الأخبار من اليمن السعيد ليست سعيدة.. فنتيجة للأزمة اليمنية وبسبب الاضطرابات المتواصلة في شمال اليمن وجنوبه وفي قلب مدنه الكبرى، شلت الحركة الاقتصادية وتوقفت كثير من المؤسسات الخدمية عن أداء مهامها، وتعطلت حركة التجارة والصناعة والزراعة والاستيراد والتصدير، وساعد على تفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني حلول الجفاف الذي أثر على المحاصيل وأدى إلى صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب.
إحصائيات الأمم المتحدة تبين أن عشرة ملايين يمني يعانون من نقص الأمن الغذائي أي أنهم لا يجدون ما يؤمنون به غذاء غدهم، وأن نصف هؤلاء أي حوالي خمسة ملايين يمني يعانون من غياب الأمن الغذائي أي أنهم لا يجدون قوت يومهم وأنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة العاجلة الفورية، هذه الأعداد من الجائعين تفوق عدد الصوماليين الذين تعرضوا للمجاعة في العام الماضي وهب العالم لنجدتهم.
حوالي مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، وهو رقم يعادل ضعف أطفال منطقة الساحل الإفريقية الذين يواجهون سوء التغذية، كما أن نصف سكان اليمن لا يستطيعون التزود بالمياه النظيفة الصالحة للشرب والاستخدامات اليومية وذلك بسبب الشح الحاد في المياه وانعدام الظروف الصحية الملائمة ورداءة أنظمة الصرف الصحي.
في اليمن النظام الصحي أصيب بانهيار شامل بسبب نقص الأدوية والتجهيزات وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة مما ترتب عليه توقف العديد من المستشفيات والمستوصفات عن تقديم أي خدمات طبية ووقوع وفيات عديدة من أمراض كان بالإمكان التصدي لها ومعالجتها.
وفي اليمن يوجد قرابة نصف مليون مواطن هجروا قراهم ومواقعهم إما هرباً من الاقتتال أو طلباً للزاد.. تنشد عن الحال؟ هذا هو الحال في اليمن الذي كان سعيداً.