كيف أصبحوا عظماء؟ ( مارادونا _ بيل كلنتون _ أديسون _ أغاسي _ ليوناردو دافنشي _ و....)

كيف أصبحوا عظماء؟

الحياة عبارة عن طرق عديدة ، ودروبها قد تكون وعرة أو سهلة ، وخطواتنا عند الاقتراب لابد أن تدخل في الوعر والسهل ،فلو كانت الحياة وردة لسهل على الجميع استنشاق رحيقها وكما يقول لامارتين " الحياة شعلة إما أن تحترق بنارها أو إما أن نطفئها ونعيش في ظلام"
•

والسؤال كيف نعبر ذاك الطريق ؟
هل سألت ذاتك مرة عبارة كيف أشعل أديسون أول مصباح كهربائي فأضاء به العالم بل كيف أصبحوا عظماء ؟
تساؤلات وجدت إجابتها في كتاب كيف أصبحوا عظماء ؟ للدكتور سعد سعود الكريباني ، وهنا سوف نقتطف نماذج من تجارب أولئك العظماء .

أغاسي وحلم بدأ مبكراً





ففي عام 1992م اجتمع الصحفيون حول رجل لم يألف الأضواء سابقاً ، رجل حقق لبلاده بطولة ويمبلدون للتنس الأرضي للمرة الأولى في حياته ، اجتمع الصحفيون حوله يباركون فوزه قائلين له والبهجة تعم المكان : مبارك هذا الانجاز يا أجاسي ..
ألتفت لهم أجاسي باستنكار وبتعجب قائلاً بثقة :" لم تكن هذه المرة الأولى التي أفوز بها في بطولة ويمبلدون فقد فزت بها آلاف المرات من قبل !! ونظر الصحفيين في وجوه بعض مستغربين من كلام أجاسي فهم لم يعرفوا اسم أجاسي إلا في هذه البطولة ، فأدرك أجاسي تلك الحيرة فقال :" عندما كنت في عمر 10 سنوات لا أنام ليلتي إلا بعد أن تخيلت فوزي هذا وتخيلت نفسي وأنا أرفع الكأس ، لقد تخيلت فوزي آلاف المرات ...
هذا هو اندريه أجاسي بطل التنس المعروف..
فهؤلاء العظماء لهم أهداف واضحة ومحددة لأنه "ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا شيئاً نناضل من أجله"
(سوفاج)







وفي عام 1970م شيع بين الناس إشاعة تقول بوجود فتى لم يتجاوز 9 سنوات يمتلك مهارات عالية مدهشة في لعب كرة القدم ، فتقرر على أثر هذا الخبر أن يحقق التلفزيون الأرجنتيني في ذلك ومقابلة ذلك الفتى في الحارة التي يلعب بها فسأله صحفي عن أمنياته فقال لهم وهو لم يتجاوز التاسعة بعد:" أريد أن ألعب مع منتخب الأرجنتين ، أريد أن أحقق كأس العالم ، أريد أن أكون أحسن لاعب !!
وبعد مرور 16 عاماً تحقق الحلم لهذا الفتى الحالم في عام 1986م بفوزه بكأس العالم لصالح الأرجنتين فهذا هو الأسطورة دييغو مارادونا !









أعظم قوة



وفي مدرسة متواضعة وقف تلميذ فقير ابن أرملة فقيرة الحال من قرية متواضعة قال بجرأة : طموحي أن أعمل رئيساً لأعظم قوة على الأرض ، فضحك التلاميذ والمعلم وأقربائه من تلك الأحلام من فتى وضيع مثله ، ولكنه كسر المستحيل واجتهد فحقق الرؤية الجريئة ذلك الفتى هو بيل كلنتون ..
فاعلم أنهم(أولاً يتجاهلونك ،ثم يسخرون منك ، ثم يقاتلونك ، ثم تفوز أنت. (المهاتما غاندي)





الهدف

إذن لا تفزع من أن تكون أفكارك غير معقولة، فكل الأفكار العظيمة بدأت كذلك .


قبل وبعد



وفي عام 1950م عمّ دمار هائل في اليابان وفقدت اليابان في الحرب العالمية الثانية نسبة كبيرة من أرواح شبابها ، وكان هذا الفقد الكبير من الأرواح لم تشهده أي أمة في ال200 سنة الأخيرة فقررت اليابان عقد اجتماع سريع تكوّن من الرجال التربويين والصناعيين والحكوميين من أجل لملمة المجتمع ورفع الاقتصاد ففي أول اجتماعهم في الخمسينات بعد الأزمة الاقتصادية قرروا أن يصبحوا الأمة الأولى بإنتاج النسيج فحققوا الهدف ، وفي عام 1960 عقدوا اجتماعاً آخر فقرروا أن يصبحوا الأمة الأولى في إنتاج الفولاذ رغم أن اليابان لا تمتلك الموارد الطبيعية فكان من اللزوم استيراد هذه المواد ومن ثم بناء معامل الفولاذ وتصنيع الفولاذ ومن ثم شحنه لمسافات بعيدة وبيعه بسعر تنافسي فحققوا الهدف ، وفي عام 1970م عقدوا اجتماعاً ثالث فقرروا أن يصبحوا الأمة الأولى في العالم بإنتاج السيارات فتحقق الحلم ..
وفي عام 1980م كان هدفهم أن تصبح اليابان البلدة الأولى بالعالم لإنتاج الالكترونيات والكمبيوتر فنالت ما تريد لأنها وضعت أهداف ورؤى واضحة ..








عمر العشرين

وفي جامعة هارفارد يوجد طالب في السنة الثانية يدعى بيل غيتس وهو بعمر العشرين فقال بأنه عندما يكمل الثلاثين سيصبح مليونيراً وسيدخل الكمبيوتر في كل بيت ، وكان حلم إدخال الكمبيوتر بكل بيت في عام 1975م حلم صعب المنال يصعب تحقيقه ، فترك بيل غيتس دراسته في السنة الثالثة رغم نجاحه بالجامعة ليتفرغ لشركته " مايكروسوفت " التي أسسها وهو بعمر 19 سنة ، ومرت الأيام فتحققت رؤى غيتس بأن يصبح الكمبيوتر جزءاً من حياة الناس اليومية وبأن يدخل البيوت ولكنه لم يصب عندما قال سأصبح مليونيراً في عمر الثلاثين لأنه أصبح مليارديراً !!
فالحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء ( هيلين كيلر ).



حلم الأطفال




الرسام العالمي ليوناردو دافنشي عندما كان عمره 12 سنة قال :" سأصبح واحداً من أعظم فناني العالم ويوماً ما سأعيش بين الملوك وأمشي جنباً إلى جنب مع الأمراء.






وعلى باب غرفة متواضعة وعلى دفتر صغير كتب طالب في مراحله الدراسية الأولى كلمة دكتور أحمد لتكون نقشاً جميلاً على الباب والدفتر وكان والداه يناديانه دكتور أحمد رغم أن أحمد كان طالباً فهل عرفتم من هذا؟
إنه الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999م
لذا يجب ألا تسخر من حلم الطفل الصغير فهو يخفي رؤية مستقبلية عظيمة ، ومع الأيام سيضيء أفكاره بعقله الفذ كما أضاء أديسون العالم بمصباح كهربائي فأدخله في بيوت الفقراء بعد أن كان المصباح حكراً على الأغنياء .



عصر النور



كان الناس قبل أديسون ينتظرون ضوء الشمس من أجل قراءة بضع صفحات من كتاب ثم يلقون به داخل كهوفهم المظلمة ، فالصباح هو وقت العمل وما أن ينتهي العمل تكون الليلة المقمرة قد أقبلت فهو يحمل نوراً خافتاً ، فقد كانت ساحات بيوت الأغنياء تضاء بالمصابيح القوسية التي يصعب إدخالها إلى الغرف الصغيرة وذلك أن أمر تشغيلها يحدث الضجيج مع انبعاث دخان غير مستحب ، وفي مساء حالم معتم نظر أديسون لمدينته المظلمة ، فحلم أن يصنع مصباحاً يضيء مدينته المظلمة ، وفي يوم ما دخل أديسون على صديقيه فارمر والاس فطلبوا منه أن يساعدهما في حل مشكلة ضوء المصباح القوسي الكهربي المستخدم آنذاك والذي لا يصلح سوى لإنارة الفنارات والميادين لكونها متوهجة وبراقة بشكل كبير لا يمكن استخدامها داخل الغرف ، بدأ أديسون بالتفكير ثم ابتسم ابتسامة حالمة قريبة من ابتسامة الانتصار وقال : " هل فكرتما بالإضاءة باستعمال السلك الحراري "
قال الصديقان بصوت واحد :" مستحيل
فأكد له فارمر أنه وضع سلكاً أمام طرفي البطارية فتفتّت السلك ، فصرح أديسون بعدها تصريحاً أثار جدل الصحف في عصره بأنه سيخترع مصباحاً كهربائياً فثارت شركات الغاز بتصريح أديسون لأن اختراع مصباح كهربائي معناه كساد شركاتهم حيث كانت المصابيح تعمل بالغاز ووصف أديسون بالجهل وقام صديقاه بالتحدي بأنه لن ينجح بذلك ، وبدأ أديسون وأعوانه يجربون المعادن تلو الآخر وفي كل محاولة يتفتت السلك ، وفي هذه الأثناء أراد أديسون دعماً من الدولة لمشروعه لأنه يحتاج المال الكثير فطلب أديسون من صاحب أحد بنوك نيويورك أن يمول مشروعه ويدعى المستر مورجان مؤكداً له بأنه سينجز اختراعه خلال ستة أسابيع ، فقام مورجان بتأسيس شركة خاصة لتمويل مشروع أديسون ، فعندما طرحت الشركة الجديدة أسهمها بالسوق وكان عدد الأسهم 3000 سهم ولكن لم يبع سهم واحد منها فلجأ أديسون للحيلة مدعياً ومصرحاً أنه اخترع المصباح الكهربائي الأول وبعد تلك التصريحات بيعت أسهم الشركة الجديدة جميعها وأعطت الشركة لأديسون 150ألف دولار ، وبقي أديسون في معمله لا يفارقه يتناول طعامه واقفاً وانتهت جهوده بإدخال أديسون فتيل من الكربون في كرة زجاجية مفرغة وقد أنفق أديسون لإشعال هذا المصباح 100 ألف دولار وهو مبلغ ضخم في زمانه ، وفي الحدث العظيم اجتمعت الحشود فأدير التيار الكهربائي وتوهج فتيل الكربون ووجهت الأنظار بقلق للمصباح خائفين من أن اشتعاله سيتوقف ومرت 30 ساعة والمصباح متوهج و بعد انقضاء 36 ساعة توقف المصباح عن الإضاءة وعاد الظلام وأحضر أديسون فتيل أفضل من ذلك فجعله يعمل ل100 ساعة وقام أديسون بعدها بالترويج لمصابيحه الكهربائية بإشعال معامله ب500 مصباح وكان ذلك بعام 1880م وكان ذلك حدثاً عظيماً حتى جاءت الجماهير من كل بقعة لمشاهدة ذاك الحدث العظيم فقد عبر المهندسون المحيط الأطلنطي لمشاهدة ذلك ، وبعد ذلك قام أديسون بإضاءة العالم بفكرة عظيمة فقد استخدم أمواله الطائلة في بناء محطة وسط نيويورك واشترى موقعاً مطل على شارع بيرل فبنا هو مع الفنيين ستة مولدات كبيرة للتيار المستمر قوتها 900 حصان تدار بطاقة المحركات البخارية وحفرت الطرقات والشوارع لمد كابلات كهربائية من تصميم أديسون وتم تركيب الأسلاك الكهربائية في 85 مبنى ففي 1سبتمبر عام 1882م شهدت نيويورك عصر النور وفي عام 1885م أدخلت أمريكا ربع مليون مصباحاً كهربائياً ..
وصدق فولتير عندما قال
•لا تمشي في طريق من طرق الحياة إلا ومعك سوط عزيمتك وإرادتك لتلهب به كل عقبة تتعرض طريقتك (. فولتير)




نُشر لي في صحيفة هماليل الإماراتية