المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو فعال |
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2009 |
العضوية: |
470 |
الدولة: |
KSA |
المشاركات: |
221 |
بمعدل : |
0.04 يوميا |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
المنتدى الــعـام
كتاب : الحياة متعة
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:
سطّرت هذه الكلمات لأقدمها لمن يبحثون عن السعادة والرضا وهدوء النفس … كتبت هذا الكتاب
لمن عاش ضائقة, أو ألمّ به همٌّ, أو طافت به مصيبة, أو أصابه الأرق, وأيّنا يخلو من ذلك؟
ولقد أتى الكتاب على شكل مواضيع متنوعة تدور حول الحياة ومعانيها وسلوكيات العيش فيها.
ولقد قرأت حتى الآن من الكتاب بدايته تقريبا, وأسعدني جداً ما قرأته, وأجدني استبشر
أكثر فيما سأراه من مواضيع في بقية صفحات الكتاب البالغة (167) صفحة.
أنقل بتصرف هنا ما يقوله الكتاب تحت موضوع “الحياة” في الصفحة رقم (27) أنقله:
الحياة جميلة, الحياة فيها المتعة واللذة, الحياة فيها تنوّع … فهي دائرة متسعة تحوي
بداخلها دوائراً أصغر, فهناك دائرة الحركة والاحساس والعيش وهي يشترك فيها الانسان
والحيوان, وهناك دائرة أضيق منها هي دائرة الانسانية ويشترك فيها الناس جميعهم, ثم
بعد ذلك تجيء دائرة أصغر هي دائرة الايمان وهي خاصة بالانسان المؤمن.
يقول الله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيـوة طيبة ولنجزينهم
أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل, آية 97]. وذكر المفسرون في ذلك عن الحياة الطيبة
أن: القناعة حياة طيبة, الزوجة حياة طيبة, الرضا حياة طيبة, العافية حياة طيبة, المال حياة طيبة.
ويقول تعالى: (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) [العنكبوت, آية 64]. أي الحياة التامة التي لا تزول ولا تحول.
إذا الايمان ضاع فلا أمانُ *** ولا دنيا لمن لم يحيي دين
ماهي أهداف الناس في الحياة؟, فبعضهم هدفه الحصول على المال, الحصول على الزوجة, الحصول
على شهرة, الحصول على سلطة .. وهذه الأهداف ليست مذمومة باطلاقها؛ فالمال: (نعم المال
الصالح للعبد الصالح)رواه أحمد, والزوجة: (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم,
الشهرة: (تلك عاجل بشرى المؤمن) رواه مسلم.
إذاً فالحياة عبارة عن وظيفة شريفة, الله تعالى هو الذي وضع المخلوق فيها واختاره لهذه
المهمة, ولهذا فالحياة بدين الاسلام لا يمكن الاستغناء عنها, قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه, فإن كان لا بد فاعلاً فليقل اللهم أحيني
ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) رواه البخاري.
الحياة فرصة كبيرة لا تتكرر فيجب ان نعمل وننجز ولا نتوقف, بل نواصل ونستمر, قال الحسن
البصري: (من استوى يوماه فهو مغبون, ومن كان يومه شراً من أمسه فهو محروم, ومن لم يكن
في مزيد فهو في نقصان). والعكس صحيح.
الحياة قناعة ورضا بالامكانات المتوافرة, واستثمار ما عندك من موهبة, وتوظيف طاقتك
في ذلك, وبعد ذلك احمد الله واشكره .
قد يفتقد البعض متعة الحياة لتطلعه فيما لدى الآخرين, فينظر الى الورد في بساتينهم
أكثر نظره الى الورد في بستانه, قال تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)
[النساء آية 32]. والذي يقف وراء هذا السلوك المتعب هو عدونا الشيطان والعياذ بالله
منه, فهو يزين للانسان ماهو محروم منه ويزهده فيما يملك.
الحياة أمل, فلا تفتح فيها نافذة على اليأس والاحباط, بل تطلع الى المستقبل وتفاءل.
فالمتفائل انسان يرى ضوءاً غير موجود والمتشائم يرى ضوءاً ولا يصدقه.
الحياة واســـعة وضـــخمة, فلماذا نتحاسد عليها؟, هل تعتقد أن تأتيك السعادة في الحياة
وأنت تحرم الآخرين منها؟, ليس ذا بصحيح, إنما أسعدُ الناس هو أكثرهم اسعاداً للناس.
يعتقد البعض ان مشكلته في الحياة تتعلق بالآخرين, مثلا: مشكلتي مع أبي, مع أمي, مع
أستاذي, مع مديري, والحقيقة هي ان المشكلة هنا هي في الانسان مع نفسه وتعامله مع المواقف
واجتهاده في البحث عن افضل السبل في التحسين والنمو, لذلك يختلف الناس في تعاملهم مع
المواقف, فهناك يتجاوز مشكلته بتعامله بايجابية مع الموقف, أما الآخر فيقف عند المشكلة
ويعتقد ان من الصعب حلها.
على الانسان ان يدرب نفسه على الاستمتاع بالاشياء البسيطة: يستمتع بكوب من الشاي, علك
يمضغه, نكتة يسمعه … وأن يعود نفسه
على الابتسامة, أن يجدد حياته. فهواذا لم يستمتع في ساعته الراهنة علم وايقن انه في
الافق ستطل عليه متعة أخرى, وتذكّر أن الحياة الكاملة هي أن تنفق شبابك في الطموح,
ورجولتك في الكفاح, وشيخوختك في التأمل.
فهذا كتاب شائق متأكد كما قلت أنه سيكون جميلاً إلى النهاية, ويفتح الذهن إلى أمور
تشغل عقولنا في حياتنا هذه. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
|