الإهداءات



المنتدى الاسـلامي كل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 07-05-2012, 11:52 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابوظافره الفقير

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 1058
الدولة: أرض الله الواسعه
المشاركات: 1,429
بمعدل : 0.26 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوظافره الفقير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسـلامي
افتراضي إن لله مئة رحمة‎


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:

فإن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء،

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) رواه البخاري. وفي رواية له: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).

ورواه مسلم بلفظ: (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة).

معاني الألفاظ:

قوله: (وأخر تسعاً وتسعين رحمة)
قال الطيبي: "رحمة الله تعالى لا نهاية لها فلم يرد بما ذكره تحديدا بل تصويرا للتفاوت بين قسط أهل الإيمان منها في الآخرة وقسط كافة المربوبين في الدنيا

(حافرها) الحافر للفرس كالظلف للشاة.

قوله: (فلو يعلم الكافر) قدم ذكر الكافر لأن كثرتها وسعتها تقتضي أن يطمع فيها كل أحد، ثم ذكر المؤمن استطرادا.

قوله (لم ييأس من الجنة) قيل المراد أن الكافر لو علم سعة الرحمة لغطى على ما يعلمه من عظم العذاب فيحصل به الرجاء، أو المراد أن متعلق علمه بسعة الرحمة مع عدم التفاته إلى مقابلها يطمعه في الرحمة.

قوله: (حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه).

في رواية عطاء "فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها" وفي حديث سلمان "فيها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض" قال ابن أبي جمرة: خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف الذي يعاين المخاطبون حركته مع ولده؛ ولما في الفرس من الخفة والسرعة في التنقل، ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها.

شرح الحديث:

في هذا الحديث يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- سعة رحمة الله تعالى لأهل الجنة في الآخرة، فإذا كانت الرحمة التي نراها في الأرض والتي شملت كل الخلائق تساوى واحداً في المائة من رحمة الله تعالى، فكيف برحمته تعالى في الجنة التي تساوي تسعاً وتسعين!

إنه إغراء كبير ورفع لهمم المؤمنين الذين يرجون رحمة الله في الآخرة، إنها رحمة شاملة كبيرة ينعم فيها الإنسان ولا ييأس، إنه الفوز الكبير كما سماه الله تعالى في كتابه، وهو العطاء الممدود الأبدي غير المقطوع.

قال ابن حجر رحمه الله: "وقع في حديث سلمان عند مسلم في آخره من الزيادة "فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة" وفيه إشارة إلى أن الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها أيضا، وصرح بذلك المهلب فقال: الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم. قال: ويجوز أن يستعمل الله تلك الرحمة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء، وهي التي من صفة ذاته ولم يزل موصوفا بها، فهي التي يرحمهم بها زائدا على الرحمة التي خلقها لهم، قال: ويجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض؛ لأن استغفارهم لهم دال على أن في نفوسهم الرحمة لأهل الأرض. قلت: وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان، رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد، ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليها هنا.

ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة، وزاد في حديث سلمان أنه يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا، فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق.

وقال القرطبي: مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع، فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم، فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة وكلها للمؤمنين، وإليه الإشارة بقوله تعالى: (وكان بالمؤمنين رحيما) فإن رحيما من أبنية المبالغة التي لا شيء فوقها، ويفهم من هذا أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا من غيرها إذا كمل كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين، وإليه الإشارة بقوله تعالى: (فسأكتبها للذين يتقون) الآية .

وقال الكرماني: الرحمة هنا عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير، والقدرة في نفسها غير متناهية، والتعليق غير متناه، لكن حصره في مائة على سبيل التمثيل تسهيلا للفهم وتقليلا لما عند الخلق وتكثيرا لما عند الله سبحانه وتعالى.

حكى القرطبي عن بعض الشراح أن هذا العدد الخاص أطلق لإرادة التكثير والمبالغة فيه، وتعقبه بأنه لم تجر عادة العرب بذلك في المائة وإنما جرى في السبعين، كذا قال. وقال ابن أبي جمرة: ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسع وستين جزءا فإذا قوبل كل جزء برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزءا، فيؤخذ منه أن الرحمة في الآخرة أكثر من النقمة فيها. ويؤيده قوله: "غلبت رحمتي غضبي".

قلت –أي ابن حجر-: لكن تبقى مناسبة خصوص هذا العدد، فيحتمل أن تكون مناسبة هذا العدد الخاص لكونه مثل عدد درج الجنة، والجنة هي محل الرحمة، فكان كل رحمة بإزاء درجة، وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى، فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة، وأعلاهم منزلة من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة. وقال ابن أبي جمرة: في الحديث إدخال السرور على المؤمنين؛ لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها إذا كان معلوما مما يكون موعودا.

وفيه الحث على الإيمان، واتساع الرجاء في رحمات الله تعالى المدخرة. قلت: وقد وقع في آخر حديث سعيد المقبري في الرقاق: "فلو يعلم الكافر بكل ما عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة " وأفرده مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة

قال ابن مسعود ولن تزال الرحمة بالناس حتى أن إبليس ليهتز صدره يوم القيامة مما يرى من رحمة الله وشفاعة الشافعين.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قدم على رسول الله سبي فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ثديها إذ وجدت صبيا في السبي فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟) قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: (فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها) أخرجه الشيخان.

وعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) متفق عليه.

وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الراحمون يرحمهم الرحمن، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه أبو داود والترمذي.

قال الحسن: يقول الله تعالى يوم القيامة: جوزوا الصراط بعفوي وادخلوا الجنة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم.
وقال: ينادى مناد من تحت العرش: يا أمة محمد أما ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وبقيت التبعات فتواهبوها فيما بينكم وادخلوا الجنة برحمتي.

فهذا بيان عظيم رحمة الله تعالى بالمؤمنين يوم القيامة، وقد علم أن رحمته في الدنيا بالنسبة إلى رحمة أهل الجنة قليلة جداً، فينبغي على المسلم أن يتلمس مواضع رحمة الله تعالى وألا يكون من الغافلين، حتى تناله رحمة ربه في الدار الآخرة وينجو من عذاب النار.

نسأل الله أن يدخلنا في رحمته، إنه أرحم الراحمين.

والله أعلم.












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابوظافره الفقير   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2012, 12:51 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

مستشار إداري

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية المهاجرالطاهري

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 75
المشاركات: 5,873
بمعدل : 1.00 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 11

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
المهاجرالطاهري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوظافره الفقير المنتدى : المنتدى الاسـلامي
افتراضي

والرحمة هي الرقة والتعطف أي رقة القلب وعطفه،
ومن الرحمة يشتق الرحمن والرحيم وهما من أبرز أسماء الله الحسنى وأشهرها
بعد لفظ الجلالة (الله) وقد ورد ذكرهما في القرآن الكريم في جميع فواتح السور
(بسم الله الرحمن الرحيم) ماعدا سورة التوبة
التي نزلت بدون البسملة ، كما ذكر اسم الرحمن واسم الرحيم منفصلين
في الكثير من الآيات القرآنية ، والمصلي يردد هذين الاسمين في صلاته المكتوبة
ما لا يقل عن أربع وثلاثين مرة في اليوم ، فهو كلما أدى ركعة قرأ فاتحة الكتاب
(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم)
وهي سبع عشرة ركعة في الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في يومه ،
فإذا أدى السنن زاد عن ذلك .(1)
وعند البخاري في رواية آخرى (إن رحمتي غلبت غضبي)
وإنه لفضل عظيم من الله أن يجعل رحمته لعباده مكتوبة عليه ،
كتبها هو على نفسه وجعلها عهدًا منه لعباده ، كما أن إخباره لعباده بما كتبه على نفسه
من رحمته والعناية بإبلاغهم بهذه الحقيقة وعلمهم بها ، هي تفضل آخر من الله عز وجل
حيث تبعث الاطمئنان في كل ما يمر بالمؤمن من ابتلاءات
بأنها ليس تخليًا من الله عز وجل عنه أو طرده جل شانه من رحمتـه
وإنما تخفى ورائها الخير كله للمؤمن ، كما أنها تضفي الثقة في أن كل زلة للمسلم
سيغفرها الله إن شاء برحمتـــه فلا ييأس أو يقنط من ذنوبه بل يجدد توبته
ويزيد من استغفاره ليعود إلى سالف عهده .


جزاك الله خير اخوي بوظافرة

وفي ميزان حستاتك إن شاء الله












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور المهاجرالطاهري   رد مع اقتباس
قديم 24-05-2012, 03:38 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابوظافره الفقير

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 1058
الدولة: أرض الله الواسعه
المشاركات: 1,429
بمعدل : 0.26 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوظافره الفقير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوظافره الفقير المنتدى : المنتدى الاسـلامي
افتراضي

اقتباس:
جزاك الله خير اخوي بوظافرة

وفي ميزان حستاتك إن شاء الله
وانت كذالك اخي الفاضل :المهاجر الطاهري شكراً لك على مشاركتك الموضوع ونفع الله بك












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابوظافره الفقير   رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وشروط المنتدى
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 03:29 PM.


المواضيع المطروحة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المصعبين
Powered by vBulletin Version 3.7.4
Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة @ موقع المصعبين