ليلة الحشر- حصري لسبورت السعودية
أي قلب ذاك يا نور الذي حملته بين أضلعك..! فمن ذا الذي يُضيع ركلة جزاء مع آخر زفرة للمباراة ويُقرر بعد ذاك أن يُسدد آخر ضرباتها الترجيحية..!
@ اسمح لي يا نور أن أقول لك إن (قلبك ميت)..! وكلي يقين أنه ما مات إلا حُباً في الاتحاد..!
@ أما كريري فلم أرَ ولست بظان أني سأرى لاعب محور قد سدَّ الخانة فأتخمها للدرجة التي لم يترك فيها للخصم متنفساً بقدر ثقب إبرة..!
@ لم يترك شبراً في أرضية الميدان إلا داسه بأناقته..! تنقل بين الخطوط كما تتنقل الفلسفة عبر الأزمان تاركاً في كل بقعة مرَّ عليها حكمة كروية تقول (الحياة دون كرة.. مملة للغاية)..!
@ أما مشعل السعيد أو (أيوب) الاتحاد فله قصة مع الصبر تقول (يا ما في الدكة مبدعين)..! وكم سمعنا عن إبداع في خانة ولكننا لم نر الإبداع يتنقل من خانة لخانة..!
@ وبما أن الحديث في خط الدفاع لم يزل فاسمح لي سيدي القارئ أن أتوقف قليلاً معك وقفة متأمل لخط دفع اتحادي بالأمس لم يُخطئ ولو بقدر (أُنملة)..!
@ خط ارتكز على (تاريخ) يتجدد ضد عوامل الزمن..! (جغرافيته) لا تأبه بعوامل التعرية..! وبين هذه وتلك لا يجد المدرج الاتحادي نفسه إلا بين (الحمد) و (الرضا)..!
@ سمعنا عن مباريات (النص باب)..! وكم شاهدنا مباريات (الطرف الواحد)..! إلا أنني في تلك الليلة لم أجد وصفاً أبلغ مما تمتم به لسان أحدهم حين قال إنها (ليلة الحشر) يا سادة..!
@ ليلة حشر النمر فيها الحوت في عُقر داره وبين أمواجه ومدرجاته.. و (هاتك) يا لعب..!
@ بعد ستة ناجويا كتبت مقالاً أثناء وقوفي أمام إشارة (حمراء) مرورية عنونته بـ (إنهم يعملون ولا يلعبون يا سادة)..!
@ وفي ليلة الأبطال كان العمل ذاته إلا أن العميد قد أعطى أمراً بإخضرار كل الإشارات الزرقاء لكتيبته الصفراء..!
@ طوال التسعين دقيقة من المباراة لم يتقدم الهلال بهجمة أو هُجيمة بل لم يُشعر المتابع بنيته على الهجوم تماماً..! كل ما كان يفعله تنظيم الحركة المرورية للنمور في شوارع درة الرياض..!
@ أبى (النور) أن يفارقنا أبو متعب حبيب شعبه فأضاع ركلة الجزاء وكأنه يقول للملك (لسة.. ما شبعنا من شوفتك طال عمرك)..!
@ فامتدت الحكاية والراوي ثمانيني يُجيد مثل هذه الحكايات التاريخية لنصف ساعة قال ذات النور في آخرها (خمسة بخمسة.. وكأس مقابل ثلاث نقاط)..!
إياد فؤاد عبدالحي
كاتب بصحيفة الرياضي
الإهداءات
10-05-2010, 12:00 AM
العرض الشجري