22-03-2009, 03:09 AM | المشاركة رقم: 31 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
واحد من الشباب يتابع القصة معي ويقول |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-03-2009, 01:18 PM | المشاركة رقم: 32 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
اااالله على القصص هاذي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-03-2009, 01:44 PM | المشاركة رقم: 33 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
ذكرتنا بألف ليلة وليله
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-03-2009, 09:34 PM | المشاركة رقم: 34 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23-03-2009, 02:32 PM | المشاركة رقم: 35 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
جزء اليوم .. أعتبره أنا من أروع الأجزاء، حيث شمل العديد من النصائح المهمة جدا ً، في تعاملنا مع العالم الآخر ( الجن ) وكيفية تجنّب شرور أشرارهم تابعوا .. فالمتعة والفائدة معنا هنا " الجزء الثامن " تغيرت حركة الجن في المجلس بشكل غريب... فكَّت "زيزفونة" من جدائلها و نثرت شعرها على كتفيها ثم تقدمت إلى منتصف المجلس... أغمضت عينيها قبل أن تفتحهما و ترفع رأسها جلست"زيزفونة" على ركبتيها و أمسكت برقبتها و كأنها تحاول خنق نفسها... تقدم منها شيخ القبيلة و انحنى ليطبع قبلة على رأسها و ليس على جبينها أما زيزفونة فقد مسحت على جبين والدها بيدها اليسرى و الأخرى ما زالت على رقبتها... تقدم منها عمها"هيدبا" و انحنى ليطبع ذات القبلة على رأسها و تقوم هي بالمسح على جبينه بيسراها... ثم تقدم ابن عمها"طارخ" و قام بنفس الحركة لترد عليه بمسحة من يدها على جبينه... تقدم باقي الجن ليقوموا بنفس الحركة... طقوس غريبة و بنفس الطريقة... بعد أن قام آخر من في المجلس بالطقس نفسه تقدم منها شيخ القبيلة من جديد... هذه المرة جلس أمامها على ركبتيه... مسح الشيخ"غوصان" على شعر ابنته"زيزفونة" برقة... و أمسك يدها الموضوعة على رقبتها بكلتا يديه و أبعدها... قامت"زيزفونة" على قدميها و أمسكت برأس والدها قبل أن ترفع يدها بإجلال... صاح "طارخ" بحماس: و عادت الكرامة لقبيلتنا و ثأرنا من محاولة الاعتداء على ابنة ملكنا... ضج المجلس بعدها بصيحات النصر و الحماس... من تلك الحركات عرف خالد أنها من عادات الجن و أن "زيزفونة" تعني أنها تعرضت للأذى و ضرر الأذى بشدة الموت خنقاً, و بعد الثأر لكرامتها يقوم كبير القوم بأبعاد يدها ما يعني أنه قد ثأر لها و لكرامتها و أن الضرر قد زال... ثم تقوم هي و تمسك برأس الشخص تعبيراً عن تقدير رأسه... فرح خالد من ذلك كثيراً و حمد الله على فضله و أن جعله سبباً لهذا الأمر كله... في هذه الأثناء فوجئ خالد بشابين جميلي الطلعة و في مقتبل العمر يدخلان إلى المجلس... لأحدهما شعر أسود طويل منسدل على كتفيه و بنيته متناسقة أكحل العينين... أما الثاني فكانت عيناه واسعتان له هيبة قوية و عارض خفيف زاده غموضاًً, حين يبتسم تجد أن لأسنانه الأمامية فالجٌ يكسبه وسامة... ما أن رآهم "طارخ" حتى أقبل عليهما بفرح و احتضنهما ليتعانقوا جميعاً فيداعبه أحدهم قائلاً: هذا هو" طارخ", فارس فرسان الجن و قاهر الأعداء... توجه الشابان إلى شيخ القبيلة و قبَّلا رأسه باحترام قبل أن يقولا: مبارك لك أيها الشيخ"خوصان" نصر الله لك... أجابهم الشيخ مرحباً بمقدمهم فقال: بارك الله فيكما و أشكركما على حضوركما لنجدتنا لكن الله كفانا شر الحرب و أكرمنا باستسلامهم... استأذن "طارخ" من الشيخ و أخذهما إلى حيث يقف خالد... قال "طارخ"موجهاً كلامه لخالد: أعرفك باثنين من خيرة شباب الجن و فرسانهم.. و قد حضروا على رأس جنودٍ من قبيلتيهما لمساعدتنا إذا استدعت الحاجة... الأول "صاحب الشعر الطويل" و اسمه, (ضعفن) أما الثاني "صاحب العارض" فاسمه(شرعيل) رحب بهما خالد فبادلاه الترحيب حيث قال "شرعيل": أهلاً بك يا خالد, يسعدني أن أراك و أشكرك على ما فعلته للجن... رد خالد باسماً: الشكر لله فلم أفعل إلا ما وجب فعله... جلسوا جميعاً فرحين بنصر الله لهم... تحدثوا عما سيفعلونه في أمر الهدنة و طريقة صياغة الشروط... كان خالد يستمع إليهم صامتاً متعجب... لاحظ الشيخ "خوصان" أن خالد أصبح و كأنه خارج دائرة ضيافتهم فأقبل عليه بوجهٍ مبتسم و دار بينهما الحوار التالي بينما بقية الجن يستمعون بمحبة لخالد و إجلالٍ للشيخ "خوصان"... ملك الجن"خوصان": يا خالد, سأعلمك أربعة أمور تكون لك عوناً و حافظاً من الجن بعد الله... خالد: تفضل أيها الملك... ملك الجن"خوصان":يا خالد, ليس أفضل من أن يخبرك من تخشاه بأمورٍ يخشاها فيك و يعلمك بمواطن قوتك.. خالد: صدقت أيها الملك... ملك الجن"خوصان":أنتم يا خالد تخشون الجن أليس كذلك؟!! خالد باهتمام: بلى نحن نخاف من الجن... ملك الجن"خوصان":ما رأيك لو أخبرتك أن الجن يخشون فيكم أموراً كما يستغلون فيكم مداخلاً!! خالد: و هل من الجن من يخشى الأنس رغم هذه القوة؟!! ملك الجن"خوصان": نعم يا خالد من مصادر قوتك أمور سأكتفي منها بأمرين... تابع الملك كلامه قائلاً: الأمر الأول , حافظ على صلاتك في وقتها تكن في حفظ الله دوماً... و الأمر الثاني, لا بد أنك تحفظ آية الكرسي!! خالد: نعم أحفظها... ملك الجن"خوصان": إذاً أقرأها على أسماعنا... بدأ خالد في قراءة آية الكرسي فأطرق الجن و أصغوا السمع جميعاً: بسم الله الرحمن الرحيم (الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) صدق الله العظيم ملك الجن"خوصان": صدق الله العظيم, يا خالد!! هذه آية الكرسي(من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي.. ومن قالها حين يمسي أجير منهم حتى يصبح) رواه الحاكم. خالد: جزاك الله خيراً أيها الملك و بارك لك في ملكك... أردف خالد قائلاً: و ما هي نقاط ضعفي حتى أسدها على العُصاة من الجن؟!! ملك الجن"خوصان": الأمر الأول, حافظ على الطهارة و احرص على أن لا تركن ساعة و أنت جُنُب!! الأمر الثاني, تذكر الله و اذكره في لحظات الخوف الشديد و في لحظات الفرح الشديد... نظر خالد إلى ملك الجن بتعجب و هو ينتظر تفسير هذا الكلام... تابع الملك كلامه فقال: من لحظات ضعف البشر و التي يتلبس فيها الجن بالإنس لحظات الخوف الشديد من الظلام أو المجهول و لحظات الطرب و الفرح الشديد... سمع خالد تلك الكلمات و وعاها جيداً... وعد أن يظل في حفظ الله دوماً بإتباع ما يزيده قوة و الابتعاد عما يزيده ضعفاً و هواناً... سمع خالد ملك الجن و هو يقرأ كفارة المجلس( سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك). وقف ملك الجن أمام خالد و قال: يا خالد!! وجب عليّ أن أغادر إلى مصلاي فقد تأخرت عن صلاة الليل و قد أقترب وقت صلاة الفجر و قد لا ألقاك بعد الصلاة لأنني أجلس في المسجد حتى الإشراق و نحن يا خالد لا نظهر بعد شروق الشمس... تابع الملك كلامه قائلاً: شرفنا يا خالد أن تكون بيننا.. و نشكرك على صنيعك فينا و حسن مساعدتك لنا... سيبقى معك "طارخ" و الفرسان حتى صلاة الفجر, بعدها تستطيع أن تنام في خير و أمان و تغادر متى شئت فأنت في حمانا و ستجدنا يا خالد متى احتجت إلينا عون لك على الطاعة ... أقترب ملك الجن من خالد و احتضنه و في عينيه دمعة ثم تقدم "هيدبا" و احتضن خالد و هو يقول: سأغادر أنا أيضا يا خالد.. لقد أحببتك فنعم الفتى أنت.. اسأل الله أن يعز الإسلام بأهله... غادر ملك الجن"خوصان" و معه شقيقه"هيدبا"... تبعهما خمسة من الجن كالحرس الذي يحمي الملوك... أطرق خالد برأسه قليلاً إلى الأرض و هو يفكر في هذا العالم الغريب... تنبه إلى أن "زيزفونة" ليست في المجلس... و تنبه إلى أن ملك الجن قد غادر لتوه مع "هيدبا" ثالث وجه يشعر فيه بالأمان... برغم ذلك و مع غياب من يشعر في وجوههم بالأمان لم يكن خالد خائف أبداً ربما لأن في الشابين ما يدل على أنهم من البشر مثله... نظر خالد إلى "طارخ" و إلى" ضعفن و " شرعيل " ليجد في وجوههم قدر كبير من الراحة... أقبل عليهم فأجلسوه في وسط المجلس و هم يتحدثون معه مبتسمين.. كان خالد مستغرباً من أمر "ضعفن و " شرعيل " لذلك بادرهم بسؤال سأل خالد قائلاً: هل أنتما من البشر؟!! أجاب "ضعفن": لا يا خالد نحن من الجن و من قبائل الجن العربية الأصيلة... خالد: لا أعتقد.. فأشكالكما مطابقة تماماً لأشكال البشر حتى أنكما أقرب من "طارخ" إلى الشكل الحقيقي للبشر... ابتسم"شرعيل" و هو يقول: يا خالد, نحن أبناء الملوك لنا ميزات على باقي الجن فالمُلك أمرٌ جلل و يكفي قوله تعالى(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير) و هذا يدل على أن الملك خاصية يختص بها الله من يشاء زيادة في الابتلاء و الامتحان و ليجزي من أحسن و يأخذ من أساء بجريرة... قال خالد موجهاً كلامه إلى طارخ: إذاً لماذا لا تتشكل مثلهم و بنفس الإتقان ؟!! أجاب طارخ: أنا من بيت الملك فعلاً لكنني لست أبن الملك!! و لو كان للوقت متسع و تمكنت من رؤية إتقان"زيزفونة" للتشكل لتعجبتَ مما أكسبها الله... قال" شرعيل " و هو يضحك: دعك منه يا خالد.. سيكون "لطارخ" شأن كبير فبهو من سيكون خليفة للملك بعد الشيخ"خوصان" فوالد "طارخ" الشيخ "هيدبا" منح الخلافة ل"طارخ"... قال"ضعفن": حينها سيكون "طارخ" أكثر منا في فضل الله بكثير... فهو أبن الوزير شقيق الملك و هو خليفة الملك و هو أيضاً من أسرة حاكمة منذ القَدَم و قبل أن توجد قبيلتانا بكثير... قال" شرعيل " و هو يغمز "طارخ" إضافة إلى أنه أشجع فارس في قبائل الجن قاطبة... مثل عنترة في عالمكم... قلَّبَ خالد بصره بينهم قبل أن يقول بتردد: كيف هي أشكالكم الحقيقية؟ هل هي مرعبة كثيراً بحيث أنني لن أستطيع تحملها؟!! تعجب الجن من كلام خالد لكن "ضعفن " أجاب مبتسماً: يا خالد لا تشغل نفسك بمعرفة كل شئ أو محاولة معرفة كل شي ,استمتع فقط... خالد: استمتع بماذا؟!! قال" شرعيل ": اعتبر نفسك في رحلة خاصة جداً على أرض العجائب.. جولة في عالم الجن. عالمٌ يتمنى الكثير من بني البشر أن يسبروا أغواره لكنهم إذا دخلوه لا يجدون الوقت الكافي ليحكوا ما رأوا تكلم "طارخ" ممازحاً خالد: و إذا دخلوه كانوا أغراباً منبوذين, بعكسك أنت حين دخلت فأحببناك... التقط "ضعفن " طرف الحديث و هو يقول: رحلتك هذه يفقد فيها الكثير من بني البشر عقولهم و ألبابهم... تابع "ضعفن" قائلا: عش اللحظة يا خالد..لتحكي لأحفادك عن عجائب الدنيا... قال "طارخ": نصيحة من أخ محب لك يا خالد, أجعلها في كل أمورك!! خالد:تفضل يا "طارخ"... قال "طارخ": دع عنك ما ذكر في كتاب الله بقوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) تكلم "ضعفن" قائلاً: يا خالد كفانا حديثاً عن عالم الجن... قال" شرعيل ": نحن فتية فدعنا نتحدث في أمورٍ تهم مرحلة الشباب... لم يعترض خالد فاندمجوا جميعاً في أحاديث شيقة في عالم الأنس أبعدت عن خالد كل الهواجس... تكلموا في كل شئ , تكلموا عن الحب و عن الصحة و عن الدين حتى عن كرة القدم... انضم إليهم عدد من الجن المتواجدين في المجلس مقبلين بحديثهم إلى خالد بكل حب و مودة و هو في وسط المجلس و وسط اهتمامهم... شعر خالد انه يعرفهم منذ زمن طويل... شيء واحد كان يشغل تفكير خالد لكن ما هو؟!! لا أحد يعرف غير الله ثم ضوء!!! إذاً انتظروها في الجزء القادم فقد حانت لحظات الفراق الألم... . . يتبع بالجزء التاسع . . . . كونوا معنا لتجدوا ما يبهركم .. أفتحوا الأضواء، وخذوا أنفاسكم الطبيعية
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23-03-2009, 11:03 PM | المشاركة رقم: 36 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
وفي انتظار الجزء التاسع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23-03-2009, 11:38 PM | المشاركة رقم: 37 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
نترياك ياخويه @-) |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
28-03-2009, 02:09 AM | المشاركة رقم: 38 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
وأقتربت نهاية القصة ..! وإذ نسعد بقرب معرفة جميع تفاصيلها، فسيساورنا الشوق والحزن لحرماننا جمعتنا ومتابعتنا ومشاركتنا أحداث القصة الممتعة تابعوا بتركيز .. فقد اقترب ختام القصة " الجزء التاسع " . . شعر خالد انه يعرفهم منذ زمن طويل, شيء واحد كان يشغل بال خالد.... ظل يفكر في الأمر و يعجز عن الإفصاح عنه... ما كان يشغل بال خالد هو أن "زيزفونة" ليست هنا... و مع شروق الشمس سيختفون جميعاً و يظل هو وحيداً دون حتى أن يودع طفولتها المشرقة... تفرع بهم الحديث و تشعب حتى نسي خالد أنه في عالم الجن و أنه بينهم... أخذوا يتبادلون النكات و التعليقات و يتناقشون و خالد في صدر المجلس يشعر باهتمامهم و تقديرهم و حبهم له... يرى خالد في وجوه الفرسان الثلاثة كل علامات الرجولة و الشهامة و الفروسية... تناهى إلى سمع خالد صوت المؤذن و هو يرفع أذان صلاة الفجر... صمتوا جميعاً و هم يرددون خلف المؤذن... حين انتهى الأذان, وقف الجن مودعين خالد فقد حان وقت الرحيل... قال "شرعيل": أسعدنا يا خالد أن نلقاك بعد أن سمعنا عنك و أتمنى أن أجلس معك أكثر, لكن حان وقت الصلاة .. وبعد الصلاة علي العودة إلى قبيلتي مع رجالي قبل شروق الشمس , فنحن من جن بلاد المغرب و سنستغرق بعض الوقت للوصول إلى ديارنا... قال خالد سعيداً: أسعدني وجودك يا "شرعيل".. و شرفني أن ألقاك و أتعرف بك... تقدم "ضعفن" من خالد و هو يقول: و أنا أيضاً سأغادر قبل شروق الشمس فأنا يا خالد من جن العراق و المسافة أقرب إلى ديارنا لكن سأنهي أموراً أوصاني بها "طارخ" في قبيلة الجن الكافر, لكن يعلم الله يا خالد إنني أحببتك... أجاب خالد: أحبك الله الذي أحببتني فيه تدخل في الحديث "شرعيل" قائلاً: لقد أتينا و لك في قلوبنا تقديراً و إجلالاً و التقيناك فازددنا لك حباً, حتى جنودي أحبوك... خالد: شكراً لك يا "شرعيل"... تابع خالد مبتسماً و هو يوجه كلامه إلى "ضعفن": أليس معك جنداً يا "ضعفن"؟ رد "ضعفن" قائلاً: بلا يا خالد. لقد جئتُ من بلادي و معي 300 ألف فارس و مع "شرحيل" 100 ألف إضافة إلى 700 ألف فارس من فرسان هذه القبيلة, لذلك حين سمعت القبيلة الكافرة بعددنا استسلمت و رضخت رغم أن من أجتمع لهم من حلفائهم يفوق عددنا لكن كان الله معنا... قال "شرعيل" و هو يربت على كتف خالد: سنصلي الفجر و نغادر... تكلم طارخ قائلاً: باسمي و اسم قبيلتنا أشكركما يا"شرعيل" و" ضعفن" على حضوركما و باسم كل قبائل الجن المسلمة أشكرك يا خالد على صنيعك و نثمن لك وجودك , الفضل بعد الله لك... كانت فتائل للحرب لا تخمد لكن الله يسرك لتكون العزة لمن ارتضى و تثبت هزيمتهم في أصقاع المعمورة... أجاب خالد: إن الشرف لي , فمن يتسنى له هذا الشرف ليكون في ضيافة الجن... و أي جن؟ ..جنٌ ملكوا كل الشهامة و الكرم... "طارخ":هيا يا خالد ..أدخل و توضأ... قد لا نلتقي بعد الصلاة.. فنم قرير العين و تستطيع الرحيل متى شئت... دخل خالد و توضأ... حين خرج وجد نفسه أمام مفاجأة جديدة... كان كل شيء مختلفاً... مشهدٌ غريب بحق جعل خالد يتعثر و هو يحاول العودة إلى الحمام... وجد المجلس خاوياً خالياً... لا أحد فيه... لم يجد إلا شخصاً واحداً يقف في إحدى أركان الغرفة و ملصقاً وجهه بالجدار... لم يكن هذا الشخص سوى فتاة في ريعان الصبا, شعرها أسود طويل يتجاوز ظهرها ليصل إلى عجزها... هم خالد بالعودة إلى الحمام فلا بد أنه خرج من باب آخر و إلى مكانٍ آخر... فالغرفة تبدوا أصغر كثيراً من المجلس الذي كان فيه... إضافةً إلى أن لا أحد من الجن هنا, لا "طارخ و لا شرعيل و لا ضعفن" لا أحد سوى هذه الفتاة الجديدة... تعثر خالد و هو يحاول العودة إلى الحمام و كاد أن يسقط على وجهه... خاطبته الفتاة قائلة: على رسلك يا خالد.. ما بك؟!! توقف خالد و التفت إليها مطرقاً يرأسه إلى الأرض و قال: آسف.. فلا بد أنني خرجت إلى مكانٍ آخر... أجابته الفتاة: لا تقلق يا خالد, هو نفس المكان... تلعثم خالد قبل أن يسأل قائلاً: و هل تعرفين أسمي؟!! نعم أعرف أسمك, و أنت ألا تعرف أسمي.؟!! أجاب خالد : لا...أبداً... ضحكت الفتاة قبل أن تقول: هل نسيتني بهذه السرعة؟ تابعت كلامها قائلة: ما فتأت تقبلني يا خالد منذ رأيتني أول مرة... نظر خالد إلى الفتاة بطرف عينه و هو يقول: هل تعني أنك "زيزفونة"؟!! أجابت الفتاة و هي تبتسم: نعم يا خالد,أنا "زيزفونة"... نظر إليها خالد فأسره ما رآه!!.. فتاةٌ جميلة... بل رائعة الحسن, لم ير خالد مثلها قط... ترتدي ثوباً أسود طويل بأكمامٍ قصيرة... عيناها واسعتان... يتماوج فيهما لون أخضر ممزوج بسوادٍ آسر... بيضاء كالقمر يوم تمامه... يظهرها ثوبها الأسود و كأنها هالة نور تنبعث من بين السحب... شعرها الطويل يتلألأ و كأنه أمواج تعكس أنوار النجوم الخافتة... وجهها صافٍ كوجه الوليد... و حمرة تنبعث من وجنتيها و كأنهما زهرتين ورديتين... نقشُ حناء على كفيها يصل إلى نصف الساعدين... نقشٌ و كأنه أغصاناً تشابكت لترسم للجمال صورة... نظر خالد إلى قدميها ليراهما بلونِ شمس الصباح و بنقش حناءٍ يأسر اللب و يوهن الفؤاد... عاد خالد ينظر إلى وجهها من جديد ليُقابل بنظرات أقل ما يقال عنها أنها تجعل اللبيب المفوه يعجز عن كل قول سوى التسبيح... و هذا ما فعله خالد إذ قال: سبحان الخلاق.. أردف قائلاً: هل أنتي "زيزفونة" الطفلة؟ أجابته ضاحكة: نعم يا خالد.. أنا الطفلة"زيزفونة" التي رفضت الزواج بها... قال خالد بسرعة: أوافق!! أنا موافق... سأتقدم طالباً يدك من جديد... زيزفونة: و هل ستعود و تخبره أنك ستتزوج من طفلة؟!! صمت خالد برهة قبل أن يقول: ألهذا كان يقول والدك أنك لستِ بطفلة؟ أجابته: نعم و لهذا كان ينظر إليك أهل القبيلة بحنق... خالد: كل تلك النظرات الغاضبة كانت حاقدة عليّ "زيزفونة": نعم .. الم تكن تُقَبِل ابنة مليكهم الطفلة و التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى فتاة بلغت سن الرشد؟ خالد بتعجب:يا إلهي!! ألهذا غضب "طارخ"؟!! "زيزفونة": هذا صحيح يا خالد... سأل خالد بحزن: وهل يغار عليك "طارخ" أجابته "زيزفونة"قائلة: و لَم لا... الستُ ابنة عمه؟ صمت خالد قبل أن يقول و كأنه يبغي إجابة معينة: لا بد أن من الجن من خطبك... قالت زيزفونة" و بلا مبالاة: نعم هم كُثر و قد كُنت أنت المقدم عليهم و الأحق بالأمر منهم... خالد بتعجب: أنا؟!! مقدم على باقي الجن؟ قالت زيزفونة بهدوء: كان لك الأفضلية حتى على "طارخ"... سألها خالد بانكسار: هل تعنين أنك ستتزوجين "طارخ"؟!! ردت "زيزفونة" قائلة:لا.. "طارخ" يحب "راما" و سيتزوجها ما دمت أنا من تسعى له في الموضوع... خالد: من "راما" هذه؟ هل هي أختك؟!! أجابت "زيزفونة" قائلة: "راما"!؟! لا يُذكر الجمال في عالم الجن إلا و ذكرت "راما"... سألها خالد متعجباً: و هل هناك من هي أجمل منكِ؟!! قالت "زيزفونة" بثقة: بالتأكيد لا... فبلا فخر يا خالد.. أنا أجمل فتاة في قبائل الجن, وهذا ليس رأيي بل هو رأي فرسان قبائل الجن و تصنيف مجلس الجن... اكتسى وجه خالد حزناً و هو يسأل: إذاً ستتزوجين واحداً من الذين تقدموا لخطبتك... قالت "زيزفونة" باسمة: كلهم يا خالد أقل من أن يُذكروا إلا "ضعفن"... سأل خالد: و هل طلبك "ضعفن" للزواج؟!! "زيزفونة": نعم .. طلبني أكثر من مرة لكنني لم أوافق.. و هذا ما جعلني أغادر حين حضر, فتخيل أنك قبَّلتني في حضوره ماذا تتوقع أن يحدث لقلبه؟!! سألها خالد: و هل يحبك "ضعفن " لهذه الدرجة؟ أومأت "زيزفونة برأسها إيجاباً... تابع خالد كلامه فقال: لكن لماذا لم توافقي ؟فيه عيب أليس كذلك؟!! قالت "زيزفونة": على العكس يا خالد.. لا عيب في "ضعفن" أبداً بل فيه كل الصفات التي تتمناها أي"جنية" في فارس أحلامها فهو واحدٌ من أفضل الشباب و أوسمهم و من أشجع الفرسان بعد "طارخ"... خالد: إذاً لماذا لم توافقي عليه؟!! أجابت زيزفونة: لأنني أعتبره مثل أخي فقد تربى "ضعفن" في قبيلتنا معي و مع "طارخ" منذ الطفولة حتى أشتد عوده, وكنت أراه أخاً لي لا أكثر... سألها خالد بتوجس: و هل في قلبك أحد من الجن يا"زيزفونة"... أجابته: و هي تنظر إليه باسمة:حتى الآن لا... قلبي خالي... قال خالد و بسرعة: إذاً هل تقبلين الزواج بي؟ ثم تابع موضحاً كلامه: لو طلبتك من الشيخ" خوصان" هل ستوافقين؟!!! تنهدت "زيزفونة" قبل أن تقول: لن يستقيم الأمر يا خالد... سألها خالد بحزن: لماذا؟ هل لأنني لست أبن ملك؟!! "زيزفونة": ليس للمُلك عندي أهمية!!! خالد و قد برقت في عينيه لمحة أمل: إذا سيستقيم الأمر يا"زيزفونة"... ضحكت زيزفونة قبل أن تقول بألم: و من سيسكن في عالم الآخر؟ من سيتخلى عن حياته ليلتحق بالآخر؟!! و هل تستطيع أن تعيش في عالمنا؟!! أجاب خالد: و هل أعيش معكم في الليل ثم تختفون و تتركونني نهاراً تابع خالد بتردد: أرى أن الزوجة هي من تلتحق بزوجها... قالت زيزفونة وبابتسامة مكسورة: لن تستطيع أن توفر لي أبسط احتياجاتي يا خالد, المأكل و المشرب...خالد: ماذا تعنين؟ لم أفهم!!! "زيزفونة": كيف أأكل و أشرب؟ هل تستطيع أن توفر لي طعامي؟!! أم تريدني أن أرجع إلى قبيلتي كلما اشتهيت الطعام؟ و هل تظن أن أباً سيقبل بذلك؟!! خالد: بل سأوفر لك طعامك بالتأكيد... "زيزفونة": إذاً لضربوا عليك حكماً قاطعاً بجنونٍ أو بِرِدة... خالد: لماذا؟!! "زيزفونة": هل تعرف يا خالد ما هو طعامنا نحن الجن؟!! أجاب خالد بلهجة الواثق:نعم, العظام؟! قالت"زيزفونة": العظام و أشياء أخرى فهل ستبحث عنها عند القصابين و على أطراف المقابر؟!! لو فعلتها يا خالد لحكموا عليك انك ساحر أكملت زيزفونة كلامها بجدية قائلة: و الأهم من ذلك, هل تستطيع أن توفر لي ما أحتاج إليه من "الزئبق الأحمر"؟ سألها خالد بتعجب: أنا أعرف الزئبق, لكن "زئبق أحمر"!! لم أسمع به قبلاً, فما هو... أجابته "زيزفونة": هو غير الزئبق الذي تعرفه, هذه المادة مهمة في عالم الجن, و مهمة جداً لملوك الجن و لمردة الشياطين على حدٍ سواء... لا يملكها إلا قليل في عالم الجن, و لا يعرف أماكن تواجدها أنسٌ و لا جان, إلا أن يجدها من حالفه الحظ, وهذه المادة محور حروبٍ طاحنة بين الجن منذ القدم يستخدمون معها كل شيء و يستعين البعض من أجلها بالسحرة و بإبليس نفسه... همت "زيزفونة" بتكملة حديثها عن الزئبق الأحمر غير أنها صمتت فجأة و كأن أمراً وصلها بعدم الإفصاح أكثر... تناهى إلى سمه خالد صوت المؤذن و هو يقيم الصلاة... هم خالد بالخروج غير أن "زيزفونة" سدت الطريق في وجهه... و منعته من اللحاق بالصلاة... ؟؟ !! ! . . . . . ترى لماذا؟!! لماذا تمنع زيزفونة خالد من الخروج للصلاة؟ و ما الذي جد في الموضوع..! . . أسئلة حائرة..! تنتظرنا إجاباتها في الفصل القادم الفصل الأخير ختام قصتنا الأولى " في ضيافة الجن " فلتوافونا سريعا ً فاللهفة تسابقنا وموعدنا الجزء العاشر والأخير كونوا معنا لتجدوا ما يبهركم .. أفتحوا الأضواء، وخذوا أنفاسكم الطبيعية
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28-03-2009, 02:10 AM | المشاركة رقم: 39 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الطاهري معول
المنتدى :
منتدي الخواطر و القصص
. . وأخيرا ً وصلنا لختام القصة المشوقة المثيرة وأعتذر كم أحبتي عن تأخير الجزء الأخير، ربما لأنه الختام، وأيضا ً لعدة مشاغل شغلتني ولن أطيل عليكم: " الجزء العاشر والأخير " . . قال خالد: "زيزفونة" ستفوتني صلاة الجماعة...!! أجابته"زيزفونة" و هي تشير إلى اتجاه القبلة: صلي هنا و هذا اتجاه مكة... سألها خالد متعجباً: و هل أصلي وحدي و أضيع أجر الجماعة؟!! زيزفونة: منذ متى تهتم بصلاة الجماعة؟!! أجابها باسماً: من اليوم, فبعد أن رأيت ما رأيته في عالمكم سألازم باب مؤذن حينا... ضحكت "زيزفونة" من كلام خالد وهي تقول: لكنك لن تستطيع أن تصلي معنا؟!! سألها خالد: و لماذا ؟ هل صلاتكم مختلفة؟!! أجابته زيزفونة: لا ليست مختلفة, لكن أنت تعرف يا خالد أن الصلاة إقبالٌ على الله بكل الجوارح و التجرد من كل أمور الدنيا, لا رياء و لا ادعاء فكيف سنتشكل في الصلاة... خالد: صدقتِ يا "زيزفونة": فبئس العبد من يرضي الناس على حساب مولاه... إذا سأصلي هنا... بعد الصلاة, تستطيع أن تنام يا خالد و إذا استيقظت لصلاة الظهر تستطيع أن تكمل نومك أو تتابع سفرك متى شئت فنحن لن نكون هنا لأننا لا نظهر بعد شروق الشمس... قال خالد بحزن: هل هو الفراق يا "زيزفونة"؟ ألن أراكِ من جديد؟!! أجابته "زيزفونة" و في وجهها مسحة حزن: لا يا خالد ليس الفراق... حين ترحل تستطيع زيارتنا إذا أردت... ما عليك إلا أن تتحرى ليالي غياب القمر و تحضر إلى أطراف الوادي ليلاً و نحن سنرسل أليك من يحضرك... تابعت "زيزفونة" كلامها و هي تقول: سأعود إليك بعد أن تصلي... غادرت "زيزفونة" و أغلقت الباب بهدوء ليشعر خالد أن روحه قد غادرت معها... وقف خالد باتجاه القبلة و استعد للصلاة... هم بالتكبير لكنه تذكر "زيزفونة"... أغلق عينيه... جمع صورتها مع كل ما يشغل باله و طرحه جانباً... أقبل خالد على ربه بكل جوارحه و بخشوع و سكينة... همس بقوله: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك... صلى صلاته في سكينة... حين انتهى ذكر الله وشكره على نعمه... حمد الله على فضله و على حفظه له... انتظر حضور "زيزفونة" بقلبٍ حزين...تأخرت فبكى من الشوق... ألن تحضر ليودعها ؟ ألن يراها لآخر مرة؟!! استلقى مكانه و بدأ النوم يداعب جفونه... تنبه إلى قرعٍ على الباب... رفع رأسه بتثاقل و هو يقول: تفضل... فُتِح الباب فدخلت زيزفونة... رآها كما رآها أول مرة... فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها... كالقمر... ترتدي جلباباً أبيض مائل إلى الحُمرة... شعرها كستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة... تأكد خالد من شعوره بجمالها وولوجها إلى الروح دون عناء... كانت تمسك في يدها وسادة بالكاد تسحبها... تقدمت منه و هي تناوله الوسادة... جلس خالد على ركبتيه و حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنها بقوة... أخذ يقبلها فسكنت بين يديه كطفلٍ وديع... وجدها رقيقة كنسمات الصباح... أستنشقها بقوة... رائحتها عبِقة, ليست رائحة عِطرٍ أو طيب.. و لا رائحة العشب الأخضر... هذه المرة كانت برائحة ماء السماء... رائحة المطر... ضمها خالد إليه بقوة فبكى... تململت قليلاً ثم ابتعدت... رأى في عينيها دمعة حائرة... قالت"زيزفونة" بألم: لا يصح يا خالد!! فلا عذر لك بعد الآن... تابعت قائلة: لن يعذرك أهل القبيلة و قد علمت الآن أنني لست بطفلة... سالت دمعة على خد خالد و هو يقول: أهو الفراق؟ لم تجبه "زيزفونة"على سؤاله لكنها اقتربت منه... أمسكت رأسه بكلتا يديها...طبعت قبلة حانية على جبينه... أمالت "زيزفونة" رأس خالد فاستجاب لها و استلقى على الوسادة... جلست جوار رأسه... نظرت إلى عينيه... كان يستجديها ببصره... مسحت دموعه بكفها الصغير... مدت يدها في الهواء لتسحب غطاءً لم يكن موجوداً و كأنها أحضرته من الفراغ... غطته و دون أن تتكلم أشاحت بوجهها بعيداً و أغمضت عينيها... بدت و كأنها تسبح بأذكار الصباح... و رغم شعور خالد بالتعب إلا أن النوم قد جافاه... ما زالت عيناه مفتوحتان... فجأة نظرت إليه"زيزفونة" لتجده ينظر إليها... ابتسمت.. عضت على شفتيها و تنهدت بانكسار... اقتربت من رأسه فنفخت في وجهه رائحة كالريحان ليغط بعدها في نومٍ عميق... لم يشعر خالد إلا بأشعة الشمس و هي تلفح وجهه... فتح عينيه ليصطدم بصره بالشمس و هي في كبد السماء... نظر حوله ليجد نفسه في صحراء قاحلة... أرتعب خالد خاصة حين وجد نفسه مغطاً بالرمال إلى رقبته... أما الوسادة, فلم تكن أكثر من صخرة كبيرة ملساء تم اختيارها بعناية... أزاح خالد الرمال التي كانت بمثابة الغطاء من على جسده... حاول زعزعة الصخرة فوجدها ثقيلة جداً... وجد أثراً للصخرة ما يعني أنه تم سحبها من مكانٍ بعيد... وجد خالد انه تحت جبل صغير و الذي كان يقيه الشمس منذ الصباح و حتى الآن... نظر إلى ساعته ليجد أن الوقت هو وقت صلاة الظهر... تلفت خالد حوله مرة أخرى فلم يجد أثراً لحياة... خفق قلبه رعباً... طار صوابه, غير إن نسمة باردة لامست وجهه فهدأ قليلاً... قرر أن يغادر و أن يصلي الظهر في أقرب استراحة في الطريق... قام من مرقده فوجد آثاره القديمة حين حضر, ولا خطوة أخرى معه... تبع خطواته رغبة في العودة إلى حيث سيارته... مشى و هو يفكر,! هل كان هذا حلمٌ أم تراه مشى هائماً دون أن يدري؟ هل ما عاشه حقيقة أم مجرد خيال و تصورات؟ توقف خالد في نقطة معينة... إذاً لم يكن حلماً... هنا قابل ذلك المخلوق الذي أراد أن يريه الشكل الحقيقي للجن... عرف ذلك من آثاره حين جلس.. و حين بكى.. و حين حبى, لكن.. لا آثار للجني... هناك فقط آثارٌ يعرفها جيداً... آثار أقدام صغيرة... هي ..آثار "زيزفونة" و في نفس المكان فقط ثم انقطعت... كانت حقيقة إذاً... واصل خالد طريقه ليصل إلى حيث شجرة كبيرة... جرداء من الورق.. ليس فيها إلا أغصان جافة... في قمة الشجرة, غراب كبير ينعق... هنا كان الجني المأسور قابعاً و إلى هذه الشجرة كان مربوطاً... أطلق خالد ساقيه للريح و هو يقرأ آية الكرسي... خرج خالد من بين جبلين ليجد سيارته في نفس المكان الذي نزلا منها في هو و "طارخ" بعد وصولهما ليلاً... ركب خالد سيارته و أدار محركها... قبل أن ينطلق ألقى نظرة إلى الخارج ليفاجأ بأمرٍ آخر... لاحظ أن هناك خطوات كانت تتبعه... خطوات كانت ترافق خطواته دون أن ينتبه... لاحظ أيضاً أن الخطوات وصلت معه إلى باب سيارته ثم انحرفت باتجاه مؤخرة السيارة ... أرتعب خالد من أمر هذه الخطوات كثيراً... (لحظة)!!, هي كلمة قالها خالد فالخطوات لقدمين صغيرتين... نعم.. إنها خطوات"زيزفونة"... نزل خالد من السيارة على عجل... تبع الخطوات باتجاه مؤخرة السيارة ليجدها و قد توقفت خلف السيارة تماماً... امتقع وجه خالد فصاح"يا الله"... في الخلف, لم تكن خطوات زيزفونة وحدها... بل معها خطوات مرعبة.. كبيرة... قدمٌ ممسوخة بثلاثة أصابع كأصابع الدجاج و أصبع رابع يبدو أنه ينبت من باطن القدم لينغرس في الأرض مع كل خطوة... اختلطت تلك الخطوات مع خطوات زيزفونة لتنقطع الخطوات الصغيرة على مسافة قريبة باتجاه الصحراء و تظل الخطوات الكبيرة و التي بدورها تلاشت على بعد خطوات في غياهب الصحراء... صاح خالد و هو يردد"زيزفونة"!!! لا بد أن القبيلة الأخرى أخذتها أسيرة... يتخيلها في قبضة قبيلة الجن الكافرة... يتخيل أجمل فتاة في يد من لا يرعون براءة و لا ذمة... يراها في يد ابن ملك القبيلة الكافرة... لن يرحموها فهي ابنة ملك الجن... تخيل حال والدها الشيخ "صوخان" و حال شقيقه" هيدبا"... تخيل اغتمام "طارخ" و حزن "شرعيل" تخيل بكاء "ضعفن" على حبه و حلمه الذي ضاع... تخيل انكسار فرسان القبيلة و رجالها... . . تُرى .. هل كان خالد سببا ً في شقاء من قدموا له أكرم ضيافة..! وبعد أن كان لهم خير من نزل بهم، وسبب انتصارهم وسعادتهم هل تسبب في أخطر وأكبر مصيبة ٍ تحل بهم . . . . . . هل معقول ٌ بالله أن تنتهي قصتنا بهذه المأساة ..! أسئلة حائرة..! تنتظرنا إجاباتها في النصف الأخير من الجزء الختامي للقصة ولكن .. قبلها .. أنتظر منكم أحبتي مشاركتكم..! أريد أن تعلقون وتشاركونني أحداث القصة من مخيلاتكم وأن تقترحون ختاما ً للقصة يناسبكم حتى وإن كان مأساويا ً محزنا ً .. . . فلتوافونا سريعا ً فاللهفة تسابقنا كونوا معنا لتجدوا ما يبهركم .. أنتظركم بشوق لقراءة أفكاركم واستكمال القصة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|