الإهداءات



المنتدى الــعـام يختص بالمواضيع العامه , كل موضوع ليس له قسم مخصص به يوضع هنا

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 19-08-2010, 03:10 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الجحدري

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 2475
المشاركات: 366
بمعدل : 0.07 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الجحدري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي هل يوجد في بيحان من هم بهاذه الصفات

عندما ترفع الشريعة الإسلامية درجة الإصلاح بين الناس فوق درجة الصلاة الصيام والحج، فدلالة ذلك على قدره العلي، حيث المجتمع الآمن المليء بالخير والبر، فهذا فضل عظيم ودرجة رفيعة للمحسنين الذين يصلحون بين الناس إذا فسد ذات بينهم، ويقربون إذا تباعدوا، فأي عمل أفضل من هذا ...

فإصلاح ذات البين من الموضوعات الأساسية والمهمة في ديننا الإسلامي الحنيف ،حيث التوافق بين الناس ودرء المفاسد مثل الشقاق والتباغض بين الناس ، وإسلامنا دائماً يأمر بالوحدة وتلاحم الصف، فإذا رجعنا إلى الأدلة التي تحث على إصلاح ذات البين فإنها كثيرة ومتناثرة في كتب الأخلاق والرقائق، فقد وقع بين يدي أدلة كثيرة في كتاب جميل جداً في هذا المجال اسمه "نضرة النعيم في مكارم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم" ، فنجده في باب الإصلاح بين الناس قد جمع من الأدلة القرآنية والنبوية والأشعار والقصص الكثير والكثير، حيث تناول هذا الكتاب مسألة الإصلاح بين الناس ثم النهي عن الإفساد الذي هو ضد الإصلاح ، والإصلاح يأتي بمعنى المحبة والتقارب والتواصل بين المسلمين بكل طوائفهم، فيحل الوفاق بدلا من الشقاق وهكذا .. فمن أعظم ثمرات الإصلاح بين الناس المحبة والعطاء والتعاون والجد والإنتاج، فإذا صار هناك نوع من التفرق فلا يكون الإنتاج الذي هو من ثمرات الإصلاح بينهم، فإذا نزع الإصلاح حل محله الشقاق، وبالتالي يكون هناك القلق والإحباط والشقاق، فهذه القضية لها اهتمام كبير في الشريعة الإسلامية نظراً لهذه النتائج المترتبة عليها، لذلك نجد أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وضح لنا بأن إفساد ذات البين هي الحالقة وهي داء الأمم، والإصلاح بين الناس في نظر الشريعة الإسلامية أفضل من الصلاة والصيام والحج، وقد وقع كتاب بين يدي للأستاذ الفاضل خالد الخراز يحمل نفس الاسم وهو ( إصلاح ذات البين) وهو كتاب من أروع ما كتب في هذا الموضوع ،حيث ذكر عناصر كثيرة في موضوع الإصلاح بين الناس ، من حيث الأسباب والنتائج وقواعد الإصلاح بين الناس والشروط والمؤهلات في الشخص المصلح بين الناس إلى غير ذلك من الأمور التي تصب كلها في عناصر هذا الموضوع .

لعل من الأسباب المزعجة من وجهة نظري في موضوع إفساد ذات البين بين المسلمين مسألة الهوى والمزاج، فتجد شخصاً له مزاج معين ولا يريد أحداً أن يماثله فيرى أنه دائماً على صواب وغيره على خطأ ،فيؤدّي ذلك إلى تغيّر الآخرين منه، فهنا يحدث الخلاف والفرقة بينه وبين الناس ويكون بذلك فساد ذات البين، كذلك التكبر مثل أن يكون الشخص ذا منصب أو ثروة فيتكبر على الآخرين وكذلك مسألة العناد، أو يأتي على رأسها الجهل وعدم العلم وعدم الفهم فهذه من أكبر الوسائل المؤدية لفساد ذات البين والفراق والشقاق بين الناس، لذا يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف : "لا تَحَاسَدوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابروا وَكونوا عِبَادَ اللهِ إخْوَانا".

بكل تأكيد إن الحسد والعياذ بالله من الأسباب التي تؤدي بدورها إلى الشقاق وهو داء الأمم كما يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): ( دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ، والبغضاء هي الحالقة، وأما إني لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ) وفي ذلك يقول الله عز وجل : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء /54 ، فالحسد والبغضاء من أهم أسباب إفساد ذات البين .

الغيبة والنميمة ونقل الكلام بين الناس من هنا إلى هناك والعكس يعد كذلك من عوامل إفساد ذات البين، فالله سبحانه وتعالى نهى عن الغيبة والنميمة وسوء الظن بالناس وما شابه ذلك، فكلها عوامل تؤدي إلى الفرقة والبعد بين الناس وتسبب في التشتت، فلابدَّ من استعمال الكلمة الطيبة، فهي البلسم والطريق الصحيح للإصلاح بين الناس .

• مسألة القلق على الرزق والطمع فيما في أيدي الناس كذلك للإفساد بين الناس ؟

في هذا الشأن يقول الله عز وجل - {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى }طه /131 ، فالذي يقنع بما في يديه وما أعطاه الله – سبحانه وتعالى – من الرزق ولا ينظر فيما عند غيره يكون في عِداد الصالحين ، فكل إنسان أعطاه الله ما قد لا يكون عند غيره من الناس أمثاله، والرزق مكتوب ومقدر، ومهما تتعب نفسك فرزقك عند الله مكتوب ولا حيلة في الرزق كما يقال، فلماذا نستعمل الطرق الأخرى التي تؤدي بدورها إلى القطيعة والإفساد بين الناس .


أرى والله أعلم أن أهم طرق العلاج هي مسألة حسن الخلق مثلما يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في جزء من حديث مهم ( وخالق الناس بخلق حسن ) فحسن الخلق هو أساس العلاج وأثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة، - وكذلك مسألة الصبر على الناس وإيذائهم، فالصبر على أذى الناس والاختلاط بهم أفضل من اعتزالهم وعدم الصبر على أذاهم ،فاستشعار الأجر والثواب في إصلاح ذات البين كذلك من الأسباب المعينة على الإصلاح، فإذا عرف الإنسان الأجر واستشعره صبر على الإصلاح بين الناس فيتحمل الفريقين المراد الإصلاح بينهما، وإذا أسقطنا ذلك على الواقع المعاش مثل العلاقات الزوجية والاجتماعية والعلاقات الوظيفية نجد أن الذي يخاف الله سبحانه وتعالى ويستشعر الأجر والثواب عند الله عز وجل هو الذي يكون حريصاً على إصلاح ذات البين؛ لأنه يستشعر أن الإصلاح له أجر عظيم وفضل وفير يوم القيامة، فلابدَّ أن يتذكر كل طرف فضل الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة ،وعدم الغضب وأن يكون متسامحاً وأن لا يكون غضوباً وإفشاء السلام والتناصح في الله – سبحانه وتعالى – والتهادي بين الناس وقبول الأعذار .


وهناك بعض القدرات ذكرنا بعضها منذ قليل، فأول شيء في هذا الشأن أن يكون القائم على ذلك ذا علم لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، أضف إلى ذلك مسألة الحكمة في الطرح وتناول الموضوع، وكذلك لين الجانب فيقول تعالى لرسوله الكريم : {فَبمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }آل عمران /159 ، كذلك التواضع كما يقول تعالى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }الحجر /88 ، وكما يقال : ( كونوا كالشجر يرمونه الناس بالحجر فيرميهم بالثمر ) وكلما زاد الإنسان تواضعاً زاد قرباًُ من الناس وكذلك السماحة ،وأن يكون شخصية مرنة ، فهذه كلها تؤدي إن شاء الله تعالى إلى الإصلاح وتقبل الآراء كذلك ، وفوق كل شيء تقوى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه ،والإيمان الإصلاح يكون بيد الله – سبحانه وتعالى وحوله وقوته – وليس بذكاء الإنسان المصلح وقوته ، والإنسان ما هو إلا منفذ لإرادة الله في هذا الأمر ، فإذا استشعر ذلك كتب الله الإصلاح على يديه، فإذا صلح ذات البين صلح المجتمع عامة وإذا صلح المجتمع صلحت المجتمعات الكبرى والأمة الإسلامية عامة .

أضف إلى ما قلنا ضرورة العلم الشرعي الذي يؤهل المصلح للقيام بالمهمة المنوطة بـه والتي يقوم بها، حيث يجب أن يكون ملماً بالآيات والأحاديث والقصص والأشعار التي من شأنها أن تكون مؤثرة وذات وقع جميل على قلوب ونفوس الفريقين المراد الإصلاح بينهما ، وكذلك الإحاطة بجوانب الخلاف بين الناس وكيف بدأت هذه القضية والمراحل التي مرت بها والأسباب التي أدت إلى ذلك ، حتى يكون على دراية بطرق العلاج ، ثم بعد ذلك يكون الأسلوب الحسن والقول الطيب ، ولا ينقل كلاماً من شأنه أن يعكر صفو الآخر المنقول إليه ، ولابدَّ كذلك أن يكون صاحب خلق كريم حتى يتم الخير والبر على يديه ، ولا تنتهي المهمة بالعلاج الوقتي فلابدَّ له أن يتابع بعد مرحلة العلاج وأن ينظر إلى النتائج ومتابعة الثمرة ، فهذا يكون العلاج قبل مسألة الإصلاح وأثناء مرحلة الإصلاح وبعد مرحلة الإصلاح لتكون له زاداً يوم القيامة وعوناً وقرباً من الله – عز وجل – يقول تعالى : { والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات * وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } .












توقيع :

لما عفوت ولم أحقد على أحدِ
أرحت نفسي من هم العداوات

عرض البوم صور الجحدري  
 

مواقع النشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وشروط المنتدى
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 08:15 PM.


المواضيع المطروحة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المصعبين
Powered by vBulletin Version 3.7.4
Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة @ موقع المصعبين