علّمنا صمود غزة .. أن الابتلاء يلزمه التقدم نحو الأمام ، لا الاستسلام والخنوع والخضوع والتقهقر للوراء .
علّمنا صمود غزة .. أن الثبات هو ثمن العزة والكرامة والحرية .
علّمنا صمود غزة .. أن الثبات هو ثمن السيادة والريادة في فردوس عزّ الدنيا ، ليقودنا إلى فردوس الآخرة
علّمنا صمود غزة .. أن " الفناء في الحق .. هو عين البقاء " كما قال الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
علّمنا صمود غزة .. أن البكاء يجب أن يكون على الكرامة ، لاعلى الحجارة والبيوت التي هدمت .
علّمنا صمود غزة .. ان نبكي على أنفسنا المقصرة ، لا على الشهداء الذين أخبرنا الله عنهم أنهم (( .. أحياءٌ عند ربهم يرزقون ))
علّمنا صمود غزة .. أن المقاومة قوية بإرادتها وعزيمتها وإصرارها ، وإن كانت دائماً – على مر العصور والأزمان - في مقام الأضعف قوة وعدداً وعدةً في موازين البشر ، قال تعالى : (( ..كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين)) البقرة 249 .
علّمنا صمود غزة .. أن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياةَ العزيزةَ في الدنيا والنعيمَ الخالدَ في الآخرة بإذن الله .
علّمنا صمود غزة .. أن التمحيص يسبق التمكين والنصر والانتقام من العدو ، قال تعالى : (( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) آل عمران 141
علّمنا صمود غزة .. أن مثل هذه الأزمات والخطوب المدلهمة ، تُظهِر للعالم أجمع ، معادن الناس وحقيقتهم من خلال مواقفهم وتصرفاتهم ، قال تعالى : (( ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )) آل عمران 179 .
علّمنا صمود غزة .. أن ماجرى ويجري ، إنما هو ابتلاء وامتحان ، قال تعالى : (( ولو يشاء الله لانتصر منهم ولاكن ليبلوا بعضكم ببعض )) محمد 4 .
علّمنا صمود غزة .. أن النصر ليس سهلاً بدون تضحيات ، ودون ألم وأذى في سبيل الله .
علّمنا صمود غزة .. أن الفوز الحقيقي هو فوز المبادئ والقيم ، والنصرالأكبر هو الثبات على الحق المبين ، وبذل الغالي والرخيص في سبيله ، وهاهم أصحاب الأخدود ، وقد ألقوا جميعهم في أخاديد النار فلم يبق منهم أحد، قال تعالى عن الفوز الذي حققوه : ((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)) البروج 11.
علّمنا صمود غزة .. أن أهل غزة ليسوا بأفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد عذبوا وشردوا وحوصروا اقتصاديا واجتماعيا في شعب أبي طالب ثلاث سنوات فإما أن يرضخوا لمطالب قريش المتمثلة في تسليم رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " لها ليقتلوه وإما أن يتراجع عن دعوته ، وإما أن يموتوا جوعاً وذلاً ، ووضعت قريش عليهم الرقباء حتى لا يأتيهم أحد بالطعام فوصل بهم الحال إلى أن يقتاتوا من ورق الشجر . وكان صبيتهم يتضوعون جوعاً ، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب ، لكن ذلك كله .. أعقبه نصر وتمكين .. وتأسيس ركائز دولة الإسلام .