الشاعر / علي لشرم -شاعر المدح والهجاء

الشاعر / علي لشرم
شاعر المدح والهجاء

يعتبر الشاعر علي لشرم من فطاحلة الشعراء في وادي حريب لقدرته على الابداع الشعري والزوامل وكان يمتلك اسلوب مميز في شعر الهجاء وكذلك شعر المدح وله قصائد وزوامل عديده في ذلك الجانب وللاسف لم اقدر على جمعها كاملة وحتى نسهم في كتابة تاريخ الشاعر على طريق كتابة وتوثيق للشعراء من ابناء المنطقه نامل تعاون الجميع والذين يملكوا اشعار وقصائد للمذكور مدنا بها حتى نخرجها في قالب ادبي يعطي الشاعر حقه ويستفيد الاخرون منها وان لانكتفي بذلك الموضوع البسيط والقاصر نتيجه لثروة الشاعر الكبيره من الشعر- قصائد - وزوامل – هجا- ومدح- ويمكن لنا ان نستعرض ماجمعناه على امل ان نستفيد من ملاحظات الاخوة القراء وتصحيح المعلومه واغناءنا بالمزيد من اشعاره .
كان في ذلك الزمن تنافس كبير في مناسبات الزواج بين اهل الجوبه وحريب وعندما تحصل المناسبة وخاصة الزواج كل فريق منهم يجهز الشعار ومراسيم الاستقبال الى حد المبالغه والهدف من ذلك هو تعجيز الطرف الاخر ان يقوم بما قام به الطرف المستقبل ونقدر نقول بان هذا التنافس الشعري والادبي واسلوب الكرم ايجابي للغاية حيث كانت المناسبة تمثل مهرجانا شعريا يتنافس الطرفان فيه بالشعر فكل طرف يمدح في نفسه وينتقص من الاخر والجميع يستقبل ذلك بروح طيبه ونفوس صادقه بعيدا عن الانعكاس السلبي في العلاقه بل قد تكون من اسباب تمتين العلاقات وتطويرها فيزداد التنافس حتى يحاول كل فريق الغلبه على الاخر باشعارهم .
وقد كان الشاعر من الشعار الكبار بما تبدع به غريزته الشعريه وكان رقم هام في كل المناسبات وفي احد المناسبات لم يستدعى للحضور وكادوا ان يستكفوا باخرين من زملاءه الشعار , والخصم كان متمكن في المناسبه بشعاره ومثل الشاعر علي لشرم يفتقد له في تلك المنافسه وكادت تكون الغلبه للفريق الاخر وهم اهل الجوبه على ما اعتقد وعندما شعروا اهل حريب بحاجة الشاعر علي لشرم اتفقوا على استدعاءه وان يرضوة حتى يقوم بالدور المناط به وفعلا تم ذلك وجاء الشاعر ويتبدع بالابيات التاليه مؤكدا فيها انهم لايقدروا ان يستغنوا عنه ابدا ومادحا نفسه ومكانته بين اهل حريب :

قال العطيفي خيبتي من غيبتي== لاغبت مايكفوني الناس الحضور

ان قـد حـظرنا بالــجلي هــــمكم == وان غبت عنكم نقب الحب الـطيور

مــثل ال عامــر وال عبدالله علي == ما يسبرو الا لأحظر صبــة نـصور

وعندما كان عامل حريب يجبر الناس على السخره وهو عمل تطوعي ودون مقابل وهذا نظام واسلوب معمول به في عهد الإمامة راء الشاعر ان ذلك الاسلوب ظلم على الناس واجبارهم على العمل دون رضاءهم ودون مقابل وخدمة لحكومة الامام
وعندما مر الشاعر ومن معه اثناء ذهابهم للعمل على مقبره فنراة يدعي عليهم بأسلوب شعري جميل مباركا للاموات عدم حضورهم ذلك الوضع :

يا الموت عزرائيل خذهم لا انته تبا فينا جماله ***** ياسعدكم يا اهل المجنه ذي مالحقتوا ذا الفواله

وهذا الزامل او بيت الشعر للشاعر نصيحه وشكوى للحال ايام الامام ويعبر فيه عن غضبه لذلك الوضع وعندما يصفهم بالزيود ليس تطرف مذهبي ولكنها اسم او لقب غالبا ما يطلق على عساكر الامام :

يامال ابوك المعيشه في البلاد البعود == ا مـا البـلاد القريبـه قـد خـذوهـا الـزيـود

ذي مـوكــده للـرعـيـه بـالـسـره والـقـيـود

ورغم ذلك الموقف الرافض للامام نقراء في قصيدة طويله يورد ابيات شعريه في مدح الامام ومنها :

يـــــــــا إمـــــــــام الـــبـــرايــــا زادك الله تـــعـــظــــام==واجعـل النصـر لـك مـا دمــت والـوقـت دام

فسـحـنـا مـنــك الـدعــوة عــلــى بــــدع لـخـتــام==مـــا لـبــى إلا رضـــا ربــــي ودعــــوة لــمــام

قـالـهــا لــــي حــروفــه مـــــدح ســاهـــا تـنــظــام==واسمـه القيـل بـن لشـرم علـي فــي لاسـام

ذي دعــالــك وســـــا مـنـديـلــه إكـــــرام عــكـــام==من جزع شافها مـن حيـث بـاض الحمـام

بـدعـنــا فــيــك خـتـمـنـاه فــــي شــهـــر لــحـــرام==شهـر عاشـور ذي فـيـه المـواهـب عـظـام

فــي سـنـة تـسـع مـــن بـعــد الثـلاثـيـن لـعــوام==والــثــلاث الـمــيــه تـاريـخـهــا وألـــــف عـــــام

وعندما حضر مناسبه في مكان اخر واعجب الى حد كبير بنوع الشرح والرقص وعلى ما يبدوا مختلط للرجال وانساء فهو يعبر عن أعجابه مع تحفظه على الترتيب وانتظام الشرح ويتمنى لهم بزيارة حريب حيث يختلف الاسلوب ويتغير وتكون الامور اكثر ترتيب وانتظام حيث شبه في الحالة السابقة التي شاهدها النساء بالغنم والرجال بالذئاب :

يابيض لسنان ياصفر الرقيب===خليتن النفس تشكي حــالها

ياليتكن باتجينا لاحــــريــب===حيث العويله ثقل ميـــــــزانها

حيث الغنم مايجيها كل ذـيب ===ماعندكم من يبا امه جـــالها

وفي احد المناسبات التي حضر فيها المرحوم الشيخ / محمد العطير رحمه الله والذي كان من كبار تجار حريب وله مناقب عديده في فعل الخير واكرام الضيف واطعام المسكين ولازالوا الناس يحكوا عنه الى يومنا هذا وتقديرا لما قدمة المرحوم محمد العطير من كرم وحل بعض مشاكل المحتاجين وهروب الكثير من التجار من تلك الاعمال في وقتها وغياب الدور الانساني لدى بعضهم ومنها سد حاجة المحتاجين :
فابدع الشاعر بتلك الابيات حيث قال :

ياذا الشواعـه مرحبـا حيـا بكـم= عـدت ليالـي ذا السـنـه وايامـهـا

لوجبت يا بوعـاد دهمـه والكـرب= ما كان اولـي وانـت فـي قدامهـا

ياسا فلت وادي حريب المنطـرح= لوما انت كان الشمس في غيامها

حـرام ما انساكـم ولا انسـا جملكـم= مادامـت ارجيلـي تشـل اقدامـهـا

وهنا يحذر بعض الشخصيات والتجار بان لايطمحوا بالوصول الى مكانه العطير مادحا فضائله وماقدمة من مبالغ لخدمة الناس وحل المشكلة التي واجهتم :

ياذي تـبــا مــثــل الـعـطـيــر == ارويــــــد مـــاهـــي عـــاربـــه

احـــمـــد مــحــمــد مـاهــلــيــه == والــعـــطـــيـــر الراكبة

ذي عــــــد سـتـعــشــر مـــيـــه == يــــــوم الـــعـــرب مـتـحـانـبــه

وفي قصيدة طويله يمدح الشاعر المرحوم الشيخ محمد العطير واصفا كرمة واخلاقة وشجاعته , وابتداء بوصف اولئك التجار الذين انهزموا وتقهقروا عن تقديم المعروف وضاعت تلك الصفات والفخر الذي يحضوا به حيث قال :

يقول الفتى بن لشرم الناس هـوز بـت = = وحرت وقـرت واستقـرت جنايـزي

وماتـت وحيـت مـن بنـادق تقدمت = = ولا عاد تصرف من شمطري وقامـزي

ولا عاد حـد ذي رد فيهـا ولا التفـت = = ولا عاد تاجر ما هـو اليـوم حطـزي

مؤكدا بان الوحيد الذي يستحق التقدير والمدح هو العطير ( المسلماني ) واصفا اياة ومشبهه بنور الارض المشع والاخرين بنور القازة وهي اضعف اشكال الاضاءه والنور :

سوى المسلماني ضاو بقعا فلا اغـدرت= = ومصباحنا لا ضاعت أهـل القوايـزي

وفي هذا البيت يشبه الشاعر المرحوم محمد العطير بنجم سهيل والذي يعتبر نجم الخير والبركه :

ولا في النجوم إلا سهيل البـرك ثبـت= = ولا في التجـار إلا عطيـر التمايـزي

واصفا الموقف والتحدي في ابيات شعريه جميله حيث يقدر القارئ على قراءة الموقف من تلك الابيات موضحا الموقف النبيل للعطير :

نهـار المشـارق والمغـارب تقلبـت==عساكر ودولـه ضاربيـن المراكـزي

لقيت محمـد يـوم ضاقـت وحلقـت==وكم يا مرازح حطت أهـل المعاجـزي

ولو زيد قامت من قفـا مـا ترزمـت= = فأبو عاد قـد شبـط عليهـم وحجـزي

ولو ما محمد كان بقعـا قـد أظلمـت= =وكان القوي والزاحف اصبح محـززي

ولا عاد شي من ذاك لي قـال سنبلـت = =ولا عاد شي من مدح كمـن مجهـزي

ويتحدث كيف عجز اولئك التجار عن الوفاء وضعفهم امام المشكلة وتغيرت الصورة في نظر الشاعر فتحولت القوة الى ضعف والكرم الى بخل والمدح الى ذم في وقت لازالت الامور مقتدر عليها حسب ابيات الشاعر
وكانه يقول ماقال المتنبي :

على قدر أهل العزم تاتي العزائم...... وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم

وتكبر في عين الصغير صغارها .........وتصغر في عين العظيم العظائم

وهوما وضحه الشاعر في هذه الابيات :

لك الله من آهل الحق فيلا قد اشمـرت = = ومن تاجر ايداته تشـل المعـا كـزي

رجال إنهـا نعمـه فحيـت ورحبـت= = وفيلا أجدبت ما عـاد تنـدر تبـارزي

تصنج عليها البوب فيـلا قـد اشغبـت = = وفيلا دعـى الداعـي عليهـا تقـززي

ونا قولي أنها شـي ولكـن تشـاردت = = وعاد العرب في مرحـب الله تعـززي

ولا بعد شي فلته ولا قـد حـد افتلـت = = وقابض بحبـل الله مقبـض مجمـزي

وهنا في البيت لايقطع الياس من رحمة الله تعالى ويعني بذلك مهما كان حجم المشكله ومهما نعقدت الامور فالله قريب لعباده فيبدل العسر باليسر :

ولا بد ما تصبح مسـود ولـو أجدبـت= = ولابد مـا تصبـح غـوارب تركـزي

وما نلاحظه في هذه الابيات هو اسلوب المدح بكافة اشكالة في شخص المرحوم محمد العطير وذم وهجا كبير في الاخرين من تجار حريب .
ورغم ما قرأ ناه في شعر علي لشرم من هجا في قصائده الاانه يصل به الامر الى ان يهجا نفسه ويصفه شخصيته بالرجل البخيل الذي يكره الضيف فيصف نظرته للضيف وهو داخل بيته منتظر الطعام حيث يقول :

يقول أخو صالح الشاعر غريب التهجاس ==ما بغض الداعي إلى مـن سـواة المعيشـة

كود لا قـد جلـس عنـدي وخلـى التجنـاس==والتجحـفـال فــي بيـتـي لقـهـوة وعيـشـة

غير يجلس وأنا أشوفه على الكبد مقباس== يـوم يجـلـس مقابلـنـي ونفـسـي مطيـشـة

موضحا مواصفات الضيف المرغوب عند الشاعر ووقت وصوله :

من يبا رحمتـه زايـد علـى رحمـة النـاس==جاء قفى الفتح يوم الشمس تظهر مطيشة

وان يبانا نحيي بـه علـى العيـن والـراس==جاء قفى الظهر يا اخشام الحيود الجنيشة

وهنا يصف الضيف الغير مرغوب عند الشاعر وكذلك وقت وصوله ومدى الضرر الذي يلاقيه الشاعر من ذلك الضيف ويعتبر ذلك عداوة واضحه :

وان جانـي ضحـى وإلا مـع لليـل لـغـلاس== نشهـد انـه غزانـي والمـغـازي غشيـشـة

قـد يبانـا نسـي لـه عشـى مسحـة الكـاس== يـوم قـد قـر بيـن الـبـوب مـثـل الدويـشـة

ذي ما قوته إلا صيف من صيـف حـواس==ذي طحينـه يجـي مثـل الهـذوم الجشيشـة

ويختمها بوصف الرجال المحترمين في نظرة والسلوك الذي يجب ان يتبعوة للحصول على اكلهم وضيافتهم ونوع الاكل الذي سيلاقوة عند الناس الكرام :

مـا الرجـال المليحـة ذي تحـب التنـومـاس==هـي تـروح قـدى لجـواد حيـث الهريـشـة

وفي ابيات اخرى يخاطب زوجته ويطلب منها عدم اخبار الضيف عن مكان تواجده حتى لا يقدم للضيف الطعام موضحا لها طبيعته واخلاقه في هذا الجانب والتي هي على دراية بها :

ياحسن ما انتي عارفه كيف انا == ماشوعتي الا الضيف بده في العباد

لا حد تخبر وين جاء لشرم علي == قولي مع همام في بورة عياد

وفي احدى المناسبات عندما ذهبوا اهل حريب في شواعه الى الجوبه وهنا يتفاخر الشاعر بحجم اهالي حريب امام مستقبيله موضحا لهم رحمتة باهل الجوبه حيث اختارلهم العدد القليل وهو ما يساوي تسيع اهل 1/9 من اهل حريب حيث يقول :

يــــاوادي الـجـوبــه تــوســع واتــســع = = ماجاك من وادي حريب الا التسيع

ذولا ومــثـــل اولا ومــثـــل امـثـالـهــم = = قـالــوا يـبــوا مـعـنـا وقـلـنــا مـانـطـيـع

وفي الزامل التالي تحدي كبير للشعار ويشير بانه لن يتكلم الابعد معرفة ومقياس منافسيه من الشعار :

لاعاد باتكلم ولا با قول شي == لما أنشد الصفين من شعارها

وأنصف مداريها ودقق حبها= وأهل الدراهم يعرفوا أسعارها

وعندما ذهبوا في شواعه الى بيحان تقريبا وقدموا لهم عدله معصوب اعجب الشاعر بذلك الكرم في زمن الجوع ونادرا ما يلاقي مثل ذلك الطعام ونراه يصفها بمبالغه في شعره وهو زامل المرواح عند الوداع :

احـــنــــا تــروحـــنـــا وكــــثــــر خــيـــركـــم== ما السيل نحى واصبح الوادي شروب

واستغـفـر الله مــن هـنــا عـدلــة مـعــي = == مــن راسـهـا شـفـت الهجـيـرة والنـقـوب

وفي الزامل التالي هجاء لمستقبيله على عدم الكرم وتوعده لهم بعدم العوده لهم مره ثانيه :

وانـتـوا غنيـتـوا لاهبيـتـو==امايظهر الحال الجنيدي

حلفت انا ماعـاد اجيكـم==مـادام شاطـركـم مـديـدي

من خلال قراءتنا لقصائد الشاعر وزوامله نلاحظ التطرف والمبالغه في المدح والهجاء فعندما يكون راضي يطلق لقريحته العنان في ابيات المدح الى حد المبالغه وبالعكس عندما يكون غير راغب وغاضب لموقف ماء فيجمع كل مفردات الهجاء ويلقيها على المستهدف واصبح اسمه يتداول بين الناس بشعره الهجائي حتى وصل الآمر به كما رائنا في هجا نفسه وكراهيته للضيف رغم ما يتصف به اهل وادي حريب من خاصية الكرم بشكل مختلف عن بقية الوديان ولكن علي لشرم قد يكون من عدم قدرته او قد يكون البخل صفة من صفات شخصيته
لقد تحلى الشاعر بذكاء كبير في قصائده رغم اسلوب الهجاء الذي غلب على شعره فنراه يتمادى في الهجاء ويضع له في اخر ابيات القصيدة خطوط رجعه خوفا من رد الفعل والعقاب وهذا ما لأحضناه في قصيده مطوله هجا فيها اهل الشعب واطلق لهاجسه ان يقول ما يشاء من وصف معيب واخلاق ليست في الواقع ولم يتوانا حتى في ذكر وذم النساء حتى صارت القصيده متداوله في المنطقه وهي حسب ما نقراء القصيده وحديث الناس هي رد فعل موقف اوقضيه تمادى اهل الشعب فيها الامر الذي اغضب الشاعر واخرج قصيدته ومنها :

شوقك لبيتك لاقد الشعبي على بابك جثم == ماغير لاعليت فوق الريش فيلا قد ولم

مابا يزل الاببقصه لوتسيها له حمم == ولاتقرب له كسر ولاتقرب له عظم

ورغم ذلك الوصف والكلام الفض في القصيده فهو اورد في القصيده ابيات شعريه فيها من المدح الكثير وخاصه لكبار القوم ومدح نسائهم لضمان حمايته من ردة الفعل او العقاب على القصيده وتم له ذلك :

لا دون سعده بنت ناصر == ذي ترقم بالرقم

بنت النمر واخت النمر == فيها الحلا والزين تم

في بيت بن حوطان هشله == ذي يجلي كل هم

والله وطشه مثل سعده == قسمها اثن عشر قسم

وفعلا هذه الابيات كانت من الاسباب التي عفت عنه وكذلك الاخلاق والقيم الذي يتحلى بها اولئك الرجال في التسامح وسعة البال والطيبه والاحترام بعكس ما نعيشه ايامنا من ضيق في اخلاقنا وعدم الصبر واحترام الاخرين عند البعض