صالح عبيد
وجه الشكر إلى محمد بن زايد والإدارة العليا لقلعة «الفورمولا»
صالح عبيد: أعلن أعتزالي وهذه شهادتي الأخيرة
تاريخ النشر: الأربعاء 01 فبراير 2012
أمين الدوبلي
غاب صالح عبيد عن الجزيرة فريقه المفضل والساحة الرياضية في الأشهر الثلاثة الماضية، وحاولنا الالتقاء به أكثر من مرة لمعرفة آخر أخباره وأسباب غيابه المفاجئ في بداية الموسم، ولكنه فضل الصمت أمام كل المحاولات، وكان يكتفي دائماً بالقول إنه يفكر ويراجع موقفه، وسوف يتحدث في الوقت المناسب، إلا أننا عندما التقيناه هذه المرة وجدنا لديه الرغبة في الكلام ومستعد للرد على كل التساؤلات، في الحوار الذي قال عنه إنه حديث الوداع، وأكد أنه حانت لحظة الرحيل عن “المستطيل الأخضر”، ونادم علي عدم اتخاذ القرار فوراً في الصيف الماضي، وبالتحديد بعد تتويج فريق الجزيرة بثنائية الدوري والكأس، وأن مبعث فخره في الجزيرة أنه كان شاهداً على حلم البطولة في تكوينه، وأيضاً عندما تحقق، وحرص على أن يتحدث بكل صراحة، عن أهم محطاته مع الجزيرة والمنتخب، ليضع نقطة في آخر السطر لمشواره الكروي الذي استمر 18 عاماً.
في البداية، توجه صالح عبيد قائد نادي الجزيرة السابق بالشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعم سموه للرياضة والرياضيين في الدولة في مختلف الألعاب، وقال: زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شرف كبير لي، وتساهم في رفع قيمة الرياضيين بالدولة.
وتوجه صالح عبيد بالشكر إلى الإدارة العليا في نادي الجزيرة، وفي مقدمتهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الرئيس الفخري للنادي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس النادي على دعم سموهم غير المحدود للفريق الأول للكرة بما ساهم في تحقيق الإنجازات وتحويل الفريق إلى بطل يشار إليه بالبنان من خلال توفير كل عناصر نجاحه.
مشيراً إلى انه مهما فعل فلن يوفي حق سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عليه، وأن صبر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على فريق الكرة بنادي الجزيرة هو السبب الرئيسي في الانجازات التي تحققت.
وأكد صالح عبيد أنه يقضي معظم وقته مع العائلة حتى يعوض التقصير في حقهم خلال الفترات السابقة، وأن الأشهر الثلاثة الماضية، كانت فرصة مناسبة أيضاً لدراسة موقفه مع كرة القدم، بعد مسيرة طويلة بين الجزيرة والمنتخب الوطني.
وعن الأيام المقبلة قال: كرة القدم مرحلة في حياة الإنسان، ويتمنى أن يكون قد قدم ما انتظرته منه الجماهير في الجزيرة والمنتخب، ويعتقد أنه الآن على أعتاب مرحلة أخرى ومختلفة في حياته، يحقق فيها ما يفيده، وكذلك لأسرته وبلده، وفي هذه اللحظة حان الوقت ليعلن اعتزاله، وبالتالي فإن علاقته بالكرة انتهت حالياً كلاعب، وكانت فكرة الاعتزال تراوده بعد التتويج بثنائية الدوري والكأس مباشرة، إلا أنه بسبب إصابة عبد الله موسى مع المنتخب تزايدت مطالبة زملائه بالاستمرار قليلاً حتى الاطمئنان على عودته، خاصة أن الفحص المبدئي لإصابته أثبت أنه يحتاج إلى 3 أشهر حتى يعود من جديد، ولم يكن هناك البديل الذي يملأ فراغه، وبناء عليه طلب منه زملاؤه أن يستمر فأجل قراره، وتأكد بعد ذلك بفترة، وتحديداً بعد مباراة العين في الدور الأول من كأس “اتصالات” أن عبدالله موسى جاهز، واستعاد فورمته، فعلم أن اللحظة حانت للابتعاد.
وأكد صالح عبيد أن الكرة بالنسبة له أصبحت جزءاً من الماضي، وذكريات منها السعيد، ومنها الحزين، إلا أن أهم ما يسعده في ذكرياته، هو تحقيق 5 بطولات مع نادي الجزيرة، بداية من كأس الاتحاد في العين، نهاية عام 2006، ومروراً بلقب أندية التعاون في نهاية 2007، وكأس اتصالات في 2009، وثنائية الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 2011 ، فضلاً عن الفرحة الكبرى مع المنتخب الوطني بلقب “خليجي 18” عام 2007 وهي أسعد لحظات حياته.
وعندما سألنا صالح عبيد عما إذا كان يشعر بمرارة لطريقة خروجه من نادي الجزيرة قال: لا شك في أنه حزين لخروجه في بداية الموسم، وكان يتمنى أن يكون في الصيف الماضي، ويعتقد أن قراره تأخر، لكن ما يشفع له أنه كان يفكر في مصلحة الفريق، ولم يفكر في نفسه، مع أنه كان يحتاج إلى جراحة في الغضروف الخارجي قبل بداية موسم 2011، وعندما ذهب للفحص عند طبيب ألماني قال له إنه بحاجة إلى جراحة أو الاكتفاء بتمرينات التقوية، ولكنه لن يكون عطاؤه في هذه الحال 100 %، وقرر الجهازان الفني والطبي في هذه الحال أن يكتفي بتمرينات التقوية، واستجاب أيضاً لرأي الجهازين الفني والطبي، وعاد للمشاركة مع الفريق على فترات، ولكنه لم يكن جاهزاً 100%، في أي لقاء خلال الموسم الماضي، وبناء على مشواره الطويل مع الكرة انصب كل تفكيره على تحقيق بطولة للجزيرة، وانتقده البعض من زملائه على هذا القرار، وقالوا له صحتك أهم، ولكنه لم يستمع لهم.
وفي رده على ما تردد بأن قرار الخروج من الجزيرة لم يكن قراره قال: كان قراره لأنه شعر بأنه غير قادر على العطاء أكثر من ذلك، وأن اللحظة قد حانت.
وعن ملابسات غيابه بعض الوقت عن الفريق في أعقاب مباراة “السوبر” قال: بعد اللقاء قرر الابتعاد لأنه مر بواحدة من أصعب لحظات حياته، فقد أهدر ركلة جزاء كانت ستحقق لهم البطولة، وهي أول مرة في حياته يضيع ركلة جزاء، وبالفعل تغيب 3 أيام، وربما يكون أي لاعب معرض لإهدار ركلة الجزاء، إلا أنه لم يسامح نفسه، إلا أن رئيس مجلس إدارة النادي محمد ثاني الرميثي اتصل به، وطالبه بالعودة، واستجاب لذلك، ولكنه بعد مباراة العين في كأس “اتصالات” وجد أنه غير قادر على تحقيق ما يتمناه للفريق وجماهيره، وكان بين نارين، إما أن يجرى جراحة ويغيب أكثر من 6 أشهر أو أن يعتزل، وانحاز للخيار الثاني، لأنه مهما فعل يظل يشعر بالتقصير مع النادي والمنتخب.
وعن رسالته للاعبي الجزيرة في هذه المرحلة الحساسة من المنافسات، أكد أن الجيل السابق جاء في ظروف أصعب من التي يعيشها الجزيرة حالياً، لأن الفريق كان في مرحلة البناء، وعانى الجيل فترة من عدم ثقة الرأي العام فيه، خصوصاً ما كان يتردد حول “التراجع في الأمتار الأخيرة”، ولم يكن يتوقع أحد أن يكون الجزيرة بطلاً، ولكن في الوقت الراهن يترك الجزيرة، ولديه قناعة بأنه من المخجل أن يخرج الفريق من دون بطولة دوري أو كأس على الأقل كل عام، فالعناصر موجودة، وهناك حالياً أكثر من 10 لاعبين في المنتخبات الوطنية، وبالنسبة له عندما يكون بفريقك 3 لاعبين معدل مبارياتهم الدولية يفوق الـ300 مباراة فعليك أن تطمئن وتزداد طموحاتك، وهم سبيت وعبدالسلام وعبد الرحيم.
الاستغلال الأمثل
وعن عدم استغلالهم بالشكل الأمثل في الموسم الحالي، بمعنى غيابهم عن معظم المشاركات أشار صالح عبيد إلى أن اللاعب الكبير ليس بحجم مشاركاته في عدد الدقائق، ولكن بقيمة تأثيره في الملعب عندما يشارك لبعض الوقت أو خارج الملعب عندما يكون قدوة جيدة لزملائه، ومن ناحيته يطالب بالتجديد لعبد السلام سنة أخرى على الأقل، لأنه لاعب خلوق وصاحب خبرة طويلة، ويفيد في الملعب، ولو أن المدرب رأى أنه لن يفيد، فإنه سوف يفيد الجيل الصاعد الذي يتعلم منه الالتزام والانضباط، لأن كل فريق يحتاج لوجود 4 لاعبين على الأقل يقومون بدور المدرب في غرفة الملابس.
محاولات غير مجدية
وعن رحيل هلال سعيد عن الجزيرة نهاية الموسم الماضي قال: حاول بكل ما يملك من قوة أن يبقى هلال سعيد في الجزيرة، وتحدث معه مرات عديدة، ومع الإدارة في النادي، لأنه كان يعلم أن عقده ينتهى مع الجزيرة بنهاية الموسم، ولكن محاولاته لم تنجح، وكان يعلم أن هلال حالة خاصة ولا يجب التفريط فيه، ويقولها بكل صراحة إن هلال سعيد أكبر خسارة لأنه يبقى حالة خاصة، وأن الحل الوحيد لغيابه هو استنساخه.
سببان للغياب
وعن أسباب انقطاعه عن الجزيرة في الأشهر الأخيرة، حيث لم يحضر التدريبات والمباريات قال: إنه يتابع كل مباريات الفريق أحياناً من الملعب، وأحياناً في البيت، وغيابه له سببان، أولهما رغبته في تعويض تقصيره مع أسرته، وثانيهما رغبته في التفكير بهدوء في قراراته المستقبلية، ومع ذلك هو على اتصال دائم مع كل زملائه تقريباً، وعندما تعرض الفريق لكبوة ديسمبر تحدث مع دياكيه، ولوكاس نيل، وعبد السلام، وعلي خصيف، وطالبهم بالتماسك والاستفادة من دروس الخسارة، وبمنحهم الثقة من خلال التأكيد على أنهم ما زالوا في قلب المنافسة.
فرص الدوري
وعندما سألنا صالح عن فرص الجزيرة في الاحتفاظ بلقب الدوري على ضوء الوضع الحالي قال: ما زالت فرص الجزيرة قوية، ويراها لا تقل عن فرص العين، أي بنسبة 50 %، لكل منهما نظراً لوجود 10 مباريات أخرى متبقية، ولكن خسارة أي نقطة قادمة قد تكلف الجزيرة البطولة، ومع ذلك يقول إنه يرفع القبعة للعين لأنه في ظل النقص العددي والإصابات ما زال في الصدارة بفارق 4 نقاط، لكن الجزيرة أقوى من العين بالنظر لدكة البدلاء، وعلى عكس ما يراه الناس، يعتقد أن ما يحدث للجزيرة حالياً أمر طبيعي، لأن الفريق ينافس على البطولات منذ 6 سنوات، منها عامان “مركز ثالث”، و3 سنوات “مركز ثانٍ”، ثم أصبح البطل، والفرق الثانية كلها صعود وهبوط، من يفوز بالدوري يهبط للمركز السادس على الأقل في العام التالي، وعلى الرغم من هبوط مستواهم إلا أنهم الأكثر استقراراً فنياً، ويجب ألا ننسى أن المدرب جديد، والإعداد ليس مثل كل موسم.
بداية الحلم
وعن أهم إنجاز حققه في حياته قال: من حسن حظه أنه كان شاهداً على تكوين حلم البطولة في الجزيرة، وكان قائداً للفريق عندما تحقق هذا الحلم الموسم الماضي، ولن ينسى أول سنة صعد فيها للفريق الأول عام 1996 عندما قال له الحارس سعيد جمعة لماذا لا تفكرون في البطولة يا صالح؟ ورد عليه أنتم كلاعبين كبار لابد أن تعرفوهم طريقها أولاً، وعندما يكون لديهم الطموح سوف يتعلمون منهم، وكان الجزيرة في هذه المرحلة طموحه المراكز المتقدمة فقط.
شعار الاتحادات المتعاقبة «الجديد يلغي أفكار ومشاريع السابق»
في تعليقه على سر كبوة المنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل قال صالح عبيد: إن ما حدث للمنتخب يرجع لسببين، أولهما عدم وجود ثقة من اللاعبين في إمكانات مدربهم كاتانيتش، وفي طريقة عمل الاتحادات المتعاقبة في كرة القدم التي ترفع شعار”الجديد يلغي أفكار ومشاريع السابق”، وكان من الأفضل لهم أن يتعلموا من أسلوب العمل في ناديي الجزيرة والعين، حيث تأتي كل إدارة جديدة فيهما، لتكمل ما بدأته الإدارة السابقة، والتعاقد مع كاتانيتش له ما يبرره، أما التجديد له فلم يكن في محله، وكنت أتمنى أن يؤخذ برأي اللاعبين في هذا القرار، لأن أي مدرب في العالم، حتى لو كان مورينيو، ليس على وفاق مع لاعبيه فلن ينجح، كما أنه من الصعب على أي لاعب دولي أن يشعر بأن مدرب النادي أعلى من مدرب المنتخب في تفكيره وإمكاناته، لأن اللاعب في هذه الحالة ينظر لمدرب المنتخب بدونية، والصحيح أن يكون قمة هرم التدريب في الدولة هو مدرب المنتخب.
من ناحية أخرى في معرض رده عن سر فوز المنتخب الأول بلقب “خليجي 18” قال صالح عبيد: عندما ترى اللاعبين على دكة البدلاء يفرحون بالهدف أكثر ممن سجلخ، فهذه دلالة على التكاتف بين اللاعبين، وأقول بكل صراحة إن الأخوة بين كل اللاعبين كانت تحول بين أن يفكر أي لاعب في أنه يلعب أم أنه يجلس على الدكة، وإذا أعيدت أهدافنا في بطولة الخليج تجد أنه في كل هدف، يدخل لاعبو الاحتياط إلى الملعب، ويحتفلون أكثر من الذين يخوضون اللقاء، والفريق كان مدعوماً بشكل كبير من الجوانب المعنوية، ولديه الحوافز من قمة الهرم بالزيارات التي قام بها شيوخنا ومسؤولونا من آن لآخر وأحاديثهم التربوية القيمة التي كانت أكبر دافع لنا لتقديم شيء، ولو كان بسيطاً لبلدنا التي قدمت لنا الكثير.
«الأولمبي» ضحية المهاجمين «الأجانب»
أبوظبي (الاتحاد) - تطرق صالح عبيد إلى فرص تأهل منتخبنا الأولمبي لدورة لندن الأولمبية، وقال إن الفريق يضم بين صفوفه أفضل لاعبي آسيا، بالأرقام والنتائج، ولكن العيب في المنظومة وليس فيهم، لأن المشكلة في الوقت الراهن في التهديف، والمهاجمون في الإمارات من أبناء المنتخب الأولمبي لا تمنح لهم فرصة اللعب في الفريق الأول، ولدينا أحمد خليل لا يلعب مع الأهلي، إلا على فترات متباعدة، وعلي مبخوت مثله تماماً لم يشارك إلا في المباراتين الأخيرتين، وغيرهما الموضوع نفسه. وقال صالح عبيد إنه لو كان الأمر بيدي لسمحت بمهاجم أجنبي واحد في كل فريق حتى نتيح الفرصة أمام بروز مهاجمينا.
«المونديال» الحلم الضائع
أبوظبي (الاتحاد) - عندما سألنا صالح عبيد عما إذا كان نادماً على شيء لم يحققه في مسيرته مع الكرة قال: أهمها عدم التأهل لنهائيات كأس العالم مع المنتخب، والذي يبقى حلماً كبيراً لكل لاعب، كما أنني لم أكمل دراستي التي ضحيت بها من أجل الكرة، ولم أكن أرى أولادي.
صالح عبيد في سطور
الاسم: صالح عبدالله عبيد.
تاريخ الميلاد: 8 - 12 - 1978.
الحالة الاجتماعبة: متزوج.
الإنجازات: 6 بطولات مع الجزيرة والمنتخب الوطني.
الأهداف: 38 هدفاً مع الجزيرة في الدوري
54 مباراة دولية.
الرقم: 17.
اللقب: الجواد العربي الأصيل.
أول قائد فريق في الجزيرة يحرز لقبي الدوري والكأس ويتوج بلقب أندية التعاون الخليجي
المصدر : جريدة الاتحاد