يسعى الناس نحو الغنى إما من خلال عملهم بكد وجهد في وظائفهم أو من خلال تأسيس أعمالهم الخاصة وبعضهم يلجأ إلى الطرق غير مشروعة فيعمد إلى النصب والاحتيال والسرقة. وتتعدد الوسائل ويبقى الهدف واحد مع إيماني العميق بأن الغاية لا تبرر الوسيلة وأن الغنى ليس هدفاً بحد ذاته بل هو نعمة وقد يكون في بعض الأحيان نقمة على البعض.
في كتاب بعنوان (أبي الغني ـ أبي الفقير) للمؤلف روبرت كايوساكي وهو رجل عصامي بدأ من لا شيء ومستثمر ومحاضر في مجال تنمية الموارد البشرية ومليونير وصل إلى الغنى بعد إفلاس. يؤكد روبرت ببساطة أن الغني هو من كانت مصروفاته ونفقاته أقل من إجمالي دخله ويؤكد أن الوظيفة هي حل قصير الأجل لمشكلة مزمنة طويلة الأجل ولا توجد وظيفة في الدنيا آمنة بل هي وهم زرع في عقولنا من الصغر فمهما ارتقيت في الوظيفة فسيأتي اليوم الذي تهرم فيه ويؤتي بغيرك، كما يؤكد أن العبد ذا الأجر الكبير سيبقى عبداً في نهاية الأمر، ويسأل لماذا يتسلق الإنسان منا السلم الوظيفي إلى نهايته ولماذا لا يمتلك السلم كله.
خلاصة الوصول إلى الغنى في كتابه تكمن في بعض النقاط، وهي:
- أن أكبر مخاطرة يرتكبها الإنسان في حياته هو أن يبحث عن الخيارات الآمنة ويبتعد عن المخاطرة، فالفرص الثمينة تأتي وتذهب من أمامنا ولا سبيل للاستفادة منها سوى تجربتها وليس الهدف هو العمل من أجل المال بل يجب أن نتعلم كيف نجعل المال يعمل من أجلنا.
- التعرف على الأصول والخصوم، فالأصول هي الأشياء التي تضع المال في جيبك والخصوم هي الأشياء التي تخرج المال من جيبك والفرق بين الغني والفقير هو في تصرف كل منهما في الأصول والخصوم.
- المحافظة على الوظيفة اليومية مع التركيز على تأسيس عملك الخاص سواء من خلال الأعمال التي لا تتطلب وجودك أو في المحافظ الاستثمارية أو العقار أو أي شيء تزيد قيمته بمرور الزمن.
- الأغنياء هم من اخترع المال والشك الذاتي في أنفسنا ومن داخلنا هو ما يوقف الكثيرون منا عن الانطلاق في طريق نجاحنا الشخصي. حين اخترع جراهام بل ناقلة الصوت وحصل على براءة الاختراع وبحث عن شركة تموله وذهب إلى أكبر شركة لتمويله في عصره وهي شركة ويسترن يونيون وعرض عليها بيع حقوق الاختراع مقابل 100 ألف دولار رفضت الشركة ذلك وبسخرية فرجع جراهام وأنشأ شركة At&t التي تقدر أصولها بمليارات الدولارات. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، فلكل واحد منا قدرات عظيمة كامنة تنتظر أن نسمح لها بالخروج ويعوقها الشك ونقص الثقة فنحن نعيش اليوم في عصر ليس الأذكياء فقط الذين ينجحون فيه بل الشجعان أيضاً.
- اعمل من أجل التعلم وليس من أجل المال فإذا تعلمت وزادت مواهبك وقدراتك وإمكاناتك واستطعت أن تستفيد منها على أفضل وجه وأن تقدمها للجمهور بشكل مميز سيأتيك المال رغماً عنك وعلى الإنسان أن يزيد من معرفته ومن خبرته في كل المجالات إن استطاع بل عليه ألا يعلق في وظيفة واحدة ويركن لها لوقت طويل بل يسعى لأن يغير ويجرب بعد دراسة وتأمل مجالات أخرى قد تكون قيمته فيها أعلى وتصبح مصدراًُ أفضل للدخل.
نحن في حاجة ماسة إلى أن نزرع في نفوس شبابنا العديد من الخصال التي تجعلهم ينطلقون في مجالات الحياة المختلفة دون خوف فخسارة المال شيء طبيعي ولا يوجد غني لم يخسر مال في حياته فليس المشكلة في الخسارة بل في كيفية التعامل مع هذه الخسارة ومعظم قصص نجاح الأغنياء اليوم جاءت من خسارة، كما إن علينا أن نكون أكثر تفاؤلا وأن نعمل على تكرار المحاولة مرة بعد مرة مهما طال الزمن ونموذج الكولونيل ساندرز مؤسس محلات كنتاكي العالمية معروف، فبعد أن بلغ 66 عاماً خسر كل شيء ولكنه كان متفائلا وعاود المحاولة رقم 1009 رفض حتى نجح ووصل إلى الغنى.
كلاً منا يستطيع أن يكون غنياً لو اقتنع هو بذلك ولو سخر طاقاته وقدراته من أجل ذلك ولو طرد الخوف والكسل والعادات السيئة من حياته وعمل متفائلاً وصابراًُ من أجل هدف واحد وهو النجاح.
منقول للفائدة..... مع التحية والاخلاص ،،،،،،