تتكالب الفتن على اليمن السعيد في شماله وجنوبه .. بحيث لم يعد خفياً ان هذا البلد المتجذر في اعماق التاريخ يتعرض لمؤامرة هي الاخطر في تاريخه المعاصر ..
والاسباب هنا ليست سطحية كما يتصورها البعض .. فقد يرجع البعض تلك الاسباب الى الفساد السياسي والاداري الحاصل والذي بسببه تدهورت الحياة المعيشية للشعب اليمني ودخل اليمن في منعطف خط الفقر .. ولكنها أسباب هامشية تضاف الى حجم المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد اليمن من كل اتجاه ..
فبعد أن استطاع هذا الوطن لملمة اشتاته في يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد وضرب اروع مثالا للتلاحم الوطني بين أطيافه ومكوناته التي هتفت للوحدة .. ورحيل التشطير ..
ومع وحدة اليمن بدأت منظومته الحديثة تشكل استراتيجية عظيمة تمثلت في اتساع رقعته ووقوعه في منطقة جغرافية هامة من العالم .. وبالتالي بدأت المخاوف من أن تشكل هذه البلد قوة استراتيجية لا يستهان بها قد تثير الحسد لدى دول الجوار حتى .. وقد تدخلهم في قائمة المخاوف
ولذلك ، وبمساعدة الفساد السياسي داخل البلاد .. استطاعت دول المؤامرة من النفاذ الى الداخل اليمني ، والعبث به ، في محاولة لتمزيق التلاحم الوطني الذي حصل .. وكان ما كان ابتداء من حرب الانفصال ونهاية بالوضع الحالي المتأزم في الشمال والجنوب ..
والحقيقة التي لا ينكرها جاحد .. انه وعلى الرغم من تلك المؤامرات فالانسان اليمني بطبيعته حكيم ، يفطن دوما الى حجم الخطر المحدق به .. ويفضل الذود عن وطنه ووحدته ولو على حساب اوضاعه وأزماته ..
والحقيقة .. اليمن اليوم بحاجة الى تلك الحكمة وبحاجة الى ذلك التعاضد الذي يتوقع أن يحدث أذا ما استمرت المؤامرة تعبث في الداخل بأن يلتف الشعب اليمني حول نفسه .. بارادته وطواعيته ويعلن رفضه لكل تلك المشاريع الصغيرة التي تستهدفه .. في المقابل يجب ان يسعى الشعب اليمني الى تصحيح اوضاعه الداخلية ورفض الفساد السياسي والاداري الحاصل .. لتبقى اليمن دوما .. عصية .. على كل المؤامرات .. وليظل اسمها مقترنا بالرخاء والسعادة .. اليست هي العربية السعيدة؟!