رغم مقتله فى الثانى من الشهر الماضى على أيدى قوة خاصة من مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) ما زال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن مادة خصبة لوسائل الإعلام الغربية.
أحدث جوانب هذا الاهتمام هو محاولة معرفة ما كان يشغل بال «بن لادن» خلال الأيام السابقة على مقتله على أيدى قوة خاصة من مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) فى مدينة أبوت آباد على بعد نحو مائة كم شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
فتحت عنوان «لقد أمضى «بن لادن» المهمَّش أيامه الأخيرة محاولا بناء تحالف كبير للمسلحين»، قال مراسل صحيفة الجارديان البريطانية جيسون بيرك فى تحقيق من العاصمة الأفغانية كابول إن «بن لادن» كان يسعى إلى توحيد الجماعات المسلحة فى كل من باكستان وأفغانستان تحت لواء تنظيم القاعدة.
ووفقا للتحقيق، الذى نشرته الصحيفة أمس، فإن «بن لادن» كاد فى مرحلة ما يجازف بحياته، ويغادر منزله «الآمن» فى أبوت آباد، ليتوجه إلى حيث «المقاتلين» فى باكستان وأفغانستان المجاورة، سعيا لمقابلتهم وجها لوجه من أجل جمع شملهم تحت لواء القاعدة.
وينقل التحقيق عن رئيس لجنة الأمم المتحدة لشئون العقوبات المفروضة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة ريتشارد باريت قوله: «لقد وجد بن لادن أمر تهميشه شاقا للغاية، وكان يبذل جهدا هائلا ليبقى على صلة بما يجرى من حوله، وكان هنالك مؤشر على أنه كان يحاول أن يعطى نفسه دورا محوريا عبر تشكيل ائتلاف كبير ذى مصداقية» من الجماعات المسلحة المتباينة، كحركتى طالبان باكستان وأفغانستان.
وبحسب الخبير المقيم فى كابول توماس رتونج فإن «القاعدة أصبحت مهمشة على نحو متزايد فى السنوات الأخيرة، ولا سيما فى أفغانستان، بينما طالبان تمتلك أناسا يقاتلون منذ ثلاثين عاما».
وأعرب مسئولون فى أجهزة مخابرات غربية بالعاصمة الأفغانية عن اعتقادهم بأن مقاتلى القاعدة فى أفغانستان لا يتجاوز عددهم المائة، مضيفين أن علاقة القاعدة بالجماعات المسلحة المحلية «متغيرة وديناميكية»، وأحيانا تحدث مصادمات بين الطرفين.
وتأمل المخابرات الأمريكية أن توفر أجهزة الحاسب الآلى والأقراص الصلبة، التى عثروا عليها فى منزل «بن لادن»، معلومات تكشف عن العلاقات بين القاعدة والجماعات المسلحة المحلية فى كل من باكستان وأفغانستان، والتى يبدو أن زعيم القاعدة الراحل لم يستطع حشدها تحت لواء تنظيمه.