السلام عليكم
عندما تخرج من بيتك..ما أول شيء تشاهدهـ,,؟!! هو دار بجوارك يسكنه إنسان عزيز عليك وله حقوقه عليكـ..إنه جارك الذي يؤنسك و يعينك ويشعرك بالأمان
لكن أنت كيف تشعر دائما تجاه هذا الجار...؟ وماهي حقوقه هو عليك...؟
دعنا نتأمل قوله تعالى.. ]و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئـاً وبالوالدين إحسـانـا وبذي القربى والجار الجنب و الصاحب بالجنب وابن السبيل[
و كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه)) رواه البخاري..
و قوله ((حتى ظننت أنه سيورثه )) أي أنه حسب أن يكون للجار نصيب من الميراث و الميراث معروف أنه للأبناء و الأهل..وهذا دليل كافٍِ على عظمة حق الجوار علينــا..واهتمام الشارع الحكيم بالجار..
و من الحكم و المنافع بالاهتمام بحقوق الجار :-
1) سيادة المحبة و الألفة بين المسلمين و الجار هو أولى الناس بتلك المحبة لأقربهم إليك..
و كذا أن الجار لقربه و معرفته بمشاكلك و أحوال منزلك ، فهو أولى بمساعدتك و إعانتكـ..
حدود الجيـران :-
اختلف العلماء في تحديد الجار : فمنهم من يقول .. أربعون بيتاً من كل جانب ومنهم من يقول من الجوانب الأربعه و منهم من يقول الذي يؤدي صلاة الفجر معك في جماعه و كل هذه الأقوال صحيحة .. و لكن أحسنها قيلا .. *الجـار هو من قاربت داره دارك*
الجيران مراتب..
سألت عائشة - رضي الله عنهـا - النبي صلى الله عليه وسلم فقـالـت : إن لي جارتين ، فإلى أيهما أٌهدي..؟!! قـال ..(إلى أقربهما منك باباً)..
تختلف مراتب الجيران حسب قربهم و بعدهم و قرابتهم بك..فالأقرب هو الأولى بالإكرام و الإحسان من الأبعد كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها
والجيران أنواع :-
- نوع له ثلاث حقوق عليك / و هو الجار المسلم القريب ، فله حق الإسلام و حق القرابة و حق الجوار .
- و قد يكون لك جاراً لكن ليس بقريب فحقه عليك اثنان ، حق الجوار و حق الإسلام
- و ربما يكون لك جاراً كافراً غير مسلم كأن يكون يهودياً أو مسيحياً أو غير ذلك من الأديان ..فأحسن إليه لعل و عسى يسلم على يدك و إن لم يفعل فاحسن إليه لأن له حق واحد عليك و هو حق الجوار
الجار قبل الدار...:-
كلمة لطالما سمعتها و ترددت في بالي كثيراً..و أردت دوماً معرفتها
و ما أروع كتاب الله حين جاء إلينا محملاً بكل شيء في سطور قليلة و كلمات صغيرة حوت على معانٍِ راقية و سامية
قال تعالى عن زوجة فرعون في سورة التحريم ]رَبِّ اْبْنٍ لِِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ[
فسر الحافظ ابن كثير رحمه الله هذه الآية قائلاً..: إن زوجة فرعون اختارت الجار قبل الدار فلم تقل << رب ابن لي بيتاً عندك
و الجار الصالح يحفظ ما قد يطلع عليه من أسرار جارهـ ، و أحواله الخاصة و إن كان لك جاراً فاسداً فلا تقاطعه و لا تتجنبه أو تفتعل مشاكل لا حصر لها معه أو مع أولاده و إنما كن أنت الطرف الأفضل الذي يبادر بالحسن كما فعل صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي الذي كان يؤذيه كثيراً و الرسول كان حليماً و صبوراً معه و ما أوسع قلبك يا رسول الله حين مرض جارك هذا و ذهبت لزيارته☺..أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم }
دمــــــــــتم بـــــــود ..~