علي سالم البيض يُخفي أولاده ويقاتل بأبناء الأخرين

من جديد علي سالم البيض يُخفي أولاده ويقاتل بأبناء الأخرين
عودنا المناضل الهمام وطيلة مسيرة حياته الكفاحية أن يقاتل ويناضل بأبناء الشعب، أما أولاده المدللين فهم في مأمن وفي أمان وأمن وعيش رغيد.
لم يكتفي المناضل البيض بأن كان السبب في المجازر التي قادها أيام سُلطانه في العهد الماركسي والجميع يعلم الحروب العبثية التي راح ضحيتها الألاف من خيرة أبناء شعبنا.
ولكن وكما يقول المثل الطبع غلب التّطبع.. فإن المقاتل بغيره يخرج علينا من جديد بإسطوانته المشروخة والتي يقول فيها (سنعيد كل شبر من أرضنا ولو اضطررنا لأن نضع على كل شبر شهيد) وهنا نسأله أيها المناضل!!! هل سترسل أولادك المدللين للقتال والنضال؟
هل ستدفع بهم للوقوف مع من تدعوهم للتضحية بأنفسهم إلى جانبهم؟
وهل.. هي كثيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وننقل لكم ما كتبه أحد الإخوة ليطّلع عليه من لا زال على بصره غشاوة.
على كل شبر شهيد .. فأين شبرك أيها البيض ؟

قرأت بيان علي سالم البيض، الذي صيغ له مؤخرا ليلقيه على مسامع رفاق مأدبته.. يوم:21/05/2012م، وكان مما استرعى انتباهي العبارة التالية: ((سنعيد كل شبر من أرضنا ولو اضطررنا لأن نضع على كل شبر شهيد)).
فأقـول : إن الدماء هي أغلى ما نملك، وليس بهذه السهولة والرعونة يتم التضحية بها، حتى وإن كانت دماء غيرنا من أبناء الجنوب، فكل الدماء علينا عزيزة، ولا يعني ذلك أن نجبن عن بذل دمائنا لأجل هذا الوطن، ولكن يجب أن نعرف متى وكيف تكون التضحية ولأجل من، وليس لكل نداء يصدر نريق دمائنا، ليمشي عليها المتسلقون إلى كراسي الرئاسة أو الإمامة.
سماحة السيد: عرف الجنوب بنكباته الدموية على مر تاريخه المعاصر منذ 67م وحتى اليوم والتي كنت أنت من النافذين بجلودهم منها.
ألم يكفك دماء الجنوبيين التي سالت ولا زالت تسيل حتى اللحظة، أما زلت تريد أن تضحي بالمزيد من أبناء الجنوب، من أجل أجندة رسمت لك، وليس أمامك من خيار إلا تنفيذها، لا لأجل الجنوب وشعبه، ولكن لأجل من أرسلك إلى بيروت، وسطا بماله لأجلك على قناة بسيطة، فصارت ملك لكم، تلك القناة التي أسمها (عدن) هذا الأسم الجميل الذي يدغدغ مشاعرنا كلما سمعناه؟ وياليت عدن مسير يوم.
ألم يدر في خلدك بأنك بتضحيتك بشعب الجنوب، تجعل أرضه لقمة صائغة لمن تدعي أنك تضحي من أجل إزاحتهم عن الجنوب، أم أنك سوف تستورد سكان من بلاد ما وراء النهرين لملئ الفراغ السكاني على أرض الجنوب؟.
ما هذه البطولة الفريدة التي تحظى بها، لتضع على كل شبر شهيد من أبناء الجنوب، وهم هامات لا تسعهم أشبارك، فلم ولا ولن يكونوا أقزاما حتى يسعهم شبر من الأرض، وإن كان يسعك أنت فلا تقسهم عليك، أما كان يجدر بك أن تقول بأن دمائك ودماء أبنائك فداء للجنوب قبل دماء أبناء الجنوب، ولو من باب المزايدة؟ أما كان يجدر بك أن تتخندق في شبرا من أرض الجنوب لتسيل به دمائك، ويتخندق أبنائك في أشبارا أخرى منها لتسيل فيها دمائهم ؟ أم أنك تنتظر اللحظة الحاسمة لتقوم بواجبك التاريخي العظيم في إمامة الجنوب الذي لن يكون حينها عربي بل جنوب آخر؟ مثلما يراد للخليج العربي أن يكون خليجا آخر.
سماحة السيد: لقد بلغت من الكبر عتيا، واشتعل رأسك شيبا وإن عممته بالسواد صبغة، لذا قد يعذرك البعض عما تقول، ولكن ما هو العذر الذي نلتمسه لبعض أبناء شعبنا، الذين يرون فيك مهدي الجنوب، خرج من سردابه، ليخرجهم من ظلمات الإحتلال إلى نور الحرية، نسو بأن فاقد الشيء لا يعطيه، نسو بأنك أنت من أدخلنا في هذا النفق الملظم، الذي لو أنك تملك أدنى أبجديات السياسة، ما دخلته إلا وأنت تعرف كيف تخرج منه، أو على الأقل كيف تتقي شر من تحالفت معه على رفاقك.
قدس الله سرك: إن الحراك الجنوبي منذ أن بدأ ثورته، انتهج الطريق السلمية لتحقيق أهدافه، وإن محاولاتك البائسة، لحرفه عن مساره السلمي ولو بالدنانير، لن تجدي نفعا، فنحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة وسوف نستمر في نضالنا السلمي حتى نيل الحقوق، ونرفض كل شكل من أشكال العنف، ولو أن لأبناء الجنوب خيار آخر، غير الخيار السلمي لوجدت القاعدة إلى صفوفهم سبيلا، ولكنهم رفضوها ورفضوا نهجها اللاسلمي وضحوا بدمائهم وأموالهم في سبيل رفض ذلك النهج، الذي أنت تدعو إليه.
وإن كنت ترى أن الطريق السلمي لاستعادة الحقوق لم يعد يجدي نفعا أو لا يروق لك لأي سبب، فلماذا لا تعود إلى أرض الجنوب كما عاد بعض رفاقك؟، ومن هناك تبدأ مشوارك النضالي، وعندها لن يجد لآئموك من أمثالي، ما يلامونك فيه، ولن يكون عليك حرجا في أن تصدع بما تؤمر به، لأنك في مقدمة الصفوف، أما أن تدعو أنت أو أنا إلى وضع على كل شبر أو ذراع شهيد ــ وحاشاهم أن يتقزموا إلى أشبارا ــ ونحن بعيدون عن مواقع الوغى والتضحية، فهذه هي المزايدة بعينها، وسوق الشعب إلى حتوفهم من أجل أجندات خارجية أنت ادرى بها مني.
بقلم : أنيس صالح القاضي (مستشار قانوني)