بسم الله الرحمن الرحيم
صلوات الله على رسول الله وآله الاطهار
الزيدية في اليمن السعيد
الشعب اليمني يعتنق المذهب الزيدي والشافعي، ومن المعلوم أن الزيدية في اليمن مندمجون مع من سواهم، ويتفق رأيهم مع إخوانهم في المذهب الشافعي على العمل بنظام الشريعة الإسلامية والتمسك بها.
وكان المذهب الزيدي يضم شبه الجزيرة العربية كلها بما فيها الحجاز واليمن ودول الخليج، لكنها تقلصت الزيدية نتيجة ظروف الحكم وملابسات شتى.
وكل من يقلد الإمام الشافعي -رحمه الله- يعرف أنه كان من أتباع آل رسول الله ، وقد أصيب بابتلاء أيام المنصور العباسي بسبب دعوته إلى مبايعة الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومع ذلك فالفقه الشافعي لم يبعد كثيراً في الفروع عن المذهب الزيدي، وكانت الزيدية توجد في خراسان وأذربيجان وبيهق وقبائل جيلان والديلم في خراسان وتركستان وغيرها.
ثم إن القبائل اليمنية كلها هم أنصار الدين الإسلامي من قبل أن يكونوا زيدية وشافعية، ومنهم الأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم في المدينة المنورة وجميعهم يحبون رسول الله ويحبون آل رسول الله، ويحبون من هاجر إليهم، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، تماماً كما وصف القرآن الكريم، قبائل الأوس والخزرج الذين هم من أصل يمني، وهم الذين هاجر إليهم رسول الله وآووه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه.
واليمنيون كما كانوا أنصار الإسلام في الماضي هم اليوم ممثلون في جماعتهم اليمنيين المناصرين للإسلام والمجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الله، وذلك مصداق قول رسول الله : ((الحكمة يمانية فإذا هاجت الفتن فعليكم باليمن فإنها مباركة)) .
وقوله: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية)) ، وقوله: ((أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة)) .
وقبل هذا وذاك فهم اليمنيون الذي دخلوا في دين الله أفواجاً، وهم أبناء همدان بن زيد، وهي القبيلة الجامعة لأكبر الأقسام اليمنية. ولما جاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بكتاب رسول الله إليهم إلى صنعاء واجتمعت عنده قبائل اليمن وأعلنوا إسلامهم في يوم واحد ولم يتخلف منهم أحد .
وكتب الإمام علي -رضي الله عنه- إلى رسول الله بذلك فسجد لله شكراً، ثم رفع رأسه وقال: ((السلام على همدان، السلام على همدان، السلام على همدان)) يكررها ثلاثاً.
وأهل اليمن هم الذين أخبر القرآن الكريم عنهم بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[المائدة:54].
فقد أخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، والحاكم، وابن عساكر، عن أبي موسى قال: تلوت عند رسول الله {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} فقال النبي : ((هم قومك يا أبا موسى، أهل اليمن)).
وأخرج البخاري في تاريخه عن القاسم بن مخيمن قال: أتيت ابن عمر فرحب بي ثم تلى: {…مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ…}الآية، ثم ضرب على منكبي وقال: أحلف بالله إنهم لمنكم أهل اليمن -ثلاثاً، إلى آخر كلامه.
وصدق الله ورسوله فأهل اليمن كانوا وما يزالون أنصار الحق، وقد كان منهم الآلاف المؤلفة في الجيش الإسلامي في فتوحات الشام والعراقين والمغرب العربي كله.
وقد استوطن العدد الكثير منهم في مصر والمغرب العربي، ولا يزال أهل الجزائر يفتخرون بأنهم من أصل يمني، كما يفتخر بذلك الكثير من قبائل الحجاز والشام والعراق وإيران وغيرها كما هو معروف ومشهور.
منقول لزيادة المعلومات عند البعض