دعوة التصالح والتسامح ما هي إلا كذبة كبرى

دعوة التصالح والتسامح ما هي إلا كذبة كبرى

كتب
حسن بن حسينون

الخميس 10 يناير 2013 09:23 مساءً

في عام 1977م وقفت ضد التحريض والانقسامات المناطقية في إطار التنظيم السياسي الموحد فاتهموني بالعمالة لسالمين . أصر علي شايع آنذاك على تسريحي من الجيش عندما كان علي ناصر وزيرا للدفاع فكان له ما أراد .
في العام 1987 م عندما كنت مديرا لدائرة الكادر في محافظة عدن قدمت مذكرة للمكتب السياسي والأمين العام للحزب ولجنة الرقابة الحزبية قلت فيها بأن كارثة يناير أوجدت شرخا في جسد الوحدة الوطنية وطالبت بالعمل سريعا على عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية ودعوة للتصالح والتسامح فاتهموني بأني مندس بين صفوفهم وعميل للزمرة فاتخذوا قرارا بفصلي من الحزب والبقاء في البيت بدون عمل حتى قيام وحدة 22 مايو عام 90م .
في لقاء جماعي عام 94م في عدن مع من تركوا أعمالهم في صنعاء بحضور احد القادة السياسيين وكنت موجودا بالصدفة , كان الحديث يدور حول الأزمة السياسية القائمة , قلت للحضور بأن عليهم العودة الى مرافق أعمالهم في صنعاء في أسرع وقت ممكن , وأشرت أيضا بأنه في حالة أن علي البيض أعلن الانفصال فسوف ينتهي وينتهي جيشه وحزبه, فاتهموني بأني عميل لعلي عبد الله صالح كما هو حالهم اليوم في كيل الاتهامات , وهم يدركون جيدا بأني موقف عن العمل ولم أغادر عدن , كما لا توجد لديهم من حجة في اتخاذ اي قرار ضدي لأني موجود في البيت بلا عمل بعد أن تم تسريحي من الجيش الى العمل المدني ومن ثم طردي من الحزب وعن العمل كما أشرت سابقا .
بعد حرب 94 م اللا شرعية اتهمني النظام اللا شرعي بأني انفصالي لا لشيء سوى لأني انتمي عائليا للشهيد صالح ابو بكر بن حسينون .
هذه هي باختصار نفسية وعقلية من جاؤا يحكمون الجنوب في غفلة من الزمن , هذه هي ثقافة القبيلي وموروث القبيلة , فالقبيلي لا يمكن أن يتقبل أي نقد أو اي نصيحة صادقة تخالف ذلك الموروث البغيض والمقيت , فلا تصدقوهم فهم بحاجة ماسة اليوم للتصالح والتسامح ولكن الى حين .
ما عليهم اليوم إلا أن يلاحقوا من أذاقهم المذلة ومرارة الهزيمة والذي أصبح مطرودا ملاحقا من قبل الشعب اليمني في الشمال وليس من يطالبون اليوم بالتصالح والتسامح الذين سلموه للجنوب على طبق من ذهب عام 1990م كما سلموه ما تبقى من الجنوب ومن ثروات الجنوب الذي غادروه هاربين بجلودهم كالفئران المذعورة قبل سقوط حضرموت بيومين .

الخبجي وما أدراك ما الخبجي ومن لف لفهم عليهم أن يعودوا إلى مناطقهم وقراهم ويتصالحوا فيما بينهم كقبائل لم تخرج بعد من عقلية وثقافة وموروث القبيلة المتخلف مع أنهم لن يخرجوا على الإطلاق من عباءة هذا الموروث مهما نادوا وتداعوا رافعين شعار التصالح والتسامح الذي يريدون من خلاله تضليل البسطاء من الناس . لقد دمروا عدن أكثر من مرة عبر صراعاتهم الموسمية , وبعد كل كارثة يقدمون عليها سرعان ما يرفعون مثل ذلك الشعار الذي دائماً ما يختفي تحت أقدامهم عندما تبداء صراعاتهم من جديد على السلطة والنفوذ استعداداً لجولة جديدة من الحروب الدامية.
عليهم أن يتركوا عدن لأهلها يعيشون بأمن وسلام واستقرار الذي لم يتذوقوا له طعماً منذ الثلاثين من نوفمبر 67م وحتى الوقت الحاضر بسبب صراع القبائل من المحافظات الجنوبية التي جعلت من عدن مركز وساحة لصراعاتهم على السلطة والنفوذ .
وما دامت عدن أصبحت بالنسبة لهم ساحة للصراعات والحروب الأهلية مثلها مثل صنعاء التي هي الأخرى لم ولن تشهد قيام دولة مدنية على الإطلاق لا في الماضي ولا في الحاضر ولا حتى في المستقبل بسبب وجود النفوذ للسبع القبائل المحيطة بها والمتصارعة على السلطة , لأن الموروث القبلي عندهم هو القانون الذي يعلوا ولا يعلى عليه وأي محاولة للتعدي على هذا القانون الوحيد المعترف به فسيكون مصيره الفشل والتجارب كثيرة ومتعددة. أما الحديث عن دولة النظام والقانون, دولة المؤسسات الديمقراطية: تنفيذية, قضائية, تشريعية ما هو إلا ضحك على الذقون ولا مكان له أصلاً في القاموس القبلي شمالاً كان أم جنوباً. الهدف منه لأسباب لا يدركها سوى تلك القوى المتنفذة في المؤسستين القبلية والعسكرية والحزبية الكاذبة لأن الحزبية عندهم خيانة كما يدعون علانية . أما في المحافظات الجنوبية فحدث ولا حرج فجميع الذين يدعون اليوم للتصالح والتسامح سبق لهم أن تشبعوا بالفكر الماركسي اللينيني بل أن البعض منهم أضاف إلى ما قاله ماركس ولينين من أفكار. وعندما أنهار الاتحاد السوفيتي سرعان ما توجهوا غرباً 180 درجة حتى أصبح البعض منهم من كبار الدعاة الإسلاميين بلحاهم الطويلة.
أما لماذا كل ذلك؟ نجيب وكما قلنا سابقاً بأن العرف القبلي وحده المعترف به هذا أولاً وثانياً لأنهم أعراب كما جاء في القرآن الكريم " الأعراب أشد كفراً ونفاق".
كلمة أخيرة أوجهها إلى أولئك الذين يصرون على أن يجعلوا من عدن ساحة صراع وخلافات وتكتلات وزرع للفتن والضغائن والأحقاد بين الناس, عليهم أن يكفوا وأن يتوقفوا عن هذه الأساليب المدمرة ويعيشون داخل عدن في أمن وسلام مثلهم مثل أبناء عدن . أو يغادروها إلى قراهم ومناطقهم وكفى ما عانته عدن وأهلها من جرائم وآثام ومن متاعب ارتكبتها تلك القبائل المتصارعة, عليهم أن يضعوا حداً لزحفهم إلى عدن عند كل مناسبة من مناسباتهم التي أصبحت بالنسبة لسكان عدن مثار خوف وقلق وإزعاج , والاكتفاء بوفود تمثلهم في متابعة مطالبهم بحيث تكون وجهتهم صنعاء المركز وليس عدن, خاصة وأنهم هم وحدهم من انتقل إلى صنعاء هم وحدهم من أجمع ووقع على وحدة 22 مايو عام 90م وهم وحدهم من تقاسم مع نظام صنعاء الحقائب الوزارية وفي جميع مرافق دولة الوحدة وهم وحدهم من أعلن الانفصال , وهم وحدهم من ترك عدن وأهلها وبقية سكان المحافظات الجنوبية ومرافق ومؤسسات دولة الجنوب وثروات الجنوب لقمة سائغة لنظام علي عبد الله صالح , هم وحدهم من ترك الجبهات والقواعد العسكرية وكل أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية بما فيها مستودعات الأسلحة وطائرات الميج 29 وصواريخ السكود ومئات الدبابات وهربوا بجلودهم خوفاً ورعبا ً. واليوم يأتون رافعين شعار التصالح والتسامح. لا لا تصالح ولا تسامح مع القتلة والمجرمين الذين لم يفوضهم أحد حتى يكونوا أوصياء عليه . مع العلم أن أغلب الهاربين قد عادوا إلى أعمالهم وأعطيت لهم رتب عسكرية جديدة ومناصب رفيعة أرفع من تلك التي كانوا يحملونها عند هروبهم الجماعي إلى عمان ودول الخليج.
على كل من كان السبب في كل الجرائم التي طالت المواطنين في الجنوب في الفترة من 1967م وحتى نهاية حرب 94م وما بعدها أن ينتظروا حكم الشعب في الجنوب, فالحقوق بما في ذلك قتل النفس البشرية بغير ذنب, لا يمكن لها أن تضيع بالتقادم ولا بدعوة التصالح والتسامح التي تمثل في الوقت الحاضر كذبة كبرى.

صدقت اخي العزيز ماهي الى كذبة ليست بكبرى بل من الكبائر
فهولا يعلم الله مافي قلوبهم على بعضهم البعض
فهم عاشو في ضل العبودية وفي ضل الانتقامات الداخلية
في مابينهم البين
ولا يمكن في يوم من الايام يتصالحو ويتسامحو لانهم
يكنون الكراهية
اخي العزيز عدن لا تلتفت الى الورى في اي يوم من الايام فهولا شرذمة قليلة
يجرون ورى المال ومصالحهم الخاصة وليسو على مبدى واضح
وعدن العاصمة الاقتصادية لللجمهورية اليمنة
وستبقى كيد الكايدين