الاسلام وحرب الارهاب

الارهاب هو كلمه نشرها الغربين في الامه الاسلاميه عل انه العنف والسعي الىتدمير المجتمع لقد تحدث القرآن الكريم عن ضرورة الاستعداد لقتال الأعداء دفاعا عن النفس، وهذا ما فعلته وتفعله كل دولة في سابق الأزمان وحاضرها وكذلك في مستقبل الأيام. وفي ذلك يقول القرآن الكريم: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)) الأنفال: أية 60.
والفعل رهِب بكسر الهاء معناه خاف - كما توضح ذلك المعاجم العربية -، فمعنى ترهبون به عدو الله وعدوكم أي تخوِّفون به عدو الله وعدوكم - وهم كفار مكة - فلا يتجرؤون عليكم أو يفاجئونكم بالعدوان.
فالإرهاب المقصود هنا ليس عدوانا على أحد بأي حال من الأحوال، وإنما هو بمثابة تخويف لردع العدو عن العدوان على المسلمين، وبمعنى آخر: هو ضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية وقائية لضمان أمن المسلمين ضد أي عدوان خارجي. وهذا معنى تختلف تماماً عن معنى الإرهاب اليوم الذي يعني الترويع والقتل والتدمير والعدوان على الآمنين والمسالمين كما هو حادث بالفعل في عالمنا المعاصر.
وتأكيداً لهذا الفرق الحاسم بين المعنيين نجد الآية التالية للآية السابقة تتحدث عن السلم والمسالمة: (( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها )) الأنفال: آية 61، أي إذا مال أعداؤكم إلى المسالمة والمصالحة فاقبل ذلك منهم. وقد كان هذا هو ما صنعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية وغيره. ولم يكن الإسلام في يوم من الأيام يميل إلى الحرب إلا إذا فرضت عليه.
والإسلام لا يقبل مطلقاً ترويع الآمنين والاعتداء على الأبرياء والمسالمين، ويقرر في صراحة ووضوح أن الحفاظ على النفس الإنسانية يعد أحد المقاصد الأساسية للشريعة الإسلامية، ومن هنا يجعل قتل النفس بغير حق بمثابة قتل للإنسانية كلها: (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )) المائدة: آية32.
ومن ذلك يتضح أن الإسلام يرفض الإرهاب - بمعناه الشائع اليوم - بكل صوره وأشكاله رفضاً قاطعاً لأنه عدوان، والله لا يحب المعتدين. وفي آية الإذن بالقتال لرد العدوان يؤكد القرآن الكريم على ذلك تأكيداً واضحاً في قوله تعالى: (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )) البقرة: آية 190، ومن هنا فإن نسبة الإرهاب إلى الإسلام أو وصف الإرهاب بأنه إسلامي - كما يفعل خصوم الإسلام - لا مكان له في هذا الدين الذي جاء رحمة للعالمين.
إن مشكلة عالمنا المعاصر مع الإرهاب أنه قد فشل حتى الأن في تحديد دقيق لمفهوم الإرهاب، وقد أدي ذلك إلى الخلط الشائن بين الإرهاب والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب. فأصبح المدافع عن حقوقه إرهابياً وأصبح ينظر إلى المعتدي على أنه هو الضجية. وأوضح مثال على ذلك ما يجري على أرض فلسطين.
ويشهد العالم اليوم ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وقد أدت هذه الحرب التي تقودها القوي العظمى في العالم إلى توسيع دايرة الإرهاب على نحو غير مسبوق. وسياسة الحرب على الإرهاب سياسة فاشلة تماماً لسبب بسيط وهي أنها تعالج الظاهرة من مطحها ولا يريد أصحابها أن يتعرفوا على الأسباب الحقيقية للإرهاب. وقد يكون ذلك أمراً متعمداً حتى يعيش العالم في رعب مستمر وبذلك تسهل السيطرة عليه وعلى مقدراته.
إن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام على مدى تاريخه كله مسانداً بأي شكل من الأشكال للإرهاب أو العدوان على أي إنسان بصرف النظر عن دينه أو جنسه أو لونه. فالإنسان بنيان الله، ولعنة الله مستحقة على من يهدم هذا البنيان - كما ورد هذا المعنى في حديث نبوي شريف -.
والإنسان في نظر الإسلام خليفة الله في الأرض، كلفه الله بعمارتها وصنع الحضارة فيها وإقامة موازين العدل في أرجائها. وقد كرم الله الإنسان وفضله على بقية المخلوقات. ومن يكرمه الله لا يجوز لأي كائن أن يمتهن كرامته أو يمسه بسوء.
للحــــــــديث بقــــــــية. اقرأها في القــــسط الثـــاني

تقبل ارقى تحياتي