الإهداءات



منتدى الشعر الشعبي (المنقوله) للقصائد المنقوله

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-11-2009, 12:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مبارك المصعبي

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 865
المشاركات: 513
بمعدل : 0.09 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مبارك المصعبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى مبارك المصعبي

المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
m البردوني لم يزل يحاكي أبا تمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



لم تكن محاكاة البردوني لأبي تمام محاورة شعرية أو بثاً مباشراً أثيرياً أو برنامجاً -يتناول حديثاً بين وجه ووجه ولكنها كانت استحضاراً لشخصية ابي تمام وتأكيداً على مدلول شعر الحماسة - وتأصيلاً للشعر العربي من كل مكان وزمان، ربما أن قصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم) تأتي وجيز الوجيز لما يعانيه العالم العربي من التمزق والهزيمة لأنه انطلق من خلالها يصور الواقع العربي اليوم ويحاكي أبا تمام من خلال مفردات جسدتها شاعرية أبو تمام.
من هنا جاء البردوني يحاكي أبا تمام بشاعريته المجنحة التي تدفقت بسيمفونية الخلود في سجل (الحماسة) في قصيدته الشهيرة (أبو تمام وعروبة اليوم) التي طالع بها الجماهير العربية في ديسمبر ربيع 1791م.
لأن أبا تمام قد نظم أبياتاً خالدة تتضمن نشيداً ثورياً لفتح عمورية كما في قصيدته التي يقول في مطلعها:
السيف أصدق أنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعبِ
فتح الفتوح تعالي أن يحيط به نظم
من الشعر أو نثر من الخطبِ
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
منك المنى حفلاً معسولة الحلبِ
أبقيت جد بني الاسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صببِ

وانطلاقاً من هذا جاءت قصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم) تقدم سياقاً شعرياً (للواقع العربي) اليوم ومقارنة لواقع الأمس الذي يتضح من خلاله تاريخ الماضي في اليوم المجيد واقعة عمورية.. الفلاش باك:
لقد بدأ البردوني قصيدته بسرد الواقع العربي ومن ثم يعود بنا بذاكرته الشاعرية الى أبي تمام ومحاورة أبي تمام ويستعرض لنا الوضع الراهن من حيفا والنقب ويرجع بنا تارة أخرى متداعياً الى اصرار المعتصم وصلب الأفشين لأنه كان خائناً للمعتصم. ومن ثم ينتقل بنا الى الحاضر للاخبار عن (علوج الروم التي عادت فاتحة) في الوطن العربي ومن ثم يتعرض واقع الحكام العرب ويعود يسأل أبا تمام من جديد، أيضاً ينتقل بنا الى واقع العروبة ومن ثم ينتقل الى الماضي يصور لنا واقعة عمورية.. مقارنة مع حال الواقع العربي الآن ومن هذا المنطلق يحلق بنا الشاعر الى صنعاء يصور لنا أخبار صنعاء وتاريخ صنعاء ومآسي صنعاء ومستقبل صنعاء.
وبعد هذا كله بدأ الشاعر يعرف بنفسه ويسرد قصة حياته ومآسيه، لكنه لم يزل يخاطب أبا تمام ويذكر أبا تمام نفسه بأن لديه العديد من الأسئلة ويشكو اليه الواقع تارة أخرى وأخيراً يخاطبه: ياشاعر الحماسة ألا ترى واقعنا العربي اليوم.
من ضوء ما سبق نرى أن البردوني قدم سرداً شعرياً متتابعاً على قصيدته (أبو تمام) وهذا هو ما يؤكد لنا حقيقة التداعي أو ما يطلق عليه مصطلح (الفلاش باك) الذي نجده في العديد من قصائد البردوني.
التأصيل:
لاشك ان التأصيل في العمل (الأدبي) يعني العودة الى ينابيع تاريخ الماضي وجذوره الأساسية وحول هذا يؤكد لنا الدكتور/ نذير العظمة في دراسته النقدية للشعر والميثولوجيا في الشعر العربي الحديث بين التغريب والتأصيل (الشابي) نموذجاً ص7 كما أشار «ان التأصيل يعني العودة الى ينابيع الماضي وجذوره التاريخية في الميراث العربي والاسلامي والحضارات السامية القديمة وهو يحمل دلالات الخروج من التقليد والنمط الجاهز الى الأصالة التي تمثل معاناة الحاضر والتعبير عنه بشكل متميز».
وتأسيساً على ذلك أكد البردوني أصالة (الشعرية العربية) عندما بدأ يخاطب أحد شعراء الحماسة في العصر العباسي ومن هنا تكون كلمة السيف عند البردوني نقطة انطلاق الى ذرى القصيدة، بل هي مفتاح شعري الى التأصيل وبعدها غاص في أعماق الواقع العربي وعلى ضوء هذا استعرض معاناة الحاضر مقارنة مع انتصارات الماضي التي تفجرت من قوة الغضب العربي في قيادة المعتصم وانتصار عمورية وتكذيب المنجمين.. اضافة الى ذلك جاء الشاعر لكي يؤصل نفسه بأنه من صنعاء.
المفردات:
لقد كان استحضاراً شاعرياً تجلت معانيه أكده البردوني من خلال مفردات حية.. كيف لا وهو يستحضر أبا تمام أحد رواد شعراء الحماسة في الشعر العربي وعلى ضوء هذا تم تأكيد هذه المفردات من خلال شاعرية البردوني:
مثل (السيف - العروبة - عمورية - المعتصم - الكتب - التنجيم، .... هلم جرا) وعلى ضوء ذلك سوف نوجز قراءة عابرة للقصيدة.
ومن نقطة الانطلاق في القصيدة.. يكون (السيف) مخاطبة تأصيلية لشاعرية أبي تمام..

ما أصدق السيف ان لم ينضه الكذب
وأكذب السيف ان لم يصدق الغضب

ومن ثم يطرح البردوني تتابعاً شعرياً يسرد من خلاله الى طغاة الاستعمار الذين طغوا وتكبروا وعصوا بالعلم:

أدهى من الجهل علم يطمئن الى
أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئاً كما أكلوا الانسان أو شربوا

وبعد هذا الاستعراض.. تحلق بنا شاعرية البردوني تجوب العصور الى أحد فطاحلة الحماسة أبو تمام.
وفي اطار هذا يقف البردوني في أروع حوار شعري مع أبي تمام:
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفواً سأروي ولا تسأل وماالسببُ
يدمي السؤال حياءً حين نسأله
كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقبُ
من ذا يلبي؟ أما اصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا

ومن هنا انطلق البردوني يستعرض الواقع المشئوم لأبي تمام ويوضح السببية العلوج والتنجيم:
اليوم عادت علوج الروم فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلبُ
ماذا فعلنا، غضبنا كالرجال ولم
نصدق وقد صدق التنجيم والكتبُ
فأطفأت شهب الميراج أنجمنا
وشمسنا وتحدت نارها الخطبُ

وبعد ان أشار البردوني اشارة خبرية الى العلوج الفاتحة، ومن ثم يكون الحوار عصرياً يحمل مصطلح (الميراج) الذي دلل البردوني من خلاله على حرب اليوم.. أيضاً يمضي البردوني موضحاً السببيه التي تقتضي أسباب كل مايحدث ومنها الأبواق، وربما كان يقصد بها البردوني وسائل الاعلام، ويأتي هنا البحث عن الأبطال:
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا

ويأتي سياق الحديث عن واقع الحكام.. كما أشارت القصيدة، ومن هنا نستقرئ قراءة كل مايحدث في العراق وفي فلسطين في كل أرجاء الوطن العربي الكبير:
حكامنا ان تصدوا للحمى اقتحموا
وان تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا

القاتلون نبوغ الشعب ترضية
للمعتدين وما أجدتهم القربُ

واشارة الى ماسبق يأتي السؤال: ماذا ترى؟!
سؤال الى أبي تمام يوضح الاجابة الاختيارية.
ماذا ترى يا أبا تمام هل كذبت أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟!
وبعد كل هذا يتطرق البردوني الى عروبة العصر.. مقارنة مع عروبة الأمس والانتصار والهزيمة وهنا ترى جملة من المفارقات..
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقبُ
تسعون ألفاً لعمورية اتقدوا
وللمنجم قالوا اننا الشهبُ
قيل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً وقد عصر الزيتون والعنبُ
تنسى الرؤس العوالي نار نخوتها
اذا امتطاها الى أسياده الذنبُ

ويا ترى ماذا عن صنعاء أيها القادم من صنعاء، هل لديك حديث عن صنعاء؟!
أيضاً هكذا.. كان السؤال كما استوحاه البردوني من أبي تمام وعلى ضوئه تأتي اجابة البردوني بنغم القصيد يجسد صنعاء.. وأمراض صنعاء وبشائر صنعاء وحلم صنعاء الذي يعبر عن حلم الشاعر:
حبيب وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العربُ
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السل والجربُ
ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطربُ
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقبُ
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها قحطان أو كربُ
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمن)
ثانٍ كحلم الصبا ينأى ويقتربُ

وبعد هذا التناوب الشعري الذي يجسده وجدان البردوني يبدأ حديثه عن السفر المضني في رحلته العمرية سفراً منهكاً محملاً بنكهة المغامرة وفيض الشاعرية:
ورحت من سفر مضن الى سفر
أضنى لأن طريق الراحة التعبُ
لكن أنا أرحل في غير ما سفر
رحلي دمى وطريقي الجمر والحطبُ
اذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا
في داخلي أمتطي ناري وأغتربُ

قبري ومأساة ميلادي على كتفي
وحولي العدم المنفوخ والصخبُ

وبعد هذا تأتي اعترافات البردوني لأبي تمام بكل مايلي من الصدى والشيب والطرب والفكر والأدب.
ويؤكد له بأنه يحاكيه في ملكته الشعرية التي امجد الانتصارات وتبحث عن الشجاعة والحماسة:
حبيب هذا صداك اليوم أنشده
لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا، أتعجبُ من شيبي على صغري
اني ولدت عجوزاً كيف تعتجبُ
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني
والأربعون على خديّ تلتهبُ
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفكر والأدبُ

أيضاً تظل الحماسة حديث القصيدة في هواجس البردوني وأبي تمام، كيف لا وهي القاسم المشترك بينهما:
وأنت من شبت قبل الأربعين على
نار الحماسة تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كل لص مترف هبة
وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهبُ
شرقت غربت من والٍ الى ملك
يحثك الفقر أو يقتادك الطلبُ
طوفت حتى وصلت الموصل انطفأت
فيك الأماني ولم يشبع لها إربُ
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولادة من صباها ترضع الحقبُ

لكن هناك أسئلة تظل محيرة، وواقع غريب انتقل من الانتصارات الأصيلة الى الهزائم الغريبة التي لم تزل تكشف تساؤلات بلا حدود.. ما زالت تبحث عن جيل الانتصارات والثورات:
حبيب مازال في عينيك أسئلة
تبدو وتنسى حكاياها فتنتقبُ
وماتزال بحلقي ألف مبكية
من رهبة البوح تستحيي وتضطربُ
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلبُ
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوماً ستحبل من إرعادنا السحبُ



منقووووووووووووووووووووووووووووووول












توقيع :

gafdfe.jpg

عرض البوم صور مبارك المصعبي  
 

مواقع النشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وشروط المنتدى
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 06:23 AM.


المواضيع المطروحة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المصعبين
Powered by vBulletin Version 3.7.4
Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة @ موقع المصعبين