السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء
جميعنا يعلم ان منطقة بيحان خضعت لما يزيد عن 25 سنه تحت الاستعمار البريطاني ، وكان هناك كأي دوله
استعمرت لفتره من الزمن رجال تعد من اشرف وانبل الرجال ، تقاوم بكل الطرق وتقف في وجه الاستعمار
وتأبى الرضوخ للاستعمار ، وبعد ان تبين للبريطانيين ، بعد تقييم نتأئج عمليات الرمي وما ترتب عليها ،
من اتساع المقاومه وتعمق الكراهيه لهم . كما تأكد لهم فشل خطط القصف والقنبله حيث لم تؤد الى اهدافها
المتوخاه منها والراميه الى فرض الحمايه واحتلال بيحان.
كما اكتشف الانجليز من ذلك ، ان محاور القوى المؤثره في بيحان حينئذ ليست سطحيه التفكير او سهلة المنال
اذ استخدم ضدها او ضد بعضها العنف المباشر، ولم ينطلي عليهم تظاهر الضباط السياسيين الانجليز من انهم
يعملون ذلك لصالح طرف دون اخر ، فادركوا ان القوى المحليه تتداعى وتجتمع عند الشدئد الجاده
الامر الذي جعل البريطانيين يعيدون النظر في حساباتهم وفي تعاملهم مع من حولهم ، فا تبعوا مخططآ جديدآ مفاده
انهم لن يستطيعوا اخضاع بيحان الا بعد التخلص من ثلاثه زعماء محليين والقضاء عليهم وهم :
1- احمد سيف احمد
2- علوي احمد
3- عبد القادر احمد سيف
وقد استغرق مخطط أغتيالات الزعماء الثلاثه مده تتراوح ثلاث سنوات تقريبآ .
كما استعانوا باستخدام ثلاث وسائل لنتفيذ عمليات
قتلهم وهي المال والاستفاده من العواطف الدينيه ومن احقاد الثأر
والمخطط هذا الاخير تميز عن المخططات السابقه ، التي كان يبدو فيها الانجليز كطرف مباشر مكشوف وهو يقوم
بعمليات القصف الجوي بالطائرات ،حيث حاول الظباط الانجليز في الاستراتجيه الجديده الا يظهروا كطرف علني في
عمليات الاغتيالات .
وقد بدات حياكة تنفيذ الحلقه الاولى من المخطط من القصه التاليه :
مقتل احمد سيف احمد _
تعود سكان بيحان ( الموسطه ) وضواحيه المجاوره بأن يصلوا صلاة العيد في وسط سيلة وادي بيحان ، حيث يتجمع
حشد كبير لصلاة العيد ،
وذات مره حضر أحد الضباط السياسيين ويدعى ( هملتن ) مع المصلين ، وهملتن هذا هو ضابط سياسي عمل في بيحان قبل
ان يستطيع البريطانيون ان يفرضوا هيمنتهم على بيحان ، وهو اعرج نتيجه لاصابته اثناء الحرب العالميه الاولى ، وكان
يجيد اللغه العربيه وبطلاقه .
ولما استمع مع الناس خطبة العيد ، لاحظ ان الخطيب دعى في نهاية الخطبه ( لعلوي احمد ) فقط . وعندها ابلغ هملتن ( احمد سيف)
انه ذكر اسم علوي احمد في الخطبه ودعاء له دون غيره وان هذا امر خطير ، لانه في تقاليد المسلمين لا يقال ذلك الا للامام الحاكم المعترف به ( مكر)
ثم جسم هملتن المسأله حتى منعت صلاة العيد في الجبانه وفجاءه اثناء فوران المشكله ،
ظهر شخص يقال انه حضرمي يدعى السيد سالم ، ثم بدا يقوم بوساطه بين علوي احمد و احمد سيف رحمهم الله ،
دون ان يطلب منه ذلك ، وفي نهاية المطاف خطب المدعو السيد سالم الحضرمي في جامع بيحان وافتى ان من قتل احمد سيف
فأن السيد سالم ضمين له بالجنة ( لان احمد سيف في نظره هو المخطي )وكان من بين المستمعين في الجامع ،
عامل فني في اعمال النجاره يدعى ( ســنان )
وبعد فتوى السيد سالم ، اتصل بسنان جماعه عملوا على اقناعه مستغلين تدينه غير الناضج ( وكل هذا تحت اشراف الانجليز )
وقاموا بأقناعه بان يقتل احمد سيف طالما ان السيد سالم قد ضمن له الجنه اذا قتله ، واكدوا له انها فرصه لا تعوض لان يدخل
الجنه وانهم سيدفعون له مبلغآ كبيرآ من المال بعد عودته من تنفيذ المهمه ، واذا لم يعد و تم قتله على يد احد الرجال ،
فيكفيه انه سيدخل الجنة والمبلغ المتفق عليه سيدفع لوالدته حتى تعيش بقية حياتها في غنى ( وكل هذا مخطط من الانجليز ) وغيرهم برئ
وكان سـنان معروفآ بالتدين ، وكان محط ثقة جميع الذين يعرفونه ، لدرجة ان احمد سيف كان يأمنه بأن يصلح اي نوافذ وابواب داخل منزله ،
دون ان يخطر بباله اي شك في سنان ،
وعندما اقتنع سـنان ، تظاهر ذات يوم أنه يرمم نوافذ غرفة الشيخ احمد سيف الذي كان نائمآ فيها ولما تأكد سـنان من ان الشيخ مستغرق في نومه
هجم عليه واغتاله طعنآ بالجنبيه حتى الموت وعند هروب سـنان من الطابق الثالث واجهه احد الحراس وقام سـنان بقتله ايضآ
ولكن سـنان عند خروجه واجهه عند الباب الخارجي ( صالح سعدان ) رحــمـة الله ، ولم يكن صالح سعدان
قد بلغ حينها الحاديه عشر من العمر وعندما راى الجنبيه في يد سـنان تقطر دمآ وهو يخرج من بيت الشيخ بادره صالح سعدان بالبندقيه وارداه قتيلآ .
وبذلك سقط اول قتيل من الثلاثه الذين تضمنتهم مخطط الاغتيال بأعتبار ان بقاءهم على قيد الحياه يشكل عائقآ لدخول الاستعمار الى بيحان ...
وسأورد لكم مخطط اغتيال الهرمين الشامخين ( علوي احمد وعبدالقادر احمد سيف ) رحمهم الله لاحقآ ....