أمور غفلنا عنها , قد تبدو لنا بسيطة لكن لن يعلم عظمها إلاّ من تأمل في هذه الأحاديث , معا إخوتي لا تفوتوا قراءة هذه الأسطر البسيطة العظيمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يغلّ عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله , ومناصحة ولاة الأمر , ولزوم جماعة المسلمين).
فلا تكن ممن لا يقبلون النصيحة , وأنت بدورك أيضا لا تتوانى عن إسداء النصيحة , ألا تريد أن تكون من الثلاثة الأوائل الذين يدخلون الجنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه".
ما هو الدين يا ترى , دعونا نرى ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن :
عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ثلاثا , قلنا لمن يا رسول الله, قال: لله ولكتابه ولرسوله,ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.
وطبع الإنسان نصوح لا يحب النصح وقالها قبلنا صالح لقومه , في قوله تعالى على لسان صالح عليه السلام: (ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين)
وكان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم , وعليهم أزكى تسليم يتسارعون لمبايعة الرسول ومن بين ما بايعوه به عليه الصلاة والسلام :النصح , لنأخذ درسا من جرير فيما بايع به خير الخلق أجمعين:
قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم".
فلم لا نقتدي بصحابة الصادق الأمين , ونبايع أنفسنا أمام الله ورسوله بأن ننصح , ونتقبل النصح ممن ينصحنا , حتى نفوز ونظفر بما وُعدنا به , فكل واحد فينا يريد أن يدخل الجنّة , فما رأيكم أن ندخلها مع أوائل الداخلين .
ولكن:
كيف تكون النصيحة؟ لنستمع لأبيات للإمام الشافعي رحمه الله تعالى , وهو يقول:
تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرض استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تغضب إذا لم تُعـــــط طاعه
و يجب عليك كمسلم ألاّ تأخذ النصيحة على أنّها طعن في شخصك ؛ بل هي هدية قدّما شخص لك , فإن اعتبرتها كذلك فكيف ستستقبلها ؟ لابدّ أن يكون استقبالك لها بابتسامة وشكر, فطريقة استقبالك للنصيحة هي دليل رقيك , فلنستمع لقول الفاروق رحمه الله ورضي عنه:
"رحم الله امرئ أهداني عيوبي"
سبحان الله هذا رأي الفاروق , الذي كان لا يظلم أحدا وكان أحرص الصحابة أن يكون عادلا , فما حالنا نحن المقصرين؟؟
وأخيراً من حقوق المسلم على أخيه نصحه ( وإذا استنصحك فانصح له ) , وقد استنصحتكم إخوتي في الله فلا تبخلوا علي وانصحوني , وأسعدوني بمشاركاتكم , وإبداء آرائكم حول الموضوع
وأرجو أن تعمّ الفائدة ونعي جميعا أننا أخوة في الله همّنا الأول والأخير هو أن نُفيد ونستفيد بعيدا عن أي شيء قد يُعكر صفو سماء هذا الصرح الإعلامي
وإلى الأمام , والتقدم حليفنا بإذن الله