امشي مكب على وجهي أرسم للغد حرفا
في عتمت الظلام ونباح شياطين الأرض
كنت أمشي هنا في ذاك الشارع
وإذا بعيوني ترتشف بنظرة إلى فتاة صغيرة
نعم ... هي فتاة كانت تجلس في زاوية الطريق
وأمامها صندوق يدعى صندوق أملها
عيونها تلاحقني بأمل كلامها
دنوت منها بكل هدوء
صغيرتي
صغيرتي
ماذا تبيع صغيرتي ...؟
ماذا يحوى الصندوق
نعم أحبائي هو صندوق
حملته أنامل كالندى لا بل كالضياء
رددت السؤال صغيرتي
قلت تبيعي يا صغيرتي
قالت أبيع طفولتي
.
.
قلت ما هو عمرك
قالت ولدت مع الشقاء
وأنا رضعت البؤس منذ نعومتي
.
.
قلت ما يوم ميلادك ؟
قالت قبيل ميلادي عرفت كهولتي
.
.
قلت أين بيتك
قالت انا هنا بيتي الرصيف
أحجاره أرجوحتي
و يضمني عند المساء
كل أركان الشوارع غرفتي
وسرير أحلام رصيفاً باردٌ
ووسادتي ياسيدي ذاك الجدار
لا شىء غير ظفيرتي
وقد التحفت أنا السماء
لا اعرف الأحلام مثل شقائقي
لا اعرف اللعب البرىء
ولا الدمـــــى
هلا اشتريت بضاعتي
ماذا أبيعك سيدي
من هذه خذ ما تشاء
أو من تلك خذ ما تشاء
.
,
قلت ما ثروتك صغيرتي
فقالت شامخة .... سيدي يكفيني عفتي و كرامتي من ثروتي
صدقت يا طفلة أغنى من كل الأغنياء
ويا حكام العرب ... تعالوا واشتروا من صديقتي فهي تبيع طفولتها دون أن تشاء