كان الرجل متوترا لخبر سمعه من المستشفى الذي غادره منذ ساعه عن تدهور حالة والده المرضية , وزوجته تعاني من عسر في الولادة بمستشفى آخر , وابنته أنهت دوامها في الجامة وعليه أن يذهب لإحضارها "" فقد تعلم ألا يأمن عليها سائقا وحدها "" , وبين هذه الأوضاع سمع صوت الهاتف فأسرع برفعه ليسمع صوتا يقول له (( بمياعهواستظراف )) : هالوا : يامساء الطراوة .. عرفتني ؟ فيجيب لا والله . فيقول الصوت : لن أقول لك . فيقول صاحبنا ثائرا : يا أخي الله لا يجعلك تقول .. مع السلامه وأغلق الرجل سماعة الهاتف ! ترى من المخطىء ؟ وقد علمنا ديننا الحنيف في سورة النور من آداب الاستئذان أن نراعي ظروف الناس ونفترض أن عندهم من الموانع ما يعطيهم الحق في عدم مقابلة أحد أو حتى الرد على الهاتف , ولو رد أحدهم فلا أعلم مع من يجلس , أو هل هو في وضع يسمح بالممازحة ؟ والعقل يقول اعرف نفسي أولا بعد السلام ثم أفهم ظروف محدثي ثم بعد ذلك أتكلم معه بما يناسب ظروفه .
آداب في سورة النور جعلت أم المؤمنين عائشة تقول يكفي المسلمة شرفا أن تحفظ سورة النور .
ومن هذه الآداب : لا ينبغي أن أمازح باءخفاء شخصيتي وأنا أطرق الباب أو أتكلم على الهاتف .
فأنت لا تدري ظروف الطرف الآخر , ربما كان مجهدا أو نائما أو لديه مشكلة عائلية لا تمكنه من استقبالك في مثل هذا الوقت أو تحمل "" ثرثرتك على الهاتف "" .
ربما كان قبلك كان على الهاتف سخيف يعاكس فتتلقى أنت رد الفعل . الأدب أن أدخل باليسر على من أقرع بابه أو هاتفه أقول بعد الرد : السلام عليكم , أنا فلان : ثم أمزح أو أتحدث بما شئت احتراما لظروف الناس ولإعفائهم من تخمينات لم يعد إيقاع الحياة يترك لها مكانا .
والحديث يطول في مثل هذة المواضيع الهامه في حياتنا اليومية .
أتمنى أن تعم الفائدة الجميع .