الدكتور: صالح الرقب- الجامعة الإسلامية
الطبعة الأولى:1423هـ-2003
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدّه الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
المقدمة:
لقد كثر الحديث عن العولمة في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، فتناولتها بالحديث الأوساط الجامعية والإعلامية والتيارات الفكرية والسياسية المختلفة، وأصبحت حديث الاجتماعيين والفلاسفة الأوربيين وعلماء البيئة والطبيعة وكثرت أعداد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي تحمل عناوينها "العولمة "
أو النظام العالمي الجديد أو المتغيرات الدولية الجديدة أو الكونية.
وأوّل من تبنى فكرة مفهوم العولمة بعد عالم السسيولوجيا الكندي "مارشال ماك" من جامعة تورنتو- "زبيغنيو بريجينسكي" مستشار الرئيس الأمريكي كارتر (1977- 1980م) الذي أكدّ على ضرورة أنّ تقدّم أمريكا- التي تمتلك 65% من المادة الإعلامية على مستوى العالم- نموذجا كونيا للحداثة، يحمل القيم الأمريكية التي يذيعونها دوما في الحرية وحقوق الإنسان.(1)
ولقد صدرت كثير من المؤلفات باللغات الأوربية والعربية التي تتناول هذه الظاهرة، لدرجة أن المرء يكاد يحار في كيفية دراسة هذه الظاهرة والإلمام بموضوعها، خاصة أن كل كاتب أو متحدث يتناولها بالدراسة والتحليل من جانب معين مثل الجانب الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي أو الإعلامي.