ما اروعك ايتها الحريه
لكي طعم ولون وذوق وحس وحياه
طعمك لا يعلوا عليه اي طعم
ورائحتك الزكيه لا تضاهيها اغلا العطور
انت اعظم واجل الودائع التي اودعها الخالق في جيناتنا
انت الفطره التي فطرنا الله عيها
انت ايتها الحريه القيمه العظيمه التي نشعر بها اننا عبيد لله ولا غيره
ثلاثون سنه 80 مليون عبيدا للخوف والفزع والقنوط والتراجع
ثلاثون سنه يتم سحل وسجن وقتل واهانت من ينادي للحريه
ثلاثون سنه 80 مليون كبلتهم لقمة العيش ومن اجل لقمة العيش تحملوا الاهانات والظلم والفساد والتميز الاجتماعي فلا فرق بينهم وبين الحيوانات التي تروض من اجل لقمة العيش
ثلاثون سنه انتهت يوم الجمعه الفائت على جسر 6 اكتوبر حينما تواجه الطرفان طرف العبيد لغير الله وطرف المؤمنيين با الله والمحتسبين والمتوكلين اصحاب اليقين
ما اروعها تلك الصلاه
ما اقدسها تلك الصلاه
ما اعظمها تلك الصلاه
تحت خراطيم المياه القويه التي تزحزح البراميل الاسمنتيه لم تزحزح اقدام المصلين
تحت الغاز المسيل للدموع والخانق للانفاس والاليات التي تمش على اجسادهم تحملت تلك المجاميع لتكملت الصلاه
ازيز الرصاص وسقوط الاجساد وتمزق الارجل لم يثنيهم عن تكملت صلاتهم
فكان النصر
وكانت الفرحه المخلوطه با الدم الطاهر
قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
ما ارعها من ملحمه وما اجلها من ساعات
دقت ساعة الحق وزهق الباطل انه كان زهوقا
يقال ان القبيلي اكثر ما يميزه اعتناقه للحريه
فهل لايزال القبيلي قبيلي
الوحده ليست صنم نعبدها
والفاسدين المتكبيرين المتجببرين ليسوا الا اصنام قبلنا ان يمدوا ارجلهم على اجسادنا التي اودعها الله الحريه
هل ان الاون ان نفهم الحريه
هل ان الاوان ان نطم طعمها
هل ان الاون ان نشم رائحتها
لم يكمل الساعات من الوصول من المطار
وجهه مشرق
وجهه ينبعث النور منه
وجه صبوح وهو من عدى الخمسين
كان ذالك الوجه من تونس الخضراء
قال :
طعمنا الحريه
شفنا لونها
لمسنا كنهاها
ما اروعها الحريه
ما اروعها الحريه
لم يعد مريض شفته الحريه من كل امراضه التي كان يعاني منها