عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2013, 10:12 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

المشرف العام

الرتبة:

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بن نعير

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 893
المشاركات: 2,039
بمعدل : 0.37 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 22

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
بن نعير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي مختلفون على الطهي لا على الـــذبــح

مختلفون على الطهي لا على الذبح


لطالما قرأنا وسمعنا كثيراً عن أكلة لحوم البشر، بيد أننا لم نقرأ قط، ولم نسمع حتى اليوم بأكلة لحوم الأوطان لاسيما لحوم الأوطان المترنحة والهزيلة والمصابة بأكثر من مرض وبأكثر من إعاقة.

في هذا البلد وخلافاً لبلدان العالم هنالك لصوص يحللون لأنفسهم كل شيء بما في ذلك الميتة من الأوطان أو تلك التي تعيش في حالة احتضار كما هو وضع هذا البلد الذي يحتضر اليوم؛ جراء ما أوغله هؤلاء اللصوص من طعن في جسده على امتداد ثلث قرن من الزمن، هذا الاحتضار الذي لم يتوقف عنده القتلة ومصاصو الدماء من إسداء الطعنات إليه حتى وهو في هذه الحالة التي يعاني فيها من سكرات الموت، وفي هذه اللحظة التي يُنتظر أن يلفظ فيها أنفاسه الأخيرة.

باستثناء قلة من شرفاء هذا البلد ممن ساقتهم الأقدار ومنها القدر الوحدوي لتبؤ مناصب مرموقة في الدولة إبان حكم على صالح، والذين ربما لا يتجاوز عددهم عدد أصبع اليد الواحدة، والذي يأتي في مقدمتهم الدكتور ياسين سعيد نعمان.... باستثناء هؤلاء نجد أن كل من عملوا في إطار نظام صالح وفي مواقع ذات تأثير مباشر على الوطن وعلى المواطن سواء بسواء، قد شاركوا في نحر هذا الوطن، وفي ذبحه من الوريد إلى الوريد، سواء ممن هم في موقع الموالاة لنظام صالح، أو في موقع المعارضة الزائفة له؛ طالما جميعهم تلوثت أياديهم بأوساخ المال العام، أو تلطخت بدماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن شماله وجنوبه، وشرقه وغربه على السواء.

لا خلاف حقيقي بين فرقاء السياسة في هذا البلد غير الخلاف على تقاسم الثروات والمراكز الوظيفية الهامة في أجهزة الدولة المختلفة، خلافهم اليوم بعد أن أقدموا على نحر الوطن دون تسمية الله عند نحره، ودون وضع الضحية في اتجاه القبلة لحظة إشهار سكاكينهم الحادة لتصويبها وإيغالها في مواضع عدة من هذا الجسد المنهك والخائر.... خلافهم اليوم بعد سلخ جلد الوطن والشروع في تقطيعه حسب ما يشتهيه الوزان، وحسب ما يشتهيه كل فريق من الفرق المتصارعة في الساحة الوطنية، وحسب ما يشتهيه من يسترق النظر من خلف سياج مسلخ الوطن هو حول الطريقة التي يتم بها طهي لحم هذه الذبيحة، فمنهم من يفضله لحماً ممرقاً وحار المذاق كي يحتسي مرقه قبل هبر لحمه، ومنهم من يفضله لحماً مشوياً حسب ما أعتاد عليه فيما آخرون وهم المتحمدون ممن يطلقون لحاهم للعنان فيستسيغونه كيفما كان.

البحث عمن أوغلوا حرابهم وخناجرهم المسمومة في جسد هذا الوطن لا يتطلب جهداً يذكر؛ كون جميعهم لازالوا على كراسي السلطة حتى اليوم، حتى وإن حاولوا التدليس علينا بالظهور بمظهر الفرقاء في إطار لعبة الموالاة والمعارضة إلا أن هذا المشهد المكشوف لا يعفي أحدهم من مسئولية المشاركة في نحر الوطن وفي إيصالنا إلى ما نحن عليه اليوم من بؤس ومن أمراض ومن مجاعات ومن فوضى ومن انفلات غير مسبوق في تاريخ هذا البلد في أكثر من منحى من مناحي الحياة.

من يريد أن يضع يده على من أوصل هذا البلد وأهله إلى هذا الوضع المزري، وإلى هذا المنعطف الخطير عليه فقط أن يتوجه إلى فندق "موفمبيك" حيث سيجد الكثير ممن يبحث عنهم لاسيما ممن أهلكوا الحرث والنسل، وكوموا الثروات في الداخل وفي الخارج لينتهي بهم المطاف إلى خشبة هذا المسرح الذي يعرضون عليه مسرحيتهم الهزلية – حسب مشاهداتنا اليومية لفصولها- هذه المسرحية التي يراد لنا من خلال عرضها الهزلي أن نصدق بأن من عملوا على تدمير هذا البلد، وعلى خرابه، وعلى تدمير نفسيات أبنائه هم من يؤسسون اليوم لمداميك بناءه من جديد؟!

مرة أخرى أُجزم بأن الكل إلا من رحمه الله متفق ومشارك في نحر الوطن فيما خلافهم الوحيد والوحيد فقط هو على طريقة طهي لحمه


بقلم يحيي السادة













 
عرض البوم صور بن نعير   رد مع اقتباس