حراكنا الجنوبي الى اين؟؟
عبد الكريم سالم السعدي
الثلاثاء 15 نوفمبر 2011 08:45 مساءً
عبد الكريم سالم السعدي
مخاض الساحة يؤكد انحسار المد التصاعدي للحراك الجنوبي على كافة الأصعدة فإذا تجاوزنا التصريحات والخطابات لقيادات مكونات الحراك الجنوبي(الكثيرة) ونظرنا إلى الواقع الفعلي والعملي على الساحة واتخذنا طريق المصارحة مع أنفسنا سنجد أن الحراك الجنوبي قد انحسر مده وتوقف عن امتداداته التي بدأ بها والتي أوصلته إلى مرحلة احتضنت الأغلبية الساحقة من أبناء الجنوب وكان حتى فترة وجيزة يسير بخطى ثابتة لاستقطاب ما تبقى من أبناء الجنوب خارج ساحات النضال السلمي .
ويرى المتابع عن كثب لما يدور على الساحة أن الحراك الجنوبي أصبح في كثير من الأوقات مجرد تصريحات وخطابات ولم يعد هناك نشاط حقيقي كالنشاط الذي بدأ به الحراك في الأعوام الأولى له وما سبقها وما لحقها من أعوام الثورة الحقيقية لأبناء الجنوب وان أنشطة الحراك سارت باتجاهات أخرى اتخذت من الأسماء لبعض الأفراد على مستوى القيادة والقاعدة مواضيع لذلك النشاط وأصبح تناول هذه الأسماء واخبار أصحابها الشخصية هي حجر زاوية نشاط أبناء الحراك الذين أصبحوا ينتظرون المناسبات الوطنية ليعلنوا عن النشاطات والفعاليات وانتهت تقريبا في كثير من المحافظات والمناطق الهامة نشاطات الحراك الجنوبي التي كنا نشهدها ونشارك فيها بشكل منتظم في بعض أيام الأسبوع والشهر والسنة وان وجدت فأنها تكون بشكل باهت بعيد عن قوة وزخم الخروج في سنوات الحراك الأولى!!
يرجع الكل أسباب ذلك التراجع إلى انكماش نشاط الحراك الجنوبي على المقيل والاجتماعات التي تتناول نقاشات خرجت عن مضمار القضية الأساسية وانزلقت في طرق أخرى تتحكم بها قاعدة المفاضلة بين القيادات وبدأ النشاط يكاد يكون محموما في هذا الاتجاه بالذات وأصبح الكثير من أبناء الحراك يلتقي لا ليعلن للعالم صوت قضيته وحجم معاناته ولكن ليعلن لنفسه ولرفاقه في نفس الخندق أفضلية القائد(فلان) عن الرمز(علان)و(التكوين السياسي الفلاني)عن(التجمع العلاني) وهلم جرا من صور المفاضلات والمقارنات.
كما أن هناك ظاهرة أخرى أيضا أصبحت سببا يضاف إلى كثير من الأسباب التي قادت الحراك الجنوبي لان يصبح قليل التأثير وغير موجود بالفاعلية التي يصبوا إليها أبناء الجنوب على الساحة وهي كثرة تنوع مكونات الحراك الجنوبي على مستوى القيادات وانحسارها على مستوى القاعدة فإذا ما دققنا في المشهد ألحراكي من هذه الناحية سنجد عدد من الهيئات والمجالس القيادية وعدد اكبر من القادة الذين يمثل كل منهم تيارا محددا وخاصا وفي الوقت ذاته إذا ما نزلنا إلى الساحة بأعدادها التي لا ترقى إلى مستوى الأعداد في سنوات الحراك الجنوبي الأولى سنجد أن القاعدة تكاد تكون لونا واحدا لا يوحي بأي اختلاف ولا يؤشر لأي تجانس مع التنوع الكبير والتعدد الكثير لمسميات القيادة وهذا يؤكد أننا فعلا نعيش حالة صراع على القيادة ويوضح أننا فعلا أخذتنا طرق أخرى بعيدا عن طريق قضيتنا الأساسية ويسترعي توقفنا كثيرا عند هذا الحد لمراجعة مواقفنا وإعادة النظر في تنظيم أنفسنا على الساحة بما يسمح لنا من ممارسة العمل السياسي والثوري بمضمونه ومفهومه الأوسع والشامل .
لقد تناولنا في كتابات سابقة الكثير من النقاط التي رأينا أن استمرارية تجدد وهج الحراك الجنوبي تتطلب توافرها ومنها على سبيل المثال لا الحصر نقطة التنظيم لصفوف الحراك الجنوبي بحيث يصبح قوة فعالة تحافظ على استمراريتها وبحيث لا يصبح كتلة غير ذات معالم يقتصر وجودها على أنتاج القيادات كما تناولنا ضرورة وجود برامج توعية توضح للشباب الأسباب الحقيقية لوجودهم في الساحات وتضع بين أيديهم صورة لتاريخ بلدهم (الجنوب)بمراحله السياسية المختلفة وتشرح لهم الآداب والأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها الثائر ومدى أهمية التماسك في الخندق الواحد وتأثيره في صنع النصر وإرساء قواعد الحوار والتحاور بين الرئيس والمرؤوس والابتعاد عن الأنانية وإعمال العقل في الحكم على الأمور والقبول بالتنوع الصحي على مستوى القواعد مع تحصين ذلك التنوع بإيجاد مناخ وخطط للعمل المشترك الذي يوصلنا جميعا إلى الهدف المنشود وهو التحرر والاستقلال !!
أن الحراك الجنوبي مطالبا اليوم بإعادة ترتيب صفوفه من القمة إلى القاعدة ليلحق بركب القوى التي سبقته والتي جاءت لتحل محله وتسيطر على مواقعه فالساحة تفرز لنا كل يوم تطور جديد نجد أنفسنا دائما خارج هذا الجديد كحراكيين بسبب بعدنا عن قضيتنا الأساسية وانقساماتنا خلف الأفراد والهيئات والرموز وانشغالنا بسفا سف الأمور وغيرها من عوامل التعطيل التي تملأ حياتنا , وعلينا أن ننظر حولنا لنرى الكثير من القوى السياسية التي بدأت فعلا تعد العدة للسيطرة على الجنوب واستلامها بعد سقوط (قبيلة صالح وحاشيته) أو التي تعد نفسها كوصية على الجنوب وصاحبة الحق في تقاسم خيراته في حالة القبول بالمبادرة الخليجية ووأد ثورة أبناء الشمال