بين مؤيد ومعارض القصاص من شاب سعودي بتعطيل الحبل الشوكي وإصابته بالشلل الكامل
هذه الصورة تم تحجيمها. اضغط على الشريط لمعاينة الصورة بالحجم الكامل. ابعاد الصورة الاصلية 570x300 و بحجم 22KB.
وجهت المحكمة العامة في تبوك أخيرا، عدة خطابات رسمية لمستشفيات في المنطقة وخارجها تسأل أطباءها عن إمكانية إجراء عملية جراحية لتعطيل الحبل الشوكي لـ «متهم» تسبب في بتر ساق شاب على خلفيه شجار نشب بينهما، الأمر الذي أرجأ تنفيذ القصاص منذ عامين ونصف.
وأكد لـ«عكاظ» رئيس محاكم منطقة تبوك سعود بن سليمان اليوسف أن سبب تأخير القضية هو مطالبة المجني عليه بالقصاص من خصمه بعد تعرضه لإصابة دائمة متمثلة بالشلل الكامل نتيجة للعراك الذي نشب بينهما قبل نحو عامين ونصف.
من جهته أوضح لـ«عكاظ» القاضي بالمحكمة الكبرى محمد الجدعان أنه جرى مخاطبة مستشفى الملك فيصل التخصصي لمعرفة إمكانية تنفيذ الإصابة على المتهم، إذ أجابوا بعدم إمكانية تنفيذ هذه الإصابة من الناحية الطبية.
وأمام ذلك، تحدث لـ«عكاظ» عبدالعزيز المطيري (22 عاما) عن تعرضه لطعنة بساطور في ظهره أثناء شجار وقع بينه وبين آخر قبل عامين ونصف، نتج عنه جرح في الحبل الشوكي تسبب له بالشلل.
وقال المطيري إن «خصمه اعترف بجريمته أمام المحققين في مركز الشرطة، ما دعا قاضي المحكمة للحكم بسجنه سبعة أشهر كحق عام، فيما لا تزال جلسات المحاكمة بشأن الحق الخاص لم تنته طيلة الفترة الماضية».
ولفت المطيري إلى أن محكمة تبوك وجهت خطابا إلى مستشفى الملك خالد (تحتفظ «عكاظ» بنسخة منه) تتساءل فيه عن إمكانية تنفيذ حكم القصاص على المدعى عليه بنفس الإصابة التي تعرض لها المدعي عبر تعطيل حبله الشوكي ومن ثم الشلل الكامل.
وجاء رد المستشفى على خطاب المحكمة بإمكانية تنفيذ هذا النوع من القصاص عن طريق أحد المراكز الطبية المتخصصة، إذ سيتم استخدام منبه عصبي، ومن ثم إجراء الإصابات نفسها في نفس المواقع على المدعى عليه.
وأشار المطيري إلى أنه يأمل من المحكمة سرعة تنفيذ حكم القصاص في حقه الخاص، عبر إصابة الخصم بنفس الشلل، في ظل اعترافه بجريمته وفق الأوراق القانونية، وتأكيد المستشفى في خطابه الرسمي إمكانية تنفيذ هذا القصاص.
وأضاف المطيري أن التقارير الطبية تثبت إصابته بإعاقة مستديمة بعد بتر رجله اليمنى، جراء الاعتداء عليه من شاب آخر أثناء المشاجرة التي وقعت بينهما، مؤكدا معاناته المستمرة وسوء حالته النفسية جراء هذا الاعتداء، خصوصا بعد تأخر تنفيذ حكم القصاص من خصمه طيلة عامين ونصف.
قال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(199) سورة الأعراف
قال تعالى {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(85) سورة الحجر
قال تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور
قال تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمران
قال تعالى {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }(43)سورة الشورى.
ومن السنة:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.
2- وعن أنس رضي الله عنه قال (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء). متفق عليه.
وحكى الإمام ابن كثير عن الإمام ابن جرير الطبري رحمهما الله قوله : ((وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن
يأمر عباده بالمعروف ويدخل في ذلك جميع الطاعات وبالإعراض عن الجاهلين وذلك وإن كان آمراً لنبيه صلى الله
عليه وسلم فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق الله ولا
بالصفح عمن كفر بالله وجهل وحدانيته وهو للمسلمين حرب ))