بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نعلم أننا في هذه الأيام
سنودع عام ونستقبل عام جديد
سنودع عام فيه الفرح والحزن
وسوف نستقبل
عام لانعلم مايخبئه لنا ..
ولكن السؤال هــــل ..
حاسبنا أنفسنا في آخر أيام هذا العام؟؟
لا بد من المحاسبة والمراجعة ؛ فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ،
ويدرك أنه لم يخلق هملاً ، وهو على يقين أنه لن يترك سدى .
وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها ؛
لكنه يوم القيامة سيوفاها
كما قال تعالى :
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد }.
وقال تعالى
: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ
تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ .
وقال تعالى :
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
إن النعم التي يتقلب الناس فيها ، والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ،
ويغفلون عن ذكر يوم المعاد ،
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ
مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ }
فلابد أن ينظر الإنسان في عمله ،
ويتأمل حاله كيف قضى عامه ؟
وفيم صرف أوقاته ؟
في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه ؟
هل حافظ على فرائضه ، واجتنب زواجره ؟
هل اتقى الله في بيته ؟
هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه ؟
فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه .
ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة
، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً .
كما قال تعالى :{ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً }
قال ابن عباس رضي الله عنه
: (( الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا
فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً ))
وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا :
قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال :
ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ، وسخرت لك الأنعام والحرث ،
وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟
فيقول : لا ، فيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني ))
وقال : معنى قوله : (اليوم أنساك كما نسيتني) :
اليوم أتركك في العذاب...
أسأل الله أن يختم لنا بالصالحات ..
وأن يؤمنا يوم الحساب ..
وأن يغفر لنا تحت الأرض ويوم العرض ..