاني ويستوعبها إلا العلماء كما جاء في قوله تعالى .. وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) ( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 43 ) أى أن كل ما يجىء به القرآن المجيد من أمثال وفكر ، لا يعقلها إلا العلماء . وبديهى وحال الدين هو العلم ؛ أن يقوم علماء المسلمين عقب تنزيل القرآن المجيد مباشرة في القرن السابع الميلادي ( أي وأوربا تموج بالجهل والأساطير والخرافات .. ولا وجود للعلم فيها ) إلى تقسيم النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة ( أي كل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديث وأفعال وتقرير ) عن العلم .. إلى مواضيع وأبواب كثيرة منها : 1. فضل العلم 2. منزلة العلماء 3. العلماء ورثة الأنبياء 4. طلب العلم والعمل به 5. مجالس العلماء 6. كتابة العلم وحفظه 7. التدقيق فى العلم 8. تبليغ العلم 9. الفهم فى العلم 10. انتشار العلم 11. امتهان العلم 12. آداب العلم وبديهى ؛ لن نتناول كل هذه البنود بالتفصيل ، وإلا ما وسعنا هذا البحث فى التعرض لكل ما جاء حولها ، ولكن سوف نوجز ونجمل الخطوط العريضة فحسب التى تتحرك فى إطارها الديانة الإسلامية التى تعلى من شأن العلم والعلماء ، حتى تعتبر العلم هو ميراث الأنبياء ، كما جاء فى قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) [ سنن الترمذي ] .. [ .. إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .. ] بل أن العلم وطلبه هو المدخل إلى نيل الخلاص ، فطلب العلم هو الطريق إلى الجنة ، كما جاء في قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) [ سنن بن ماجه ] .. [ .. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ ( الأسماك ) فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ .. ] فهكذا حياة الإنسان من المنظور الإسلامى ، لا يتجاوز معناها عن السعى فى طلب العلم .. فالعلم هو المدخل لتحقيق الغايات من الخلق وأول هذه الغايات هو إدراك وجود الله ( عز وجل ) . وتدَرّج المعرفة بالله ( عز وجل ) يأتى فى قوله تعالى على النحو التالى : شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 18 ) [ قائما : الذي يقوم به " الوجود " على نحو مطلق .. أي لا " وجود " إلا بالله سبحانه وتعالى / القسط : يعني من المعاني الآتي : العدل ، القانون الطبيعي ، المرجع المطلق ، التوازن الطبيعي .. إلى آخره من المعاني المشابهة ] وهكذا تتدرج المعرفة بالله : الله ( جل وعلا ) يشهد لكماله ولذاته بالربوبية والوحدانية وبأنه لا شريك له فى الخلق ولا فى الأداء ، فهو القيوم على خلقه .. وهو القائم بالقسط والعدل فى ملكه . ثم تأتى الملائكة ـ بعد ذلك ـ لتشهد على هذا الوجود وعلى هذه الوحدانية .. شهادة حضرة ، أى إدراك ورؤية مباشرة . ثم يأتى العلماء ليشهدوا على كل هذا شهادة علم .. ثم لتزيدهم هذه المعرفة الخشية من الله ، عز وجل .. .. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) ( القرآن المجيد : فاطر {35} : 28 ) وبديهى تمثل هذه الآية الكريمة معرفة اختبارية .. أى يستطيع قطاع كبير من المؤمنين التحقق من صحتها وصدقها بشكل مباشر .. أو كل من أدرك من العلم مما يكفى لمعرفة هذه الخشية .. وهي الآية الكريمة التي تبين أن العلماء هم أكثر الناس خشية لله ، سبحانه وتعالى . وحول هذا المعنى يروى لنا العالم الهندى " عناية الله مشرقى " قصته مع عالم الفلك البريطاني سير جيمس جينز فيقول : [ لقد دعاني سير جيمس جينز لزيارته في أحد الأيام .. وأخذ يلقى عليّ محاضرة عن تكوين الأجرام السماوية ، ونظامها المدهش ، وأبعادها وفواصلها اللامتناهية ، وطرقها ، ومداراتها وجاذبيتها ، وطوفان أنوارها المذهلة ، حتى إننى شعرت بقلبى يهتز من هيبة الله وجلاله ، أما ( السير جيمس ) فوجدت أن شعر رأسه قائما والدموع تنهمر من عينيه ، ويداه ترتعدان من خشية الله . وتوقف فجأه ثم بدأ يقول : " يا عناية الله ..!! عندما ألقى نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودى يرتعش من الجلال الإلهى ، وعندما أركع أمام الله وأقول له : إنك عظيم .. أجد أن كل جزء من كيانى يؤيدنى فى هذا الدعاء ، وأشعر بسكون وسعادة عظيمين ، وأحس بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة ] واستكمالا للقصة المذكورة ، يقول الدكتور عناية الله مشرقى : لقد استسمحت سير جيمس جينز فى قراءة هذه الآية السابقة ، فلما قرأتها عليه وسمع النص القرآنى : … إنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلمَاءُ … صرخ قائلا : ماذا قلت ؟ … إنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ العُلمَاءُ … مدهش ، وغريب ، وعجيب جدا ، إنه الأمر الذى اكتشفته بعد دراسة ومشاهدة استمرت نحو خمسين عاما ..!!! هل هذه الآية موجوده حقا فى القرآن ..؟!! لو كان الأمر كذلك فأكتب شهادة منى بأن القرآن موحى به من عند الله . وبديهى ؛ نحن لا نقول بهذا تأييدا للفكر القرآنى ، فالفكر القرآنى ليس في حاجة لمثل هذا التأييد . بل أقول بهذا لأن أحد العلماء قد أدرك جزئية قال بها القرآن المجيد فى إحكام شديد ، فى ستة كلمات فقط ؛ بينما ـ هذه الجزئية ـ قد استغرقت معرفتها من عالم فيزيائي ورياضي وفلكي حياته بالكامل لإدراك معناها . وطالما العلم كذلك ، يأتى قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) [ سنن الدارمي ] .. [ اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا خَيْرَ فِيمَا سِوَاهُمَا ] وربما كان هذا لسبب بسيط ، كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) [ سنن بن ماجه ] ، هو أن ... [ الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ ، وَلَا خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ ] ثم يزيد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيقول [ سنن بن ماجه ] .. [ مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ ] ثم نأتى إلى " العقل " فى الديانة الإسلامية ، فنجد أن ذكره يأتى فى القرآن المجيد ( هو ومشتقاته ) فى ( 49 ) موضعا . ويرتبط العقل ، فى الديانة الإسلامية ، بنيل الخلاص وحسن المصير ، وهو ما يعنى أن " القضية الدينية " هى قضية عقليه فى المقام الأول والأخير ، وليست صورة من صور الاعتقاد فحسب . ونضرب على ذلك مثالين ؛ المثل الأول يمثل ارتباط فهم معانى القرآن بالعقل وبالعلم ، وهو ما جاء فى قوله تعالى : وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) ( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 43 ) أما المثال الثانى ، فهو يرتبط بعدم " تعقل " الكفرة لمعنى القضية الدينية ، ويتمثل هذا فى إجابتهم ـ فى الآخرة ـ عند سؤالهم عن الرسل والنذر المرسلة إليهم ، فتأتى الإجابة ـ بعد فوات الأوان ـ بأنهم كانوا لا يستمعون إليهم ، وحتى إذا سمعوا ما كانوا يعقلون ما يسمعون .. ويأتى هذا المشهد فى قوله تعالى : .. ألَمْ يَأتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَىْءٍ إِنْ أنْـتُمْ إِلَّا فِى ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أصْحَابِ السَّعِيرِ (10) ( القرآن المجيد : الملك {67} : 8 - 10 ) [ السعير : النار ] وهنا يأتى أهمية السمع والعقل والتعقل للإنسان لنيل الخلاص المأمول . ولهذا تأتي شكوى نوح من قومه .. في قوله تعالى .. قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ( القرآن المجيد : نوح {71} : 5 - 7 ) وهكذا ؛ تضع الشعوب المسيحية ( صاحبة الإله الخروف ) ، كما تضع الشعوب اليهودية ( صاحبة الإله اللاعب مع الحوت ) ..!!! أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا الحق ..!!! والتفكير من المنظور الإسلامى ، يقود مباشرة إلى الإيمان ، كما يـأتى هذا فى قوله تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ( القرآن المجيد : آل عِمْران {3} : 190 - 191 ) كما وأن الإيمان لا يأتى من فراغ بل يأتى من العلم ، وبهذا لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، كما جاء فى قوله تعالى : أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) ( القرآن المجيد : الزمر {39} : 9 ) [ أمن هو قانت : هى مقارنة مع ما سبقها من آيات ، وتعنى أهذا الذى يضل عن سبيل الله مثل من هو قانت : مطيع لله / آناء الليل : ساعاته / يحذر الآخرة : يخاف الآخرة / أولوا الألباب : ذوي العقول ] ويعتبر الإسلام " العلم " بأنه ـ يكاد يكون ـ الوسيلة الوحيدة للتحقق من صحة هذا " البلاغ العقلانى " القادم من الله ( جل وعلا ) ، حتى بات العلم ـ من المنظور القرآنى ـ هو وسيلة التفضيل بين مفردات الوجود الإنسانى .. لهذا يجىء قوله تعالى .. .. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) ( القرآن المجيد : المجادلة {58} : 11 ) وقد يتنبه الإنسان ـ أو قد لا يتنبه ـ إلى موضع كلمة .. مِنكُمْ … فى سياق كلمات الآية الكريمة السابقة ، ليدرك أنه يوجد سياقين فى التفضيل الإلهي . سياق تفضيل إيمانى يقع فى داخله المنظومة الإسلامية .. الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُمْ .. أي أنه أمر مقصور على المسلمين فقط . وسياق تفضيلى آخر ، هو سياق تفضيل علمي ـ مستقل عن الإيمان الإسلامي ـ تقع فى داخله البشرية جمعاء ، أى .. وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ .. من كل البشرية بما فى ذلك المسلمين وغير المسلمين .. وسبحان الله على الإحكام القرآني .. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) ( القرآن المجيد : محمد {47} : 24 ) [ أفلا يتدبرون القرآن : فيعرفون الحق / أم : بل / على قلوب أقفالها : فلا يفهمونه .. وقد سبق الكلام عن دور القلب في التفكير والفقه ] وهكذا ؛ العلم له درجته الخاصة به ، كما وأن الإيمان له درجته المستقلة عن درجة العلم ، وهى درجة مقصورة على المسلمين فحسب . ولهذا كانت أولى آيات القرآن المجيد قاطبة على محمد صلى الله عليه وسلم دعوة إلى العلم والتعلم ، وبديهى أن هذا المدخل لن يتحقق إلا بالقراءة والكتابة ، كما جاء فى قوله تعالى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ( القرآن المجيد : العلق {96} : 1 - 5 ) وكما نرى ؛ فإن القرآن يقرر الحقيقة العلمية التالية : خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . وكلمة " علق " هي كلمة جامعة تعني الحيوان المنوي للذكر .. كما تعني " تعلق " بويضة الأنثى المخصبة بجدار الرحم . كما تعني مرحلة الجنين الأولى وهو كعلقة من الدم .. وبعد التكون يكون كعلقة البرك .. وهكذا من طيف عريض من المعاني التي تحملها هذه الكلمة ( سبحان الله ..!!! ) . ثم نأتي إلى معنى " القلم " . فبديهى ؛ أن " القلم " هو ذاكرة التاريخ وحضارة الإنسان ، ويأتى هذا من طبيعة وكيفية عملية تعلم الإنسان التى لا تتحقق إلا باستخدام القلم . فمهما أوتى الفرد من ذكاء فإنه لا يستطيع حل أبسط المعادلات الرياضية إلا باستخدام القلم .. وهكذا عن عمليات التعلم الأخرى . والسعى وراء المعرفة هو أمر إلهى صريح .. لقوله تعالى : قُلِ اْنظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ .. (101) ( القرآن المجيد : يونس {10} : 101 ) قُلْ سِيرُوا فى الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ .. (20) ( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 20 ) وكما سبق وأن بينت ، لولا اختلاف بداية الخلق عما نحن عليه الآن .. لما قال المولى ( ) .. فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ .. .. وفي هذا إشارة ضمنية إلى " نظرية النشوء والارتقاء " . بل ويمتد أثر العلم وفضله على الإنسان إلى ما وراء موت الإنسان . أى أن العلم يتبع الإنسان إلى العوالم الأخرى .. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم [ سنن الترمذي ] : [ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ] فهكذا فضل العلم يلاحق الإنسان فى جميع صور وجوده الممتد إلى العوالم الأخرى ، فهو ليس مقصورا على عالمنا هذا ، بل يمتد إلى ما بعد مغادرتنا لهذا العالم إلى العوالم الأخرى .. ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ صحيح البخاري ] .. [ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا ] وحول فضل العلماء ، نورد قول أبو إمامة الباهلى [ سنن الترمذي ] .. بأنه قال : [ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ] وفى قول آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ مسند أحمد ] عن فضل العلماء ... [ إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن بن ماجه ] .. [ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ] ومرفوض إسلاميا كتم العلم ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن أبي داود ] .. [ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] ويتأكد هذا المعنى فى قول آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن بن ماجه ] .. [ مَا مِنْ رَجُلٍ يَحْفَظُ عِلْمًا فَيَكْتُمُهُ إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ ] ويُرَغب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نشر العلم فيقول [ سنن الترمذي ] .. [ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ] والسؤال عن العلم هو سؤال أساسى فى اليوم الآخر ، كما فى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم [ سنن الترمذي ] : [ لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ] وعن التدقيق فى العلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ مسند أحمد ] .. [ مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ] والعلم هو خير وسيلة لحماية الإنسان من فتن هذه الحياة الدنيا .. كما يأتى هذا المعنى فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن بن ماجه ] .. [ سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا إِلَّا مَنْ أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ ] ثم نختم هذه العجالة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن بن ماجه ] .. [ فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ] والفقيه هو العالم العابد .. وقبل أن نغادر هذا البحث ؛ لابد لنا من ذكر موقف الدولة الإسلامية من العلم والفلسفة ؛ فتاريخيا نجد أن الدولة الإسلامية كانت أرحب صدرا وأسمح فكرا مع الفلسفة اليونانية من بلاد العالم اليونانى الذى نشأت فيه ، ويمكن أن نتبين ذلك من مصائر فلاسفة اليونان ذاتهم . فثالوث الفلسفة اليونانية يتجمع فى : " سقراط : Socrate " ( 469 – 399 ق. م. ) ، و " أفلاطون : Platon " ( 427 – 347 ق. م. ) تلميذ سقراط ، و " أرسطو : Aristotle " ( 384 – 322 ق. م. ) تلميذ أفلاطون . فقد حُوكم سقراط بثلاث تهم هى : إنكار الآلهة القومية ، وتنصيب آلهة جديدة خاصة به ، وإفساد الشباب . وقد حكم عليه بالموت بأن حمل إليه كأس مسمومة شربها بشجاعة بعد أن رفض أن يهرب . وأفلاطون بيع فى سوق العبيد ، وارسطو نجا بنفسه من أثينا خوفا من عاقبة كعاقبة سقراط ، بعد أن رماه كاهن من كهانها بالإلحاد . فإذا ذهبنا إلى الفيثاغورثيون فقد مات فيثاغورث قتيلا بجانب مزرعة فول . وهكذا ؛ كان حال الفلاسفة والمفكرين مع محاكم التفتيش حتى بداية عصر النهضة ..!!! ونقارن بين أحوال فلاسفة اليونان وبين أحوال فلاسفة المسلمين ، فلا نرى أحدا أصيب بمثل هذا المصاب من جراء الفلسفة أو الأفكار الفلسفية ، ومن أصيب منهم يوما بمكروه فإنما كان من كيد السياسة ولم يكن من حرج بالفلسفة أو حجر على الأفكار . فأشهر الفلاسفة المسلمين فى المشرق : " ابن سينا : Avicenna " ( 980 - 1037 م. ) الملقب بالشيخ الرئيس دخل السجن لأنه كان عند أمير همذان فبرم بالمقام عنده ، وأراد أن يلحق بأمير أصفهان علاء الدولة بن كاكويه فسجنه أمير همذان ليبقيه إلى جواره ، ولم يسجنه على رأى من آرائه . والفيلسوف العربى : " ابن رشد : Averroes " ( 1126 – 1198 م. ) ، أشهر فلاسفة المسلمين فى المغرب ، أصابته النكبة لأنه لقب الخليفة المنصور فى بعض كتبه بلقب " ملك البربر " ( سبق ذكر أسباب أخرى في مقال : المنهاج العلمي في القرآن المجيد ) . وهكذا ؛ فكثير من نكبات الفلاسفة المسلمين لم يكن سببها الفلسفة أو الدين ، بل كانوا ضحايا للسياسة فينالهم منها ما ينال سائر ضحاياها ..!!! ثم ننهى هذه الفقرة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سنن بن ماجه ] .. [ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ يَبْلُغُهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ ] فهذا هو الإسلام وموقفه من العلم والعلماء فى عجالة قصيرة . وننهي هذه الفقرة بقول الحق تبارك وتعالى عن قرآنه المجيد .. وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) ( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 105 - 109 ) [ فرقناه : بيناه وفصلناه أو أنزلناه مفرقا / على مكث : على تؤده وتأن ] وكما نرى ؛ فهى آيات اخبارية إختبارية قابلة للملاحظة والتدقيق والتحقيق ، فهى تصف الجانب النفسى لما يمكن أن يكون عليه رد فعل الجانب النفسى للذين أوتوا العلم تجاه الآيات القرآنية عندما تتلى عليهم ، أو عند تلاوتهم للقرآن المجيد . وبديهى ؛ لا يمكن أن يقول بمثل هذا القول إلا الخالق العظيم ( ) لسبب بسيط جدا ، هو أنه المحيط بما خلق . فـ " الله " ( ) هو الخالق الذى ركب الطبيعة الفطرية ( أو الغريزة ) لدى الإنسان و" رد الفعل التلقائى " ، فى الجانب النفسى للإنسان عند سماع النص القرآنى وإدراك معانيه . وهذا عين ما يحدث فعلا لكثير من العلماء والعامة والخاصة عند سماعهم للنص القرآنى .. فربما كان البكاء هو سمة رد الفعل الطبيعى لامتزاج معانى القرآن المجيد ( القضية العقلية ) بوجود الحضرة الإلهية ( القضية العاطفية ) .. ليصل الإنسان بهذا المزج إلى الذروة لإدراكه لوجوده .. وإلى الذروة لإدراكه لأحزانه .. وإلى الذروة لإدراكه لأبديته .. وهو ما يؤدى إلى تلقائية سجود الإنسان لقدرة لا نهائية .. تتعالى عظمة وكبرياء على وجود متناهى .. وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) ( القرآن المجيد : الجاثية {45} : 37 ) قدرة تتجلى وتفصح عن ذاتها فى الإحاطة .. وفى الإستعلاء .. وفى اللاتناهى .. وهكذا إدراك أولي العلم .. لله .. سبحانه وتعالى ..!!! • كلمة موجزة عن شبكة الملحدين العرب .. والمواقع المماثلة .. بديهي ؛ بعد العرض السابق لقدسية العلم والعقل في الدين الإسلامي .. لا مجال للقول بأن الدين الإسلامي لا يقدس العلم والعقل معا . بل وقد وصل تقديس العقل في الدين الإسلامي إلى حد إسقاط التكليف عن الإنسان على من لا عقل له كما جاء في حديث الرسول الكريم [ متفق عليه ] : [ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ ] و " رُفِعَ الْقَلَمُ " كناية عن عدم التكليف . فالإسلام يطلب من الإنسان " الإيمان العاقل " .. أي الإيمان المبني على العقل والعلم معا .. ويرفض " إيمان الحيوان " الذي ينادي به فلاسفة الغرب أمثال " جورج سنتيانا " .. وأمثاله ، كناتج طبيعي من تجربتهم مع خرافات ووثنيات الديانتين اليهودية والمسيحية معا ..!!! وفي مقابل ما قدمنا نجد موقع : " شبكة الملحدين العرب / منتدى الملحدين العرب " ـ على شبكة الإنترنت ـ تتبنى شعار : " نحو عالم لا يقدس إلا العقل " .. حيث يقوم هذا الموقع بالهجوم الصارخ على الدين الإسلامي .. تحت زعم أن الدين الإسلامي لا يقدس العقل والعلم معا ..!!! مما يعكس جهل المشرفين على هذا الموقع بالدين الإسلامي ..!!! بل ويتهكم الموقع ـ إلى أبعد الحدود ـ على مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن المجيد ..!!! وكان التوقع من المشرفين على هذا الموقع ، إذا كانوا يتسموا بالعقل والعلم والموضوعية في الخطاب ، أن يدرسوا الدين الإسلامي قبل التورط في الهجوم عليه . ومن المؤكد ، بعد قيامهم بهذه الدراسة ، سوف يتنهوا إلى القول : " بأن الدين الإسلامي هو المدخل نحو عالم يقدس العقل والعلم .. ومكارم الأخلاق معا " .. وبهذا يصبح الإسلام هو المدخل الوحيد نحو الإيمان العاقل وليس إلى الإلحاد .. ولكن جهل المشرفين على الموقع بالدين الإسلامي والعلم معا .. هو الذي دفعهم إلى الإلحاد .. والقول بعكس هذا ..!!! وبكل أسف أن جميع ما جاء في موقع : " شبكة الملحدين العرب " ، وفي المواقع المماثلة ، هو حكم مسبق على الدين الإسلامي بدون علم ، ولا يتسم حكمهم بالحياد والموضوعية .. حيث لا يعتمدوا إلى دراسة متكاملة ومحايدة عن الدين الإسلامي تبين صدق دعواهم ، بل يأتي دائما الحكم بجهل غريب عن الدين الإسلامي . والمشاهد من خطابهم أنهم يقومون بتصدير مشاكل الديانتين اليهودية والمسيحية مع العقل والعلم ( كما سنرى ذلك في الفقرة التالية ) إلى الدين الإسلامي .. حيث لا علاقة للإسلام بهذه المشاكل . ولهذا يقومون بإقحام هذه المشاكل في الدين الإسلامي بعيدا تماما عن النص القرآني والسنة الصحيحة ..!!! ويمكن إيجاز السمات المشتركة في كل كتابات هؤلاء الملحدين ومن ماثلهم .. في الآتي : أولا : غياب معنى الغايات من الخلق تماما في كل كتاباتهم ، بمعنى الجهل بوجود غايات من خلق الإنسان .. كأحد أنواع الخلائق ( المكلفة ) لدى الخالق العظيم .. سبحانه وتعالى .. ثانيا : الجهل بوجود الفطرة أو الغريزة الدينية بمعناها الشامل ، والتي تشمل : الدوافع الذاتية لممارسة العبادة / الإدراك الفطري بوجود الله ( جل وعلا ) / إدراك الأبدية ، بمعنى إدراك استمرارية حياة الإنسان / الخوف من الموت ، والتي تعني الاعتقاد الضمني باستمرارية الحياة فيما بعد الموت / .. إلى آخره . وسنعود لتفاصيل هذه المعاني في بحوث لاحقة إن شاء الله . ثالثا : الاحتجاج على صفات الذات الإلهية ، ورغبتهم في تعريف هذه الصفات من منظورهم الشخصي .. متناسين بذلك تماما الغايات من الخلق ..!!! وهم بهذا السلوك يكونوا كالموظف الصغير الذي يعمل في إحدى الشركات العملاقة التي تضم ملايين العاملين ، ويتمرد هذا الموظف الصغير على قوانين الشركة ، بحكم قصور فكره .. وجهله بسياسة صاحب الشركة ، بل ويرغب في تغيير سياستها وأهدافها لمجرد أنها لا تتفق وهواه الشخصي ..!!! لهذا ينبه المولى ( جل وعلا ) رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. وكل من يسلك طريق الدعوة بقوله تعالى .. فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) ( القرآن المجيد : القصص {28} : 50 ) ولهذا يصف المولى ( جل وعلا ) مثل هؤلاء القوم ـ أي من يتخذ إلهه هواه ـ بأنهم أضل من الماشية .. كما جاء في قوله تعالى .. أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 43 - 44 ) وكما نرى .. فقد ربط الإيمان ـ في هذه الآية الكريمة ـ بالسمع ثم العقل والتعقل .. ورفضهم لهذا المعنى يدرجهم في مصاف الماشية التي لا عقل لها ..!!! رابعا : رفض الحوار على الإطلاق .. والهروب من المواجهة .. لعلمهم ـ يقينا ـ بضعف الحجة لديهم .. وغالبا ما يكونوا جهلة تما ما بالمعنى العريض للكلمة .. فكل حججهم واهية .. وغالبا ما تكون تافهة وسطحية إلى درجة تدعوا للدهشة وتعكس ثقافة بسيطة وضحلة للغاية . وأذكر على سبيل المثال ؛ أحد ( كُتَّاب !!! ) هذه المواقع : كريم عامر ( واسمه الحقيقي : عبد الكريم نبيل سليمان ) .. هو عبارة عن طالب فاشل باعترافه ..!!! طالب فشل في دراسته .. وتم رفده من كلية العلوم بعد السنة الأولى من دراسته في قسم البيولوجي ..!!! من مواليد سنة 1984 م ، أي أن عمره الآن ( سنة 2007 ) حوالي 23 سنة . ولا أدري أي علم يمكن أن يتوقع من كتابات هذا الشاب المراهق الجاهل ..!!! ولكن تلقفته هذه المواقع .. لا لشيء سوى أنه شن هجوماً بشعاً على الإسلام والمسلمين ونبى الإسلام .. فى مقالته " حقيقة الإسلام " حيث لم يدع أى صفة وضيعة إلا ولصقها بالمسلمين .. فهو يقول عنهم : [ بأنهم في قمة الهمجية والوحشية واللصوصية واللاإنسانية .. فلا تحكمهم أية معايير أخلاقية فى تعاملهم مع الغير .. فهم حشرات سامة .. وهم الرعاع وأياديهم قذرة نجسة .. وسلوكياتهم فى غاية الوقاحة والإجرام والبشاعة ـ على الرغم من انتمائه لهم ـ .. فهم أصبحوا وبالاً على الإنسانية وأصبح وجودهم يهدد المجتمع الإنساني ويزعزع استقراره .. وأن أفعالهم لم تخرج قيد أنملة عن التعاليم الإسلامية فى صورتها الأصلية ..!!! ] وبهذه المقالة أصبح هذا الـ " كريم عامر " مراسلا ـ أيضا ـ لموقع " الأقباط المتحدون " ..!!! فهذه هي نوعية كُتَّاب الملحدين .. وطبيعة كتاباتهم ..!!! ويوجد مثال آخر ؛ يتبناه الموقع الخاص بكتب الإلحاد ومنها كتاب : " نقد الفكر الديني " ، للدكتور صادق جلال العظم . وهو كتاب يتنقل من جهل إلى جهل آخر برشاقة غريبة ، ولا يكاد يخلوا سطرا واحدا ـ من هذا الكتاب ـ بدون خطأ فادح ، حتى أن نقد الكتاب يستلزم إعادة كتابة الكتاب مرة أخرى ونقده سطرا بسطر ..!!! ومن مظاهر تخبط هذا الكاتب ، نجده يرفض الفكر العلمي في الدين الإسلامي ، وعندما يسوق الأدلة على ذلك يضرب المثل بعلاقة العلم بالديانة المسيحية .. وليس بعلاقة العلم بالدين الإسلامي ..!!! وحكمه في هذا التناول هو حكم من ذهبت الخمر بعقله ..!!! فالكاتب ـ في عرضه ـ لا يفرق بين الديانة المسيحية .. والدين الإسلامي .. مما يعكس جهله الفاضح بالدين بالإسلامي .. وربما جهله الواضح بالديانتين معا ..!!! وسنعود لنقد هذه المعاني بتفصيل في كتابات تالية متخصصة ( إن شاء الله ) .. لنبين مدى تخبط هؤلاء القوم وضياعهم العلمي والفكري .. بل والعقلي أيضا .. أما ـ الآن ـ فسنكتفي بعرض موقف المسيحية من العلم في إيجاز شديد .. • موقف المسيحية من العقل والعلم .. والآن ما هو موقف المسيحية من العقل والعلم ..؟!!! في الواقع ؛ إذا أخذنا في الاعتبار الخرافات والوثنيات الفكرية الواردة في الكتاب المقدس [ يمكن مراجعة الردين السابقين ] ؛ فلابد وأن يكون موقف " الكتاب المقدس " أو الديانة المسيحية من العلم والعلماء .. هو دعوة صريحة لإلغاء العقل والعلم واعتناق الجهل والترويج له .. كما ولابد وأن تكون الحكمة ـ من منظور الكتاب المقدس ـ هي فى الجهل واللاعقل أيضا ، كما يقول بهذا بولس الرسول ( أو بمعنى أدق : بولس الحواري ) مؤسس الديانة المسيحية : [ (18) .. إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم فى هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 18 ) هكذا صراحة : الحكمة فى الجهل ..!!! كما يقول النص بهذا . وليس هذا فحسب ، فحكمة هذا العالم هى جهالة عند الله ، كما ينبغي أن يؤخذ الحكماء بمكرهم : [ (19) لأن حكمة هذا العالم هى جهالة عند الله ( is foolishness with God ) لأنه مكتوب أخذ الحكماء بمكرهم ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 19 ) فكما نرى ؛ إن حكمة هذا العالم هى حماقة ( أو غباء ) عند " إله المسيحية " .. كما هو واضح من النص الإنجليزي ( نسخة الملك جيمس ) ..!!! وبديهي ؛ نسيَ " إله المسيحية " أنه هو خالق هذه الحكمة وواضعها في الإنسان ..!!! و يقرر " إله المسيحية " ـ كذلك ـ فى النص السابق بأن الحكماء هم قوم ماكرون لا يؤمن جانبهم ، لذلك ينبغي أخذهم بمكرهم ..!! . وليس هذا فحسب بل يقرر الكتاب المقدس ـ أيضا ـ بأن أفكار الحكماء باطلة على نحو عام ، كما يقول : [ (20) وأيضا الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {3} : 20 ) ومن هذا المنظور ، بديهي ، لا يقع اختيار الإله إلا على الجهلة أيضا من البشر ..!!! [ (27) بل اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء ... ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {1} : 27 ) هكذا بمنتهى الصراحة ، يختار " الله " الجهلاء ليخزي الحكماء .. والقيام بالتبليغ عنه ..!!! فإله المسيحية ـ كما نرى ـ ثار ثورة عارمة على الحكماء .. وعلى كل من يفهم ..!!! بل ويختار طريق المعرفة إليه بالحماقة .. وحماقة المبشرين .. كما صرح بهذا إلى بولس الرسول .. [ (19) لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء (20) أين الحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يُجَهّل الله حكمة هذا العالم (21) لأنه إذ كان العالم فى حكمةِ اللهِ لم يَعْرفِ اللهَ بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة : by the foolishness of preaching ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس {1} : 19 ) وكما نرى من هذا النص ؛ أن " إله المسيحية " سيبيد حكمة الحكماء ، كما يرفض فهم الفهماء . كما وإنه استحسن تخليص المؤمنين بجهالة الكرازة ( أى بجهالة التبشير ) ، وهو ما يعنى جهل الوعاظ والمبشرين . ويأتي هذا المعنى فى الكتاب المقدس ، نسخة الملك جيمس بمعنى : بحماقة التبشير ( by the foolishness of preaching ) ، أى بحماقة الوعاظ والمبشرين كما هو مبين باللغة الإنجليزية المناظرة عن الكتاب المقدس نسخة الملك جيمس . والمتأمل فى هذه النصوص يستطيع أن يرى بوضوح أن ثورة " إله المسيحية " على الحكماء ـ كما يقرر هذا بولس الرسول كاتب هذه الرسالات ـ هو نتيجة عدم قبول الحكماء لمثل هذا الدين وما يأتي به من خرافات ، ولهذا يقع اختيار " الإله " على الجهلاء فقط ، لأنهم الفئة الوحيدة التي يمكن أن تقبل بمثل هذه الخرافات والوثنيات الفكرية فى الدين . وهكذا ؛ نرى الندّية فى هذه النصوص بين " إله المسيحية " وبين الحكماء ..!!! وبديهي ؛ لا يمكن أن يأتي فكر الندّية من " الفكر الإلهي المطلق " ، لأنه هو مصدر الحكمة وخالقها ، وليس هذا فحسب ، بل " هو " خالق الإنسان ذاته وحكمته . وفي المقابل تمثل الحكمة فى الفكر الإسلامي .. ذروة سنام الخير للبشرية ، كما جاء فى قوله تعالى : يُؤتى الحِكمَـةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الـحِكْمَةَ فقد أوتـِىَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أولوا الألبابِ (269) ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 269 ) و " أولوا الألباب " : هم ذووا الفكر العالي أو الفكر المتقدم . وكلنا يعلم أن " الحكمة " هى : " أمثل أو أفضل قرار أو حكم : Optimum Decision or Judgment " المبنى على العلم والخبرة . ومن الأمور البديهية نجد أن فكر الندية لا يأتي إلا من فكر بشرى منافس ، هو ـ فى الواقع ـ فكر بولس الرسول كاتب هذه النصوص .. وهو الذي كان يعترف بغبائه صراحة .. كما جاء هذا في نصه المقدس التالي ..!!! [ (11) قد صرت غبيا وأنا افتخر . أنتم ألزمتموني لأنه كان ينبغي أن أُمدح منكم إذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وإن كنت لست شيئا . ] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 ) وربما الترجمة الحديثة لهذا النص أكثر وضوحا وتعبيرا عن معنى غبائه .. [ (11) ها قد صرت غبيا ! ولكن أنتم أجبرتموني ! فقد كان يجب أن تمدحوني أنتم ، لأني لست متخلفا في شيء عن أولئك الرسل المتفوقين ، وإن كنت لا شيء ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 ) فكما نرى ؛ أن بولس يعترف بغبائه صراحة .. ومع ذلك يحـاول كسب إطـراء ومديح الناس [ .. فقد كان يجب أن تمدحوني .. ] . وليس هذا فحسب .. بل يتكلم بولس أحيانا كمختل العقل عندما يحاول أن يبين أنه أهم وأفضل خدام المسيح .. لأنه احتمل الكثير .. [ (22) أهم عبرانيون فأنا أيضا . أهم إسرائيليون فأنا أيضا . أهم نسل إبراهيم فأنا أيضا (23) أهم خدام المسيح . أقول كمختل العقل . فأنا أفضل . في الأتعاب أكثر . في الضربات أوفر . في السجون أكثر . في الميتات مرارا كثيرة .] ( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 23 ) ولا يصح القول أن بولس اضطر إلى أن يقول هذا لأن الناس تشككت في رسالته كما يقول بهذا البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) ..!!! ففي جميع الأحـوال لا يصح للرسول أن يتكلم كمختل العقل .. فكيف تثق الناس في من يتكلم كمختل العقل ..؟!!! ولا يقتصر رفض الديانة المسيحية ( العهدين معا ) للعقل والعلم معا .. بل يتفق منظور العهد القديم ( الديانة اليهودية ) مع ما ورد ذكره في العهد الجديد أيضا . فأعمال الحكماء ( من منظور الديانة اليهودية ) تتساوى فى القدر مع أعمال المخادعين وحماقات العرافين . وبذلك يصنف الكتاب المقدس ـ أو إله المسيحية واليهودية معا ـ الحكماء .. بأنهم فى نفس مستوى المخادعين والعرافين ، ولذلك فهو يرجع الحكماء بحكمتهم إلى الوراء ، ويجهل معرفتهم .. [ (25) مبطل آيـات المخادعين ومحمق العرافين . مرجع الحكماء إلى الوراء ومجهل معرفتهم ] ( الكتاب المقدس : إشعياء {44} : 25 ) وبعد هذه العجالة شديدة الإيجاز عن العلم والحكمة والحكماء فى الكتاب المقدس ، فإننا نؤكد على أن المبرر الوحيد لقبول الكنيسة لكل هذه الخرافات والأساطير وجعلها جزئية من إيمانها بالدين .. لا تخرج عن ما سبق ذكره في الكتاب الأول من سلسلة ( حوار الأديان أمام القضاء العالمي ) . وننتهي من هذه العجالة إلى أن : الجهل هو أساس الإيمان المسيحي واليهودي معا ..!!! وربما كان الدافع الأساسي وراء الاعتقاد في الجهل في الديانة المسيحية .. هو أن " إله المسيحية " ـ نفسه ـ عبارة عن " خروف مذبوح له سبعة قرون .. " كما جاء ذلك على لسان القديس يوحنا الرائي .. في الكتاب المقدس ..!!! [ (5) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ] ( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6 ) وليس في هذا تجني أو اذدراء .. بل هي نصوص قطعية تفصح عن نفسها كما رأينا .. ولمزيد من التفاصيل يمكن للقارئ الرجوع إلى سلسلة الكاتب : " حوار الأديان أمام القضاء العالمي " . • وأخيرا موقف اليهودية من العقل والعلم .. وفي إيجاز شديد ننتقل الآن إلى الفكر اليهودي عن العلم .. ولكن سنطرح القضية بطريقة مخالفة قليلا ، حيث سنعرض لأساطير " الإله " ـ البعيدة كل البعد عن العقل والعلم ـ كما يأتي بها التلمود . والتلمود هو الكتاب الأهم بين الكتب اليهودية . وهو مستودع التراث اليهودي كله سواء التاريخي أو الجغرافي أو السياسي أو الأدبي . ويحتوي التلمود على " التوراة " وهي أسفار موسى الخمسة من الكتاب المقدس .. وهو القسم الرئيسي أو القسم التأسيسي للتلمود ، ثم يأتي بعد ذلك : " المشناة : Mishnah " وهي تعليق على التوراة وشرح لها . ومن بعد المشناة تأتي : " الجمارا : Gemarah " وهي هوامش وتعليقات على المشناة . ثم ظهر بعد ذلك شروحات وتعليقات وأطروحات صغيرة سميت : " توسيفوث : Tosephoth " ضمت إليه . وينقسم التلمود بشكل عام إلى ستة أجزاء تتناول جميع نـواحي الحيـاة اليهوديـة من القضايـا الخطيرة .. إلى التسلية والترفيه . ويضم التلمود بين دفتيه التراث اليهودي كله . ويقدم لنا " التلمود " رؤية أسطورية في غاية من الغرابة عن الإله .. نذكر منها ما يلي : أولا : ورد في التلمود أن الإله يقضي ساعات النهار الإثنى عشر على النحو التالي : 1. الساعات الثلاث الأولى : يطالع فيها الإله الشريعة . وكما هو معروف أن الشريعة هي توراة موسى التي أنزلها الإله على موسى من قبل . وبهذا المعنى فإن الإله يدرس ما سبق وأن أرسله من قبل ..!!! 2. الساعات الثلاث الثانية : يحكم الإله فيها البشرية . 3. الساعات الثلاث الثالثة : يطعم الإله العالم . 4. الساعات الثلاث الرابعة : يجلس الإله ليلعب مع الحوت ملك الأسماك ..!!! ويعلق الحاخام : " مناحم " قائلا أن الله لا شغل له خلال الليل سوى تعلم التلمود مع الملائكة وأسمودية ( ملك الشياطين ) وذلك في مدرسة السماء .. حيث يصعد إليها ( أسمودية ) كل ليلة للدراسة .. ثم يهبط بعد الدراسة إلى الأرض في الصباح ( ليضل البشر ) ..!!! ثانيا : ندم الإله كثيرا على سماحه بخراب أورشليم واحتراق الهيكل .. فصار يبكي ويزأر طوال الليل ( بديهي الليل الأرضي ) مثل الأسد ..!!! وصار من وقتها يشغل فقط أربع سماوات ( وهو ما يعنى انطواء الإله على نفسه ) بعد أن كان يشغل كل مساحة السماوات والأرض في جميع الأزمان . ثالثا : ندم ـ الإله ـ على تركه اليهود في حالة تعاسة .. حتى أنه يلطم ويبكي كل يوم .. فتسقط من عينيه دمعتان في البحر ، فيسمع دويهما من أقصى الدنيا إلى أقصاها .. فتضطرب المياه وترتجف الأرض فتحصل الزلازل ( وهو ما يعني تفسير الظواهر الطبيعية بالأسطورة والخرافة ) ..!!! رابعا : ندم ـ الإله ـ على أنه غضب على بني إسرائيل وحرمهم من الأبدية . ولكنه لم ينفذ قسمه الذي أقسمه لأنه شعر أنه قسم خاطئ . خامسا : سمع أحد العقلاء من اليهود .. أن الله يطلب من يحله من اليمين الخاطئة التي حلفها فلم يحله من هذا اليمين .. فاعتبر الحاخامات ـ ذلك الرجل ـ ****ا لأنه لم يحل الله . ومن ثم فقد وضع الحاخامات : " ملكا " بين السماء والأرض يدعى : " مي " ليحلل الله من كل يمين ونذر عند اللزوم .. عندما يخطيء ويتراجع عن قسمه ..!!! سادسا : عندما يسمع الله مديح أولاده له ، يطرق برأسه متأسفا وهو يقول : ما أسعد الملك الذي يمتدح ويبجل وهو مستحق لذلك . ولكن لا يستحق شيئا من المدح .. الآب الذي يترك أولاده في الشقاء . سابعا : عاتب القمر الله لأنه خلقه أصغر من الشمس .. فاعترف الله بخطئه وطلب من الناس أن يقدموا عنه ( أي عن الله ) ذبيحة تكفير . ثامنا : ويقول التلمود أيضا .. أن الله هو الذي وضع في البشر الطبيعة الفاسدة .. لذلك فهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر عنهم .. مثل خطية داود مع امرأة أوريا الحثي [35] ..!! والآن ؛ بعد استعراضنا لهذه الأساطير غير الواعية والخرافات .. الإله يلعب ويلهو مع الحوت .. يبكي ويولول .. يدرس مع الشيطان ما يكتبه اليهود من أساطير ..!!! فهل يمكن أن يكون في اليهودية عقلا أو علما ( ومن هذا المنظور لا يقبل رجال الدين اليهودي ـ وكذلك رجال الدين المسيحي ـ حوارا حول هذه المعاني ..!!! ) • الخاتمة .. وننتهي من هذا البحث أن الإسلام العظيم قد رفع من شأن العلم والعلماء بشكل غير مسبوق أو ملحوق في التاريخ الإنساني ، كما رفع من قدر العقل وجعله دليل الإيمان والتكليف والمسئولية الإنسانية حتى يصبح الإنسان هو المسئول عن قدره وتحديد مكانه في بانوراما الوجود ، بينما نجد في المقابل أن الجهل والتغييب العقلي .. والأسطورة غير الواعية والخرافة هي السمة الأساسية لكل من الديانة المسيحية والديانة اليهودية معا ..!!! أما لماذا إيمان الشعوب بها .. فهذا ما سوف نعرض له ـ في بحث آخر إن شاء الله تعالى ـ لنظريتي الإحلال والاحتواء .. التي تشرح أسباب اعتقاد البشرية في الديانات الوثنية والخرافية معا ..!!! وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (109) ( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 109 ) وللحديث بقية .. إن شاء الله تعالى ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 09:47 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
محمد الحسيني إسماعيل الجزء الرابع : الإرهاب والإبادة البشرية بين الديانتين ( المسيحية واليهودية ) من جهة ؛ وبين ( الإسلام ) من جهة أخرى في إطار الهجمة الإعلامية الشرسة ، أصبح إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي وبالشعوب الإسلامية من الأمور المسلم بها في الوقت الحاضر ، كما أصبح الرد على هذه التهم وعرض الحقيقة ، في ظل التعتيم الإعلامي العميل والخائن ، من أصعب الأمور كافة . وفي هذا الجزء الرابع ـ أو بمعنى أدق في هذا البحث ـ سوف أعرض للإرهاب وأبين أن مصدره الحقيقي هو : الديانتان اليهودية والمسيحية معا .. ولا صلة للدين الإسلامي به على الإطلاق كما سنبرهن على ذلك ببراهين قاطعة . ونظرا لطول هذا البحث إلى حد ما .. فسوف أوجز محاوره الأساسية في البنود التالية :
ولتوضيح البند الرابع نظرا لغرابته بالنسبة لكثير من القراء .. لكثرة ما أورده المغرضين من نصوص تحث على الإرهاب ـ من منظورهم الشخصي ـ في القرآن العظيم سوف أقوم بتوضيح هذه المعاني في الفقرة التالية ، كما سأقوم بتوضيح كيفية الافتراء على الإسلام بعدم صلاحيته لإنشاء الدولة المثالية المعاصرة .. · محاور الهجوم على الدين الإسلامي .. أولا : فيما يتعلق باتهام الإسلام بالإرهاب : وفي هذا البحث سوف نرى معا بالعين المجردة .. وبدون مجهود يذكر .. بأنه لا يوجد نصوص إرهابية على الإطلاق في القرآن العظيم على أي نحو ولكي تلصق هذه الفئات الضالة الإرهاب بالإسلام العظيم تقوم بعمل الآتي ..
فهذا هو ما يفعلوه بالضبط ..!!! ثانيا : يقومون بالطعن في الدين الإسلامي ، وبأنه دين لا يصلح لتأسيس الدولة العصرية المثالية الحديثة .. على الرغم من أن الإسلام لم يأت إلا بالنظام الديموقراطي الليبرالي بالمعنى المثالي . أي حكم الشعب بالشعب بالمعنى المثالي ولغاية أسمى من الوجود الأرضي .. حتى يمكن للإنسان تحقيق الغايات من خلقه .. ونيله السعادة الأبدية المنشودة والخلاص المأمول ( أنظر مرجع الكاتب السابق : السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر ) . ولكي تُشوّه هذه الفئات الضالة هذه المعاني العظيمة .. وتلصق الفشل بالدين الإسلامي في إنشاء الدولة المثالية المعاصرة يقومون بعمل الآتي ..
ثالثا :وماذا يوجد لديهم في المقابل ..؟!!! أي وماذا يوجد في الديانتين اليهودية والمسيحية واللذان يجمعهما كتاب مقدس واحد ..؟!!! فإننا نجد أن هذا الكتاب المقدس يموج ( .. ويموج .. ويموج .. ويموج .. أود أن أكررها آلاف المرات ) بنصوص الإرهاب ..!!! بل وجعل هذا الكتاب ـ المُقدّس ـ الإبادة البشرية ، بوجه عام .. وإبادة شعوب العالم الإسلامي بوجه خاص ، هي الشعيرة الأساسية في هذه العقائد ..!!! وهذا ما يريده أهل الكتاب ( المسيحية واليهودية ) تحقيقه بالضبط :
ففي الحقيقة ؛ أن صدام الحضارات .. هو عقيدة الغرب " الصهيو/ مسيحية " الموغلة في الخرافة والأسطورة ..!!! فصدام الحضارات هو فكر الغرب الذي يفرضه على العالم الإسلامي .. وعلى الشعوب الإسلامية التي تعيش تحت وطأة أنظمة حكم خائنة .. بكل ما في الكلمة من معنى ..!!! أنظمة حكم خائنة لوجودها ومصيرها ولشعوبها أيضا .. وغير مدركة أنها أول من يُباد ..!!! فعمر الشعوب أطول كثيرا من عمر الأنظمة الحاكمة .. والتاريخ خير شاهد ..!!! إن المؤامرة " الصهيو/ مسيحية " هي حقيقة واضحة المعالم لا لبس فيها ولا غموض ـ كما سنرى ـ وهي مفروضة على العالم الإسلامي بشكل نهائي وقطعي ..!!! فجميع عناصر هذه المؤامرة هي حقائق دينية " يهودية/ مسيحية " .. ومعنى عدول الغرب عن التصديق والإيمان بهذة ـ أي بهذه الخرافات والأساطير ـ لا يعني سوى كفر الغرب بعقيدته الدينية نفسها ..!!! وأنا أصرخ ـ من على هذا المنبر ـ في شعوب الأرض قاطبة وبالذات الشعوب العربية والإسلامية وأنظمتها الطاغوتية الحاكمة ، وأود أن أصمها بأقذع الألفاظ والصفات ..!!! لأنها ترفض التصديق بهذه المؤامرة على الرغم من وجود البراهين الدامغة على وجودها ..!!! وسوف نرى جانب من هذه البراهين في هذا البحث .. وأن على البشرية أن تتنبه إلى هذه الحقائق .. وأن تتكاتف لإنقاذ نفسها أولا وأخيرا .. فانتهاء الإسلام لا يعني سوى الانتهاء الوجوبي للبشرية ..!!! فليس هناك حكمة في بقاء المصنع بعد أن أصبح كل إنتاجه تالفا ..!!! ولابد أن يتنبه الغرب المسيحي ( واليهودي معه ) بأنه هو الخاسر الوحيد لوجوده ومصيره .. بشرط أن نأخذ نحن المسلمين ـ على الأقل ـ فرادى وجماعات بأسباب البلاغ الإلهي .. حتى يصدق علينا قوله تعالى .. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .. (143) ( القرآن المجيد ـ البقرة {2} : 143 ) فلابد أن تتنبه البشرية بأسرها بأنه لن يكون هناك رابح وخاسر .. فجميعنا سوف نخسر وجودنا ومصيرنا ..!!! فجميعنا نتقاسم الوجود على هذا الكوكب المحدود ..!!! ووجودنا ليس صدفة كونية أو لهو إلهي .. بل هو وجود له غاياته المحددة والواضحة وعلينا تحقيق هذه الغايات . وأخيرا لابد من ذكر ؛ أن الثقة في النماذج الرياضية .. وإدراكنا لمعاني " البرهان الرياضي / الفيزيائي " معا .. والأمل المعقود على العقل البشري والذي أهلنا به المولى ( جل وعلا ) أصبحت جميعها الحقائق الباقية التي نعتمد عليها في أن تقود الإنسان إلى الحقيقة المطلقة والتي يتحتم على الإنسان إدراكها قبل مغادرته لهذا العالم .. كأساس للغايات من خلقه .. وعليه تحقيق هذه الغايات .. فالموت هو كتاب الإنسان وقدره وملحمته ..!!! وإلا فلن يبقى لنا ـ نحن البشرية العاجزة وذلك الإنسان المتهاوي ـ سوى أشباح الماضي التي تحوم فوق رؤوسنا جميعا .. لتتعانق معنا جميعا ثم تغيب بنا .. في أفق الجحيم .. وليس في أفق العدم كما يود أن يعتقد في هذا .. الشعوب المسيحية واليهودية معا ..!!! ولم يبق سوى أن أردد ما قاله مؤمن آل فرعون .. في القرآن العظيم .. فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) ( القرآن المجيد ـ غافر {40} : 44 ) ودعنا نبدأ القصة من أولها .. · كلمات الآخر باتهام العقيدة والشعوب الإسلامية بالإرهاب .. تقول وفاء سلطان في مقالها ( محمد واللسان الداشر ـ4 ) .. [ عندما وافق العالم على قيام دولة اسرائيل كان يعي ما يفعل . لم يوافق على هذا الأمر من منطلق إيمانه بحقّ اليهود في فلسطين وحسب ، بقدر ايمانه بضرورة خلق نوع من التوازن في منطقة تنشر الإرهاب وتنجب الإرهابيين .. .. الغرب يعي تماما الخطورة التي يشكّلها الإسلام على حضارته ووجوده .. .. ] وتضيف قائلة .. [ .. وجود اسرائيل في المنطقة يكبح جماح الإرهاب الإسلامي ويعدّل من حدّته ، هذا الإرهاب الذي ولد قبل اسرائيل وسيظل حتى لو وافق الغرب على زوال اسرائيل ! ] وتقول الدكتورة في مقالها : ( ويل لأمّة يتمشيخ طبيبها و ـ يتدكتر ـ شيخها !!! ) .. [ .. أرجوكم اعقلوا ألسنتكم الداشرة قبل أن تتكلموا ! أنا لا أربط العنف بالمسلمين ، بل أربط الإرهاب بالإسلام ! .. .. العنف موجود في كلّ زمان ومكان ، لكنّ الإسلام عقيدة إرهابية . والمسلمون بشر ككلّ البشر، لكنّهم وقعوا ضحيّة تلك العقيدة ( الإرهابية ) ! ] وهكذا ؛ ربطت ـ دكتورة علم النفس ـ الإرهاب بالإسلام .. وقالت إن " الإسلام عقيدة إرهابية " .. وكان دليلها على ذلك ، كما ورد في حوارها في الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة في 21 فبراير 2006 ، هو قولها .. [ عندما تقرأ على طفل لم يتجاوز بعد سنوات عمره الأولى الآية التي تقول { أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ } بغض النظر عن تفسير تلك الآية وبغض النظر عن أسباب نزولها والزمن الذي نزلت فيه ، تكون قد خطوت الخطوة الأولى في طريق صناعة إرهابي كبير ، أي عدالة في السماء تقر بهذا العقاب ؟ أي عدالة في السماء تقر بهذا الإرهاب ؟ ] وهكذا ؛ ساقت دكتورة علم النفس ـ ست كلمات فقط مقطوعة عن سياق معناها الكلي والجزئي في القرآن المجيد .. لكي تدين بها أمة كاملة بالإرهاب ..!!! وتشفق على المسلمين في أنهم أصبحوا أرهابيين لسقطوهم ضحية لهذه العقيدة الإرهابية ..!!! ست كلمات فقط ساقتها دكتورة ـ علم النفس ـ مقطوعة عن سياقها في القرآن العظيم .. لكي تدين بها أمة الإسلام بالكامل بالإرهاب لتعطي الغرب ـ اللا أخلاقي ـ الشرعية والحق ( بشهادة أهلها ) في إبادة الأمة الإسلامية ( الإرهابية ) ..!!! فهل هذا عدل ..؟!!! أليس في هذا ظلم بيّن .. يا دكتورة علم النفس ..؟!!! أليس هذا هو الإرهاب بعينه الذي تمارسيه مع المسلمين .. باستعداء الآخر عليه بدون وجه حق ..؟!!! وهذا هو دأبها في أسلوب هجومها على الإسلام والذي لا تعرف عنه إلا الاسم .. وتدعي أنها كانت أحد أفراده ..!!! · فكر الإبادة ـ على وجه مطلق ـ في الكتاب المقدس .. بداية لابد من أن أفصل بين وجود فكر الإبادة ـ بوجه عام ـ في الكتاب المقدس ، وبين إبادة العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود ـ بصفة خاصة ـ والتي تمثل الشعيرة الأساسية في الديانتين اليهودية والمسيحية معا ..!!! وفي هذه الفقرة سوف أقصر العرض على فكر الإبادة البشرية ـ بصفة عامة ـ كشريعة دينية محمودة ومعمول بها في الكتاب المقدس . أما إبادة العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود فسيأتي في مقالة مستقلة في الجزء الثاني من هذا الرد . وقبل أن أبدأ بقانون الحرب في الكتاب المقدس ونصوص الإرهاب ، أود أن أشير أولا ـ كما سبق وأن بينت في مقالات سابقة ـ أن بولس الرسول ( مؤسس المسيحية ) قد حرر العالم المسيحي من جميع الأخلاق والقيم ، بل ولعن كل من يعمل بالشريعة ـ أي بمكارم الأخلاق ـ كما لعن الإله نفسه ، على النحو الذي رأيناه في المقالات السابقة ( الرد الأول والثاني ) . ولما كان الكتاب المقدس يموج بنصوص الإرهاب والقتل والإبادة ، لهذا أضحت كل الموبقات حلالا من منظور الديانتين اليهودية والمسيحية .. ولهذا استباح العالم اليهودي /المسيحي دماء العالم الإسلامي .. ومعها دماء العالم الثالث أيضا .. وأصبحت الدارونية الاجتماعية هي الفكر السائد الآن .. وأصبح الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان بفضل تعاليم الكتاب المقدس؛ وهكذا أصبح العالم اليهودي /المسيحي هو مصدر الإرهاب على سطح هذا الكوكب .. كوكب الأرض ..!!! وكالعادة لن أترك هذه الأمور لذكاء دكتورة علم النفس ـ فقد برهنت على قصوره في كل ما كتبت ـ كما لن أترك القاريء نهبا للظنون .. بل سأسوق بعض الأمثلة السريعة من الكتاب المقدس مباشرة .. وإن كان هذا العرض يحتاج إلى مجلدات كاملة وليس إلى كتب .. ولكني سأوجز بشكل شديد .. ونبدأ ـ أولا ـ بدستور الحرب الذي يجب أن يتبعه شعوب الإيمان به ، اليهودي والمسيحيي على حد سواء ، ويأتي هذا الدستور في الكتاب المقدس على النحو التالي .. [ (10) حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح (11) فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك (12) وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها (13) وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف (14) وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك (15) هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا (16) وأما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما ] ( الكتاب المقدس : تثنية { 20 } : 10 - 16 ) فكما نرى ؛ أن إعلان الحرب في هذه النصوص هو موضوع اختياري .. [ حين تقرب من مدينة لكي تحاربها .. ] أي لا قيود ولا ضوابط سوى الرغبة في القيام بالحرب . وكما نرى فهي نصوص قاتلة وفي منتهى الوحشية ..!!! نصوص تدعو الشعب اليهودي ( ومعه شعب مسيحية المحبة المؤمن بهذا التراث أيضا ) لذبح .. وقتل .. واستعباد .. ونهب ممتلكات الغير .. لا لسبب إلا الرغبة في ذلك ..!!! ويؤيد التفسير التطبيقي للكتاب المقدس طبعة 1998 م ( والرأي الرسمي للكنائس بصفة عامة ) هذا المنظور تماما .. بل ويعطي بني إسرائيل الحق في الأخذ به .. حيث يقول في صفحة ( 392 ) : عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7)[ كيف يمكن لإله رحيم أن يأمر بإهلاك كل المراكز الآهلة بالسكان ؟ لقد فعل ذلك لحماية بني إسرائيل من عبادة الأوثان ، التي كانت ولا بد ، ستجلب الخراب عليهم . ] ( انتهى ) وكما نرى ؛ لكي يحمي هذا الإله الرحيم ..!!! ـ بني إسرائيل من الفتنة في دينهم .. أمرهم بإبادة شعوب هذه المنطقة عن بكرة أبيهم . وأتساءل : أين قبول الآخر في هذا التفسير المسيحي ..؟!!! وأين حرية الأديان في ظل هذه المنظومة الدينية ..؟!!! وأيـن قبول التعايش السلمي مع الأديان الأخرى ..؟!!! وإذا كان هذا الإله محبة ورحيم كما يقولون .. ألم يكن من الأجدر به أن يأمر بني إسرائيل بدعوة هذه الشعوب لاعتناق الديانة اليهودية بدلا من الدعوة لإبادتهم ..!!! وإذا كان الإله رحيما كما يزعمون .. ألم يكن من الأذكى به أن يقول لشعبه .. كما يقول للمسلمين في علاقتهم مع شعوب الديانات الأخرى .. ( القرآن المجيد : الممتحنة {60} : 7 ) فهل استوعبت يا دكتورة علم النفس هذه المعاني ..!!! والسؤال الآن : هل يمكن للكنائس أن تعصي هذا الأمر الإلهي بإبادة كل من لا يتفق معها في الدين ..؟!!! بديهي .. لا ..!!! ولهذا تعاتب الكنيسة بني إسرائيل على أنهم لم يقضوا على شعوب هذه المنطقة تماما ..!!! ويأتي هذا العتاب في رأيها الرسمي .. في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس لهذا النص المقدس ( ص : 392 ) في كلماتها التالية : [ وفي الحقيقة ؛ لأن بني إسرائيل لم يقضوا تماما على هذه الشعوب الشريرة ( شعوب منطقة الشرق الأوسط ) كما أمرهم الله ، تعرضوا باستمرار لاضطهادهم ، وإلى كثير من سفك الدماء والتخريب ، أكثر مما لو كانوا أطاعوا توجيهات الله قبل كل شيء . ] ( انتهى ) وكما نرى ؛ فإن الكنيسة العربية ( متفقة في هذا مع الكنائس الأخرى ) تعـاتب بني إسرائيل ـ برقة ـ على إنهم لم يستمعوا إلى أوامر الرب القاضي بإبادة شعوب هذه المنطقة ..!!! وليس في هذا غرابة .. لأن التراث اليهودي هو نفس تراث الكنيسة .. ولهذا يأتي العهد الجديد من الكتاب المقدس ليقول لنا السيد المسيح - إله المحبة كما يدّعون ـ النص المقدس التالي .. [ (27) أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم ( فأحضروهم ) إلى هنا واذبحوهم قدامي ] ( الكتاب المقدس : إنجيل لوقا {19} : 27 ) حيث يقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( ص : 2139 ) ـ الرأي الرسمي للكنيسة ـ عن معنى هذا النص : [ إن عالمنا في حالة حرب أهلية .. فبعض الناس أمناء لله ، بينما البعض الآخر يرفضون الاعتراف بسيادته ( أي بسيادة المسيح كإله ) .. بل قد نجد بين خدام الله أناسا أقرب إلى الأعداء منهم إلى الرعايا الأمناء . وسيأتي الرب يوما ما ليضع نهاية الحرب الأهلية . وذلك حين يحطم أعداءه ويخلق أرضا جديدة . فعلى أي جانب ستقف يا ترى ؟ ] ( انتهى ) فكما نرى من منظور الفكر المسيحي ( بكل فئاتها ) أن عالمنا هو في حالة حرب أهلية بين المسيحيين ( الأبرار ) .. وبين غير المسيحيين ( أو إمبراطورية الشر : والذي يتمثل في العالم الإسلامي ) . وكما ترى الكنيسة ؛ فإنه لا سبيل إلى السلام إلا " بتوحيد " هذا العالم .. ولن يتم هذا التوحيد إلا بإكراه المخالفين على اعتناق المسيحية ـ كما حدث في أسبانيا ـ أو إبادتهم بالذبح ..!!! وبديهي ؛ تزاوج التفسير التطبيقي مع النص المقدس نفسه يفرض على الأبرار المسيحيين أن يقفوا في جانب الرب ( أي في جانب المسيح الإله ) .. والقيام بذبح المخالفين لهم والقضاء عليهم .. طالما وأن الرب نفسه قد أمرهم بهذا .. [ .. فأحضروهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ] . وبذلك يمكنهم تخليص العالم من الشر المحدق بهم على يد الشعوب الإسلامية ..!!! وليس هذا فحسب .. بل يقول السيد المسيح " إله المحبة " ـ كما يدّعون .. [ (34) لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا . ] ( الكتاب المقدس : متى : {10} : 34 ) ويؤكد هذا المعنى القديس لوقا .. عن السيد المسيح حين قال .. [ (49) جئت لألقي نارا على الأرض . فماذا أريد لو اضطرمت . ] ( الكتاب المقدس : لوقا : {12} : 49 ) فهذه هي النبوءات التي صدق فيها الكتاب المقدس وطبقها المسيحيين بإخلاص ..!!! وكما قال أحد الكتاب الغربيين .. : لم يصدق السيد المسيح في نبوءة من نبوءاته كما صدق في هذه النبوءات السابقة ..!!! وليت الأمر اقتصر على ذبح المخالفين ؛ وإشاعة الحروب ؛ وتدمير السلام على الأرض .. بل يقرر الكتاب المقدس كذلك ؛ بأن على شعب الأبرار سواء كانوا من اليهود أو المسيحيين .. أن يغسلوا أرجلهم بدماء الأشرار .. [ (10) يـَفْرحُ الأبرار حين يرون عقاب الأشرار ، ويغسلون أقدامهم بدمهم (11) فيقول الناس : " حقا إن لِلصِّدِّيقِ مُكَافأة ، وإن في الأرض إلهًا يَقضِي ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : مزمور {58} : 10 ـ11 ) وليس هذا فحسب .. بل عليهم ألا يهدءوا حتى يشربوا من دماء أعدائهم أيضا .. [ (24) هو ذا شعب يقوم كَلَبْوةً ويرتفع كأسد .لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى ] ( الكتاب المقدس : عدد {23} : 24 ) وهنا نرى أن البهجة ـ كل البهجة ـ لا تتحقق والفرح لا يتم للعالم المسيحي واليهودي معا .. إلا بغسل أرجلهم في دماء الشعوب الإسلامية الشريرة وشرب دمائهم .. لأنها الشعوب التي لا ترتضي بأن يكون المسيح إلها لها . ولهذا يقرر جون آدامز ( ثاني رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ) : [ إن الانحراف في الديانتين اليهودية والمسيحية جعلهما أكثر الديانات دموية على الإطلاق ] وعلى هذه المفاهيم يتم تنشئة الأطفال اليهود على قتل وإبادة الأغيار ..!!! والرحمة ليست سمة من سمات اليهودي أو المسيحي عند التعامل مع الآخر . ففي سفر حزقيال يقول الرب في وصيته لبني إسرائيل ( وبديهي أيضا للشعب المسيحي ) .. [ (5) .. اعبروا في المدينة ( أورشليم ) خلفه ( أي خلف القائد ) واقتلوا . لا تترأف عيونكم ولا تعفوا (6) اهلكوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء .. ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : حزقيال {9} : 5 – 6 ) أي لا رحمة .. ولا شفقة : [ اهلكوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء .. ] والتاريخ القديم والمعاصر خير شاهد ..!!! ففي تقرير لوزارة الخارجية المصرية يقول بأن عدد قتلى الأسرى المصريين في حربي 1956 و 1967 فقط ، وصل إلى ( 65 ألف ) أسير ..!!! وأن هذا الرقم قد تم الوصول إليه من خلال ( 1000 ) وثيقة و ( 400 ) شهادة حية لقادة إسرائيليين وأمريكيين وأوروبيين . وأن من أبرز الجنرالات الإسرائيليين الذين شاركوا في ذبح هذا العدد الهائل من الأسرى المصريين : الرئيس الإسرائيلي عزرا وايزمان الذي قتل عمدا قرابة العشرين ألف أسير .. وموشيه ديان ( وزير الدفاع الإسرائيلي ) الذي مثل القاسم المشترك في كل عمليات القتل .. وديفيد ليفي .. وروفائيل إتيان .. وإسحاق رابين .. وإيهود باراك الذي قتل ألفي أسير مصري في عشر دقائق ، هذا غير مذابح السفاح آرييل شارون . وفي عام 1983 بعد اجتياح القوات الإسرائيلية للجنوب اللبناني قام آرييل شارون بتنفيذ مذابح صبرا وشاتيلا ( بقتل حوالي 3500 لاجئ فلسطيني ) .. وهي المسئولية الجنائية التي ألقتها على عاتقه لجنة تقصي الحقائق الإسرائيلية .. وطُرد بسببها من الجيش .. ثم أصبح رئيسا للحكومة منذ عام 2000 وحتى يناير 2006 . والآن ؛ علينا إلقاء نظرة على التطبيق العملي لقانون الحرب ( اليهودي/ المسيحي ) ودعوة الرب لإبادة الشعوب التي تخالفهم في الدين ، كما جاء ذلك بشهادة الكتاب المقدس ..!!! فعندما دخل اليهود بقيادة يشوع بن نون : " مدينة أريحا " .. قال الكتاب المقدس .. [ (21) وحرّموا ( أي ذبحوا بغير رحمة ) كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف (22) .. (24) وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها .. (26) وحلف يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا .. ] ( الكتاب المقدس : يشوع {6} : 21 - 26 ) ... [ وقد استخدم الكتاب المقدس كلمة " حرّم " في مقابل الكلمة الإنجليزية :" smite " أو " utterly destroyed " التي يأتي ذكرها في نفس النصوص المقابلة في الكتاب المقدس ( نسخة الملك جيمس ) ، وهي تعني : " الذبح أو القتل بلا رحمة " أو " التدمير التام والكامل " . وبديهي معنى " حرّم " ( أي جعل الشيء حراما على نفسه وعلى غيره ) أبعد ما يمكن عن معنى القتل بلا رحمة والإبادة .. ولكن مترجموا الكتاب المقدس إلى اللغة العربية استخدموا هذا اللفظ للتخفيف من حدة إجرام النص ..!!! ] ... ونلاحظ هنا أن اليهود في الوقت الحالي تركوا مدينة أريحا للفلسطينيين .. لأنه كما نرى من النص السابق ملعون كل من يبنيها . وعندما دخل اليهود " مدينة عاي " .. أبادوا جميع سكانها .. [ (26) ويشوع لم يرد يد التي مدها بالمزراق حتى حرّم ( ذبح ) جميع سكان عاي (27) لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع (28) واحرق يشوع عاي وجعلها تلا أبديا خرابا إلى هذا اليوم ] ( الكتاب المقدس : يشوع {8} : 26 - 28 ) أي أن علاقة العالم اليهودي / المسيحي مع الآخر هي : الذبح ؛ والنهب وحرق كل ما هو حي .. وما يحدث للفلسطينيين الآن على يد الإسرائيليين ـ وبمباركة العالم المسيحي أجمع ـ هو خير شاهد على التطبيق الواضح لنصوص الكتاب المقدس الدموية . وحتى مدينة القدس ( أورشليم ) الذين يدعون بحقهم التاريخي فيها .. فكتـابهم المقدس يسقط هذا الحق تماما بالنص المقدس التالي .. [ (8) وحارب بنو يهوذا أورشليم ( القدس ) وأخذوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار ] ( الكتاب المقدس : القضاة {1} : 8 ) أي قام اليهود بالاستيلاء على مدينة القدس ( أورشليم ) وأحرقوها وأخذوها بحد السيف ..!!! فأي حق تاريخي لليهود في هذه المدينة وكتابهم المقدس يشهد عليهم بحرقها والاستيلاء عليها ..؟!!! أليس من العار عليكِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن تقولي .. بدون أي دراسة .. [ عندما وافق العالم على قيام دولة اسرائيل كان يعي ما يفعل . لم يوافق على هذا الأمر من منطلق إيمانه بحقّ اليهود في فلسطين وحسب ، بقدر ايمانه بضرورة خلق نوع من التوازن في منطقة تنشر الإرهاب وتنجب الإرهابيين .. .. الغرب يعي تماما الخطورة التي يشكّلها الإسلام على حضارته ووجوده .. ] أليس من العار عليك أن تقولي هذا بدون أي سند تاريخي تعولين عليه ..!!! ألا تشعرين ـ الآن ـ بالخجل من نفسك يا دكتورة علم النفس ..؟!!! وهكذا ؛ نجد أن الكتاب المقدس يموج بتعليمات الرب لبني إسرائيل .. بسلب ونهب وإبادة الآخر .. وقد نفذوا تعاليم الرب الدموية ـ في الماضي كما في الحاضر ـ ولم يهملوا منها شيئا ..!!! [ (14) وكل غنيمة تلك المدن نهبها بنو إسرائيل لأنفسهم . وأما الرجال فضربوهم جميعا بحد السيف حتى أبادوهم . لم يبقوا نسمة (15) كما أمر الرب موسى عبده .. هكذا أمر موسى يشوع وهكذا فعل يشوع . لم يهمل شيئا من كل ما أمر به الرب موسى ] ( الكتاب المقدس : يشوع {11} : 14 - 15 ) هكذا أمر الرب موسى ( عليه السلام ) ـ من منظور الكتاب المقدس ـ أن ينهب المدن ويبيد سكانها .. لا يبقي منهم نسمة .. ويأمر موسى خليفته : " يشوع بن نون "بتنفيذ هذا الشرع أيضا ..!!! وانصاع الخليفة لأوامر الرب : [ .. لم يهمل شيئا من كل ما أمر به الرب موسى ] ..!!! فهذه أوامر الرب لبني إسرائيل .. وللشعب المسيحي ـ أيضا ـ باعتبار أن المسيحية تتقاسم نفس التراث الديني مع اليهودية . أي هي أوامر لإبادة السكان .. ونهب الثروات وحرق المدن لا لشيء سوى الخلاف في الدين والعقيدة .. أي لمجرد أن الآخر ليس يهوديا أو مسيحيا ..!!! بل ويأمر موسى .. بقتل كل من يحاول فتنتهم عن دينهم حتى النساء والأطفال ..!!! [ (15) وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية (16) إن هؤلاء كن لبنى إسرائيل ـ حسب كلام بلعام ـ سبب خيانة للرب .. (17) فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال . وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ] ( الكتاب المقدس : سفر العدد { 31 } : 15 - 17 ) وهكذا ؛ تموج نصوص الكتاب المقدس بقيام بني إسرائيل بإبادة شعوب هذه المنطقة .. الإبادة الكاملة والتي يصح أن نطلق عليها : " الإبادة المثالية " .. من ذبح للرجال .. والنساء .. والأطفال .. والحيوان .. ثم حرق المدينة بالكامل بالنار . لا رحمة .. ولا شفقة .. ولا إنسانية .. ولهذا يصفهم الحق ـ تبارك وتعالى ـ في محكم آياته .. ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)( القرآن المجيد : البقرة {2} : 74 ) د/ محمد إسماعيل المقدم د/ ابـراهـيـم الـخـولـي للامانه منقول تحياتي ابوالطيب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 10:39 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
يــــــاصــــــــــــــبرك |
||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 10:42 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
مديك تقرئه يالثعل مسرع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-02-2009, 10:49 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
يارجال طول الحديث ومامعي الا اقول لك ياصبرك هههههههههههه |
||||||||||||||||||||||||||||||
23-02-2009, 12:14 PM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
لوقرءته لوجدت المعلومات المفيده وبلاخص حول المقارنه بلاديان الثلاثه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-03-2009, 06:43 AM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
الصراحة ما قدرت اكمل الموضوع يرفع الضغط حسبي الله عليها من دكتوره الله لا يبارك فيها اساسا مافيه مجال للمقارنة بين الاسلام والاديان الاخرى لانها كلها حرفت وكلها غلط في غلط ويقولون اشياء لا تليق بأنبياء الله تعالى حسبي الله عليهم |
||||||||||||||||||||||||||||
06-03-2009, 10:30 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابوالطيب
المنتدى :
المنتدى الاسـلامي
ابو الطيب جهد متعوب عليه وانا اقدر لك هالتعب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|