هل الاعتذار يعني انك قوي أم ضعيف !!
--------------------------------------------------------------------------------
هذه الحياة ... نعيشها ... تطل علينا بأيام سعيده كما تمطرنا بايام حزينه ... نتعامل معها من خلال مشاعرنا ..
فرح ، ضيق ، حزن ، محبه ، كره ، رضى ، غضب
جميل ان نبقى على اتصال بما يجري داخلنا
لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير .. ان نجرح مشاعرهم .. نتعدى على حقوقهم .. أو ان ندوس على كرامتهم ..؟
للأسف .. هذا مايقوم به الكثير منا .. معتقدين بأننا مركز الحياة على الآخرين ان يتحملوا مايصدر عنا ..
قد نخطي ،، ولكن دائما لدينا الأسباب التي تدفعنا الى ذلك .. فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار لا الاعتذار
نحن لانعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار .. لكناا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمه او ضعف .. انقاص للشخصية والمقام .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير
فنجد ان ::
الام تنصح ابنتها بعدم الاعتذار الى زوجها كي لا ( يكبر راسه ) ..
والاب ينصح الابن بعدم الأعتذار .. لأن رجل البيت لا يعتذر..
والمدير لايعتذر للموظف لأن مركزه لا يسمح بذلك ..
والملعلمة لاتعتذر للطالبه لأن ذلك سوف ينقص من احترام الطالبات لها ..
سيدة المنزل لاتعتذر من الخادمه
وقس على ذلك الكثير..
اليوم نجد بيننا من يدعي التدمن والحضاره باستخدام الكلمات الاجنبيه
Sorry/Pardon في مواقف عابره مثل الاصطدام الخفيف خلال المشي ..
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج الى اعتذار حقيقي نرى تجاهلاً..
أنـــــا آســـف ...
كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما؟؟
كلمتان لو ننطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسورة او كرامةً مجروحه ..
ولعادت المياه الى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعه..
كم يمر علينا من الاشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط .. بدل من تقديم الاعذار التي لاتراعي شعور الغير .. او اطلاق الاتهامات للهروب من الموقف .. لماذا كل ذلك؟؟
ببساطه لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤوليه اتجاه تصرفاتنا ...
لأن الغير هو من يخطي وليس نحن .. بل في كثير من الاحيان نرى اللوم على الظروف او على اي ( شماعه ) اخرى بشرط ان لاتكون ( شماعتنا )
ان الاعتذار مهاره من مهارات الاتصال الاجتماعيه ... مكون من ثلاث نقاط اساسيه ..
أولاً: ان تشعر بالندم عما صدر منك ..
ثانياً: أن تتحمل المسؤؤليه ..
ثالثاً: ان تكون لديك الرغبه في إصلاح الوضع ..
لاتنسى ان تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف .. مثل ،، انا آســف ..
ولكن ............................؟!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك ان تقوم بالتصرف الذي تعرف تمامًاً أنه خاطيء ..
أو تقول انا اسف لأنك لم تسمعني جيداً .. هنا ترد الخطا على المتلقي وتشككه بسمعه ..
ما يجب ان تفعله هو ان تقدم الاعتذار بنيه صادقه معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ..
وياحبذا لو قدمت نوعاً من الترضيه .. ويجب أن يكون الصوت معبرا وكذلك تعبير الوجه ..
هناك نقطه مهمه يجب الانتباه لها ...
ألا وهي انك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضروره ان يتقبله الاخر ..
انت قمت بذلك لأنك قررت ان تتحمل مسؤولية تصرفك .. المهم عليك ان تتوقع عند تقديم الاعتذار ان المتلقي قد يحتاج الى وقت لتقبل اعذارك واحيانا اخرى قد يرفض اعتذارك ..
وهذا لايخلي مسؤوليتك اتجاه القيام بالتصرف السليم نحو الاخر ..
اخيــــرا ...
من يريد ان يصبح وحديا فليتكبر وليتجبر وليعيش في مركز الحياة الذي لايراه سواه ...
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لاعليهم .. فليتعلم فن الاعتذار
.................................................. ........
................................
نحن بشر ... نخطئ ونصيب
ومن يقول غير ذلك فليس من البشر
فاذا اخطانا فاتعلينا ان نتحمل مسئولية الخطأ ونعتذر لمن أخطأنا في حقهم
ماهو الاعتـــذار ؟؟
الاعتذار هو فعل نبيل وكريم
يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها
هو التزام .. لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وتطوير ذاتها
الاعتذار فن له قواعد ومهاره اجتماعيه نستطيع ان نتعلمها
وهو ليس مجرد لطافه بل هو اسلوب تصرف
ماذا يستوجب الاعتذار الصادق؟
*القوه للاعتراف بالخطأ
ثم الشعور بالندم على تسبيب الندم بالاخر
واستعدادنا لتحمل مسؤولية افعالنا
من دون خلق اعذار او لوم الاخرين
ويجب ان تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع
من خلال تقديم التعويض المناسب والتعاطف مع الشخص الاخر
ماهي فـــوائد الاعتذار؟
يساعدنا على التغلب في احتقارنا لذاتنا وتانيب ضميرنا ..
وهو يعيد الاحترام للذين أسأنا اليهم ويجردهم من الشعور بالغضب
ويفتح باب المواصله الذي اوصدناه
وفوق هذا كله هو شفاء الجراح والقولب المحطمه..
كــــيف اعتــذر؟
اولاً: اعترف في قرارة نفسك انك قد اخطات
ثانيا: لاتحاول ان تبحث عن مبررات تعلق عليها خطاك
ثالثا: اذهب الى من اخطات في حقه وقل له اعتذر عن خطأي،وانا مستعد لما تريد لكي اصلح ما افسدته
رابعاً: كن مستعداً لأي ثمن تدفعه مقابل الخطأ
خامساً: اشكر الشخص الذي اخطات في حقه اوعده بان تسعى للأفضل في المرات القادمه