إنٌَ الرجـال وإنْ قـلـٌتْ ، مَعَادنـها ذَهَبـاً --- عنـد الشدائد تطلبها في الحال تلقـاهـا
تحـمـل إليـكَ الخـيـرَ أينمـا رحـلـت --- وتـذودَ عنكَ صِعاباً كنـتَ تخشاهـا
وتحـفـظُ لـك السـرٌَ ولا تُـفشـي بـهِ --- وتصونُ عِرضاً كَرِيماً فَضَحَـتهُ أعداهـا
وتَبـقـى علـى العَهـدِ وإنْ كَانَ الحِمَامُ بـِهِ --- وَتَرفِـضُ الغَـدْرَ وَلو فيه كان مَحياها
هــذهِ الـرجـالِ وإنْ صَنـٌفتـها ذهبـاً --- تَراهُ قليـلاً لِمـا فَعَـلَتـهُ يُمْنَـاهـا
وأُخـرى رََأيتُكَ وَقَـدِ اكتويتَ بِحِقْدِهَـا --- فَيَمِيَنُهَا لَيْـتَها شُلٌتْ وابتلـتْ عَـيْناهـا
فـالحـرٌُ يَبْقـَى ولَوْ قَـلـٌتْ مَـوَارِدُهُ --- وَإنْ حَدَثَتْهُ النفسُ يَوْماً بالنصحِ أسداهـا
وإنْ شكتـهُ النَفْسُ جـوعاً نَهَرتْـهُ عِـفَـتُهُ --- بِكِسْرَةِ خُبْـزٍ عـَنِ السُـؤالِ غنـاهـا
فالنفـسُ بِالعـِزَّةِ إنْ عـَلـَتْ وسـَمـَتْ --- فـلا تُهـانُ ، ولا حـدٌُ مَـداهــا
وإن أَغَـراكَ ذُو لُـؤْمٍ فـي مَنـاقـبـهِ --- وأغدقَ عليك وعوداً ما أجمَلَها وأحلاهـا
فتَـرَى وُعُـودَهُ سَـرَابـاً حِيـنَ تَطْلِبُـها --- وما مَنَـٌاكَ فيـه ,فَقَـد لِلنَّاسِ منـٌاهـا
فالنـاسُ صِنْـفَـانٌٍ مَا لهـم مِنْ ثـالـثٍ --- صِنفّ كريـمّ، وثانيـهما اللـؤمُ أغواهـا
فاحـذ رْ كريـماً إذا مـا عَضـته فاقَـتُهُ --- واحـذ رْ لئيماً إنْ الدنيا أَغْنَتْهُ عَطَـايَاها
ولا تُعْطِـ وعـوداً لـستَ بفـاعـلها --- ولا تَبِنِ قُصـوراً تُهْـدَم زَوَايـَاهَـا
فاصْـدِقَ القَـوْلَ ولا تَخْشَ عـَوَاقِـبَهُ --- وَاتْبَـعِ الحَـقَّ وَاهْجُرْ مَا للنفس تَهْوَاهَـا
ولا تَقُـل للمُـرٌٍ مـذاقـهُ عَـَسلّ --- ولا لِلِذئبِ شَاةّ ولو دَرّ َكما تَـدرُّ َثَدْيـاها
واخـتـرْ لِـنَفْسِكََ نَهْجـاً أنتَ تَـرَغَبُـهُ --- ولا تمشِ طريقـاً يوماً ما كنتَ تـرضاها
فإنّك إذا ذَكَرْتَ كريـماً رَأيتَ الـناسَ تَحْمِـدهُ --- وإذا ذَكَرْتَ لئيماً أشاحتْ بِالكُرْهِ عينـاها